شهدت فعاليات اليوم الأول من قمة الإعلام العربي 2025، التي تعقد في مركز دبي التجاري العالمي وتستمر حتى 28 من الشهر الحالي، جلسة حوارية بعنوان "نظرة على الإعلام العربي - رؤية مستقبلية"، بمناسبة إطلاق النسخة المطوّرة من تقرير "نظرة على الإعلام العربي.. رؤية مستقبلية"، في خطوة تعكس التزام دبي بتعزيز البيئة الإعلامية العربية، وتقديم أدوات استشرافية لصنّاع القرار والمهنيين في هذا القطاع الحيوي.


ويُعد التقرير، الذي أعده نادي دبي للصحافة بالتعاون مع مدينة دبي للإعلام وشركة Strategy&، مرجعاً استراتيجياً يقدّم رؤى تحليلية معمقة حول التحولات الجذرية التي يشهدها الإعلام العربي، مدفوعاً بتسارع التطور التكنولوجي، وظهور نماذج جديدة لصناعة المحتوى والتفاعل الجماهيري.
شارك في الجلسة، التي حضرتها منى غانم المرّي، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، كل من ماجد السويدي، مدير عام مدينة دبي للإعلام، وراشد المري، مدير إدارة البحوث والتحليل الإعلامي بالمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وطارق مطر، شريك في Strategy&، وأدارتها هبة زعرور، الإعلامية بمؤسسة دبي للإعلام حيث ناقش المشاركون أبرز ما ورد في التقرير من محاور، مؤكدين أهمية تبنّي استراتيجيات إعلامية قائمة على البيانات والابتكار لضمان استدامة القطاع ومواكبته للتغيرات المتسارعة.
وخلال الجلسة، أكد ماجد السويدي أن إطلاق التقرير يعكس رؤية دبي في بناء صناعة إعلامية عصرية. وقال: "التقرير يمثل خطوة نوعية تعزز من جاهزية القطاع الإعلامي في المنطقة لمواجهة التحديات واقتناص الفرص، من خلال تحليل معمّق للاتجاهات التي تعيد تشكيل الصناعة الإعلامية، بدءا من المحتوى الرقمي والإعلانات ووصولا إلى النشر والألعاب الإلكترونية".
وأضاف السويدي أن القطاع الإعلامي في المنطقة شهد تطورات متسارعة على مدى العشرين عاما الماضية لأنه قطاع حيوي يتصل بقطاع مهم وهو قطاع التكنولوجيا، مشيرا إلى أن مدينة دبي للإعلام تتمتع ببنية تحتية قوية، مما أتاح للشركات العاملة فيها التحول الرقمي بكل سهولة.
من جهته، أكد راشد المري، أهمية التقرير في توجيه السياسات الإعلامية نحو نماذج أكثر مرونة وابتكاراً. وقال "نحن أمام واقع إعلامي جديد يتطلب أدوات تحليلية دقيقة لفهم اهتمامات الجمهور المتطورة، وبناء استراتيجيات تقوم على التفاعل، والرقمنة، والمحتوى المتخصص القادر على المنافسة".
وأضاف أن أهم ما يميز التقرير هذا العام هو تركيزه على الألعاب الإلكترونية، فضلا عن التركيز على أدوات الذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى أن التقرير يشمل تجارب لصناعة المحتوى من دول عديدة حول العالم وأيضا تجارب يتم تطبيقها حاليا في العالم العربي.
