المليشيا حاولت تطبيق نفس استراتيجية الجيش، التضحية بالأرض مقابل الاحتفاظ بالقوة
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
بعد انتشار المليشيا ونقلها للحرب خارج العاصمة وتهديد عدد من الولايات في آن واحد، خصوصا ولايات الشرق والوسط، استطاعت استنزاف موارد الجيش في الدفاع عن المناطق المهددة وهي موراد كان يمكنه استخدامها في معركة الخرطوم ما أدى إلى تأخير تحرير الخرطوم.
التهديد بضرب عدد من المناطق بشكل متزامن يفرض على المدافع توفير الحماية لكل المناطق المهددة على الرغم من أن العدو لا يستطيع أن يشن هجوما متزامنا عليها بسبب محدودية موارده، ولكن المدافع مضطر للحماية كل المناطق المهددة كما لو كانت تتعرض لهجوم متزامن والسبب هو عدم معرفة نوايا العدو المهاجم.
الآن الآية معكوسة. الجيش أصبح في وضعية هجوم ويهدد عدد من المناطق التي تسيطر عليها المليشيا، وعلى المليشيا أن تحمي كل المحاور وكل النقاط على الرغم من أن الجيش لن يهاجمها جميعها في نفس الوقت. حماية كل المواقع المهددة من الجيش يعني تجميد وتشتيت موارد المليشيا، ويضعها أمام خيارات التضحية ببعض المناطق مقابل حماية مناطق أهم. يمكن أن نفهم الانسحابات وإعادة التموضع، بغض النظر عن كونها هزائم، في هذا الإطار. المليشيا حاولت تطبيق نفس استراتيجية الجيش، التضحية بالأرض مقابل الاحتفاظ بالقوة، وذلك على أمل تحطيم قوة الجيش ثم الهجوم مرة أخرى. ولكن مع التراجع والخسائر التي تتعرض لها وفشلها في منع هذه الخسائر وإيقاف تقدم الجيش، فإن هذه الاستراتيجية فاشلة، والمليشيا مليشيا في النهاية ولا تستطيع أن تحاكي الجيش والدولة. الجيش انكمش ودافع واستنزف المليشيا واستعد وجهز قواته وتسليحه ثم شن هجومه المضاد. إستطاع أن يفعل ذلك لأنه كان يملك العمق اللازم لذلك، يملك الدولة ومساحة جغرافية آمنة للحركة، يملك منفذا بحريا ومطارات، ويملك مؤسسات وعلاقات خارجية وحاضنة شعبية قوية. المليشيا لا تملك كل هذه المقومات، ولذلك ستفشل في الدفاع مثلما فشلت في الهجوم.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
ولادة أزيد من 80 حيوانا من الأنواع النادرة والمهددة بالانقراض في حديقة الرباط
أعلنت حديقة الحيوانات الوطنية بالرباط، بمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي الذي يصادف 22 ماي من كل سنة، عن ولادة أزيد من 80 حيوانا منذ مطلع سنة 2025.
وأوضح بلاغ لإدارة الحديقة الوطنية، أن الولادات تهم، بالأساس، أنواعا رمزية من التراث الطبيعي المغربي والإفريقي، وتعكس الدور الأساسي الذي تضطلع به الحديقة في مجال حماية الحيوانات البرية خارج موائلها الطبيعية، لا سيما تلك المهددة بالانقراض.
وأضاف المصدر ذاته، أنه « من بين الولادات الجديدة توجد أنواع رمزية مهددة بالانقراض، من بينها لبؤة الأطلس (حيوان رمزي اختفى من البرية)، والذئب الإفريقي، أحد أكثر الحيوانات المفترسة المهددة على مستوى القارة، بالإضافة إلى المها أبو عدس، وهو نوع من الظباء الصحراوية المصنفة في خانة الخطر الشديد، إلى جانب الضأن البربري وغزال دوركاس، وكلاهما من الأنواع المعرضة للخطر وتخضع لبرامج وطنية للحفاظ عليها.
كما سجلت الحديقة ولادات بارزة أخرى، تضم ظبي « ليتشوي »، و »البابون »، و »السيرفال »، والأيل البربري، والزباد الشائع، وأبو منجل الناسك، والنسر الأسمر؛ وهي كلها أصناف تصونها حديقة الحيوانات الوطنية في إطار مهمتها الاستراتيجية.
وتعزى هذه النتائج، حسب البلاغ، إلى التدبير المحكم للمجموعة الحيوانية، مقترنا بتخطيط علمي بعيد المدى، حيث ساهم الاختيار المدروس للأنواع المخصصة للتكاثر، وتجديد السلالات وراثيا، إضافة إلى تشكيل نوى تأسيسية متنوعة، في تحسين معدلات التكاثر وتعزيز أعداد الأنواع ذات الأولوية.
وأضاف البيان، أن هذه النجاحات تجسد وجاهة البرامج التي تم تنفيذها، والالتزام المستمر للحديقة من أجل الحفاظ على هذا التنوع، مشيرا إلى أنه في ظل التراجع المتسارع لهذا التنوع عبر العالم، تبرز حدائق الحيوانات الحديثة كفضاءات محورية للحفاظ على الكائنات المهددة.
وضمن هذه الدينامية العالمية، تواصل الحديقة الوطنية انخراطها في برامج التكاثر والحماية الجينية والتوعية، وفقا للمعايير الدولية وخطط العمل المعتمدة.
وتشرف حديقة الحيوانات الوطنية بالرباط، التي تضم أكثر من 2000 حيوان يمثلون حوالي 170 نوعا، على تنفيذ 22 برنامجا لحماية الأنواع النادرة والمتوطنة والمهددة.
وابتداء من يونيو 2025، سيحظى الزوار بمتعة استكشاف هذه الحيوانات الصغيرة، في تجربة تحتفي بالحياة البرية، وتسهم في التوعية بأهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي.
كلمات دلالية الرياط انقراض حديقة الحيوانات حيوانات مهددة نادرة