أن تسافر إلى الصين، أن تذهب إلي بكين، أن تنزل إلى شنجهاي، ثم تصعد إلي شينجيانج، هنا عالم آخر، حضارة عظيمة وعريقة، ودولة حديثة، كما يسمونها التنين الصيني، هي بالفعل ينطبق عليها هذا الوصف.

 ليس هناك أي شئ غير موجود، بل إن كل شيء موجود بكثافة وتنوع وجودة وسمعة، بلد ينتقل من حالة الانغلاق والكمون والسكون الجيوسياسي إلى الانفتاح على العالم والذهاب إلي العواصم و الموانئ والممرات البحرية والبرية في مبادرة هي الأكبر عالميا، ما سمته “الحزام والطريق”.

 

في كل خطوة تخطوها، وفي كل مدينة تذهب إليها تجد من الغرائب ما  يدهشك، بلاد نظيفة تحافظ على البيئة، العمل أولا وأخيرا “لا وقت للحديث عن السياسة”، حالة سياسية واقتصادية متفردة في العالم، وليس هذا من قبيل المديح بل من قبيل التوصيف والتحليل والرصد، وهو ما نستعرضه في عدد من الموضوعات المدهشة والعناوين الغريبة في هذا التقرير الذي رصدناه خلال زيارتنا للصين.

السيارات الكهربائية: تحتل الصين مكانة رائدة في صناعة واستخدام السيارات الكهربائية، حيث تشكل نسبة 90٪ من المركبات في بعض المدن مثل بكين وشنجن. وتهدف الصين إلى خفض انبعاثات الكربون وحماية البيئة من التلوث.  وعند سؤال بعض المسؤولين عن تلك الظاهرة كانت الإجابة، نحاول التقليل من انبعاثات الكربون من أجل الحفاظ على البيئة.

الذكاء الاصطناعي: تتمتع الصين بمستوى عال من التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم الروبوتات في مختلف الخدمات والصناعات. كما نجحت بكين في ابتكار أول مذيع آلي يجيد جميع لغات العالم. وقامت شركة cscec بتطوير روبوت يساعد في عمليات البناء الخطيرة.

المعاملات البنكية: تستخدم الصين تقنية "ويشات" لإجراء معظم المعاملات التجارية، خاصة عمليات الشراء. وهذا التطبيق يسمح للمستخدم بإنشاء حساب بنكي وشراء أي شيء عن طريق المسح الإلكتروني للكود.

البيئة: تتميز الصين بوجود مساحات خضراء واسعة في جميع أنحاء البلاد، رغم التحديات المناخية التي تواجهها. وقد بذلت الحكومة جهودًا كبيرة في مجال التشجير والزراعة المستدامة. وتحتل الصين المركز الأول عالميًا في إنتاج المحاصيل الزراعية، مثل الأرز، والقمح، والذرة، وفول الصويا، والشاي، والقطن، والزيت.

الزراعة: تستخدم الصين تقنية حديثة لزراعة أعلاف الحيوانات في فترة قصيرة جدًا. وهذا يسهم في زيادة إنتاج واستهلاك لحوم المواشي.

الظروف الاجتماعية: تواجه شرائح كبيرة من المجتمع صعوبات اقتصادية، خصوصًا في مجال السكن والزواج. وتقوم الحكومة بتقديم بعض الدعم للشباب لامتلاك منازلهم الخاصة. وتفرض الحكومة قيودًا على سن الزواج، حيث يجب أن يكون الشاب أو الفتاة أكبر من 22 عامًا. وتتم مشاركة مصاريف الزواج بين الزوجين.

عادات وتقاليد: من أشهر عادات الشعب الصيني هو ممارسة الرياضة في الصباح الباكر، فتجد من تجاوزت أعمارهم السبعين عاما في الشوارع والميادين يلهون ويرقصون مع بعضهم البعض، وهي عادة قديمة للصينيين حفاظا علي نشاطهم وصحتهم لذلك يعيشون لفترة طويلة.

بالإضافة إلى ذلك في إطار الحفاظ على الصحة وحمايتها من الأمراض، عند تناول وجبات الطعام اليومية، لا يستخدم الصينيون الملح على الطعام لما له من أعراض سلبية، كما أنهم لا يتناولون المياه المثلجة ويستبدلونها بالمياه الساخنة، فعند الشعب الأحمر عادة غريبة، وهي عندما تشعر بالقلق أو الاضطراب "تناول مياه ساخنة" لكي تصبح أفضل. 

وهذا يتعارض تماما مع ما نشرته، منظمة الصحة العالمية تقارير تؤكد، أن عدد سكان الصين سيتراجع إلى 750 مليون نسمة بحلول عام 2030، أي أن نصف سكان الصين سوف يموتون.

مدينة السحر والجمال “شينجيانج”

مدينة شينجيانغ هي منطقة ذاتية الحكم في أقصى غرب الصين، تضم أكثر من 40 مليون نسمة من مختلف الأعراق والديانات. تعاني المنطقة منذ سنوات من تهديدات الإرهاب والتطرف الديني، التي تستهدف استقرارها وأمنها. لذلك، اتخذت الحكومة الصينية إجراءات حاسمة لمكافحة هذه الظواهر، وحماية حقوق ومصالح شعب شينجيانغ. 

ومن بين هذه الإجراءات، إنشاء مراكز  تعليمية وتدريبية مهنية، تهدف إلى تأهيل المتورطين في نشاطات إرهابية أو متطرفة، وإعادة دمجهم في المجتمع. كما تسعى هذه المراكز إلى تعزيز التعايش السلمي بين مختلف الجماعات العرقية والدينية، وتحسين مستوى المعيشة للسكان.

وقد أثمرت هذه الإجراءات نتائج إيجابية على صعيد الحفاظ على الأمن والاستقرار في شينجيانغ، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. ففي عام 2020، بلغ ناتج شينجيانغ المحلي الإجمالي 1.38 تريليون يوان صيني (حوالي 212 مليار دولار أمريكي)، بزيادة 3.4% عن عام 2019. كما ارتفع دخل الفلاحين والرعاة بنسبة 8.6%، وانخفض معدل الفقر إلى 0.31% فقط.

وبالإضافة إلى التقدم الاقتصادي، شهدت شينجيانغ تطورا كبيرا في مجالات التعليم والثقافة والسياحة والبنية التحتية. ففي عام 2020، بلغ عدد المدارس في شينجيانغ 15,000 مدرسة، تضم 5.7 مليون طالب. كما بلغ عدد المؤسسات الثقافية 1,600 مؤسسة، تضم 2.8 مليون قطعة من التراث الثقافي. وفي ذات العام، استقبلت شينجيانغ 158 مليون سائح من داخل وخارج الصين، بزيادة 8% عن عام 2019.  

وفي مجال البنية التحتية، شهدت شبكة الطرق والسكك الحديدية في شينجيانغ تحسنا ملحوظا، حيث بلغ طول الطرق 223,000 كيلومتر، وطول خطوط السكك الحديدية 6,800 كيلومتر. كما تم تشغيل أول خط قطار فائق السرعة في شينجيانغ، الذي يربط بين أورومتشي وحامي، بسرعة تصل إلى 250 كيلومتر في الساعة.

  وبهذا، تظهر شينجيانغ وجها جديدا للعالم، وجها يعكس حقيقة التطور والتقدم الذي تشهده المنطقة في جميع المجالات، والذي يتنافى مع ما ينقله الإعلام الغربي من تضليل وتشويه للحقائق. فشينجيانغ هي منطقة متنوعة ومتسامحة ومزدهرة، تسعى إلى بناء مستقبل أفضل لشعبها والصين ككل.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التنين الصيني الحزام والطريق الذكاء الاصطناعي الروبوتات الزراعة المستدامة السيارات الكهربائية انبعاثات الكربون خفض انبعاثات الكربون خطوط السكك حماية البيئة شنجهاي الصين فی مجال

إقرأ أيضاً:

