"قرة لمشروعات الطاقة والاستثمار" تنظم ورشة عمل بالتعاون مع ميتسوبيشي "إم أتش أي إنجين سيستم الشرق الأوسط" لاستعراض أحدث المحركات البحرية في مصر
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
"النيل هو الحياة": قرة وميتسوبيشي "إم أتش أي إنجين سيستم الشرق الأوسط" ينظمان مبادرة بيئية لحماية نهر النيل
نظمت شركة قرة لمشروعات الطاقة والاستثمار وشركة ميتسوبيشي "إم أتش أي إنجين سيستم الشرق الأوسط" - إحدى شركات مجموعة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة (MHI) - بالتعاون مع شركة بترومارين إيجيبت ورشة عمل موسعة في الإسكندرية، شهدت استعراض أحدث محركات ميتسوبيشي البحرية والتأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين قرة وميتسوبيشي، والتي تهدف إلى تقديم حلول بحرية مبتكرة ومستدامة للسوق المصري.
ويأتي هذا الحدث في أعقاب توقيع اتفاقية حصرية بين الشركتين، أصبحت بموجبها "قرة" الوكيل الرسمي لمحركات ميتسوبيشي البحرية في مصر، لتُضاف إلى سجل التعاون الناجح بين الطرفين الممتد لأكثر من 25 عامًا في مجالات الطاقة المختلفة.
وحظيت ورشة العمل بمشاركة نخبة من كبار الشخصيات والخبراء في قطاعات الصناعة والطاقة، أبرزهم: المهندس محمد المهندس - رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصري، والدكتور محمد محرم - نائب رئيس جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية، وعضو المجلس الأعلى للجامعات، ورئيس مجلس إدارة شركة محرم جروب، والدكتورة سوزيت الريدي - مستشار اتحاد الصناعات المصرية، ورئيس جمعية ريادة الأعمال، ورئيس قطاع الاقتصاد والاستثمار بمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، والمهندس محمد مختار - رئيس مجلس إدارة شركة بي بي أراب كونترول سيستم، والمهندس حسين خليل - رئيس مجلس إدارة شركة كونتيننتال للتوريدات البحرية، والسيد مارتن فان – ممثلا عن الشركة المصرية الهولندية للتكريك، ومن جانب ميتسوبيشي، حضر كل من: السيد تاتسويا أوكوبو - مدير مبيعات القطاع البحري في شركة إم أتش أي إنجين سيستم الشرق الأوسط، والسيد كازواومي إيكيدا – المدير العام لشركة إم أتش أي إنجين سيستم الشرق الأوسط، والسيدة إيريكا يوان – مديرة مشروع في شركة "ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة - محركات وشواحن توربينية" في اليابان، والسيد كريم خليل - المدير التنفيذي لشركة إم أتش أي إنجين سيستم الشرق الأوسط، كما شارك من شركة قرة: المهندس محمد مدحت - المدير التنفيذي لوحدة أعمال الطاقة الخضراء وأنظمة الطاقة، والمهندس أحمد فارس - رئيس قطاع توليد الطاقة، بالإضافة إلى لفيف من أعضاء الفريق الفني والتجاري، ومن شركة بترومارين إيجيبت حضر: المهندس محمد الحلاواني - عضو شعبة بناء السفن عن محافظة الاسكندرية، وأمين عام جمعية المهندسين البحريين ومهندسي بناء السفن، ورئيس مجلس إدارة شركة بترومارين إيجيبت، ولفيف من أعراض فريق بترومارين إيجيبت.
تتميز محركات "ميتسوبيشي البحرية" بقدرات واسعة تبدأ من 106 كيلوواط وتصل إلى 3850 كيلوواط، لتخدم مختلف التطبيقات البحرية، مثل الدفع الرئيسي، والمولدات المساعدة، وأنظمة الديزل الكهربائية، ومولدات الطوارئ.
وفي هذا السياق، قال أحمد فارس، رئيس قطاع توليد الطاقة بشركة قرة: "نحن نؤمن بأن تقديم محركات ميتسوبيشي البحرية المتطورة سيسهم في تعزيز كفاءة وأداء القطاع البحري في مصر، وشراكتنا مع ميتسوبيشي تتيح لنا تقديم محركات بحرية عالية الجودة والموثوقية، في انسجام تام مع استراتيجيتنا لدعم التنمية المستدامة في مصر".
ومن جانبه، قال السيد كازواومي إيكيدا – المدير العام لشركة إم أتش أي إنجين سيستم الشرق الأوسط: "لا شك لدينا في أن شركة قرة ستنجح في دخول سوق المحركات البحرية بقوة، والموقع الجغرافي البحري المتميز لمصر يفتح الكثير من الفرص، ونحن في ميتسوبيشي نؤمن بضرورة أن نكون جزءًا من هذا النجاح، فقرة وميتسوبيشي تتشاركان في العديد من القيم، وسنقدم أقصى درجات الدعم لشركائنا في قرة".
وفي السياق ذاته، قال المهندس محمد الحلاواني، عضو شعبة بناء السفن عن محافظة الاسكندرية، وأمين عام جمعية المهندسين البحريين ومهندسي بناء السفن، ورئيس مجلس إدارة شركة بترومارين ايجيبت: "نفخر بالتعاون مع قرة وإم أتش أي إنجين سيستم الشرق الأوسط في هذا الحدث التقني الذي يُسهم في فتح آفاق جديدة لتطوير القطاع البحري المصري وتبادل الخبرات في مجال التكنولوجيا البحرية الحديثة."
وعلى ذات الصعيد، علق المهندس محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية باتحاد الصناعات المصري قائلًا: "تعرفنا في ورشة العمل هذه على أحدث ما وصلت إليه تقنيات المحركات البحرية، ونتطلع إلى دعم هذه الشراكة المتميزة في السوق المصري".
من أجل بيئة أكثر استدامة: "النيل هو الحياة"
وفي إطار التزامها البيئي، نظمت "قرة" بالتعاون مع مجموعة شركات "ميتسوبيشي" للصناعات الثقيلة فعالية مجتمعية تحت عنوان "النيل هو الحياة" على جزيرة قرصاية، شملت أنشطة بيئية هادفة شارك فيها أكثر من 30 من موظفي قرة إلى جانب قيادات من الطرفين، بالتعاون مع مبادرة "VeryNile"، بهدف رفع الوعي البيئي والمساهمة في حماية نهر النيل.
ومن جانبه، قال المهندس محمد مدحت - المدير التنفيذي لوحدة أعمال الطاقة الخضراء وأنظمة الطاقة: "نحن نؤمن أن الاستدامة ليست مجرد هدف، بل أسلوب عمل، ومبادرة النيل هو الحياة تعكس التزامنا بتحقيق أثر إيجابي حقيقي في بيئتنا المحلية".
وشملت الأنشطة: حملة لتنظيف النيل برعاية قرة وميتسوبيشي أسفرت عن جمع نحو 4 أطنان من المخلفات البلاستيكية، وورشة إعادة تدوير لتعليم تقنيات الحد من النفايات وتحويل البلاستيك إلى منتجات قابلة للاستخدام، وجولة للتوعية بالتنوع البيولوجي لتعريف المشاركين بالنباتات والكائنات الفريدة في الجزيرة.
وأكدت هذه الفعالية على التزام "قرة" و"ميتسوبيشي" المشترك بالمسؤولية البيئية والتنمية المستدامة، عبر مبادرات عملية تساهم في الحفاظ على موارد مصر الطبيعية، وعلى رأسها نهر النيل.
وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة "VeryNile" قامت بجمع أكثر من 186.537كجم من البلاستيك من يونيو إلى ديسمبر 2023، وتعمل بالشراكة مع الصيادين المحليين باستخدام القوارب التقليدية في تنظيف النهر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رئیس مجلس إدارة شرکة المهندس محمد بالتعاون مع بناء السفن شرکة قرة فی مصر
إقرأ أيضاً:
التكنولوجيا والسياسة: من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط
في عالم يتغير بسرعة، لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات تقنية أو وسائل اتصال، بل أصبحت لاعبًا أساسيًا في الحياة السياسية والصراعات الدولية. فالتقدم التكنولوجي لم يؤثر فقط في الاقتصاد أو الحياة اليومية، بل أعاد رسم ملامح الحروب، وحدد اتجاهات النفوذ والسيادة، وفتح أبوابًا جديدة للسيطرة أو المقاومة. لقد فرضت التكنولوجيا مفاهيم جديدة للسلطة، فلم تعد السيادة تعني فقط امتلاك السلاح أو السيطرة على الأرض، بل أصبحت تعني أيضًا السيطرة على المعلومات، وتدفق البيانات، والعقول والوعي. من هنا، صار من الضروري فهم التكنولوجيا كعنصر سياسي، وليس مجرد تطور علمي محايد.
