حمض نووي يكشف عن صلة وراثية بين حضارتي بلاد الرافدين ومصر القديمة
تاريخ النشر: 3rd, July 2025 GMT
3 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: كشف حمض نووي قديم عن صلة وراثية بين حضارتي مصر القديمة وبلاد الرافدين، وفقاً لبحث نشر في مجلة “نيتشر”.
فقد قام الباحثون بتسلسل جينومات كاملة من أسنان هيكل عظمي محفوظ جيداً عُثر عليه في وعاء جنائزي مُغلق في موقع مقبرة مصرية يعود تاريخه إلى ما بين 4495 و4880 عاماً، بحسب وكالة “أسوشييتد برس”.
وأظهرت أربعة أخماس الجينوم روابط بشمال أفريقيا والمنطقة المحيطة بمصر. لكن خُمس الجينوم أظهر روابط بمنطقة الشرق الأوسط الواقعة بين نهري دجلة والفرات، والمعروفة باسم الهلال الخصيب، حيث ازدهرت حضارة بلاد الرافدين.
وبدوره، أوضح دانيال أنطوان، أمين آثار مصر والسودان في المتحف البريطاني، أن هذا الاكتشاف بالغ الأهمية، لأنه أول دليل مباشر على ما تم التلميح إليه في أعمال سابقة.
وكما تابع أنه من المرجح أن نهر النيل كان بمثابة طريق سريع قديم، مما سهّل حركة ليس فقط الثقافات والأفكار، بل البشر أيضاً.
وكانت أدلة أثرية سابقة أظهرت روابط تجارية بين مصر وبلاد ما بين النهرين، إضافة إلى أوجه تشابه في تقنيات صناعة الفخار وأنظمة الكتابة التصويرية.
وبينما تشير أوجه التشابه في هياكل الأسنان إلى روابط محتملة بين الأسلاف، توضح الدراسة الجديدة الروابط الجينية.
إلا أن الباحثين أشاروا إلى ضرورة تحليل عينات أخرى من الحمض النووي القديم للحصول على صورة أوضح لمدى وتوقيت التنقلات بين المركزين الثقافيين.
ويذكر أن الهيكل العظمي وجد في مجمع مقابر مصري في موقع النويرات الأثري، داخل غرفة منحوتة من سفح تل صخري.
ويشير تحليل علامات التآكل على الهيكل العظمي – ووجود التهاب المفاصل في مفاصل محددة – إلى أن الرجل كان على الأرجح في الستينات من عمره، وربما كان يعمل بصناعة الفخار، وفقاً لما ذكره المؤلف المشارك بالدراسة وعالم الآثار الحيوية جويل آيريش من جامعة ليفربول جون موريس.
واتضح أن الرجل عاش قبيل أو قرب بداية المملكة المصرية القديمة، عندما توحدت مصر العليا والسفلى كدولة واحدة، مما أدى إلى فترة من الاستقرار السياسي النسبي والابتكار الثقافي، بما في ذلك بناء أهرامات الجيزة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
عُمان ومصر.. رؤى مُشتركة لإحلال السلام
تمثل العلاقات العُمانية المصرية نموذجًا متميزًا؛ نظرًا لما تبذله الدولتان من جهود كبيرة لإحلال السلام والأمن بالمنطقة؛ بل والعالم، والتوسط في حل النزاعات، علاوة على تحظى به العلاقات بين البلدين الشقيقين من مكانة خاصة، وهي علاقات ممتدة عبر التاريخ، وتشهد دائمًا تعاونًا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية كافةً.
وبالأمس، كان معالي وزير الخارجية في زيارة إلى القاهرة، وأكد مع نظيره المصري دعم البلدين لتطوير التعاون؛ بما يُعمِّق من المصالح المشتركة ويعود بمزيدٍ من المنافع المتبادلة، كما بحثا الجانبان عددًا من القضايا الإقليمية والمستجدات ذات الصلة بمشاغل البلدين واهتمامهما على الصعيدين السياسي والأمني، مؤكدين أهمية ضمان التنسيق وتطابق الرؤى وتكامل الجهود الرامية إلى ترجيح كفّة الحوار والدبلوماسية في معالجة مختلف التحديات والقضايا واحتواء أسباب الصراع والتصعيد لخير وصالح المنطقة جمعاء.
ولا ريب أن المساعي العُمانية إلى جانب نظيرتها المصرية، لإحلال السلام في الشرق الأوسط، تحظى بتقدير إقليمي وعالمي كبيرين، ويتجلى ذلك في الاتصالات المباشرة بين الجانبين في العديد من القضايا التي تخص المنطقة والعالم، وتطابق وجهات النظر بين البلدين في العديد من الملفات والأحداث التي نشهدها وتجري من حولنا.
إنَّ وجهات النظر العُمانية والمصرية غالبًا ما تكون متوافقة تجاه القضايا الإقليمية؛ انطلاقًا من الحرص على دعم القضايا العادلة والحفاظ على وحدة الدول العربية ورفض التدخلات الخارجية في شؤون المنطقة، ودعم الحلول السلمية لحل النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية.