الخضوري لـ"الرؤية": منصة "قيمة" تتبنى فكرا اقتصاديا تنمويا لتعزيز مفاهيم "المحتوى المحلي" و"القيمة المضافة"
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
◄ العمل على سد الفجوة المعرفية والتطبيقية في مجال القيمة المحلية المضافة
◄ السعي لإطلاق مبادرات وتقديم توصيات لتمكين الأداء المؤسسي بالقطاعين العام والخاص
◄ المساهمة في تعزيز التعاون بين الكفاءات العمانية لبلورة خطاب اقتصادي موحد
◄ الاستفادة من التجارب الدولية للارتقاء بالاقتصاد الوطني
الرؤية- ريم الحامدية
يقول سلطان الخضوري مؤسس منصة "قيمة"، إنه يسعى لتكون هذه المنصة أول كيان مؤسسي وطني مستقل ومتخصص في تعزيز مفاهيم المحتوى المحلي والقيمة المحلية المضافة وتوفير بيئة معرفية تفاعلية تربط المختصين والممارسين وصناع القرار، لافتاً إلى أنها بمثابة مبادرة وطنية نوعية لتحويل النقاشات التي تدور بين الأعضاء إلى توصيات ومبادرات قابلة للتطبيق، بما يدعم التكامل بين القطاعين العام والخاص.
ويضيف- في تصريحات لـ"الرؤية"- أن الفترة المقبلة ستشهد تحويل هذه المنصة إلى كيان مؤسسي مرخص سواء كجمعية أو مركز وطني، لتكون صوت المختصين ومشاركًا وطنيًا في إعداد سياسات المحتوى المحلي، حتى يتثنى لها القيام بأدوار استراتيجية تشمل بناء المعرفة وإطلاق المبادرات وتقديم التوصيات وتمكين الأداء المؤسسي في القطاعين العام والخاص.
وعن بداية الفكرة، يقول الخضوري: "انطلقت فكرة مجموعة (قيمة) من جلسة نقاش خاصة حول المحتوى المحلي بيني وبين ثريا اليعقوبية إحدى الطاقات الوطنية الملهمة والتي تعمل في مجال القيمة المحلية المضافة في إحدى شركات القطاع الخاص، وخلال هذا النقاش تبلورت ملامح الفجوة، خصوصًا في التنسيق وتكامل الأدوار وفهم المصطلحات والمفاهيم، ومن هنا نضجت الفكرة وبدأنا الترويج لها كمجموعة أو كأول تجمّع نوعي يجمع المختصين والمهتمين بالمجال، وبلغ عدد الأعضاء قرابة 200 عضو مختص ومنظم حتى الآن، كما تم الاتفاق مع شركة أزل وهي إحدى الشركات الإعلامية، ليتم من خلالها تصوير وتمويل الحلقات المصورة، وإدارة منصات المجموعة لنشر الوعي المجتمعي".
ويشير إلى أن الهدف الرئيسي من تأسيس "قيمة" يتمثل في سد الفجوة المعرفية والتطبيقية في مجال القيمة المحلية المضافة في سلطنة عُمان، حيث برزت هذه الفجوة نتيجة تباين الفهم لبعض المفاهيم وغياب منصة موحدة تضم المختصين والمهتمين لتبادل التجارب والمشاركة في صياغة توجهات وطنية خاصة بالمحتوى المحلي، مؤكدا أن هذه المبادرة تعزيز التعاون بين الكفاءات العُمانية لبلورة خطاب اقتصادي موحد يدفع نحو تنفيذ توجيهات حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق- حفظه الله- المتعلقة بتعزيز المحتوى المحلي وتحقيق الأهداف التنموية لرؤية "عُمان 2040".
ويُعرّف الخضوري القيمة المحلية المضافة في السياق العُماني بأنها: "الجزء من الإنفاق الذي يبقى داخل الاقتصاد الوطني نتيجة استخدام عناصر محلية مثل الأيدي العاملة الوطنية، والمنتجات والخدمات المحلية، الأصول الثابتة، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة"، مشددا على أهمية التوعية بها في رفع كفاءة الاقتصاد الوطني، وتعظيم الأثر المحلي للمشاريع والمشتريات الحكومية والخاصة، وتوجيه الإنفاق نحو الداخل لتعزيز الإنتاج والتوظيف والاستثمار، إلى جانب بناء قاعدة معرفية موحدة للمهنيين وصناع القرار.
ويؤكد الخضوري أن "قيمة" تسير وفق خطة تأسيسية مرحلية واضحة، تتكون من ثلاث مراحل وهي مرحلة الوعي والتجميع المعرفي (2024–2025)، وتشمل تنظيم الحوارات والنقاشات الشهرية، ومرحلة التأسيس الرسمي كجمعية عمانية معنية بالمحتوى المحلي، ومرحلة التأثير والسياسات، وتتضمن تقديم التوصيات والتقارير للجهات المختصة.
أما عن أبرز المحاور التي تركز عليها المجموعة حاليًا، فيوضح: "نحن نعمل على توحيد المفاهيم والمصطلحات، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والتوطين وربط التوظيف بالقيمة المحلية، بالإضافة إلى إجراء دراسات مقارنة دولية، مثل تجارب السعودية وأمريكا ونيجيريا، وتحليل السياسات واللوائح الوطنية."
ويبيّن أنه يتم طرح نقاشات تخصصية داخل المجموعة في مجالات السياسات الوطنية واللوائح التنظيمية، والتجارب الخليجية والدولية، وتحديات التنفيذ، وآليات الرصد والقياس، إلى جانب قصص وتجارب واقعية من السوق العُماني، مضيفا: "يتم توثيق هذه النقاشات شهريًا من خلال تقارير احترافية تشمل تحليل المشاركات، واستخلاص التوصيات، وتحديد الدروس المستفادة، ويتم التخطيط لتحويل بعض هذه المخرجات إلى أوراق سياسات أو مشاريع توعوية مستقبلًا".
ويذكر الخضوري أن "قيمة" تتبنى فكرًا تنمويًا اقتصاديًا وطنيًا، يركز على تعظيم الأثر المحلي للإنفاق العام والخاص، وتوطين سلاسل القيمة والإنتاج، والتمكين الاقتصادي للمواطن، وتكريس شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص، مؤكدا: "نهدف إلى توسيع هذا الفكر ليصل إلى صناع القرار، وقيادات القطاعين، والباحثين، والطلاب، والممارسين الاقتصاديين."
ويفخر الخضوري بفريق العمل قائلاً: "الأعضاء المؤسسون هم نخبة من المختصين في مجالات القيمة المحلية المضافة والمحتوى المحلي، إلى جانب متخصصين في السياسات الاقتصادية والاستثمار والمناقصات، وأصحاب خبرات في قطاع النفط والغاز والصناعة وريادة الأعمال، وكذلك شخصيات أكاديمية ومهنية لها إسهامات في هذا المجال، وتشمل معايير العضوية وجود خبرة مثبتة في مجالات ذات علاقة، والالتزام بالتفاعل والمشاركة، والسعي لتبادل المعرفة".
وعن الشراكات، يوضح: "حتى اللحظة، لا توجد شراكات رسمية مباشرة، لكن هناك تواصل وتفاعل بسيط مع بعض الجهات الحكومية والخاصة، كما أن أعضاء المجموعة على ارتباط بعدة مؤسسات من القطاعين العام والخاص، وسيتم لاحقًا إطلاق شراكات رسمية بمجرد تحول (قيمة) إلى كيان مؤسسي معترف به".
ويلفت الخضوري إلى أن دعم المجتمع لأهداف "قيمة" يمكن أن يتم من خلال دعم المنتجات والشركات المحلية كأداة لتحقيق المحتوى المحلي، والترويج للمحتوى المحلي عبر وسائل التواصل، والانضمام إلى الجلسات التخصصية والمبادرات المستقبلية.