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي أدوات فعالة في إدارة الرأي العام وتشكيل توجهات الشعوب. تحولت إلى ساحات افتراضية للمعارك السياسية، تُستخدم فيها الحسابات المزيفة، والروبوتات الإلكترونية، ونشر الشائعات. لم تعد الحملات الانتخابية تقف عند حدود الميدان أو الشارع، بل باتت تُخاض في العالم الرقمي، حيث تُستغل البيانات الشخصية في توجيه الخطاب السياسي والتأثير على اختيارات الناخبين.
قدّمت الحرب الروسية الأوكرانية نموذجًا صارخًا للصراعات الحديثة، حيث أصبحت التكنولوجيا في صميم المعركة. استُخدمت الطائرات المسيّرة لضرب أهداف بدقة، وساعدت تقنيات التحليل اللحظي للصور والخرائط على اتخاذ قرارات عسكرية مباشرة. كما شهدت الحرب مواجهة شرسة في الفضاء الإلكتروني، عبر هجمات سيبرانية استهدفت شبكات الكهرباء والبنوك والمواقع الحكومية، مقابل دفاعات إلكترونية منسقة وموجهة. وفي الوقت نفسه، استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي في حشد الدعم الغربي لأوكرانيا، حيث تمكنت الحكومة الأوكرانية من تقديم روايتها للعالم بسرعة وفعالية، مستفيدة من أدوات الاتصال المباشر والتصوير الحي، بينما خاضت روسيا معركتها الإعلامية على الجبهة الرقمية في محاولة للسيطرة على السرد.
في منطقتنا، شكّلت التكنولوجيا عنصرًا حاسمًا في التحولات السياسية والعسكرية. من اليمن إلى غزة، برزت الطائرات المسيّرة كسلاح فعّال تستخدمه دول وجماعات مسلحة. وقد مكّنت هذه الطائرات من توجيه ضربات دقيقة ومنخفضة التكلفة، ما ساهم في تغيير موازين القوى في بعض الجبهات. وفي الوقت ذاته، استخدمت بعض الأنظمة برامج مراقبة وتجسس متطورة لتعقب المعارضين ومنع الحراك الشعبي، ما جعل التكنولوجيا أداة بيد السلطة لتعزيز قبضتها الأمنية. وعلى الجانب الآخر، لعبت وسائل التواصل دورًا كبيرًا في إيصال أصوات الشعوب وتنظيم الحملات، وإن كانت أيضًا ساحة للبلبلة ونشر الفوضى. حتى الحروب النفسية تغيّرت، فلم تعد محصورة في الإعلام التقليدي، بل أصبحت تُدار من خلال "الترندات" على المنصات الرقمية، ومن خلال الفيديوهات القصيرة التي تنتشر كالنار في الهشيم، وتحمل رسائل سياسية أو دعائية أو حتى تحريضية.
المنافسة بين الولايات المتحدة والصين لم تعد اقتصادية فقط، بل تحوّلت إلى سباق تكنولوجي من أجل السيطرة على المستقبل. تسعى الصين إلى الهيمنة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي وشبكات الاتصالات، بينما تحاول واشنطن كبح جماح هذا الصعود من خلال فرض قيود على الشركات الصينية، ومقاطعة منتجاتها، ومحاولة احتواء نفوذها عالميًا. أما روسيا، فقد طوّرت قدراتها في الهجمات السيبرانية، ونجحت في التدخل في المسارات السياسية لدول غربية عبر حملات تضليل رقمية وهجمات على البنى التحتية، ما جعلها قوة هجومية إلكترونية فاعلة. وفي المقابل، تدرك أوروبا أهمية الاستقلال الرقمي، لكنها لا تزال تعاني من ضعف في التكامل والقدرة التنافسية. وتسعى إلى حماية بيانات مواطنيها وبناء بنية تحتية رقمية مستقلة، لكنها تبقى في موقع دفاعي أكثر من كونها لاعبًا رئيسيًا في هذا السباق.
أخيرًا، لم يعد فهم السياسة في عالم اليوم ممكنًا دون تحليل دور التكنولوجيا. فالعالم الذي نعيش فيه يُعاد تشكيله يوميًا من خلال الشاشات، والكاميرات، والبيانات، والخوارزميات. تُخاض المعارك اليوم في الخفاء، داخل شبكات الحواسيب، ومنصات البث، وغرف التحكم، وليس فقط على الأرض. من أوكرانيا إلى غزة، ومن واشنطن إلى بكين، تعيد التكنولوجيا رسم خريطة العالم، وحدوده، وصراعاته. ولم يعد السؤال: من يملك القوة؟ بل أصبح: من يملك المعرفة؟ ومن يسيطر على المعلومة؟ ومن يتحكم في العقول؟
محمد سعد عبد اللطيفكاتب وباحث في الجيوسياسية والصراعات الدولية
[email protected]