بعد انتشار المليشيا ونقلها للحرب خارج العاصمة وتهديد عدد من الولايات في آن واحد، خصوصا ولايات الشرق والوسط، استطاعت استنزاف موارد الجيش في الدفاع عن المناطق المهددة وهي موراد كان يمكنه استخدامها في معركة الخرطوم ما أدى إلى تأخير تحرير الخرطوم.

التهديد بضرب عدد من المناطق بشكل متزامن يفرض على المدافع توفير الحماية لكل المناطق المهددة على الرغم من أن العدو لا يستطيع أن يشن هجوما متزامنا عليها بسبب محدودية موارده، ولكن المدافع مضطر للحماية كل المناطق المهددة كما لو كانت تتعرض لهجوم متزامن والسبب هو عدم معرفة نوايا العدو المهاجم.

هكذا كان الجيش يحتاج أن يحمي شندي والقضارف والمناقل وسنار والنيل الأبيض رغم أن المليشيا لا تستطيع مهاجمة كل هذه المناطق في نفس الوقت، ولكنها قد تهاجم أيا منها أو بعضها. هنا تعرض الجيش لنوع من تجميد الموارد، قوات وسلاح وعتاد، اضطر أن يجمدها ولا يستخدمها في الهجوم على المليشيا، ولم يتمكن الجيش من بدء الهجوم إلا بعد استنزاف المليشيا وضربها وإفقادها المقدرة على الهجوم واحتاج إلى عدد كبير من القوات والمتحركات قبل أن يبدأ الهجوم الشامل.

الآن الآية معكوسة. الجيش أصبح في وضعية هجوم ويهدد عدد من المناطق التي تسيطر عليها المليشيا، وعلى المليشيا أن تحمي كل المحاور وكل النقاط على الرغم من أن الجيش لن يهاجمها جميعها في نفس الوقت. حماية كل المواقع المهددة من الجيش يعني تجميد وتشتيت موارد المليشيا، ويضعها أمام خيارات التضحية ببعض المناطق مقابل حماية مناطق أهم. يمكن أن نفهم الانسحابات وإعادة التموضع، بغض النظر عن كونها هزائم، في هذا الإطار. المليشيا حاولت تطبيق نفس استراتيجية الجيش، التضحية بالأرض مقابل الاحتفاظ بالقوة، وذلك على أمل تحطيم قوة الجيش ثم الهجوم مرة أخرى. ولكن مع التراجع والخسائر التي تتعرض لها وفشلها في منع هذه الخسائر وإيقاف تقدم الجيش، فإن هذه الاستراتيجية فاشلة، والمليشيا مليشيا في النهاية ولا تستطيع أن تحاكي الجيش والدولة. الجيش انكمش ودافع واستنزف المليشيا واستعد وجهز قواته وتسليحه ثم شن هجومه المضاد. إستطاع أن يفعل ذلك لأنه كان يملك العمق اللازم لذلك، يملك الدولة ومساحة جغرافية آمنة للحركة، يملك منفذا بحريا ومطارات، ويملك مؤسسات وعلاقات خارجية وحاضنة شعبية قوية. المليشيا لا تملك كل هذه المقومات، ولذلك ستفشل في الدفاع مثلما فشلت في الهجوم.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

استشهاد وإصابة 5 من القوات المشتركة بقصف حوثي ورد مكثف يكبد المليشيا خسائر بالحديدة

سقط شهيدان من أفراد القوات المشتركة وأُصيب ثلاثة آخرون، الخميس 10 يوليو /تموز 2025، بمقذوف أطلقته مليشيا الحوثي الإرهابية، فيما قُتل وأُصيب عدد من عناصر المليشيا برد مباشر ومركّز من قِبل أفراد القوات المشتركة المرابطين في خطوط التماس جنوبي محافظة الحديدة.

وأفاد مصدر عسكري، بأن مليشيا الحوثي الإرهابية استهدفت بمقذوفات هاون مواقع في خطوط التماس تابعة للقوات المشتركة ما أسفر عن استشهاد الجنديَّين: مرسل فهد عبده يحيى علي وعبده عبده يحيى، وإصابة الجنود: أنس عبده محمد سعد الشميري ومحمد بشير سالم علي زعتر ومحمد ناجي سعيد أحمد.

وأشار إلى أن أفراد القوات المشتركة في خطوط التماس ردوا على الفور بضربات مركزة على مواقع لمليشيا الحوثي أوقعت قتلى وجرحى في صفوفها.

مقالات مشابهة

  • الجيش يوقف 56 سوريًا في عدد من المناطق... ما السبب؟
  • أنقرة تعيد تأهيل الجيش الليبي.. اتفاقية استراتيجية لتعزيز المؤسسة العسكرية
  • استشهاد وإصابة 5 من القوات المشتركة بقصف حوثي ورد مكثف يكبد المليشيا خسائر بالحديدة
  • شاهد: كتائب القسام تنشر مقطعا لقتل جندي حاولت أسره جنوب قطاع غزة
  • بالمناسبة الحزب الشيوعي أحد داعمي المليشيا
  • الصدر: حاولت التواجد في السياسة لأجل الاصلاح.. وهي عندي أهونُ من عفطة عنز
  • الأحوال المدنية: يمكن الاحتفاظ ببطاقة الهوية الوطنية أو سجل الأسرة عند التعويض عنها
  • النصر السعودي يدخل سباق التعاقد مع وسام أبو علي.. واللاعب يملك عروضًا خليجية قوية
  • الحديدة.. مليشيا الحوثي تغلق بالقوة مقر شركة صرافة بالتحيتا
  • هل يملك ترامب فرصة حقيقية للفوز بجائزة نوبل للسلام؟