مدير المستشفيات الميدانية في غزة: مراكز توزيع المساعدات أصبحت مصايد للموت
تاريخ النشر: 2nd, June 2025 GMT
وصف مدير المستشفيات الميدانية بوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور مروان الهمص، مراكز توزيع المساعدات الحالية بأنها أصبحت "مصايد للموت وليست مراكز لتوزيع المساعدات"، محذرًا من انهيار كامل في المنظومة الصحية بالقطاع.
وأكد الدكتور الهمص خلال مداخلة للجزيرة أن الوضع الحالي لتوزيع المساعدات يختلف جذريا عن الآلية الآمنة السابقة، موضحًا أن السكان اعتادوا مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) توزيع المساعدات بطريقة آمنة عبر نقاط وضعتها الوكالة في داخل مخيمات النازحين وبالقرب منهم، حيث لا يضطر النازح إلى الذهاب لمناطق خطرة ويتعرض للموت.
وأشار إلى خطورة الوضع الحالي، مؤكدًا أن ما حدث بالأمس كان خطيرًا جدا؛ أن تصل الحالات إلى 31 شهيدًا و200 إصابة، واصفا الأمر كأنه متعمد ومخطط له لقتل أبناء الشعب الفلسطيني عبر هذه النقاط.
وفي ظل هذه الأوضاع الكارثية، كشف الدكتور الهمص عن الوضع المأساوي في المستشفيات، قائلا إن "المستشفيات مكتظة بالجرحى، وأقسام العناية المركزة ممتلئة، ولا يمكن إدخال أي مريض جديد إلا باستشهاد أحد الجرحى أو بموت أحد المرضى".
وفي السياق ذاته، أوضح أن الأطفال في داخل أقسام العناية هم العدد الأكبر، مشيرًا إلى استمرار استهداف الأطفال إذ تقوم طائرات الاستطلاع بإلقاء قنابل على الأطفال، ويستشهد منهم عدد كبير وينقلون إلى مستشفى الشفاء المحمل بالأساس بأعباء كبيرة ولا يستطيع استقبال أعداد كما هو الحال الآن.
إعلانوفي تطور كارثي يزيد من معاناة المرضى، أعلن الدكتور الهمص فقدان آخر مركز لغسيل الكلى في شمال القطاع، قائلا إن "المركز الوحيد المتبقي في منطقة شمال قطاع غزة، الذي كان يخدم مئات من مرضى الفشل الكلوي، قد فقدناه كليا".
وحذر من تداعيات مدمرة على مرضى الفشل الكلوي، موضحًا أن مستشفى الشفاء لا يتسع إلا لـ18 سريرًا، و"الآن سنرجع إلى أيام مدينة رفح، حيث تقليل عدد مرات الغسيل وتقليل عدد ساعات الغسيل، وسيموت هؤلاء المرضى من دون إمكانية تقديم الخدمة لهم".
وأوضح أن ذلك زاد من الخسائر البشرية الفادحة، مؤكدًا أن 41% من هؤلاء المرضى قد توفوا بسبب عدم وجود غذاء سليم وبسبب عدم وجود سرير للغسيل الكلوي.
حرب التجويع
وعلى صعيد متصل، أوضح الدكتور الهمص خطورة أزمة التغذية، مؤكدًا أن حرب التجويع تضرب أبناء الشعب الفلسطيني عامة وتضرب كل المراحل العمرية.
وأشار إلى أن القطاع الصحي فقد 60 طفلًا بسبب سوء التغذية، كما أن 300 حالة من كبار السن من أصحاب المناعة الضعيفة قد توفوا ولم يتم تسجيلهم من سوء التغذية، لكنهم توفوا بسبب عدم توفر الغذاء وعدم توفر العلاج.
وأكد أن الأزمة امتدت حتى إلى الشباب الذين يُعتمد عليهم في أعمال الإنقاذ، والتبرع بالدم لإنقاذ الأرواح، ولحمل الشهداء والجرحى، موضحا أن أجسامهم صارت هزيلة وأصبحوا يعانون من فقر الدم.
وفي إطار الأزمة الصحية الشاملة، حذر الدكتور الهمص من توقف الخدمات الطبية بسبب نقص الأدوية والمستلزمات، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد إعاقة إيصال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة كلها.