وحول ما إذا كان من الممكن أن يحل المحتوى الرقمي محل القنوات التقليدية، قال راشد المري إن القنوات الرقمية حققت انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة، على حساب القنوات التقليدية، غير أن هذه المنصات الرقمية تواجه العديد من التحديات مثل الافتقار إلى المصداقية، على العكس من القنوات الرسمية التي تحظى بالثقة والمصداقية بين الجمهور، مشيراً إلى أنه لوحظ في الفترة الأخيرة أن الجمهور بدأ يتجه تدريجيا نحو القنوات التقليدية للحصول على المعلومات الموثوقة.
من جهته، قال طارق مطر إن القنوات الرسمية ستحافظ على وجودها لما لها من أهمية في نقل المعلومات الصحيحة، وذلك في ظل منافسة شديدة مع القنوات الرقمية المختلفة. 
وأضاف مطر أن الهدف من تقرير "نظرة على الإعلام العربي" هو المساهمة في الارتقاء بمختلف قطاعات الإعلام العربي، استنادا إلى العديد من نقاط القوة التي تميز تلك القطاعات مثل البنية التحتية القوية والإنتاج المتميز والحوافز التي توفرها دول المنطقة لاستقطاب الشركات والأفراد، للعمل في هذا القطاع الحيوي، إضافة إلى التطورات التكنولوجية المتسارعة في العالم العربي، غير أنه أشار في الوقت نفسه إلى وجود تحديات كبيرة مثل الفجوة التمويلية ولاسيما من جانب القطاع الخاص، لافتا إلى أن العالم العربي يتميز بامتلاكه لقدرات بشرية إبداعية غير أن هناك تفاوتا كبيرا في هذه القدرات من دولة إلى أخرى.
واعتبر طارق مطر أن التقرير لا يكتفي برصد التحولات، بل يقدم أدوات تفكير استراتيجي لأصحاب القرار في القطاع، مشددا على أن "نجاح الإعلام العربي في المرحلة المقبلة مرهون بالقدرة على قراءة المؤشرات بدقة، وبناء قرارات مدعومة بالبيانات الموثوقة".
كما أكد على ضرورة مواكبة الإعلام العربي لتوقعات الجيل الرقمي الجديد، مشيرا إلى أن المحتوى لم يعد يُنتج فقط ليُستهلك، بل ليُتفاعل معه، وينتقل من منصّة إلى أخرى، مما يستدعي صناعة محتوى ذكي، جذّاب، وموجّه بدقة إلى شرائح الجمهور المتنوعة.
ويقدم التقرير تحليلاً متكاملاً لخمسة قطاعات رئيسية في الصناعة الإعلامية، تشمل: الفيديو، والصوتيات، والنشر، والإعلانات، والألعاب الإلكترونية، كما يتناول دور الذكاء الاصطناعي المتنامي في تطوير تجارب المستخدمين، وتخصيص المحتوى، وكتابة الأخبار، وإنتاج الإعلانات. 
وتشير التقديرات الواردة فيه إلى نمو سوق الإعلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 17 مليار دولار أميركي في 2024 إلى 20.6 مليار دولار بحلول عام 2028.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد بن محمد يكرم الفائزين بجائزة الإعلام للشباب العربي «إبداع» انطلاق "قمة الإعلام العربي" في دبي المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: قمة الإعلام العربي دبی للإعلام إلى أن

