لماذا أمر رسول الله بإغلاق باب الحمام عند النوم وخاصة في الليل؟
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
لعل استفهام لماذا أمر رسول الله بإغلاق باب الحمام عند النوم وخاصة في الليل؟، يعد من الأمور التي تخفى عن كثيرين، في حين أنه أكبر مخاوفهم لأنه من المعروف أن الحمام بيت الشياطين، الذين تنشط حركتهم في الليل ، فيما يضعف الإنسان في نومه في هذا الوقت، وهذا ما يطرح سؤال: لماذا أمر رسول الله بإغلاق باب الحمام عند النوم وخاصة في الليل؟.
ورد عن لماذا أمر رسول الله بإغلاق باب الحمام عند النوم وخاصة في الليل؟، أن الحمام مظنة لحضور الجن والشياطين، وهذا صحيح، فجاء في الموسوعة الفقهية: غالب ما يسكن الجن في مواضع المعاصي والنجاسات، كالحمامات والحشوش، والمزابل والقمامين. فعن زيد بن أرقم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث. رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه، وصححه الألباني . والمحضرة مكان حضور الجن والشياطين. اهـ. والخبُث والخبائث. قال الخطابي: يريد ذكران الشياطين وإناثهم.
وورد إنه كان كذلك، فالظاهر أن إغلاق باب الحمام مع ذكر اسم الله يمنع ما قد يكون فيه من الجن من دخول بقية غرف المنزل؛ فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان جنح الليل بإغلاق الأبواب وذكر اسم الله، وعلل ذلك صلى الله عليه وسلم فقال: فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. رواه البخاري ومسلم، وقال ابن دقيق العيد: في الأمر بإغلاق الأبواب من المصالح الدينية والدنيوية حراسة الأنفس والأموال من أهل العبث والفساد ولا سيما الشياطين. وأما قوله: فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. فإشارة إلى أن الأمر بالإغلاق لمصلحة إبعاد الشيطان عن الاختلاط بالإنسان، ومن أهل العلم من حمله على إطلاقه ولم يقيده بذكر اسم الله.
إغلاق باب الحمام عند النومقال ابن بطال في شرح صحيح البخاري: قوله: إن الشيطان لا يفتح غلقا إعلام من النبي صلى الله عليه وسلم أن الله لم يعطه قوة على هذا، وإن كان قد أعطاه ما هو أكثر منه، وهو الولوج حيث لا يلج الإنسان. والصواب أن ذلك مقيد بذكر اسم الله، للرواية الأخرى للحديث، ولفظها: أجيفوا الأبواب واذكروا اسم الله عليها؛ فإن الشيطان لا يفتح بابا أجيف وذكر اسم الله عليه. رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد، وصححه ابن حبان والحاكم والألباني، وقال ابن عبد البر في الاستذكار: أتي في هذا الحديث شرط التسمية في الباب إذا أجيف، وهذه زيادة على ما جاء في حديث أبي الزبير عن جابر.
و قال ابن حجر في الفتح: ذكر اسم الله يحول بين الشيطان وبين فعل هذه الأشياء، ومقتضاه أنه يتمكن من كل ذلك إذا لم يذكر اسم الله، ويؤيده ما أخرجه مسلم والأربعة عن جابر رفعه: إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم. وقد تردد ابن دقيق العيد في ذلك فقال في شرح الإلمام: يحتمل أن يؤخذ قوله :فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا. على عمومه، ويحتمل أن يخص بما ذكر اسم الله عليه، وقال القاري في المرقاة: المعنى أنه لا يقدر على فتحه لأنه غير مأذون فيه، بخلاف ما إذا كان مفتوحا أو مغلقا لكن لم يذكر اسم الله عليه.
سنن في الليلوردت سنن في الليل ، عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، حيث داوم عليها في الليل عند النوم، بل وأوصانا بها لما لها من فضل عظيم، حثنا على اغتنامه، ومنها:
• النوم على وضوء: فقد قـال النبي -صلى الله عليه وسلم- للبراء بن عازب رضي الله عنه : "إذا أتيت مضجعك ، فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم اضطجع على شقك الأيمن... الحديث" [ متفق عليه:6311-6882] أي أن يكون على طهارة ، الحديث ( إذا أتيت مضجعك فتوضأ ) .
• أن ينفض الفراش ( إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه … فإنه لا يعلم ما خلفه بعده … ) رواه البخاري ومسلم .
• النوم على الشق الأيمن …( ثم اضطجع على شقك الأيمن … ) رواه البخاري ومسلم .
• وأن يضع يده اليمنى تحت خده الأيمن ( كـان إذا رقـد وضع يده اليمنى تحت خـده ) رواه أبو داود .
• قراءة سورة ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ، ومن ثمرتها : ( أنها براءة من الشرك ) رواه أبو داود والترمذي وأحمد وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي وحسنه الحافظ وصححه الألباني .
• يجمع كفيه ثم ينفث فيهما فيقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات )، رواه البخاري .
• قراءة آية الكرسي « اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» رواه البخاري .
• قراءة آخر آيتين من سورة البقرة ، من قوله تعالى « آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ».
• التكبير والتسبيح عند المنام : فعن علي رضي الله عنه ، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال حين طلبت منه فاطمة -رضي الله عنها- خادمًا: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم ؟ إذا أويتما إلى فراشكما ، أو أخذتما مضاجعكما ، فكبرا أربعًا وثلاثين ، وسبحا ثلاثًا وثلاثين ، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم" [متفق عليه: 6318 – 6915].
• ترديد أدعية النوم.
• الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم : فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله ، وسبحان الله ، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا ، استُجيب له ، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته" [ رواه البخاري: 1154].
• الدعاء عند الاستيقاظ من النوم بالدعاء الوارد : "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا ، وإليه النشور" [ رواه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : 6312 ] .
ورد دعاء النوم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن هناك خمسة وثلاثون كلمة من دعاء قبل النوم يغفر الذنوب إذا ما رددها المُسلم وهو موقن بها، فمات من يومه، دخل الجنة، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَىَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، اغْفِرْ لي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ »، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِىَ ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » .
وقد ورد عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه أوصى بالمداومة والحرص على دعاء النوم ، كما رود عَن أَبي سَعيدٍ رضي الله عنه عَن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَنْ قالَ حِينَ يَأْوِي إِلى فِرَاشِهِ أَسْتَغْفِرُ الله العظيم الّذِي لا إلهَ إلاّ هُوَ الحَيّ القَيّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ثَلاَثَ مَرّاتٍ غَفَرَ الله لَهُ ذُنُوبَهُ وإنْ كَانَتَ مِثْلَ زَبَدِ البحْرِ، وإِنْ كانَتْ عَدَدَ وَرَقِ الشّجَرِ، وإِنْ كَانَتْ عَدَدِ رَمْلِ عَالِجٍ وَإِنْ كَانَتْ عَدَدَ أيّامِ الدّنْيَا»، رواه الترمذي حديثٌ حَسَنٌ.
و ورد في شرح الحديث بجامع الترمذي، أن قول النبي: «أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم» صفة لله أو مدحًا، وقوله «وأتوب إليه» أي أطلب المغفرة وأريد التوبة فكأنه قال اللهم اغفر لي ووفقني للتوبة، دعاء قبل النوم يمحو الذنوب ، كما جاء أن قوله –صلى الله عليه وسلم-«وإن كانت مثل زبد البحر» أي ولو كانت ذنوبه في الكثرة مثل الزبد محركة ما يعلو الماء وغيره من الرغوة، والمراد من قوله «وإن كانت عدد رمل عالج» هو موضع بالبادية فيه رمل كثير، دعاء قبل النوم يمحو الذنوب ، ففي هذا الحديث فضيلة عظيمة ومنقبة جليلة في مغفرة ذنوب بهذا الذكر ثلاث مرات وإن كانت بالغة إلى هذا الحد الذي لا يحيط به عدد وفضل الله واسع.، ومن دعاء قبل النوم يمحو الذنوب فقد ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم- وهي: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً مِنْكَ وَرَغْبَةً إِلَيْكَ، لا مَنْجَى مِنْكَ إِلا إِلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ وِبِرَسُولِكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ».
