إكتشاف نادر على سفوح جبل صنين... لا يوجد في أيّ مكان في العالم (صورة)
تاريخ النشر: 23rd, May 2025 GMT
أعلن الباحث اللبناني الإسباني رامي معلوف ومؤسّس موقع florafauna.life ، في بيان، أنه "بالتعاون مع الدكتور رضا بنزت من جامعة مرسين التركية، تم اكتشاف نوع نباتي جديد من فصيلة Onosma، لا ينمو إلا في نقطة واحدة محدودة على سفوح جبل صنين، تزامنا مع اليوم الدولي للتنوع البيولوجي. وقد أطلق على هذا النوع الاسم العلمي Onosma sanninensis، بينما اختار له مكتشفه اسما عربيا شاعريا هو "نسمة صنين".
وأوضح أن "هذا النوع دقيق التوطن، أي أنه لا يوجد في أي مكان آخر على وجه الأرض. نحن لا نتحدث عن زهرة نادرة فحسب، بل عن كائن حي لا يملك وطنا سوى هذا المنحدر الصخري".
ولفت الى أن "جبل صنين، يعد الأغنى من حيث عدد النباتات المتوطنة والمهددة في لبنان، بل في المشرق كله. يكفي أن نذكر أن ثلاثة أنواع نباتية تحمل اسمه: Allium sannineum، Trifolium sannineum، وTripleurospermum sannineum، والأخيرة يعتقد أنها انقرضت، إذ لم تسجل لها أي مشاهدات أو عينات منذ ثلاثينات القرن الماضي. ومعها اليوم "نسمة صنين" التي تنضم إلى هذه القائمة الحرجة". كما يحتضن صنين نباتات فريدة أخرى مثل Alchemilla diademata، وهي نبتة لبنانية لا تنمو في أي مكان آخر في العالم سوى جبل صنين نفسه، مما يجعلها أيضا من الأنواع الدقيقة التوطن (micro-endemic). وجودها محصور في منطقة ضيقة جدا، مما يزيد من هشاشتها ويجعل أي تغيير بيئي في هذا الجبل تهديدا مباشرا لبقائها".
وحذر معلوف من أن "هذا الاكتشاف يأتي في لحظة حرجة، بعدما دمر جزء كبير من الساحل اللبناني بسبب الردم العشوائي والمرافئ الخاصة والمشاريع العقارية، شهدنا خلال العقود الخمسة الماضية تمددا عمرانيا هائلا في الوديان والتلال: الكسارات والأبنية والطرق... كل ذلك قضى على مساحات واسعة من الغطاء النباتي والغابات".
أضاف: "ما نراه الآن هو تحول تدريجي وخطير للأنشطة البشرية نحو الجبال المرتفعة. منذ نحو 20 عاما، بدأت تظهر المشاريع السياحية، الزراعة غير المنظمة، التحريج العشوائي، وحتى المقالع على ارتفاعات فوق 1800 متر، وهي مناطق كانت حتى وقت قريب تعد المحمية الطبيعية الأخيرة في لبنان".
وتنتمي هذه الزهرة المكتشفة حديثا إلى فصيلة نباتية ذات خصائص علاجية معروفة. وتشير العديد من الدراسات إلى احتوائها على مركبات كيميائية فريدة، أبرزها الشيكونين، الذي يمتلك القدرة على كبح نمو الخلايا السرطانية. ويعتقد أن هذه المركبات قد تحدث موتا للخلايا السرطانية أو تبطئ من انتشارها. وقد أظهرت الأبحاث، على سبيل المثال، فاعليتها ضد أنواع معينة من السرطان كسرطان الثدي والقولون والرئة، وذلك في الدراسات التي أجريت في المختبر وعلى النماذج الحيوانية.
واشار معلوف الى انه "لا تكمن القيمة في الاكتشاف بحد ذاته، بل في ما يمثله. "نسمة صنين" ليست فقط زهرة جديدة، إنها علامة حياة أخيرة من جبل يحتضر ببطء. إذا لم نتحرك الآن، قد نخسر هذه الزهرة إلى الأبد، ومعها نخسر شيئا من ذاكرتنا البيئية والهوية الطبيعية للبنان". مواضيع ذات صلة مفاجأة في صحراء البحر الميت.. اكتشاف هرم قديم وقطع أثرية نادرة (صورة) Lebanon 24 مفاجأة في صحراء البحر الميت.. اكتشاف هرم قديم وقطع أثرية نادرة (صورة)
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
أزمة كبرى قبل المونديال.. فيفا يدرس نقل مواجهة مصر وإيران إلى مكان مفاجئ
يدرس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» خلال الساعات الماضية إجراء تعديل جوهري على مكان إقامة مباراة مصر وإيران، المقرر لها ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة كأس العالم 2026، وذلك بعد اعتراضات رسمية وشكاوى قدمتها اتحادات مشاركة بسبب ارتباط المباراة بفعاليات دعم المثلية الجنسية بمدينة سياتل الأمريكية.