إقرأ أيضاً:

«ماستر كلاس» ترسم ملامح المحتوى الرقمي والإعلام التفاعلي

دبي: «الخليج»
شهدت «قمة الإعلام العربي 2025» في يومها الأول، انطلاقة نوعية لسلسلة جلسات «ماستر كلاس»، جمعت نخبة من أبرز المنصات والشركات الإعلامية والتقنية العالمية، واستضافتها منصة «نادي دبي للصحافة»، لتقديم محتوى تدريبي ومعرفي يعزز من مهارات الإعلاميين العرب ويواكب التحولات المتسارعة في صناعة الإعلام الرقمي، عبر تقديم خلاصة التجارب والخبرات من روّاد القطاع.
وشهدت الجلسات الأربع تفاعلاً لافتاً من الحضور، حيث توزعت موضوعاتها بين استراتيجيات إنتاج المحتوى القصير المؤثر، وتوسيع جمهور المحتوى العربي عالمياً ومستقبل الصوت كوسيلة إعلامية والتقنيات المتطورة لإنتاج المحتوى المرئي الاحترافي.
وخلال جلستها، استعرضت منصة «تيك توك» أبرز التوجهات السلوكية لجمهور المنصة، مع تقديم أدوات عملية لإنشاء محتوى جاذب ومختصر للجمهور وركّزت الجلسة التي قدمتها سارة المعاز، مديرة صُناع المحتوى في «تيك توك»، بعنوان «صناعة المحتوى وجذب الجمهور»، على عناصر التفاعل التي تحقق نتائج حقيقية في إنجاح المحتوى ووصوله لشريحة كبيرة، مثل الصوت والترند والزمن المثالي للنشر، مؤكدةً أن المنصة لا تحتفي فقط بالمحتوى الترفيهي، بل تشهد نمواً ملحوظاً في فئات المعرفة والتعليم والإعلام المؤسسي.
وقال باسل عنبتاوي، رئيس عمليات المحتوى لدى تيك توك في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: إنهم لا ينظرون للمحتوى على أنه منتج نهائي، بل على أنه حوار مستمر بين المبدع والمجتمع الرقمي، لذلك ركزنا خلال الجلسة على أهمية فهم سلوك الجمهور في العالم العربي، حيث تختلف دوافع التفاعل والاهتمامات من دولة لأخرى وتمثل مشاركتنا في قمة الإعلام العربي التزام المنصة بدعم صنّاع المحتوى العرب وتمكينهم من الأدوات اللازمة لبناء هوية رقمية حقيقية.
فيما تناول تميم فارس، مدير عام منصة «ديزني بلس»- الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال جلسة بعنوان «مستقبل صناعة الترفيه والمحتوى الإعلامي»، كيفية تجاوز القصص العربية حدود المنطقة لتصل إلى جمهور عالمي متنوع وقال: «نؤمن بأن المحتوى العربي يمتلك عناصر إبداعية وسردية فريدة تُمكّنه من الوصول إلى العالم، شرط تقديمه بصيغة مناسبة تحافظ على خصوصيته الثقافية».
وخلال جلسة بعنوان «الإعلام بوابة الشباب والشهرة»، قدمها خالد غنايم، إعلامي وصانع محتوى من شبكة الإذاعة العربية، واستضافت لارا رزيق، رئيسة التسويق في سامسونج، عرضت الشبكة تجربتها الرائدة في مجال المحتوى الصوتي وكيف تحولت من إذاعة تقليدية إلى منصة متكاملة للبث الرقمي، كما قدمت الجلسة دراسة حالة حول دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في إنتاج البودكاست وأهمية الصوت في إحداث تفاعل حقيقي مع المستمع وخلق مساحات للحوار والتأثير.
من جانبها، قدّمت شركة «بلاك ماجيك ديزاين» جلسة تقنية متقدمة استعرضت خلالها أحدث حلول التصوير والمونتاج الرقمي التي تعتمد عليها أكبر الاستوديوهات العالمية.
وركزت الجلسة التي قدمتها أبيجيل تاج - بلاك ماجيك وآلاء نوار، مدير تطوير أعمال بلاك ماجيك ديزاين، على تمكين الإعلاميين وصناع المحتوى العرب من الوصول إلى أدوات احترافية تضمن جودة بصرية عالية، دون تكاليف باهظة، مما يعزز من تنافسية المحتوى العربي في السوق العالمي.
وحول ما تحمله محاور اليوم الأول لجلسات «ماستر كلاس»، قالت محفوظة عبد الله، عضو اللجنة التنظيمية لقمة الإعلام العربي: إن هذه الجلسات تمثل أحد المحاور الرئيسية لأجندة قمة الإعلام العربي هذا العام، حيث حرصنا على أن تجمع بين الطابع العملي والرؤية المستقبلية، لتلبية احتياجات الإعلاميين وصناع المحتوى في العالم العربي، سواء من المحترفين أو جيل الشباب الراغبين للدخول في هذا المجال الحيوي.

مقالات مشابهة

  • أحمد بن محمد: قمة الإعلام العربي ترجمة لرؤية دبي في بناء مستقبل إعلامي عربي أكثر تأثيراً
  • الحوثي يمنع القنوات ومنشئو المحتوى من التصوير أو إجراء المقابلات التلفزيونية (وثيقة)
  • الرياض.. اليونسكو يطلق النسخة العربية من تقرير المعلمين لعام 2024
  • نقاشات موسعة تستشرف ملامح إعلام المستقبل
  • المنتدى الإعلامي العربي للشباب يكشف مفاتيح النجاح
  • «البودكاست» يسبق الهواء.. ومجتمعات «أون لاين» تتمسك بالأصالة
  • دبي تطلق النسخة المطورة لتقرير «نظرة على الإعلام العربي»
  • «ماستر كلاس» ترسم ملامح المحتوى الرقمي والإعلام التفاعلي
  • مشاركون في «منتدى الإعلام العربي»: المحتوى العربي حيّ ومؤثر