أثارت واقعة تصوير فتاة مقطع فيديو "سيلفي" مع والدها أثناء لحظات احتضاره، حالة من الجدل والغضب الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول الفيديو الذي يُظهر الفتاة وهي تبكي مودعة والدها، الذي بدا عليه شدة المرض، وسط مشاعر مختلطة من الحزن والدهشة بين المتابعين.

وتسبب هذا التصرف في موجة من الاستياء، حيث أكد كثير من المتابعين على ضرورة احترام حرمة الميت ورفض هذا السلوك المخالف للدين والأعراف الإنسانية.

السعودية تستطلع هلال شهر ذي الحجة اليوم.. ودار الإفتاء تتابع إعلان المملكة لتحديد موعد عيد الأضحى هل أحفاد نوال الدجوي يستحقون الحصول على الميراث رغم وفاة الأب والأم؟ دار الإفتاء تُوضح دار الإفتاء تحسم الجدل: التصوير سيلفي مع المتوفى عمل محرم شرعًا وغير أخلاقي

من جانبه، أكد الدكتور خالد عمران، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن تصوير مثل هذه المشاهد، سواء كان مع الميت أو المحتضر، عمل "محرم شرعًا"، وهو سلوك غير أخلاقي، خاصة في ثقافتنا وتقاليدنا الدينية والاجتماعية. 

وشدد عمران على أن الموت له حرمته وجلاله، وهو نهاية رحلة الإنسان في الدنيا، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالموت واعظًا"، مما يستوجب الوقوف أمامه بتعظيم وإجلال، وليس بالتعامل معه بطريقة لا تليق بكرامة الإنسان وخصوصيته.

حرمة الموت وكرامة الإنسان.. واجب ديني وأخلاقي

وأوضح أمين الفتوى أن لحظة الاحتضار والموت هي موقف عظيم يتطلب من المحيطين بالمحتضر أن يتعاملوا معه برفق ورحمة، وأن ينشغلوا بالدعاء له، وتلقينه الشهادة، وتحسين ظنه بالله تعالى، وليس بتصويره أو مشاركة لحظاته الأخيرة مع الآخرين. 

وأضاف أن واجب الأحياء نحو الميت بعد وفاته يشمل تغسيله، وتكفينه، والصلاة عليه، ودفنه، مع الحفاظ على خصوصيته وكرامته، مصداقًا لقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} [الإسراء: 70].

دعوة لضبط استخدام التكنولوجيا بما يوافق الشرع والقيم

وأكدت دار الإفتاء أن استخدام وسائل التكنولوجيا، ومنها الهواتف المحمولة والكاميرات، يجب أن يكون في إطار شرعي وأخلاقي، وألا يتم استغلالها في مواقف تمس مشاعر الآخرين أو تتعدى على حرمة الإنسان، حيًا أو ميتًا.

وأشارت إلى أن تصوير الميت أو المحتضر ونشر هذه الصور أو مقاطع الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يعد أمرًا غير مقبول شرعًا وأخلاقيًا، محذرة من عواقب هذه الأفعال التي تسيء لكرامة الإنسان وتخالف تعاليم الإسلام وقيمه السامية.

دار الإفتاء تدعو لاحترام حرمة الموتى وتقدير مشاعر الأسر

واختتم الدكتور خالد عمران تصريحاته بالتأكيد على ضرورة احترام حرمة الموتى، وتقدير مشاعر ذويهم، وعدم استغلال المواقف الصعبة لتحقيق أي شهرة أو إثارة على مواقع التواصل الاجتماعي. 

وأشار إلى أن الإسلام دين يحث على الستر والاحترام، ويدعو إلى التعامل مع الميت والمحتضر بكل رحمة وإنسانية، بعيدًا عن المظاهر المستحدثة التي تتنافى مع تعاليم الدين الحنيف.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: دار الافتاء أحكام الشريعة الإسلامية حرمة الميت القيم الأخلاقية خالد عمران الشريعة الإسلامية دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

نصف الألمان يفكرون بالهجرة.. هذه أهم الأسباب والجهات الجديدة

كشف استطلاع للرأي أجرته منصة "يوجوف" لأبحاث السوق وتحليل البيانات، أن أكثر من نصف سكان ألمانيا يفكرون بجدية في الهجرة إلى الخارج، في دلالة واضحة على تزايد مشاعر الإحباط وانعدام الرضا عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد.

ووفق نتائج الاستطلاع، الذي نُشر مؤخرًا، فإن 31 بالمئة من المشاركين قالوا إنهم "بالتأكيد" يمكن أن يفكروا في مغادرة ألمانيا، فيما أجاب 27 بالمئة بأنهم "ربما" سيفعلون ذلك، إذا ما توفر لهم الاستقلال المهني والشخصي والمالي في الخارج. بالمقابل، قال 22% إنهم "على الأرجح" لن يهاجروا، بينما أكد 15% أنهم "لن يغادروا على الإطلاق".

