دببة على موائد السلوفاك.. جدل بعد سماح الحكومة ببيع لحومها
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
أعلنت الحكومة السلوفاكية عن قرار يسمح ببيع لحوم الدببة البنية في الأسواق والمطاعم، في خطوة غير مسبوقة أثارت موجة من الغضب والانتقادات الواسعة في الأوساط البيئية والحقوقية داخل البلاد وخارجها.
القرار الذي أعلنت عنه وزارة البيئة يأتي ضمن خطة تهدف إلى تقنين استهلاك لحوم الدببة التي تُصطاد بصورة قانونية، بحجة عدم إهدارها، بحسب ما أكده نائب الوزير فيليب كوفا.
جاء هذا القرار في أعقاب حوادث متكررة بين البشر والدببة، كان أبرزها وفاة رجل خمسيني بعد تعرّضه لهجوم من دب في منطقة جبلية وسط سلوفاكيا. وقد دفعت هذه الواقعة الحكومة إلى إعلان حالة الطوارئ في معظم مناطق البلاد، وصادقت في أبريل/نيسان الماضي على خطة لإعدام 350 دبا بنيا خلال عام 2025، بدعوى أن أعدادها أصبحت "غير مرغوب فيها"، وفق توصيف رئيس الوزراء روبرت فيكو، الذي أشار إلى أن عدد الدببة تجاوز 1300 دب، مما تسبب في حالة من الخوف لدى السكان من دخول الغابات.
القرار أثار موجة غضب شديدة لدى نشطاء البيئة وعدد من الساسة، خاصة مع تصنيف الدب البني من قبل الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة كنوع "شبه مهدد بالانقراض" داخل الاتحاد الأوروبي. وأصدرت منظمة "نحن الغابة" (We Are Forest) البيئية بيانا شديد اللهجة، هاجمت فيه القرار ووصفت وزارة البيئة بأنها "تحولت إلى محل جزارة"، معتبرة أن القرار لا يقدّم حلولا حقيقية، بل يزيد المشكلة تعقيدا عبر تشجيع الطلب على لحوم الدببة وتحويلها إلى سلعة استهلاكية.
إعلانمن جانبها، شددت المنظمة على ضرورة التركيز على تحسين إدارة النفايات التي تجذب الدببة إلى المناطق المأهولة بالسكان، وتكثيف حملات التوعية والتثقيف البيئي، بدلا من اللجوء إلى سياسة الإعدام المنهجي وترويج لحوم الحيوانات البرية.
حماية قانونية وتوجيهات أوروبيةتتمتع الدببة البنية بحماية صارمة بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي والتشريعات البيئية المحلية، ولا يُسمح بصيدها أو قتلها إلا في حالات استثنائية عند وجود تهديد مباشر على السلامة العامة، ووفق ضوابط محددة. ومع ذلك، تصرّ حكومة سلوفاكيا على المضي قدما في الخطة، التي برّرتها بأنها إجراء وقائي لحماية المواطنين وتفادي الحوادث المميتة.
الناشطة البيئية ميروسلافا أبيلوفا من منظمة "غرينبيس سلوفاكيا"، وصفت خطة الإعدام بأنها "متهورة تماما"، متهمة الحكومة بتجاهل النصائح العلمية والقوانين البيئية، وبتبني نهج قائم على "الاستعراض السياسي" أكثر من كونه حلا مدروسا ومستداما.
سوق محدود وتهديد صحييُشار إلى أن لحوم الدببة لا تُستهلك على نطاق واسع في أوروبا، ولا تُعد من الأطعمة الشائعة سوى في مناطق محدودة في أوروبا الشرقية أو بلدان الشمال. في معظم دول الاتحاد الأوروبي، تمنع القوانين البيئية والقيود الصحية بيع هذا النوع من اللحوم في الأسواق والمطاعم. وحتى في الدول التي تسمح بذلك ضمن استثناءات محدودة، فإن لحوم الدب غالبا ما تكون ناتجة عن عمليات صيد خاضعة للرقابة أو حالات استثنائية.
ويحذر مسؤولو الصحة من أن لحوم الدببة قد تنطوي على مخاطر الإصابة بداء الشعريات (Trichinellosis)، وهو مرض ناتج عن طفيلي يمكن أن يسبب أعراضا صحية خطيرة للإنسان.
قضية الدببة في سلوفاكيا تحولت إلى قضية سياسية حساسة، مع تزايد المواجهات بينها وبين البشر، وارتفاع معدلات الهجمات المميتة. وتأتي سلوفاكيا في المرتبة الثانية بعد رومانيا من حيث عدد الدببة البنية، والتي يُقدر عددها هناك بـ13 ألف دب، فيما تحتضن سلوفاكيا ما يقارب 1200 دب في بيئاتها الجبلية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
حبس المتهمين ببيع دقيق مدعم في السوق السوداء
قررت جهات التحقيق المختصة حبس عدد من المتهمين بالتلاعب في الدقيق المدعم بالمخابز السياحية.
واصل قطاع الأمن العام والإدارة العامة لشرطة التموين والتجارة بالتنسيق مع مديريات الأمن، حملاتها التموينية المكبرة لضبط الجرائم التموينية.
أسفرت جهود الحملات عن ضبط عدد من القضايا فى مجال المخابز السياحية الحرة والمدعمة خلال 24 ساعة ضُبط خلالها ما يقرب من (9) أطنان دقيق (أبيض، بلدى مدعم).
تم اتخاذ الإجراءات القانونية، وذلك استمراراً لجهود أجهزة وزارة الداخلية لحماية جمهور المستهلكين وإحكام الرقابة على الأسواق والتصدى لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز والبيع بأزيد من السعر المقرر وعدم الإعلان عن الأسعار.