حمود بن علي الطوقي

 

منذ أن تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في 11 يناير 2020، تبنّت سلطنة عُمان رؤية جديدة للسياسة الخارجية، ترتكز على تكامل الاقتصاد والدبلوماسية في مشهد واحد.

وتجسّد هذا التوجّه من خلال سلسلة من زيارات الدولة التي قام بها جلالة السلطان لعدد من الدول الخليجية والعربية والأوروبية، حملت في مضمونها أبعادًا اقتصادية واضحة، تستهدف بناء شراكات استراتيجية وتنويع مصادر الدخل الوطني.

شملت هذه الزيارات دول مجلس التعاون الخليجي التي تحتفي بمرور 44 سنة على تأسيس هذا الكيان الذي ظل متماسكا طوال الأربع عقود الماضية ونيف، وشملت زيارة جلالته في زيارة دولة كلًا من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر ومملكة البحرين، ودولة الكويت، وزار جلالته دولا عربية شقيقة مثل جمهورية مصر العربية، والمملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية الجزائر. كما زار جمهورية تركيا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، وبلجيكا، وهولندا وروسيا الاتحادية. وما يجمع بين هذه الدول أنَّ السلطنة أبرمت معها عددًا من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الاستثمارية في مجالات استثمارية وتجارية مثل مجالات الطاقة المتجددة، والصناعة، واللوجستيات، والتعليم، والابتكار، والسياحة، وغيرها من المجالات الاقتصادية التي تهدف إلى رفع مكانة السلطنة كبلد جاذب للاستثمارات الأجنبية.

وتُقدّر القيمة الإجمالية لهذه الاتفاقيات- حسب بعض المصادر- بما يزيد عن 70 مليار دولار أمريكي؛ ما يعكس جدية التوجّه العُماني نحو استقطاب استثمارات نوعية ذات قيمة مضافة. للاقتصاد الوطني.

ولعل أبرز ما يميز هذه الزيارات والتي حملت طابعًا رسميًا، أن جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- يحرص على اصطحاب الوزراء والمسؤولين التنفيذيين؛ بما يعكس الرغبة في تحويل الاتفاقيات من أوراق موقعة إلى مشاريع حقيقية على أرض السلطنة.

ونحن كصحفيين ومتابعين للشأن الاقتصادي، نرى بوضوح أن القيادة الحكيمة لجلالة السلطان ترسم خارطة طريق انطلاقًا من رؤية "عُمان 2040"، وهي الرؤية التي أشرف جلالته على صياغتها شخصيًا؛ لتكون بوصلة التحول الوطني في مختلف القطاعات. ومن هذا المنطلق، فإن متابعة تنفيذ هذه الاتفاقيات ليست خيارًا؛ بل واجبًا وطنيًا، لما لها من قدرة على إحداث نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، وتوفير آلاف الفرص الوظيفية، وتعزيز مكانة السلطنة كمركز جذب للاستثمارات الإقليمية والدولية.

نجزم أن البنية الأساسية العُمانية، بما فيها من موانئ حديثة، ومناطق اقتصادية متخصصة، وقوانين استثمار جاذبة، أصبحت اليوم مهيأة تمامًا لاستقبال استثمارات ذات تأثير مباشر على النمو، التوظيف، والتنافسية. ويتفق معنا المراقبون أن هذه الدبلوماسية الاقتصادية ستجعل من سلطنة عُمان محطة إقليمية مهمة في خارطة الاقتصاد العالمي، وركيزة أساسية لتحقيق رؤية "عُمان 2040".

ومن هنا.. فإننا نؤكد أهمية ترجمة هذه الاتفاقيات الموقعة الى واقع فعلي وملموس، وأن مسؤولية المتابعة والتفعيل تقع اليوم على عاتق الجهات التنفيذية؛ لضمان ترجمة هذه الاتفاقيات إلى مشاريع ملموسة تساهم في إعادة رسم المشهد الاقتصادي لعُمان المستقبل.

وأخيرًا.. نقول إن هذه الاتفاقيات التي وُقِّعت مع هذه الدول الشقيقة والصديقة، نتطلع لأن نرى تطبيقها في أقرب فرصة ممكنة ولا تكون مجرد اتفاقيات على الورق.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جلالة السُّلطان المعظّم والرئيس الإيراني يشهدان التوقيع على عددٍ من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم

العُمانية: شهد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه – وفخامة الرئيس الدكتور مسعود بزشكيان رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم، التّوقيع على 5 اتفاقيات تعاون و10 مذكرات تفاهم و3 برامج تنفيذيّة وتدشين طابع بريدي اليوم بقصر العلم العامر، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها فخامة الرئيس الإيراني للبلاد.

وتمثلت الاتفاقية الأولى في اتفاقية التعاون القانوني والقضائي في المجالات المدنية والجزائية وتسليم المتهمين ونقل المحكوم عليهم، وقعها عن الجانب العُماني معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية، وعن الجانب الإيراني معالي الدكتور حسين أمين رحيمي وزير العدل، والاتفاقية الثانية الإطارية للتعاون المشترك التي وقعها عن الجانب العُماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعن الجانب الإيراني معالي سيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية.

