نيابة عن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، شارك صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، أمس، في أعمال القمة الثلاثية المشتركة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ورابطة دول جنوب شرق آسيا “الآسيان”، وجمهورية الصين الشعبية، التي عُقدت في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بحضور عدد من القادة ورؤساء الحكومات وممثلي الوفود المشاركة.


ونقل صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، في مستهل كلمته، تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وتمنيات سموه بأن تكلل أعمال القمة بالنجاح والتوفيق.
وتوجه سموه بالشكر إلى معالي أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا الصديقة، والشعب الماليزي بجزيل الشكر على حسن الاستقبال واستضافته للقمة الثلاثية المشتركة، مؤكداً أنها تمثل تجسيداً حقيقياً لروح الانفتاح والتعاون التي تتحلى بها، وانعكاساً للتطلعات التي نطمح إليها جميعاً، بأن يكون التنوع سبيلاً للوحدة، وأن نصبح أقوى بتضامننا معاً.
وأثنى سموه على الجهود المبذولة للإعداد لهذه القمة التي تشكل مثالاً ساطعاً على حجم الإنجازات التي تستطيع الدول المشاركة تحقيقها من خلال التعاون المشترك، موضحاً أن علاقات الصداقة والشراكة بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول جنوب شرق آسيا والصين تشكل لقاءً حقيقياً بين القارات والثقافات، وتقدم رسالة قوية لجميع دول ومناطق العالم بأن الثقة والحوار والمصالح المشتركة هي ركائز قوية يمكن الاستناد عليها في بناء مستقبل أفضل للجميع.
وأعرب سموه عن ثقته بمواصلة دول جنوب شرق آسيا وجمهورية الصين الشعبية نهضتها وتقدمها نحو آفاق أوسع من التطور والنمو، وبأن هذا المسار سيحقق المزيد من فرص النمو والازدهار لشعوب المنطقة مدفوعاً بالابتكار والحوار والشراكة.
وعبر سموه عن اعتزاز دولة الإمارات بالروابط المتنامية مع الدول المشاركة، وقال سموه:” إن مستوى الصداقة والشراكة الذي وصلنا إليه اليوم ليس واعداً فحسب – بل هو قوي ومتين الأواصر، لدرجة تمكّننا من التصدي بشكل مشترك للتحديات الكبرى التي تواجهنا: تغير المناخ، والأمن الغذائي وأمن الطاقة، ومكافحة الأوبئة والأمراض، والانتقال العادل إلى الطاقة النظيفة”.
وأضاف سموه:” يأتي انعقاد هذه القمة في وقت يحتاج فيه العالم إلى التكاتف والتضامن، أكثر من أي وقت مضى، حيث إننا نواجه متغيرات عالمية معقدة لا يمكن لأي دولة بمفردها أن تتصدى لها. فنحن في دولة الإمارات نؤمن تماماً بأن تضافر الجهود والتعاون والعمل الدولي المشترك هو السبيل الأفضل للارتقاء بدولنا وتلبية طموحات شعوبنا وضمان مستقبل مزدهر للأجيال القادمة”.
وأشار سموه إلى أن الخليج العربي، بموقعه الجغرافي الإستراتيجي وتراثه الغني، يواصل دوره كجسر بين آسيا والعالم العربي – ممر حيوي للتجارة والثقافة والتعاون، وأن ما يربطنا بالصين ودول جنوب شرق آسيا ليس مجرد علاقات تجارية فحسب، وإنما نتشارك معاً صداقة حقيقية قائمة على الاحترام المتبادل ورؤية طويلة الأمد للتنمية المستدامة.
وأعرب سموه عن عزم دولة الإمارات على مواصلة هذه الشراكة واستمرار التعاون نحو آفاق أوسع من النمو والتنسيق والتعاون خلال المرحلة المقبلة، والارتقاء به إلى مستويات جديدة انسجاماً مع رؤية الدولة في تعزيز جسور التواصل القائمة على الثقة والمصداقية والاحترام المتبادل مع دول العالم لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع.
ودعا سموه الدول المشاركة في القمة للعمل معاً على بناء مستقبل أفضل تتخطى فيه العلاقات بين مناطقنا حدود التجارة والتكنولوجيا إلى إرساء أسس قوية من الثقة والصداقة والإيمان المشترك بالآفاق المفتوحة لشراكتنا.
وأكد سموه في ختام كلمته استمرار دولة الإمارات في بذل جميع الجهود الرامية لدعم سبل استدامة التعاون بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول جنوب شرق آسيا (الآسيان) وجمهورية الصين الشعبية، معرباً عن ثقته بأن مخرجات هذه القمة ستمثل فصلاً جديداً في التعاون الثلاثي، ومعبراً عن شكره لماليزيا الصديقة على جهودها الكبيرة في قيادة وتنسيق أعمال القمة.
وتهدف القمة الثلاثية إلى تعزيز التجارة والاستثمار بين دول مجلس التعاون، ورابطة “الآسيان”، والصين، بما يسهم في خلق بيئة أعمال جاذبة ومحفزة، تُعزز تدفقات التجارة البينية، وتوسّع آفاق الاستثمار المشترك في القطاعات الحيوية، من خلال تبادل الخبرات، وتطوير الأطر التشريعية والاقتصادية، وتحفيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، بما يواكب متطلبات التنمية المستدامة، ويخدم مصالح الشعوب، ويُعزز من تنافسية الاقتصادات الوطنية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وضم وفد الدولة المشارك في أعمال القمة كلاً من: الشيخ خالد بن سعود بن صقر القاسمي، نائب رئيس مجلس إدارة مكتب الاستثمار والتطوير برأس الخيمة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي أحمد الصايغ، وزير دولة، ومعالي خليفة شاهين المرر، وزير دولة، ومعالي خليل محمد شريف فولاذي، عضو مجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار، وسعادة الدكتور مبارك سعيد الظاهري، سفير الدولة لدى مملكة ماليزيا، وسعادة عبدالله سالم الظاهري، سفير الدولة لدى جمهورية إندونيسيا ورابطة الآسيان.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

شينخوا: زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لمصر تبرز متانة العلاقات بين البلدين

ألقت وكالة أنباء "شينخوا" الصينية، الضوء على قوة علاقة الصداقة التي تجمع مصر والصين حيث يأتي ذلك بعد أن اختتم رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانج زيارة رسمية إلى مصر استمرت يومين، أكد خلالها متانة العلاقات الصينية المصرية وعمقها الاستراتيجي، وتعهد بتعميق التعاون بين البلدين.


وأشار لي إلى الصداقة العريقة بين البلدين والقيم المشتركة كحضارتين عريقتين والشراكة المتنامية.


وقال رئيس مجلس الدولة الصيني لدى وصوله القاهرة إنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية منذ نحو 70 عاما، ظل البلدان صديقين حميمين يدعمان بعضهما البعض وشريكين استراتيجيين يجمعهما مستقبل مشترك، ووضعا معا نموذجا للتضامن والوحدة والاعتماد على الذات والمنفعة المتبادلة والدعم المتبادل بين الدول النامية الكبرى.


وأشار لي إلى ازدهار العلاقات الصينية المصرية، إذ ازدادت قوة صداقتهما التقليدية بمرور الوقت، وتعززت الثقة السياسية المتبادلة، وتحققت نتائج مثمرة من خلال التعاون العملي، وأصبح التنسيق متعدد الأطراف أوثق وأكثر فعالية.


وأشارت "شينخوا" إلى احتفال الصين ومصر بالذكرى السبعين لعلاقاتهما الدبلوماسية العام المقبل، فيما أعرب قادة الجانبين عن تفاؤلهم بشأن النمو المستقبلي للعلاقات الثنائية.


وأكد رئيس مجلس الدولة الصيني للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائهما أن الصين مستعدة للعمل مع مصر لاغتنام الذكرى السبعين للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين العام المقبل كفرصة لمواصلة مسيرة الصداقة التقليدية، وتوطيد الثقة السياسية المتبادلة، ومواصلة الدعم القوي لبعضهما البعض في القضايا التي تهم المصالح الجوهرية لكل منهما.


ووصف الرئيس السيسي الصين بأنها "صديقة مخلصة لمصر" .


وسيطر التعاون بين البلدين على جدول أعمال محادثات رئيس مجلس الدولة الصيني مع القادة المصريين، وخلال الاجتماعات أكد لي أهمية التكامل الاقتصادي وتسهيل الاستثمار.


ففي لقائه مع رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، أكد لي استعداد الصين للعمل مع مصر لتحسين تنمية التجارة الثنائية وزيادة أوجه التعاون، بالإضافة إلى محركات جديدة للنمو الاقتصادي.


وأكد مدبولي أن مصر تقدر بشدة موقف الصين العادل والمنصف تجاه قضايا الشرق الأوسط، وتقف على أهبة الاستعداد لتعزيز التنسيق مع الصين في إطار الأمم المتحدة ومجموعة البريكس وغيرها من الأطر متعددة الأطراف، بما يضمن حماية المصالح المشتركة ودعم السلام والاستقرار الإقليميين.


وخلال لقائه مع رئيس مجلس النواب المصري حنفي علي جبالي، قدم لي رؤية شاملة للتعاون، وقال "إن الصين ومصر تسعيان لتحقيق مستوى أعلى من المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، لذلك ينبغي عليهما التعاون في التشغيل المستدام للمشروعات الثنائية البارزة، والتحسين المستمر لمستوى تسهيل التجارة والاستثمار بين البلدين، وتعزيز الترابط الصناعي وترابط الأسواق".


وأشاد سفير مصر السابق لدى الصين عاصم حنفي بنمو العلاقات الثنائية، وكتب في مقال نُشر مؤخرا أن "العلاقات بين القاهرة وبكين خلال العقد الماضي أصبحت نموذجا للشراكة الشاملة القائمة على الاحترام والثقة والتفاهم والمصالح المشتركة، وهذه العلاقات اكتسبت زخما غير مسبوق، تميز بتعميق التعاون السياسي والمشاركة الاقتصادية القوية".


ولفتت "شينخوا" إلى أن الصين شريك تجاري واستثماري رئيسي لمصر، فقد تجاوز حجم التجارة الثنائية 17 مليار دولار في عام 2024، وشهدت الاستثمارات الصينية في مصر ارتفاعا ملحوظا خاصة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وأصبحت منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية "تيدا" في السويس - التي تضم 185 شركة - نموذجا للتعاون الصناعي.


وقال رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف في تصريحات لوكالة "شينخوا" إنه "يمكن تصنيف الاستثمارات الصينية في مصر كنموذج مربح للجانبين، إذ تستفيد مصر من التكنولوجيا الصينية وتوفير فرص العمل، كما أن المنتج الصيني المصري قابل للتصدير، مما يجعل هذه الاستثمارات مفيدة للطرفين".


وأضاف شرف - وهو أيضا عضو في المجلس الاستشاري لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي - أنه "لا يمكن الاستهانة بالتعاون بين الدول النامية والصين، لأنه إذا تم تفعيلها بالكامل فستولد قوة هائلة وتشكل تكاملا قويا بين دول الجنوب العالمي".


كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، مما جعل العلاقات الصينية المصرية تتجاوز النطاق الثنائي وتكتسب أهمية إقليمية وعالمية بارزة.


كما لفت لي إلى البعد الاستراتيجي الأوسع لتفاعل الصين مع العالم العربي خلال اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ووصف الصين والدول العربية بـ"الأصدقاء الموثوق بهم والشركاء الجيدين"، مصورا العلاقات الصينية العربية في أفضل حالاتها على الإطلاق.


كما دعا لي إلى تنسيق أعمق على الساحة الدولية، مؤكدا استعداد الصين لتعزيز التواصل والتنسيق مع الدول العربية في منصات مثل الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون ومنظمة التجارة العالمية ومجموعة العشرين، وإظهار الإرادة المشتركة والتحدث بصوت واحد، بما يعزز نظام حوكمة عالمي أكثر عدلا وإنصافا.


ومن جانبه، وصف أبو الغيط الصين بأنها "صديقة عزيزة وشريكة للدول العربية".

تعميق التعاون بين مصر والصين لدعم قطاع المشروعات المتوسطة والصغيرةمصر والصين ترسمان مستقبل الاقتصاد.. شراكة صناعية استراتيجية تقود التنمية وتفتح أسواق التصديرمصر والصين تتفقان على التعاون في إنتاج السيارات الكهربائية وتحلية المياه طباعة شارك مصر الصين ئيس مجلس الدولة الصيني العلاقات الصينية المصرية الرئيس عبد الفتاح السيسي

مقالات مشابهة

  • صناعة النواب: زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لمصر تدفع التعاون التنموي
  • رئيس الدولة: دعم جهود ترسيخ الأمن والاستقرار في منطقة القوقاز
  • شينخوا: زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لمصر تبرز متانة العلاقات بين البلدين
  • الإمارات تستضيف لقاء بين رئيس أذربيجان ورئيس وزراء أرمينيا وصاحب السمو رئيس الدولة يلتقي بهما
  • محمد بن زايد: حريصون على ترسيخ الاستقرار بين أذربيجان وأرمينيا
  • محمد بن راشد يلتقي جمعاً من الأعيان ورجال الأعمال ومسؤولي الجهات الحكومية
  • رئيس الوزراء يثمن الدور المحوري الذي تقوم به الصين في دعم جهود التنمية في مصر
  • أمام رئيس الدولة.. سفير الإمارات لدى البرازيل يؤدي اليمين.. وسموه يتسلم أوراق اعتماد سفراء جدد
  • أمام رئيس الدولة..سفير الإمارات لدى البرازيل يؤدي اليمين وسموه يتسلم أوراق اعتماد عدد من السفراء الجدد لدى الدولة
  • أزمة غزة واستقرار المنطقة .. ماذا ناقش رئيس وزراء الصين مع الرئيس السيسي؟