ناخبو اليمين المتطرف يرغبون بالهجرة
نتائج الاستطلاع أظهرت مفارقة لافتة؛ إذ أن نسبة الراغبين في الهجرة كانت الأعلى بين ناخبي حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، الذي يُعرف بموقفه المعادي للمهاجرين. 

وعبّر 55% من أنصار الحزب عن رغبتهم المؤكدة بالهجرة، فيما قال 24% منهم إنهم قد يُفكرون بالأمر.

ويرى مراقبون أن هذه الظاهرة تعكس مستوى الغضب المتزايد بين قطاعات واسعة من المجتمع الألماني، لا سيما في الولايات الشرقية التي كانت جزءًا من ألمانيا الشرقية الشيوعية سابقًا، حيث لا يزال كثير من السكان يعانون من تحديات التحول من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق الحرة منذ إعادة توحيد ألمانيا عام 1990.

تشير بيانات الاستطلاع إلى أن 36% من الذين سبق أن فكروا في الهجرة، باتوا أكثر جدية في قرارهم خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما يؤشر إلى تصاعد مشاعر القلق والاستياء العام في البلاد.

ولدى سؤال هذه الشريحة عن أسباب ازدياد رغبتهم في مغادرة ألمانيا، أجاب 60 بالمئة بأن سياسات الهجرة الحالية تشكل عاملًا رئيسيًا، في حين أشار 41 بالمئة إلى الركود الاقتصادي وتباطؤ النمو، و29 بالمئة إلى القلق من تزايد شعبية حزب "البديل" اليميني المتطرف.

يُذكر أن "البديل من أجل ألمانيا" بدأ نشاطه عام 2013 كمجرد حزب معارض لسياسات الاتحاد الأوروبي، قبل أن يتحول لاحقًا إلى تيار قومي يميني متشدد، ويُصنّف رسميًا من قبل السلطات كحزب "يميني متطرف"، رغم أن هذا التصنيف لا يزال بانتظار حسم قضائي.


الوجهات المفضلة.. حيث اللغة والأمان السياسي
وحول الوجهات المفضلة للمحتملين للهجرة، تصدّرت سويسرا القائمة، تليها النمسا 23 بالمئة ثم إسبانيا 22 بالمئة وكندا 17 بالمئة، وهي دول تجمع بين الاستقرار السياسي ونوعية الحياة المرتفعة، إلى جانب تشابه القيم الثقافية. وفي حالة سويسرا والنمسا، يُعد عامل اللغة الألمانية المشتركة من أبرز محفزات التفضيل.

مخاوف من "نزيف سكاني صامت"
ويحذر خبراء في علم الاجتماع والديموغرافيا من أن نتائج هذا الاستطلاع لا تعبّر فقط عن انزعاج ظرفي من الأوضاع الاقتصادية أو السياسية، بل تعكس تحولًا تدريجيًا في نظرة قطاعات من المواطنين لمستقبلهم في ألمانيا، وربما بوادر ما يمكن تسميته بـ"نزيف سكاني صامت" نحو الخارج.

ويرى مراقبون أن تصاعد الخطاب السياسي المتطرف، إلى جانب الأزمات الاقتصادية والركود المتواصل، والتوترات بشأن الهجرة،تدفع كثيرين، وخصوصًا من فئة الشباب أو الفئات المتوسطة، إلى البحث عن فرص حياة أكثر استقرارًا خارج البلاد.

تأتي هذه المؤشرات في وقت تواجه فيه حكومة المستشار أولاف شولتس تحديات سياسية واقتصادية مركبة، في ظل أزمة الطاقة، وتباطؤ النمو، واحتجاجات المزارعين، وتراجع شعبية الائتلاف الحاكم.

وبينما تواصل أحزاب الوسط محاولات احتواء تمدد اليمين المتطرف، فإن تنامي مشاعر الهجرة حتى داخل معاقل "البديل" يشير إلى فقدان الثقة المتزايد في النظام السياسي القائم بكامله، وهو ما قد يُفاقم الأزمات المستقبلية التي تهدد استقرار ألمانيا الداخلي.


مقالات مشابهة

  • تحذير من تريند ” أنا أحزن بطريقة مختلفة”
  • برج القوس| حظك اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025.. مشاعر طيبة مع حبيبك
  • “فرسان الحق” .. حينما تتجلى الأخلاق في عقيدة المخابرات الأردنية
  • هل كلام الحب بين المخطوبين حرام؟.. الإفتاء تجيب
  • هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟.. الإفتاء تجيب
  • نصف الألمان يفكرون بالهجرة.. هذه أهم الأسباب والجهات الجديدة
  • أمين الإفتاء: 3 سور هي أنفع ما نقوله في التحصين الروحي من السحر
  • أسامة قابيل: لطفي لبيب عُرف عنه الاحترام والرقي والقيم الإنسانية النبيلة
  • أرباح لايفات تيك توك حرام شرعًا في هذه الحالة .. الإفتاء تكشف عنها
  • هل النوم على جنابة حرام شرعا؟.. الإفتاء: يجوز لكن بشرط واحد