لست من المتشائمين أبداً في صلاح حال السودان، أو عبوره من الضوائق التي تتزايد بشكل مستمر. فقبل سنوات قليلة، أيام عهد الرئيس المشير البشير، كنا نتحدث عن ضرورة الإصلاح السياسي في ظل وجود دولة ومؤسسات وأمن وغيرها. وكان كل مجهودنا منصبًا في ذلك، لكن السودانيين عجزوا عن تحقيق ذلك حتى حدث التغيير في أبريل من العام 2019.

ثم بدأنا مرحلة خطيرة في تاريخ السودان، حيث تلاطمت البلاد بأمواج التدخل الخارجي، والحكومة الضعيفة، والكوادر الهشة. حتى أصبح قرار السودان في يد غيره، ومضينا في البحث عن (عظم) الدولة نفسها فلم نجده!!

وصل بنا الأمر إلى مرحلة أكثر خطورة، وصارت البلاد بفعل شراكة وثيقة العام 2019 ومكونات الشراكة في حالة فشل، كراهية، وهشاشة أكثر من بيت العنكبوت. وأصبح قرارنا في يد الآلية الرباعية، وسفراء الدول. لم تعد للدولة هيبة ولا وقار، وصار السودان بلا وجيع، وتوزعته قوى الشر، والجهل، والخيانة من أبنائه. ثم وصلنا إلى الحرب، وحتى الحرب أصبحت مدخلًا للتكسب السياسي والابتزاز. حيث عرفت مجموعة الخيانة الحرب بغير اسمها ورسمها الحقيقي رغم وضوحها الساطع. ولا تزال هذه القوى الشاذة تدافع عن سردياتها الخائنة وتتبناها حتى هذه اللحظة، بالرغم من كل هذا الموت، والقبح، والدمار.

إننا أمام تحديات حقيقية تحتاج إلى قراءة ومكاشفة. وهذه التحديات تتمثل في الشخصية السودانية، أي نحن. أو قل: أمام الشخصية السياسية السودانية. ولندع تحليل الشخصية السودانية بشكل عام لمجال آخر، ونركز على الشخصية السياسية السودانية. قد يتساءل أي شخص: ما الذي يحدث للسودانيين والسودان؟ ما هذا التنازع، وما هذا الصراع، وما هذه المعارك؟

السودانيون يمتلكون صفات طيبة لا تتوافر في غالبية شعوب العالم، وهذا باتفاق شعوب العالم فينا. ولكننا نحتاج إلى تحليل ما يحدث من غالبية الناس تجاه بلدهم، وشعبهم، وأهلهم. أنا هنا لا أقصد المتمردين من الدعم السريع، فهؤلاء قتلة مجرمون بطبعهم. أنا أقصد العديد من النخب والسياسيين. هل نحن نواجه مشكلة في الهوية الوطنية المشتركة؟ أم نحن مكونات شعب هش غير متماسك، جمعتنا دولة وجغرافيا بسلطة الأمر الواقع؟ أم أن لدينا أزمة في التربية الوطنية؟ كيف يمكن للكثير منا أن يخون بلاده، ويرتهن للأجنبي، ولا يحرك فيه تدمير بلاده ساكنًا؟ لماذا لا يعنيه موت الناس، وتدمير البنى التحتية، والنزوح وفقدان الحاضر والماضي والمستقبل؟

هل نحن شعب فيه شيء من الحسد؟ أم نحن شعب منظراتي لا يعمل، خُلق ليعترض؟ ويكره الناجحين والعاملين؟ من الذي يتحمل ما تعيشه بلادنا الآن؟ وكيف نواجه هذا القدر الكبير من المؤامرات والدسائس ضد بلادنا ونحن بهذا الضعف والتشتت؟ ما يواجه بلادنا يحتاج إلى تماسك، ووحدة، وجبهة قوية غير متوفرة لدينا حاليًا. ومع ذلك، أنا متفائل بغدٍ أفضل، ولكن الحقيقة حالتنا تحتاج إلى دراسة.

محمد أبوزيد كروم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

شاهد بالصور.. فنان الثورة السودانية يكمل مراسم زفافه بالقاهرة

أكمل المطرب السوداني, الشاب أحمد أمين, مراسم زواجه في الأيام الماضية بالعاصمة المصرية القاهرة, التي وصلها هو وعروسه قادمين من إحدى دول الخليج.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد وثقت صور تم تداولها على نطاق واسع عبر السوشيال ميديا, لحفل زفاف المطرب الشاب الذي حضره عدد من أصدقائه المطربين.

الجدير بالذكر أن الفنان أحمد أمين, كان قد اشتهر خلال الثورة السودانية, التي أطاحت بنظام الرئيس البشير, بأغنيته التي لاقت رواجاً واسعاً وقتها “هجمونا والبنوت نيام”.

محمد عثمان _ النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

Promotion Content

أعشاب ونباتات           رجيم وأنظمة غذائية            لحوم وأسماك

2025/12/12 فيسبوك ‫X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة روضة الحاج: يا بلادي أنا بالبابِ وفي كفي الأناشيدُ التي كنتِ تحبينَ2025/12/12 ???? توضيح من شيخ الأمين: أنا أصدق بقال وأجد نفسي معه في حيرة من هذا الجو المليء بالدسائس والأكاذيب والزيف2025/12/12 أرملة المذيع الراحل محمد محمود حسكا تصل القاهرة لتلقي العزاء وتوجه رسالة لكل من يطلبه دين أو أمانة (تصلك لحدي عندك) وتكشف عن مكان العزاء بمصر2025/12/11 شاهد بالصور والفيديو.. عشرات السودانيين بالقاهرة يشيعون المذيع الراحل محمد محمود لمثواه الأخير2025/12/11 شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل وتستعرض بجسمها في وصلة رقص فاضحة داخل منزلها2025/12/11 شاهد بالفيديو.. لاعب المنتخب البحريني: (الجمهور السوداني فاكهة البطولة وأكثر من 20 ألف مشجع حرصوا على مساندة منتخبهم رغم مغادرته البطولة)2025/12/11شاهد أيضاً إغلاق مدارات بالصورة.. فنان الطمبور الأول محمد النصري يلتحق رسمياً بالقوات المسلحة 2025/12/11

الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • حضرموت.. بين مطرقة الاحتلال المقنع وسندان أدواته
  • شاهد بالصور.. فنان الثورة السودانية يكمل مراسم زفافه بالقاهرة
  • مسيرة لقوات الدعم السريع تستهدف حي طيبة شرقي مدينة الأبيض السودانية
  • مدعوون للمقابلة الشخصية لوظيفة محلل أمن سيبراني / أسماء
  • الدكتور محمد ورداني: الشخصية السوية لا تقوم على مظاهر سطحية
  • محمد دياب يكتب: غزة بين الإنهيار وتمرد الإحتلال
  • علي فوزي يكتب.. السودان بين الصراع والبحث عن قائدٍ وطني
  • الفنان الشهير محمد النصري يلتحق بالقوات المسلحة السودانية
  • عبد المسيح: لبنان لا ينهض إلا بالعدالة والنزاهة
  • الدويري: أخشى أن تنقسم الجغرافيا السودانية كما هو الحال في ليبيا