والاتفاقية الثالثة تتعلق بالتشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات وقعها عن الجانب العُماني معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية وعن الجانب الإيراني معالي سيد محمد أتابك وزير الصناعة والتعدين والتجارة، والاتفاقية الرابعة تتعلق بالمساعدة الإدارية المشتركة في مجال الجمارك وقعها عن الجانب العُماني معالي سلطان بن سالم الحبسي وزير المالية وعن الجانب الإيراني معالي سيد محمد أتابك وزير الصناعة والتعدين والتجارة، والاتفاقية الخامسة تتعلق بالأفضليات التجارية وقعها عن الجانب العُماني معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وعن الجانب الإيراني معالي سيد محمد أتابك وزير الصناعة والتعدين والتجارة.

وجاءت مذكرة التفاهم الأولى بشأن التعاون المتعلق بنشر حراس الأمن المسلحين على متن الرحلات الجوية وقعها عن الجانب العُماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعن الجانب الإيراني معالي سيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية.

ومذكرة التفاهم الثانية في مجال التعاون الصحي، وقعها عن الجانب العُماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعن الجانب الإيراني معالي الدكتور سيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية.

وجاءت مذكرة التفاهم الثالثة بين وكالة الأنباء العُمانية ووكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقعها عن الجانب العُماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعن الجانب الإيراني معالي سيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية.

ومذكرة التفاهم الرابعة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات وقعها عن الجانب العُماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعن الجانب الإيراني معالي سيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية.

ومذكرة التفاهم الخامسة للتعاون في المجال المتحفي، وقعها عن الجانب العُماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعن الجانب الإيراني معالي سيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية.

وجاءت مذكرة التفاهم السادسة في مجالات الإسكان والتخطيط العمراني والبناء وقعها عن الجانب العُماني معالي الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي وزير الإسكان والتخطيط العمراني، وعن الجانب الإيراني معالي سيد محمد أتابك وزير الصناعة والتعدين والتجارة، ومذكرة التفاهم السابعة في مجال تنظيم المعارض والفعاليات والمؤتمرات وقعها عن الجانب العُماني معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وعن الجانب الإيراني معالي سيد محمد أتابك وزير الصناعة والتعدين والتجارة، ومذكرة التفاهم الثامنة بشأن التعاون في تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال وقعها عن الجانب العُماني معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وعن الجانب الإيراني معالي سيد محمد أتابك وزير الصناعة والتعدين والتجارة، ومذكرة التفاهم التاسعة في مجال التعدين والموارد المعدنية وقعها عن الجانب العُماني معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن وعن الجانب الإيراني معالي سيد محمد أتابك وزير الصناعة والتعدين والتجارة، ومذكرة التفاهم العاشرة بشأن مراجعة دراسة جدوى مشروع الربط الكهربائي، وقعها عن الجانب العُماني معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن وعن الجانب الإيراني معالي سيد محمد أتابك وزير الصناعة والتعدين والتجارة.

وجاء البرنامج التنفيذي الأول للتعاون في مجالي التعليم التقني والتدريب المهني وقعه عن الجانب العُماني معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل وعن الجانب الإيراني معالي أحمد ميدري وزير التعاونيات والعمل والرعاية الاجتماعية، والبرنامج التنفيذي الثاني للتعاون في المجال الثقافي، وقعه عن الجانب العُماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعن الجانب الإيراني معالي سيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية.

والبرنامج التنفيذي الثالث للتعاون السياحي وقعه عن الجانب العُماني معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، وعن الجانب الإيراني معالي سيد عباس عراقجي وزير الشؤون الخارجية.

مقالات مشابهة

  • جلالة السُّلطان المعظّم والرئيس الإيراني يشهدان التوقيع على عددٍ من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم
  • قتلى ومصابون جراء اشتباكات بين فصائل سورية مسلحة في ريف الرقة الشمالي
  • محادثات مباشرة بين سوريا ودولة الاحتلال الإسرائيلي.. ما محاورها؟
  • مصادر: سوريا ودولة الاحتلال عقدتا اجتماعات وجهاً لوجه لاحتواء التوتر الأمني
  • وزير الاقتصاد يبحث مع رئيس باراغواي آفاق الشراكة الاقتصادية
  • وزير الداخلية يوقع عدداً من الاتفاقيات مع الأجهزة الأمريكية النظيرة
  • وزير الداخلية يوقع عددًا من الاتفاقيات مع الأجهزة الأمريكية النظيرة
  • مدبولي يستعرض مع رئيس الاقتصادية لقناة السويس المشروعات التي تعاقدت عليها الهيئة مؤخرًا
  • قمة مجلس التعاون الخليجي و"آسيان" والصين.. آفاق واعدة لتعزيز الشراكات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية