منظمة سويسرية تدعو للتحقيق في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" التي ستوزع المساعدات بسبب شكوك في حيادها
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
طالبت منظمة "ترايال إنترناشيونال" غير الحكومية، في سويسرا، السلطات الفيدرالية بفتح تحقيق رسمي في أنشطة "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، وهي منظمة أمريكية حديثة النشأة بدعم مباشر من واشنطن، تخطط لتولي إدارة توزيع المساعدات في غزة، رغم اعتراض الأمم المتحدة التي قالت إنها لا تستوفي شروط الحياد والنزاهة اعلان
وأعلنت المنظمة السويسرية أنها قدّمت في 20 أيار/مايو طلبًا إلى هيئة الرقابة الفيدرالية على المؤسسات، أعقبته في 21 أيار/مايو بطلب آخر إلى وزارة الخارجية السويسرية، للتحقق مما إذا كانت مؤسسة GHF تمتثل للقانون السويسري والقانون الإنساني الدولي، ولا سيما في ظل استخدامها المرتقب لشركتين أمنيتين أمريكيتين ضمن عملياتها الميدانية.
وقال فيليب غرانت، المدير التنفيذي لمنظمة ترايال إنترناشيونال، في تصريح لوكالة رويترز: "نحن نطلب من سويسرا أن تمارس التزامها الخاص بموجب اتفاقيات جنيف باحترام القانون الإنساني الدولي... هناك قضايا خطيرة للغاية على المحك".
كما طالبت المنظمة وزارة الخارجية السويسرية بتوضيح ما إذا كانت مؤسسة GHF قد حصلت على تصريح لاستخدام شركات أمن خاصة لتوزيع المساعدات، وما إذا كانت السلطات وافقت على هذه الإجراءات غير المسبوقة ضمن السياق الإنساني السويسري.
تواجه مؤسسة GHF انتقادات حادة من منظمات دولية، إذ أعربت الأمم المتحدة عن رفضها الخطة المعلنة لتوزيع المساعدات، معتبرة أنها "لا تستوفي شروط الحياد والنزاهة الإنسانية"، محذّرة من أنها "ستؤدي إلى مزيد من النزوح وتعرض آلاف المدنيين للخطر".
ورغم ذلك، تؤكد مؤسسة GHF أنها "تلتزم بصرامة بالمبادئ الإنسانية"، وتنفي أي نية في دعم عمليات نقل قسري للمدنيين. وذكرت المؤسسة أنها تأمل في بدء عملياتها في غزة قبل نهاية أيار/مايو الجاري، عقب محادثات مع مسؤولين إسرائيليين سمحت مؤقتًا باستئناف إدخال المساعدات، بانتظار إنشاء "مواقع توزيع آمنة" تشرف عليها فرق المؤسسة.
Relatedبينهم رضيع عمره أيام وطفل لم يتجاوز السنتين.. غارات إسرائيلية تقتل العشرات في غزةخطة المساعدات الأمريكية لغزة: ماذا نعرف عنها؟ ومن يتولى تنفيذها؟لا ماء ولا طعام.. آلاف الفلسطينيين يصارعون الجوع والعطش والخوف في قطاع غزةوبحسب وثائق رسمية صادرة عنها، تستهدف المرحلة الأولى من خطة GHF إيصال المساعدات إلى 1.2 مليون فلسطيني، مع توسيع القدرة لاحقًا لتصل إلى أكثر من مليوني شخص.
وتشمل الخطة توزيع 300 مليون وجبة معلبة خلال التسعين يومًا الأولى، بتكلفة تُقدّر بـ1.30 دولار أمريكي للوجبة الواحدة، تغطي خدمات النقل والتخزين والتوزيع والأمن. كما تتضمن توفير مستلزمات النظافة والإمدادات الطبية عبر آليات مراقبة صارمة.
مساعدات "بالقطّارة"تأتي هذه التطورات فيما لا تزال غزة تخوض معركة يومية من أجل البقاء، وسط تحذيرات متصاعدة من خطر المجاعة الواسعة النطاق. ورغم أن السلطات الإسرائيلية استأنفت مؤخرًا إدخال المساعدات إلى غزة بعد حصار دام 11 أسبوعًا، إلا أن الإمدادات تدخل إلى القطاع بـ"القطّارة"، فتبقى عاجزة بذلك عن تلبية الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة لسكان القطاع.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد وجّه انتقادات لاذعة إلى إسرائيل، مؤكدًا أن "شعب غزة يواجه خطر المجاعة والعالم يتفرّج"، داعيًا الدولة العبرية إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق.
وأفاد غوتيريش بأن إسرائيل سمحت فقط بدخول 50 شاحنة مساعدات، في وقت تنتظر فيه 400 شاحنة أخرى العبور إلى القطاع. وأكد أن هذا الرقم "ضئيل للغاية" ولا يلبّي الحد الأدنى من الاحتياجات، مشددًا على ضرورة "تدفق كبير وثابت للإمدادات الإنسانية" لتفادي كارثة وشيكة.
ويحذر مسؤولون أمميون ومنظمات إغاثية من أن القطاع المحاصر يقف على مشارف "موت جماعي صامت"، ما لم يُسمح بدخول كميات كافية من الغذاء والدواء والوقود خلال الأيام المقبلة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل غزة دونالد ترامب الصين فلسطين طلبة طلاب إسرائيل غزة دونالد ترامب الصين فلسطين طلبة طلاب قطاع غزة مجاعة إسرائيل سويسرا الأمم المتحدة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل غزة دونالد ترامب الصين فلسطين طلبة طلاب سوريا أسرى محكمة قتل إيران روسيا أیار مایو
إقرأ أيضاً:
يونيسف: 519 طفلًا في غزة دخلوا دائرة سوء التغذية الحاد في مايو الماضي
أكد كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة اليونيسف في الأراضي الفلسطينية، أن القانون الدولي واضح في تحديد مسؤولية إيصال المساعدات، لكن إسرائيل تخرق هذه القواعد بشكل يومي، دون محاسبة.
وأوضح أبو خلف في مداخلة ببرنامج «منتصف النهار»، وتقدمه الإعلامية هاجر جلال، على قناة القاهرة الإخبارية، أن ما يجري في قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 يمثل انهيارًا كاملًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، مشددًا على أن المساعدات الإنسانية يجب أن توزع من خلال جهات مدنية مختصة، لا من قبل جيوش الاحتلال.
وتابع: «لم تبقَ مادة في القانون الدولي الإنساني إلا وخرقها هذا العدوان.. التقارير التي تصلنا يوميًا من غزة تنقل صورًا لفظائع لا تفسير لها، لا أخلاقيًا ولا إنسانيًا».
ورفض أبو خلف مزاعم الحكومة الإسرائيلية بأنها تقوم بتوزيع المساعدات لمنع وصولها إلى حماس، واصفًا ذلك بأنه ذريعة متناقضة، مضيفًا: «إذا كانت حماس قد تم القضاء عليها كما تزعم إسرائيل، فلماذا تستمر في منع دخول المساعدات أو تقييدها؟ ولماذا لا يُسمح بدخول كميات أكبر؟».
وأشار إلى أرقام صادمة من تقارير أممية حديثة، حيث دخل 519 طفلًا في دائرة سوء التغذية الحاد في مايو، 636 طفلًا في المرحلة الأخطر من سوء التغذية، 5800 طفل في يونيو فقط يعانون من سوء تغذية حاد.
كما حذر من أن تقرير «التحليل المرحلي للأمن الغذائي» يتوقع دخول 470 ألف شخص في قطاع غزة، بينهم أطفال، دوائر سوء التغذية الحاد بحلول سبتمبر المقبل إذا استمر الوضع على حاله.