قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم  ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".

وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".



وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".

وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".

"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.


وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".

وأشار إلى  أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".

وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".

وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".

وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".


وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".

ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".

وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال غزة حماس فلسطينيين جو بايدن فلسطين حماس غزة الاحتلال جو بايدن المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس توضح موقفها بشأن الموافقة على مقترح ويتكوف

قال عضو المكتب السياسي في حركة حماس، باسم نعيم، الثلاثاء، إن الحركة قبلت عرض المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، بشأن وقف إطلاق النار في غزة.

وأوضح نعيم: "مقترح ويتكوف الذي وافقت عليه الحركة جوهره الوصول إلى وقف الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية، والتأسيس لوقف إطلاق نار دائم، وننتظر رد إسرائيل عليه".

وتأتي هذه التصريحات في وقت أفادت فيه هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، بأن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا كبيرة والاتصالات مستمرة في محاولة لدفع "حماس" للموافقة على اقتراح ويتكوف.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية، فإن حماس تطالب بضمانات أميركية بعدم عودة إسرائيل إلى القتال حتى في حال عدم التوصل إلى تفاهمات خلال فترة وقف إطلاق النار التي تمتد لـ60 يوما.

وأضافت الهيئة أن "الوسطاء طرحوا عدة مقترحات من بينها (خطاب ضمان) أو مصافحة بين ويتكوف ومسؤول كبير في حماس أو بيان رسمي يلقيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول المسألة".

ورفضت إسرائيل، بشكل قاطع، مسودة اتفاق لوقف إطلاق النار قدمها رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني، بشارة بحبح عبر وساطة أميركية، بحسب ما نقلته صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي رفيع، مشيرا إلى أن المقترح "بعيد تماما عن متطلبات إسرائيل الأمنية".

ونقلت "يسرائيل هيوم" عن مسؤول إسرائيلي قوله إن "مفاوضات وقف إطلاق النار لم تفضي إلى أي نتائج حتى الآن".

وأكد المسؤول أن "مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي قُدّم لحماس قبل أسبوع في الدوحة، هو الوحيد الذي مازال قائما".

وأرجع المسؤول رفض إسرائيل لمقترح بحبح إلى "بعدها الكبير عن متطلبات إسرائيل الأمنية".

وأضاف المسؤول: "نحن عازمون على إطلاق سراح جميع رهائننا، ولذلك سيستمر الضغط العسكري حتى تُعيدهم حماس جميعا".

وأشار إلى أن مقترح بحبح "بعيد كل البعد عن الخطوط العريضة التي وضعها ستيف ويتكوف، وتطالب إسرائيل بعدم تحقيق أهداف الحرب والاستسلام فعليا".

وبموجب اقتراح بحبح، طُلب من إسرائيل الانسحاب إلى الخطوط التي كانت قائمة قبل شهرين داخل قطاع غزة، وفتح الإمدادات بشكل كامل، كما تم تقديم مطلب بأن يعترف الأميركيون بحماس.

وفي مشروع اقتراح الاتفاق أيضا إطلاق سراح خمسة رهائن إسرائيليين فقط في اليوم الأول وخمسة في اليوم الستين، وبينهما نحو 17 جثة أخرى لرهائن.

ويسعى الأميركيون إلى التوصل لاتفاق شامل ومتدرج، يبدأ بإطلاق سراح جزء من الأسرى، ويشمل في مراحله اللاحقة إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى لدى حماس، وذلك من خلال "خطة ويتكوف".

وصرّحت مصادر لصحيفة "يسرائيل هيوم" بأن إدارة الرئيس الأميركي ترفض التخلي عن المسار الدبلوماسي، وتعتبره ضروريا لتحقيق تسوية مستدامة في غزة.

وفي المقابل، لا تزال حماس ترفض الشروط الإسرائيلية المعلنة لإنهاء الحرب، والتي أكدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، أحياء وأمواتا وتسليم حماس لجميع أسلحتها، ومغادرة قادة الحركة قطاع غزة، وإنهاء أي دور لحماس في حكم القطاع مستقبلا.

وحسبما ذكر ويتكوف لشبكة "سي إن إن" فإن هناك اتفاقا لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة مطروحا حاليا على الطاولة، ويتضمن مسارا لإنهاء الحرب.

ويقضي الاقتراح بالإفراج عن نصف المحتجزين الأحياء ونصف جثامين المتوفين مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار، على أن تبدأ بعدها مفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب.

ورفض ويتكوف تحديد مدة الهدنة المؤقتة، التي تُعد إحدى القضايا الرئيسية في المفاوضات.

وأشار ويتكوف إلى أن إسرائيل "ستوافق على وقف مؤقت لإطلاق النار واتفاق إطلاق سراح المحتجزين يقضي بعودة نصف الأحياء ونصف المتوفين، ويؤدي إلى مفاوضات جوهرية تمهّد لطريق نحو وقف دائم لإطلاق النار، وقد وافقت على ترؤسها. هذا الاتفاق مطروح على الطاولة، وعلى حماس قبوله".

مقالات مشابهة

  • إشارات خاطفة رأيتها للتو في إسرائيل
  • حماس تعلن تفاصيل اتفاقها مع ويتكوف
  • حماس: تصريحات نتنياهو تعكس عقلية إجرامية وتشكل خطرا على العالم
  • صحيفة: مفاوضات غزة مستمرة وإسرائيل تحافظ على الغموض
  • من إسرائيل وحماس والولايات المتحدة.. رسائل متضاربة عن الهدنة
  • إسرائيل تستدعي 450 ألف جندي احتياط.. واشنطن تكشف عن اتفاق لـ«وقف إطلاق النار» في غزة
  • باسم نعيم: حماس وافقت على اقتراح ويتكوف لوقف الحرب.. وننتظر رد الاحتلال
  • حماس توضح موقفها بشأن الموافقة على مقترح ويتكوف
  • إسرائيل تأمر بإخلاء جنوب غزة استعداداً لهجوم «غير مسبوق»