وتأتي هذه التطورات قبل أقل من عام على انطلاق النسخة الأولى من كأس العالم بمشاركة 48 منتخبًا، والتي تُقام في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك خلال الفترة من 11 يونيو إلى 19 يوليو 2026.
مجموعة مصر في كأس العالمأسفرت قرعة كأس العالم 2026، التي أُقيمت في العاصمة الأمريكية واشنطن، عن وقوع منتخب مصر في المجموعة السابعة إلى جانب: بلجيكا – إيران – نيوزيلندا، في مشاركة تاريخية بعد توسعة البطولة.
تفجرت الأزمة عندما كشفت صحيفة «صن» البريطانية أن منتخبي مصر وإيران تقدما بشكاوى رسمية بسبب نية اللجنة المحلية المنظمة في مدينة سياتل تخصيص فعاليات مرتبطة بدعم مجتمع المثليين تزامنًا مع المباراة الأخيرة في المجموعة.
وقالت الصحيفة إن الأمر أثار غضب المنتخبين، خاصة في ظل حساسية الموقف الثقافية والدينية، ما دفع «فيفا» لدراسة نقل المباراة نهائيًا إلى مدينة فانكوفر الكندية كحل بديل لتجنب الأزمة.
وبعد تداول التقارير، أرسل الاتحاد المصري لكرة القدم خطابًا إلى الأمين العام للفيفا، ماتياس جرافستروم، يرفض خلاله بشكل قاطع إقامة أي فعاليات سياسية أو اجتماعية ذات صبغة حساسة خلال المباراة.
أبرز ردود الإتحاد المصري علي أزمة مباراة إيران تمثلت في الآتي:رفض استخدام مباريات كأس العالم للترويج لقضايا مثيرة للجدل.التأكيد على أن الأنشطة المخطط لها تتعارض مع الثقافة والقيم الاجتماعية والدينية في المنطقة.الاستناد إلى المادة الرابعة من لائحة الفيفا الخاصة بالحياد السياسي والاجتماعي.التحذير من تأثير مثل هذه الأنشطة على الجماهير والروح الرياضية.واعتبر الاتحاد المصري أن تخصيص المباراة لمثل هذه الفعاليات قد يتسبب في توتر بين الجماهير ويضع اللاعبين تحت ضغط إضافي.
الموقف الإيراني: اعتراض مماثلمن جانبه، أعلن مهدي تاج، رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، عن تقديم احتجاج رسمي مماثل، مؤكدًا أن القرار «غير عقلاني ولا يمكن قبوله» سواء في مصر أو إيران.
وشدد تاج على ضرورة معالجة الأزمة قبل انطلاق منافسات كأس العالم، مشيرًا إلى أن القرار من شأنه خلق حالة من الجدل غير الضروري في بطولة رياضية عالمية.
تحركات داخل الفيفا ودراسة لنقل المباراةبحسب الصحيفة البريطانية، بدأ الفيفا بالفعل في مناقشة الملف مع اللجنة المحلية المنظمة، مع وجود توجه قوي لنقل المباراة إلى فانكوفر في كندا بدلًا من سياتل، وذلك لانها مدينة بعيدة عن الفعاليات المثيرة للجدل.
وتشير مصادر داخل الفيفا إلى أنّ القرار النهائي قد يصدر خلال الأسابيع المقبلة بعد تقييم الوضع من جميع الجوانب.
وتبدو مباراة مصر وإيران في كأس العالم 2026 على أعتاب تغيير تاريخي قبل انطلاق البطولة، ليس بسبب كرة القدم، ولكن بسبب قضايا اجتماعية وسياسية تطل برأسها داخل الحدث الرياضي الأكبر في العالم.
وبين تمسك مصر وإيران بموقفهما، وضغوط منظمات أخرى تدفع باتجاه عكس ذلك، يجد الفيفا نفسه أمام اختبار كبير للحفاظ على حياد البطولة وتجنب أي صدام ثقافي أو جماهيري.
ويترقب الشارع الرياضي المصري القرار النهائي، وسط تمنيات بأن تركز الأجواء في المونديال على كرة القدم فقط، بعيدًا عن أي عوامل قد تشتت المنتخبات أو تضغط عليها.