وكذلك من دعاء النوم :1- «بِاسْمِكَ رَبِّـي وَضَعْـتُ جَنْـبي، وَبِكَ أَرْفَعُـه، فَإِن أَمْسَـكْتَ نَفْسـي فارْحَـمْها ، وَإِنْ أَرْسَلْتَـها فاحْفَظْـها بِمـا تَحْفَـظُ بِه عِبـادَكَ الصّـالِحـين». (مرة واحدة) .
2-«اللّهُـمَّ إِنَّـكَ خَلَـقْتَ نَفْسـي وَأَنْـتَ تَوَفّـاهـا لَكَ ممَـاتـها وَمَحْـياها، إِنْ أَحْيَيْـتَها فاحْفَظْـها، وَإِنْ أَمَتَّـها فَاغْفِـرْ لَـها. اللّهُـمَّ إِنَّـي أَسْـأَلُـكَ العـافِـيَة». (مرة واحدة) .
3-«اللّهُـمَّ قِنـي عَذابَـكَ يَـوْمَ تَبْـعَثُ عِبـادَك». (مرة واحدة).
4-«الـحَمْدُ للهِ الَّذي أَطْـعَمَنا وَسَقـانا، وَكَفـانا، وَآوانا، فَكَـمْ مِمَّـنْ لا كـافِيَ لَـهُ وَلا مُـؤْوي». (مرة واحدة) .
5-«اللّهُـمَّ أَسْـلَمْتُ نَفْـسي إِلَـيْكَ، وَفَوَّضْـتُ أَمْـري إِلَـيْكَ، وَوَجَّـهْتُ وَجْـهي إِلَـيْكَ، وَأَلْـجَـاْتُ ظَهـري إِلَـيْكَ، رَغْبَـةً وَرَهْـبَةً إِلَـيْكَ، لا مَلْجَـأَ وَلا مَنْـجـا مِنْـكَ إِلاّ إِلَـيْكَ، آمَنْـتُ بِكِتـابِكَ الّـذي أَنْزَلْـتَ وَبِنَبِـيِّـكَ الّـذي أَرْسَلْـت». (مرة واحدة) .
6-سُبْحَانَ اللَّهِ (33 مرة) .
7-الْحَمْدُ لِلَّهِ (33 مرة) .
8-اللَّهُ أَكْبَرُ (34 مرة) .
9-«يجمع كفيه ثم ينفث فيهما والقراءة فيهما: {قل هو الله أحد} و{قل أعوذ برب الفلق} و{قل أعوذ برب الناس} ومسح ما استطاع من الجسد يبدأ بهما على رأسه ووجه وما أقبل من جسده».
10-سورة البقرة: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ. لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ». [البقرة 285 - 286]فضلها: من قرأ آيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه.
11-آية الكرسي: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ «اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ». [البقرة 255]فضلها: أجير من الجن حتى يصبح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دعاء النوم صلى الله علیه وسلم دعاء قبل النوم اسم الله علیه رواه البخاری رضی الله عنه عن رسول الله دعاء النوم مرة واحدة الل ه ـم ن النبی وإن کان قال ابن
إقرأ أيضاً:
أضغاث أحلام ،، الشيخ الحكيم
أطل الشيخ محمد هاشم الحكيم ،، حياه الله ،، متحدثا بعد صلاة الجمعة ، وقال بأنه رأي الرسول صلى الله عليه وسلم في منامه حيث دخل عليه في صالون كبير وجميل وبحضور رجال يلبسون الجلاليب السودانية ، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم ( الحرب دي انتهت ،، وعلى الجيش ،، والدعم السريع ،، يقعدوا يتفاوضوا )
ثم تلا شيخ الحكيم الآيات من سورة الحجرات ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما ، فإن بغت إحداهما فقاتلوا التي تبغي حتى تفيئ الى أمر الله ،،، )
ابتداءً لا نكذب الرجل في ما قاله ورآه ، فرؤياه صلى الله عليه وسلم حق ، فالشيطان لا يتمثل به ، ولكن قضى القرآن الكريم بكمال الدين وتمام الرسالة ، و قال صلى الله عليه وسلم ( تركتكم على المحجة البيضاء ، ليلها كنهارها ، لا يزيغ عنها الا هالك ) .
