في قلب خيمة متواضعة وسط أنقاض غزة المدمرة، يجلس الفتى أحمد الغلبان (16 عاما)، يتأمل صورا على هاتفه المحمول تجمعه بشقيقه التوأم محمد، وهما يؤديان حركات جمباز بخفة الأطفال وحلم الرياضيين.

لكن ذكريات أحمد اليوم باتت مريرة، بعد فقد ساقيه وشقيقه في ضربة جوية إسرائيلية استهدفتهم شمالي بيت لاهيا في مارس/آذار الماضي.

أحمد الغلبان فتى غزي فقد ساقيه في قصف إسرائيلي (رويترز)

وقد بدأ أحمد وشقيقه محمد مشوارهما في الجمباز منذ كانا في السابعة، وتعلّق الطفلان سريعا بالرياضة التي منحت جسديهما قوة، وفتحت لهما أبواب عروض في غزة وخان يونس ورفح، لكن حلمهما لم يكتمل، إذ باغتتهما قذيفة إسرائيلية أثناء محاولتهما الإخلاء، عقب صدور الأمر من الجيش الإسرائيلي.

محمد الغلبان توأمه، استشهد في الهجوم نفسه (رويترز)

وفي ذلك اليوم، فقد أحمد ساقيه وأربعة من أصابع يده اليسرى، بينما ارتقى محمد شهيدا إلى جانب خاله وابنة خاله الطفلة ذات 6 أعوام.

القصف الإسرائيلي دمر حلم التوأم في رياضة الجمباز (رويترز)

ويروي أحمد لحظات الألم والخسارة وقد غلبه الصبر، إذ بقي يردد آيات من القرآن ويدعو لشقيقه المحتضر، بينما كان الأخير يهمس بـ"الله أكبر" و"لا إله إلا الله"، حتى أسلم الروح، ونُقل أحمد في "تكتك" صغير إلى المستشفى، وبدأ فصل جديد من المعاناة.

رياضة الجمباز كانت شغف أحمد وتوأمه منذ الطفولة (رويترز)

ولم يعد الفتى قادرا على الحركة، ولا يغادر فراشه في الخيمة التي باتت مأواه. ومع ذلك، يتمسك بحلمه في الحصول على أطراف صناعية تساعده على المشي من جديد، ومواصلة ما بدأه مع شقيقه الراحل.

قصة أحمد تجسد معاناة أطفال غزة في الحرب (رويترز)

ويقول: "كنت أدعو الله ألا يصيبني في قدمي، لأن الجمباز وكرة القدم كانتا حياتي، لكن هذا قدري، وساقاي سبقتاني إلى الجنة".

وقصة أحمد واحدة من آلاف القصص التي ترويها أنقاض غزة، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان تحت الحصار والقصف والنزوح المستمر.

عائلة أحمد تأمل في سفره للعلاج والحصول على أطراف صناعية (رويترز)

وبين تلك الروايات، يقف أحمد الغلبان شاهدا حيّا على مأساة جيل فلسطيني بأكمله، حُرم من الطفولة، ومن الحلم، لكنه لا يزال يتمسك بالأمل في أن يسير يوما من جديد، وربما يقف على خشبة عرض، ليروي للعالم حكايته.. دون أن ينطق بكلمة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

رئيس اتحاد الجمباز يتعرض لحادث

تعرض أمس الدكتور إيهاب أمين رئيس إتحاد الجمباز المصري لحادث سير خلال عودته من محافظة الإسكندرية متوجهاً إلى مقر وزارة الشباب والرياضة بالعاصمة الإدارية، وذلك وفق ما أفادت به مصادر مقربة.


وعلمت "الوفد" أن الحادث وقع بالقرب من مدينة بدر نتيجة اصطدام سيارة ميكروباص بسيارته ، وأسفر الحادث عن تهشم الجزء الأمامي للمركبة وإصابة الدكتور أمين بـ خلع في الكتف ، إضافة إلى بعض الكدمات الطفيفة.

 

وأجري الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة اتصالاً هاتفياً للاطمئنان على أمين وتقديم أي مساعدة له. وأكد الدكتور إيهاب بأنه بخير وان الاصطدام أثر على السيارة ولم يلحق به أضرار سوي آلام بكتفه تعوقه من الحركة.


وتتابع وزارة الشباب والرياضة تطورات حالته الصحية، فيما عبّر عدد من زملائه والمقربين عنه عن تمنياتهم له بالشفاء العاجل وعودته لممارسة مهامه في أقرب وقت.

مقالات مشابهة

  • كواليس غياب إمام عاشور وناصر ماهر عن منتخب مصر في كأس العرب
  • المنخفض الجوي يضاعف محنة النازحين بمخيمات غزة
  • جمباز الصيد يحصد 12 ميدالية متنوعة ببطولة الجمهورية
  • بعد إصابته أمام ليفربول.. إنتر ميلان يفقد أتشيربي في السوبر الإيطالي
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • رئيس اتحاد الجمباز يتعرض لحادث
  • بين القصف والمنخفضات الجوية.. نازحو غزة يواجهون الموت داخل الخيام
  • تعليم جنوب سيناء يحتفي بمهارات الجمباز ويكرّم التلاميذ المتفوقين بالتعاون مع تربل إس
  • شوبير: لاعب واحد أشفق عليه في منتخب مصر بكأس العرب
  • أحمد عبد الرؤوف يعد لاعب الزمالك بالمشاركة في مباراة حرس الحدود