وعن الخطط القادمة، يبيّن: "نستعد لإطلاق سلسلة لقاءات مرئية مع مختصين وقيادات اقتصادية، بهدف تمكين العاملين في المجال من تحقيق أقصى استفادة، خصوصًا في تمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتطوير الكوادر العُمانية، كما نعمل على إعداد أدلة مختصرة بلغة مهنية للمختصين، وتقرير وطني دوري حول توجهات المحتوى المحلي، والمشاركة في تنظيم ملتقى سنوي متخصص في هذا المجال، والسير قدمًا نحو تأسيس الجمعية العُمانية للمحتوى المحلي رسميًا، وأطالب الجهات المعنية بتوحيد المصطلحات والمفاهيم، وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من العقود والمناقصات، وتبني حوافز قائمة على أداء الشركات في المحتوى المحلي، وتفعيل مبدأ الشفافية ونشر التقارير حول نسب القيمة المحلية".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
وزير الصحة يلتقي مدير شركة GE للرعاية الصحية لتعزيز التعاون في التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا
التقى الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، السيد كريس بونيت المدير العام لشركة جنرال إلكتريك (GE) للرعاية الصحية، وعددٍ من ممثلي الشركة، لمناقشة سُبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية في القطاع الصحي، ودعم خطط التصنيع المحلي، ونقل التكنولوجيا وتوطين الخبرات في مصر، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ78 لجمعية الصحة العالمية المنعقدة في مدينة جنيف السويسرية.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن اللقاء تناول بحث أوجه التعاون المشترك في مجالات التصنيع المحلي، ونقل التكنولوجيا، وتدريب الكوادر الصحية، مشيرًا إلى أن المباحثات تأتي في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز الشراكات مع كبرى الشركات العالمية، بما ينعكس على تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين.
وأشار «عبدالغفار» إلى أن الاجتماع استعرض عددًا من الأهداف الرئيسية، شملت إنتاج أول جهاز موجات فوق صوتية (Ultrasound) محليًا بحلول يوليو 2025، تمهيدًا لتوسيع التصنيع ليشمل أجهزة أخرى، ودراسة تصنيع أجهزة طبية إضافية محليًا، تشمل أجهزة الأشعة، وتخطيط القلب (ECG)، وأجهزة التنفس الصناعي، وأجهزة الأشعة السينية.
وتابع «عبدالغفار» أن الاجتماع بحث خطة الانتهاء من تسليم وتشغيل مختبر قسطرة القلب المتنقل (Mobile Cath Lab) خلال الربع الثالث من العام الجاري، كما تناول خطة إطلاق برامج تدريبية للعاملين في القطاع الصحي، لضمان التشغيل الأمثل للأجهزة المتقدمة المنتجة محليًا.
وذكر «عبدالغفار» أن اللقاء ناقش سبل تعزيز التعاون في تطوير البنية التحتية الصحية، خاصة في المستشفيات والمراكز الصحية والمرافق المتنقلة، والتباحث حول فرص البحث والابتكار المشترك في المجالات الصحية ذات الأولوية لمصر، إلى جانب وضع إطار عام لشراكة طويلة الأمد بين وزارة الصحة وشركة GE تدعم التنمية المستدامة للقطاع الصحي في مصر.
وقال «عبدالغفار» إن الجانبين ناقشا عددًا من مجالات التعاون المقترحة، شملت توريد أحدث الأجهزة الطبية والتكنولوجيات المتقدمة، وتعزيز خدمات الطب «عن بُعد» والرعاية الرقمية، وتطوير أنظمة إدارة صحة السكان، بما في ذلك السجلات الصحية الإلكترونية، ودمج تقنيات تحليل البيانات الصحية مع السياسات الوطنية الصحية.
ولفت «عبدالغفار» أن الاجتماع تناول رفع كفاءة الكوادر البشرية الصحية من خلال التدريب والتأهيل المستمر، ودعم البحث العلمي والابتكار في المجالات الطبية، وتطبيق حلول صحية مستدامة، بما يشمل الأجهزة الموفرة للطاقة وإدارة النفايات الطبية، إلى جانب إطلاق حملات توعية عامة تركز على الوقاية والكشف المبكر، وتطوير قواعد بيانات وطنية لدعم متخذي القرار في القطاع الصحي.
حضر الاجتماع، الدكتور فليكس أويدلهوفن المدير التنفيذي ورئيس الشؤون الحكومية والسياسات العامة لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لشركة GE للرعاية الصحية، والدكتورة فيلانا موغينيي مديرة الشؤون الحكومية والسياسات العامة، وإتاحة الوصول إلى السوق – إفريقيا لشركة GE للرعاية الصحية.