تسجيل جفاف في أكثر من 40% من مساحة أوروبا
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
مايو 30, 2025آخر تحديث: مايو 30, 2025
المستقلة/- تعاني أكثر من ثلث أوروبا، بما في ذلك أجزاء من وجهات العطلات مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا، من الجفاف.
كان شهر مارس الأكثر دفئًا في أوروبا على الإطلاق – وهو اتجاه مدفوع بتغير المناخ – كما شهد هطول أمطار أقل من المتوسط في أجزاء كبيرة من شمال وشرق القارة.
تعاني 41.2% من أوروبا حاليًا من شكل من أشكال الجفاف، وفقًا لآخر تحديث من المرصد الأوروبي للجفاف التابع للاتحاد الأوروبي، والذي يغطي الفترة من 11 إلى 20 مايو.
يبلغ الجفاف ذروته في مناطق جنوب شرق إسبانيا وقبرص واليونان وألبانيا، حيث صدرت أعلى فئة “تحذير”، بالإضافة إلى أجزاء من بولندا وأوكرانيا.
لكن مساحات واسعة من شمال وشرق أوروبا، مرورًا بفرنسا وألمانيا وبولندا وأوكرانيا، تشهد أيضًا جفافًا، مما يثير المخاوف بشأن المحاصيل.
يوم الخميس، أعلنت وكالة البيئة البريطانية رسميًا حالة جفاف في شمال غرب إنجلترا بعد أن انخفضت مستويات الأنهار والخزانات المائية بسبب جفاف الربيع.
في اليونان، يُفاقم “الإفراط في السياحة” الناتج عن تدفق ملايين الأشخاص إلى شواطئها الضغط على موارد المياه، وفقًا لنيكيتاس ميلوبولوس، أستاذ إدارة الموارد المائية في جامعة ثيساليا.
وأضاف: “تعاني الجزر من مشكلة حادة تتمثل في الجفاف وندرة المياه”.
تُجبر جزر مثل سانتوريني وميكونوس الآن على استيراد المياه من أثينا أو محطات تحلية المياه لتوفير المياه للاستحمام وحمامات السباحة. في الماضي، كان بإمكان العديد من السكان الاكتفاء بالطرق المحلية مثل تجميع مياه الأمطار.
لكن الزراعة تُشكل استنزافًا أكبر بكثير لمياه البلاد، مع تفشي الهدر وغياب السياسات، كما قال البروفيسور ميلوبولوس.
تُفاقم ظروف الطقس الحار والجاف هذا العام خطر اندلاع موسم حرائق غابات عنيف جديد في اليونان.
حذّر وزير الحماية المدنية يوانيس كيفالوجيانيس الأسبوع الماضي من صيف “صعب للغاية”.
وأضاف أنه تم نشر 18 ألف رجل إطفاء، وهو رقم قياسي، وتضاعف أسطول الطائرات المسيرة تقريبًا في محاولة لمكافحة الحرائق التي يُؤججها ارتفاع درجة حرارة المناخ.
يُعدّ الجفاف وأسبابه أكثر تعقيدًا، لكن علماء في مؤسسة World Weather Attribution يقولون إن الاحتباس الحراري يُفاقم الجفاف في بعض أنحاء العالم، بما في ذلك حول البحر الأبيض المتوسط.
ووجدوا أن جفاف عام 2022، الذي امتد عبر نصف الكرة الشمالي، زاد احتمال حدوثه بمقدار 20 مرة بسبب تغير المناخ.
وقالت الرابطة الدولية للطاقة الكهرومائية إن الجفاف والأمطار الغزيرة في أوروبا تدفع محطات الطاقة إلى “العمل بأقصى طاقتها الإنتاجية”.
وفقًا لشركة التأمين هودين، تُكلّف الأحوال الجوية المتطرفة الاتحاد الأوروبي حوالي 28.3 مليار يورو من خسائر المحاصيل والماشية سنويًا.
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
إقرأ أيضاً:
كيف تكافح أكثر مدن أوروبا سخونة موجات الحر وتستعد لاستقبال ملايين السياح؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- لطالما اعتُبِر تسلق قمة "أكروبوليس أثينا" إنجازًا يتطلّب الشجاعة. ولعلّه أصبح أكثر صعوبة ممّا كان عليه الحال خلال فصول الصيف الأخيرة، عندما شهدت المدينة موجات حرّ طويلة وخطيرة.
خلال العامين الماضيين، وخلال ذروة موسم السياحة، أجبرت الحرارة الشديدة السلطات مرارًا وتكرارًا على إغلاق أكثر المواقع زيارةً في اليونان خلال ساعات النهار الأكثر حرارةً لحماية الزوار والموظفين من درجات حرارة تتجاوز 40 درجة مئوية.
ولا يقتصر الأمر على الـ"أكروبوليس".
لطالما كانت أثينا شديدة الحرارة صيفًا، ولكن لم تصل درجات الحرارة إلى هذا المستوى من قبل.
رغم أنّها العاصمة الأكثر سخونة في أوروبا القارية، إلا أنّها شهدت ارتفاعات قياسية بدرجات الحرارة في عام 2024.
يشهد البحر الأبيض المتوسط بأسره ارتفاعًا في درجات الحرارة بوتيرة أسرع من المتوسط العالمي.
وأثار هذا الوضع تساؤلاتٍ كبيرة حول اليونان وعلاقتها بالزوار الذين ساعدت قدرتهم الشرائية البلاد على تجاوز الأزمات خلال الأوقات الاقتصادية الصعبة.
تعني زيادة السياحة ارتفاع الضغط على موارد المياه الشحيحة والبنية التحتية، كما أنّها تعني التضخم، بشكلٍ يدفع السكان المحليين إلى الخارج لصالح الوافدين الأثرياء.
ورأى عمدة أثينا، هاريس دوكاس، أنّ "بناء القدرة على الصمود مسألة بقاء".
وقد أصبح التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة، إلى جانب زيادة أعداد السياح في الصيف، بمثابة أولوية كبيرة.
خزان حراري حضريعلى المدى القصير، يعني ذلك وضع أنظمة إنذار مبكر لموجات الحر، ومراقبة بيانات درجات الحرارة في الوقت الفعلي، إلى جانب إضافة نوافير الماء، ومراكز تبريد مكيفة، وحدائق صغيرة مظللة لتوفير الراحة.
قالت إيريس بلايتاكيس، وهي مرشدة سياحية تزور الـ"أكروبوليس" بانتظام: "غالبًا ما يستهين السياح بالحرارة، وخاصة القادمين من مناطق تتمتع بمناخٍ بارد".
تُعتبر الحرارة الشديدة خطيرة للغاية، إذ أوضحت خبيرة التكيف الحضري في الوكالة الأوروبية للبيئة، إين فانديكاستيل أن "موجات الحر مسؤولة عن أكثر من 80% من الوفيات الناجمة عن ظواهر الطقس والمناخ في أوروبا".
لكن على المدى البعيد، تواجه أثينا تحديًا يتمثَّل في إعادة تشكيل مدينة تحوّلت إلى خزان حراري خرساني بمساحات خضراء محدودة.
في عام 2021، أصبحت أثينا أول مدينة أوروبية تُعيّن "مسؤولاً عن الحرارة" مُخصصًا لتعزيز وتنسيق استراتيجيات التكيف.
وأكّد دوكاس: "خلال أكثر من عام بقليل، زرعنا 7 آلاف شجرة، وهو أمر صعب في مدينة مكتظة بالسكان. نريد أن يصل هذا العدد إلى 28 ألف شجرة خلال أربع سنوات. كما نعمل على إنشاء ممرات خضراء".
إزالة الخرسانةلا تشبه أثينا الحديثة الموقع الساحر الذي اختاره البشر للاستقرار منذ آلاف السنين. آنذاك، تميزت المنطقة بقربها من الجبال، والبحر، ومناخها المعتدل، ومواردها الخضراء الوفيرة، وأنهارها المتدفقة، وهي المجاري المائية ذاتها التي غُمِرت بالخرسانة خلال فترة التوسع الحضري السريع في خمسينيات وستينيات القرن الماضي لبناء الطرق السريعة.
لَفَت الأستاذ المشارك في تخطيط المدن بالجامعة التقنية في فالنسيا بإسبانيا، خوانخو غالان، إلى ضرورة إزالة الخرسانة، موضحًا: "سيتعين على أثينا إزالة بعض الخرسانة، والاستثمار في البُنى التحتية الخضراء، والمواد التي تمتص الحرارة. سيستغرق الأمر بعض الوقت، ولكنه ممكن".
تطوير الساحلغالبًا ما يتوجّه سكان أثينا خارج المدينة عند الرغبة في الشعور بالانتعاش. والآن تتبع مدينتهم النهج ذاته، مع توسعها على طول الواجهة البحرية، وتجديدها لمنطقة أُطلق عليها مؤخرًا اسم "ريفييرا أثينا".
يمتد الساحل جنوبًا على بُعد 50 كيلومترًا من ميناء "بيريوس" الرئيسي، ويضم شواطئ مُنظّمة ومطاعم راقية وفنادق ومنتجعات من فئة خمس نجوم.
يُعتبر أيضًا المكان الذي يشهد أكبر تحوّل حضري أخضر على الإطلاق بالبلاد في مطار "إلينيكون" الخارج عن الخدمة والمُغلق.
في قلب المشروع، تقع حديقة "إلينيكون متروبوليتان"، ومن المتوقع أنّها ستصبح أكبر منطقة خضراء في أثينا وواحدة من أكبر الحدائق الساحلية في العالم.
حرائق ومخاوف