فلكي يوضح لـ"اليوم".. ما أسباب ظاهرة "البقعة الوردية" في سماء بلاد الشام؟

شهدت سماء مناطق شاسعة من بلاد الشام مساء الثلاثاء 1 يوليو 2025، ظاهرة جوية استثنائية حيث ظهرت بقعة دائرية وردية لامعة بعد غروب الشمس في مشهد نادر وغير مألوف.
وأفاد رئيس الجمعية الفلكية بجدة م. ماجد أبو زاهرة أنه بحسب الصور الملتقطة كانت البقعة مضيئة بوضوح على خلفية السماء الزرقاء الداكنة وثابتة في مكانها دون أي صوت مرافق أو تغيرات واضحة في الشكل قبل أن تبدأ في التلاشي التدريجي بعد دقائق.م. ماجد أبو زاهرة
أخبار متعلقة مقترح نهائي.. "ترامب" يتحدث عن هدنة محتملة 60 يومًا في غزةترامب يقول إنه سيكون "حازمًا" مع نتنياهو للتوصل إلى هدنة في غزةوقال إن أحد التفسيرات العلمية المحتملة يرجح أن تكون هذه الظاهرة نتيجة أبخرة من الباريوم والسترونتيوم والأكسجين المؤين على ارتفاعات عالية لدراسة طبقات الغلاف الجوي العليا «الأيونوسفير» ففي مثل هذه التجارب تضيء الأبخرة المتحررة نتيجة انعكاس ضوء الشمس المتبقي بعد الغروب على ارتفاعات تتجاوز 100 كيلومتر فتتشكل بقع مضيئة بألوان وردية أو زرقاء أو خضراء يتغير شكلها بفعل الرياح العليا.
واضاف أن ما يدعم هذا السيناريو هو اللون الوردي غير المعتاد والشكل الدائري المنتظم وثبات البقعة في السماء وتوقيت الظهور بعد غروب الشمس مباشرة. وتكرار الظاهرة موخرًا، حيث سجلت لمرة ثانية بعد المشاهدة الأولى في 13 مايو الماضي، وهناك احتمال أن تكون البقعة نتيجة مخلفات في الغلاف الجوي العلوي مثل آثار احتراق صاروخ أو بقايا أقمار صناعية وسحب لغازات مثل الهيليوم أو الهيدروجين.
الفرضية العلمية الأقرب
ورغم تنوع الفرضيات يبقى الاحتمال الأقرب علمياً، أبو زاهرة بحسب، هو أن البقعة ناتجة عن إطلاق بخار أو غاز في طبقات الجو العليا خصوصاً وأن لونها وتوزيع الضوء داخلها لا يشبه ما تُنتجه السحب العادية.
كما أن هذه الظاهرة تتشابه بصرياً مع مشاهد سبق توثيقها أثناء عمليات إطلاق لصواريخ التي خلفت سحباً مضيئة غير مألوفة في السماء.
وتسلّط هذه الظاهرة الضوء على أهمية الرصد المستمر للسماء وتوثيق المشاهد غير المعتادة والتي قد تكشف عن تجارب علمية أو تقدم فرصاً لفهم أعمق لتفاعلات الغلاف الجوي.
احتمالية "تفجير صاروخ"
وأوضح ماجد أبو زاهرة أنه هناك تفسير اقرب لما حدث وفقًا للتحليلات العلمية والتقارير المتوفرة يعتقد أن هذه الكرة الوردية هي نتيجة اعتراض صاروخ اعتراضي من نوع حيتس 2 لصاروخ باليستي في طبقات الجو العليا.
وفسر ذلك بأن صاروخ حيتس 2 الذي يستخدم وقوداً صلباً مركباً عالي الأداء مصمم لاعتراض الصواريخ الباليستية خلال مراحل طيرانها في طبقات الجو العليا أو عند حافة الفضاء.
ولفت إلى أنه عند اعتراض صاروخ باليستي بواسطة حيتس 2 يحدث انفجار عالي الارتفاع ينتج عنه سحابة من الشظايا وغازات محترقة تتفاعل مع جزيئات الهواء في بيئة منخفضة الضغط. هذه التفاعلات الكيميائية والضوئية تنتج ألواناً متعددة وغالباً ما تظهر ألوان مثل الأبيض الفضي والأزرق الفاتح لكن في ظروف معينة قد تتولد ألوان وردية أو بنفسجية ناتجة عن تشتت الضوء والتفاعلات مع مكونات الوقود مثل الألمنيوم والمعادن الأخرى.
وأوضح أن اللون الوردي ليس لونا شائعاً في الانفجارات الصاروخية لكنه ليس مستبعدًا خاصة في ظل الظروف الجوية المواتية والتفاعلات الكيميائية المعقدة التي تحدث على ارتفاعات عالية وقد شوهد نفس الحدث سابقا في سماء القدس.

مقالات مشابهة

  • 18 مليون مخالفة في 6 شهور.. المرور يواصل حملاته لضبط الطريق وحماية الأرواح
  • خلال 6 أشهر .. الداخلية تضبط 18 مليون مخالفة مرورية بينها 400 الف للسيارات النقل| فيديو
  • دراسة: الحمض النووي يكشف صلة جينية بين قدماء المصريين وسكان بلاد ما بين النهرين
  • عودة الحكواتي… حكايات من الوجع السوري
  • حمض نووي يكشف عن صلة وراثية بين حضارتي بلاد الرافدين ومصر القديمة
  • حكايات الشجرة المغروسة 2.. إكليل الشهداء في اجتماع الأربعاء
  • «حمدان الذكية» تطلق كلية الاستدامة والاقتصاد الأخضر
  • البيئة والتنمية المحلية تعلنان تسليم المحطة الوسيطة بتلا بـ47 مليون جنيه
  • فلكي يوضح لـ"اليوم".. ما أسباب ظاهرة "البقعة الوردية" في سماء بلاد الشام؟
  • البيئة: نطمح لوصول 50 مليون مزارع للزراعة الحيوية بحلول 2030