ذكرت صحيفة زمن إسرائيل العبرية أن الدعوات للعصيان المدني في إسرائيل باتت تتزايد مدفوعة بفشل الاحتجاجات المطالبة بوقف الحرب وصعوبة كسر صمت الحكومة المتعمد.

وقال البروفيسور مايكل كيرين في مقاله إن هذه الدعوات تنبع من إحباط واسع النطاق، فالمتظاهرون يرون أن تجاهل الحكومة للاحتجاجات، خاصة المتعلقة بملف الأسرى، ومحاولات إفشالها، تتطلب تحركات أكثر حزما.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة إسرائيلية: محاكمة جنود إسرائيليين حذروا من ضائقة نفسيةlist 2 of 2حملة لاعتقال الحريديم الفارين من الخدمة وقادتهم يهددون بإسقاط الحكومةend of list

وأوضح الكاتب أن هذه التحركات تشمل تعطيلا واسعا للقطاع الاقتصادي، حتى دون دعم الاتحاد العام للعمال "الهستدروت"، إضافة إلى إضرابات في المؤسسات الأكاديمية وغيرها.

عصيان محدود

وأشار إلى أن ربط العصيان المدني بالتمرد لا أساس له من الصحة، فالعصيان المدني هو عصيان محدود يهدف إلى إبراز عيوب القوانين غير العادلة أو عدم دستورية الإجراءات الحكومية، حيث يلتزم المشاركون بـالامتناع عن العنف والاستعداد لتحمل العواقب.

وأوضح كيرين أن المزاعم حول تأثير العصيان المدني السلبي على الاحتجاج ينبع من افتراض أن أي عدم امتثال للقانون، حتى لو كان محدودا، يقوض الجهود المبذولة ضمن الأطر الرسمية كالمحاكم والهيئات العامة.

ولفت الكاتب إلى أن هذا الادعاء طُرح بقوة في ستينيات القرن الماضي ضد مارتن لوثر كينغ، الذي قاد حركة واسعة ضد التمييز العنصري في الولايات المتحدة عبر العصيان المدني اللاعنفي.

إعلان

وأشار الكاتب إلى أن رسالة كينغ من زنزانته ردا على تلك الاتهامات تُعد وثيقة هامة، إذ تُبرز الأسباب التي جعلت العصيان المدني ضروريا آنذاك في الولايات المتحدة وفي إسرائيل اليوم.

مراحل العصيان المدني

ويحدد الكاتب أن كينغ في رسالته أشار إلى 4 مراحل أساسية لأي حملة لاعنفية، أولها جمع الحقائق حول الظلم الحكومي، وثانيها محاولة التفاوض مع مرتكبي الظلم، كما تفعل عائلات الأسرى، وثالثها النقد الذاتي، أي التأمل العميق واستيعاب مخاطر مواجهة الشرطة دون اللجوء للعنف.

أما المرحلة الرابعة -يتابع الكاتب- فهي العمل المباشر ولخصها كينغ بكلمات المناضل المسجون قائلا: "سنستخدم أجسادنا وسيلة لتقديم التماساتنا أمام الضمير العام".

وأشار كيرين إلى أن كينغ يلخص بأن من ينتهك قانونا غير عادل يجب أن يفعل ذلك علانية، وبحب لا بكراهية، فالعصيان المدني هو الوسيلة الوحيدة للتحرك في مواجهة حكومة معزولة وفاسدة دون إراقة الدماء.

واستمرت عائلات الأسرى الإسرائيليين والمعارضون لحكومة بنيامين نتنياهو في الخروج في مظاهرات منتظمة منذ شهور، احتجاجا على رفض نتنياهو القبول بصفقة توقف الحرب على قطاع غزة، وتطلق سراح أبنائهم الأسرى.

احتجاجات عائلات الأسرى

وتقول هيئة عائلات الأسرى -في بياناتها- إن كل الإسرائيليين يريدون عودة أبنائهم ووقف الحرب، وإن الأوان قد آن لكي "تستجيب الحكومة لإرادة الشعب وتعيد جميع المخطوفين دفعة واحدة".

كما اتهمت الهيئة رئيس الوزراء بأنه "يريد دفن الرهائن في الأنفاق" من خلال توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة.

وبخصوص قرار نتنياهو تعيين ديفيد زيني رئيسا جديدا لجهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، أكدت عائلات الأسرى أن رئيس الحكومة يريد تعيين شخص في هذا المنصب "غير معني بإعادة الرهائن ويريد حربا أبدية"، وإنها لن تقبل بهذا الأمر.

وعبرت هيئة عائلات الأسرى في غزة عن غضبها الشديد بشأن موقف رئيس الشاباك الجديد من صفقة التبادل إذا كان ما بث على القناة 12 صحيحا.

إعلان

وكانت القناة 12 الإسرائيلية ذكرت أن رئيس الشاباك المعين قال خلال اجتماعات مغلقة إنه يرفض صفقة تبادل وإعادة المختطفين، واعتبر أن الحرب على غزة "أبدية"، على حد تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات العصیان المدنی عائلات الأسرى إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلام إسرائيلي: 80% من الشعب يريد إنهاء الحرب وإعادة الأسرى

تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تعثر المفاوضات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وسط تصاعد الضغوط الداخلية والدولية لدفع حكومة بنيامين نتنياهو (المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية) نحو إبرام صفقة لوقف إطلاق النار، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، في ظل اتساع الفجوة بين الطروحات المقدمة من الطرفين.

وحذّر محللون من أن رئيس الحكومة الإسرائيلية يواجه خيارين لا ثالث لهما، إما المضي في الحرب من دون أفق زمني واضح، أو الدخول في اتفاق يعيد الأسرى المحتجزين، مؤكدين أن غالبية الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب من أجل هذه الغاية.

وقال خبير السياسات والإستراتيجية في جامعة رايخمان الدكتور شاي هار تسفي للقناة 13 الإسرائيلية إن عدد الاسرى الإسرائيليين في غزة يبلغ 58 شخصا، محذّرا من أن إسرائيل لا تملك ترف الانتظار لشهور إضافية، لأن ذلك لن يغير موقف حماس.

وأضاف هار تسفي أن "استعادة الأسرى يجب أن تكون أولوية قصوى"، واصفا ذلك بأنه "واجب إنساني وقومي وأخلاقي"، مشددا على ضرورة التوصل إلى صفقة شاملة عاجلة من دون تأخير.

من جانبه، اعتبر المدرب السابق في جهاز الشاباك دفير كاريف، في مقابلة مع القناة ذاتها، أن الحكومة الإسرائيلية تقف أمام مفترق طرق، قائلا: "إما أن نستعيد المخطوفين أو نحافظ على الحكومة، وعلى نتنياهو أن يقرر".

إعلان معركة بلا نهاية

وتابع كاريف متسائلا "هل تريد يا نتنياهو انتصارا مطلقا وجميلا أم أنك تفضل البقاء في هذه المعركة إلى ما لا نهاية؟"، واستحضر المناسبة الدينية وقال: "نحن في عيد الأسابيع، عيد الوحدة، والشعب موحد بنسبة 80% على ضرورة إنهاء الحرب واستعادة المخطوفين".

وفي السياق ذاته، كشفت القناة 11 الإسرائيلية عن تطورات في الاتصالات السياسية، حيث نقل رئيس قسم الشؤون العربية في القناة روعي كايس أن رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني التقى قيادة حماس في الدوحة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأشار كايس إلى أن اللقاء جرى في إطار "محاولة لجسر الفجوة" بين المقترح الإسرائيلي الذي قدمه الوسيط ستيف ويتكوف، ورد حماس الذي وصفه بـ"المليء بالملاحظات"، مؤكدا أن الحركة الفلسطينية أبدت استعدادا للدخول في مفاوضات غير مباشرة فورية لتقريب وجهات النظر.

ورغم هذا، تساءل كايس عما إذا كان هذا التقدم كافيا لحدوث اختراق حقيقي في المفاوضات، مشيرا إلى استمرار التباعد بين مواقف الطرفين رغم الضغوط المتزايدة على حماس وإسرائيل معا.

وأعاد كاريف، في تصريح لاحق للقناة 13، تسليط الضوء على أهمية التوقيت في اتخاذ القرار، موضحا أن تاريخ 16 يونيو/حزيران يحمل رمزية خاصة، إذ يُعقد في ذلك اليوم حفل زفاف نجل نتنياهو، أفنير، وهو حدث لا يرغب رئيس الحكومة في تشويهه بأي تطور أمني سلبي.

زفاف نجل نتنياهو

وأوضح أن إمكانية استهداف الحوثيين للحدث لا تزال قائمة، قائلا إن "إسرائيل لا تحتمل صور سقوط صاروخ في أثناء الحفل، حيث ينبطح مئات الحضور على الأرض، بينما نتنياهو يستقبل التهاني".

وأشار كاريف إلى عامل آخر يتمثل في الحسابات السياسية الأميركية، إذ قال إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى بشدة للحصول على جائزة نوبل للسلام، التي تُمنح مطلع أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يدفعه إلى تشجيع التوصل إلى صفقة تمتد لـ60 يوما.

إعلان

وذكر أن "صفقة من هذا النوع تنتهي منتصف أغسطس/آب، وهو ما يمنح ترامب فرصة طرحها كإنجاز سياسي يعزز ترشيحه للجائزة"، مضيفا أن "الدفع باتجاه التهدئة في غزة قد يرتبط أيضا بمساعيه للتوصل لاتفاق مع إيران في الإطار ذاته".

وفي تفاعل ضمني مع هذه القراءة، قال مذيع القناة 13 لكاريف بعد عرض تسلسله الزمني والتقديرات المرتبطة به: "لقد أقنعتني.. أنا أتقبل ذلك"، في إشارة إلى ترابط المعطيات وتلاقي المصالح السياسية والشخصية التي قد تحرّك عجلة المفاوضات.

وختم كاريف بالقول إن الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة -وتحديدا حتى 16 يونيو/حزيران- تمثل نافذة زمنية حرجة لكلا الطرفين، مشيرا إلى أن لدى ترامب ونتنياهو دوافع واضحة لتسريع إنجاز الصفقة، كلٌّ لأسبابه الخاصة.

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: 80% من الشعب يريد إنهاء الحرب وإعادة الأسرى
  • عائلات الأسرى “الإسرائيليين”: إنهاء الحرب على غزة الطريقة الوحيدة لإعادة أبنائنا
  • عائلات قتلى الأسر في غزة تجتمع بزامير وتحذر من توسيع الحرب
  • والد أسير إسرائيلي يطالب ترامب بإجبار نتنياهو على إنهاء الحرب
  • عائلات أسرى الاحتلال بغزة: نطالب ترامب بمنع نتنياهو من تعطيل الاتفاق
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو يعرقل الصفقة لأسباب سياسية .. وأملنا الوحيد ترامب
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: الطريق الوحيد للإفراج عن الرهائن هو مقترح ويتكوف
  • قناة عبرية: واشنطن وعدت عائلات أسرى بطلب معلومات من حماس عن ذويهم
  • عائلات الأسرى: كل شيء جاهز لصفقة مع حماس.. ونتنياهو حجر العثرة