وحذر من أن نقص الأدوية تعدى 50% ونقص المستلزمات تعدى 70%، لافتا إلى أن الاستمرار على هذا الحال يعني توقف الخدمات في داخل المستشفيات.
معاناة الكادر الطبي
وفي الجانب الإنساني المؤثر، قدم الدكتور الهمص مثالًا صادمًا عن معاناة الكادر الطبي، مستشهدًا بحالة الدكتورة آلاء النجار التي تأتي من بعد نحو 5 أو 6 كيلومترات مشيًا على الأقدام، وتسمع عبر الأخبار أن أولادها وزوجها قد فُقدوا، والآن فقدت 10 من أفراد عائلتها.
إعلانوكشف عن خسائر بشرية فادحة في الكادر الطبي، بلغت 1420 شهيدا من الطواقم الطبية، وأكثر من 400 معتقل في سجون الاحتلال تعرضوا لأشد أنواع العذاب.
كذلك أشار إلى أزمة الرواتب، موضحًا أن الموظفين الذين يتقاضون رواتب من قطاع غزة كل 3 أشهر يتقاضون راتبًا واحدًا لا يتعدى 250 دولارًا، إضافة إلى أن الموظفين الذين يتقاضون رواتب من رام الله تُؤخذ منهم نسبة كبيرة من الخصومات عبر من سماهم "مصاصي الدماء".
وناشد الدكتور الهمص المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أن تقوم بدورها لحماية المستشفيات والمراكز الطبية، وحماية الطواقم الطبية، ودعم غزة بطواقم طبية أجنبية، إضافة إلى دعم هذه الطواقم الطبية بالأمان في داخل المستشفيات حتى تستطيع تقديم الخدمة.
ودعا إلى رفع كل الحظر والحصار عن المستشفيات وعن المنظومة الصحية وعن أبناء الشعب الفلسطيني، وإدخال كل ما يحتاجه من طعام وغذاء وماء وأدوية وعلاج ووقود، حتى يستطيع أن يعيش بكرامة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مؤکد ا أن قطاع غزة فی داخل
إقرأ أيضاً:
الإغاثة الطبية الفلسطينية: 90% من البنية التحتية في غزة مدمرة.. و70 مليار دولار تقديرات الإعمار
أكّد الدكتور عائد ياغي، مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في غزة ومنسق القطاع الصحي في شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أنَّ توقف الحرب التي استمرت لأكثر من عامين لا يعني انتهاء المعاناة في القطاع، بل بداية مرحلة جديدة من التحديات، مشيراً إلى أنَّ العمل الإنساني الآن يتركز على تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.
وأضاف «ياغي» خلال مداخلة عبر فضائية القاهرة الإخبارية، أنَّ الأولوية الأولى في هذه المرحلة هي توفير المياه الصالحة للشرب، والمواد الغذائية الأساسية، والخدمات الصحية العاجلة عبر المراكز والفرق الطبية الميدانية المنتشرة في أنحاء القطاع، مشيرا إلى أن الجهود لا تقتصر على الإغاثة فقط، بل تشمل كذلك البحث عن المفقودين وانتشال رفات الشهداء من تحت أنقاض الدمار الواسع الذي خلفته الحرب.
وبيّن أنَّ الاحتياجات الإنسانية والإعمارية في غزة هائلة ومتزايدة، موضحاً أن التقديرات الأولية التي وضعت في مارس الماضي وفق الخطة المصرية المعتمدة من القمة العربية كانت تشير إلى حاجة القطاع لـ53 مليار دولار لإعادة الإعمار، لكن حجم الدمار المتصاعد رفع الرقم إلى نحو 70 مليار دولار حالياً، بعد أن تم تدمير نحو 90% من البنية التحتية.
وأضاف أنَّ التحدي الأكبر لا يكمن فقط في التمويل، بل في ضمان دخول المساعدات ومواد الإعمار بشكل سلس وكافٍ عبر المعابر، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال ما تزال تتحكم في عدد الشاحنات المسموح بدخولها، إذ لم يتجاوز العدد حتى الآن بضع عشرات، ما يعيق انطلاق عملية إعادة الإعمار بشكل فعلي.
اقرأ أيضاًعاجل.. الاحتلال يدرس منع دخول المساعدات لغزة بحجة عدم تسليم جثث الرهائن
عضو هيئة العمل الأهلي الفلسطيني: الحديث عن مستقبل قطاع غزة لا يمكن أن يتم دون ضمان