ولذلك أجمع العلماء أنه لا تشريع بالزيادة والنقصان يستمد من الرؤى والاحلام مما يراه الناس في منامهم ، ولو كان الرائي من الصالحين المشهود لهم ، لأن مؤدى هذا الاتجاه لا ضابط له ، وربما يقود الى انحرافات وخلط يعتري أصل الدين ، لأنه يفتح بابا لا يمكن سده ، حيث ينام الناس ويصحوا على صوت رجل يدعي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له ، قل لأمتي كذا وكذا ، لأن الرؤيا لا يُحكم بها ولا يُعتد ، عدا رؤيا الأنبياء أنفسهم لأنها وحي .
بالعودة الى رؤيا الشيخ الحكيم ، وخروجه على الناس بالدعوة للتفاوض مع الدعم السريع ، باعتبارهم ( طائفة مؤمنة ) بغت على الأخرى ، فقد أصدر علماء ثقات على مستوى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، أصدروا تصنيفا لهؤلاء القتلة بأنهم محاربون لله ورسوله ومفسدون في الأرض ، وبالتالي يجري عليهم حكم أولئك ، بالقتل ، والقطع من خلاف ، والنفي من الأرض ، لماذا ؟
لأنهم حاربوا الله ورسوله في كل الأحكام ، حيث استحلوا كل حُرُمات الله ، وبلاغ رسوله ( ص ) فقتل النفس عمدا ، وانتهاك الأعراض ، واراقة الدماء ، وسرقة الأموال ، والترويع ، والإخراج من الديار ، وهدم البيوت ومصالح الأمة ، وتدمير المشافي ، والمدارس ، ومراكز الخدمات ، والمراعي والمزارع والحقول ، ووسائل السقيا وقنوات ومحابس الري ، والكباري ، وكل منفعة أضروا بها إضرارا بالغا وعن تعمد وقصد ، وأحدثوا سوابق في التعدي على الإنسانية ، ويمكن الإستماع لشهادات الناجين من الأسرى في السجون ، كما يمكن إعادة النظر والتمعن في أجسامهم وما اعتراها من نحول وهزال بالتجويع والقتل البطيئ ، والحرمان من الماء والدواء ، والحمام ، واستهداف الحياة العامة بالقصف العشوائي اليومي بالمدفعيات والطيران المسير الذي مزق أجساد الغافلين في بيوتهم .
كل هذا وزيادة عليه أضعافا مضاعفة ارتكبتها مليشيا الجنجويد ، ولعل الشيخ محمد هاشم الحكيم شاهد هذا أوبعضه ، ووبلغ اليه بادوات التواصل .
فهل يرضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته المُحبة في السودان ذلك !!
ولماذا شرع الجهاد إذا ؟؟
خاصة جهاد الدفع مما نحن فيه من حال ، وقد تكالبت علينا الأمم من مجاهيل افريقيا ، ومن مرتزقة العالم ، ومن اليهود ، ومن وكلائهم في الإمارات ، ومن اليساريين العلمانيين الذين يرفضون مجرد ذكر ( إسم الله ) في الوثيقة وفي كل خطاباتهم ومراسلاتهم وأوراق الحكومة الرسمية ، إنكارا لوجود الله في الأصل ، لأنهم مُلحدون ، فهل هذه طائفة مؤمنة تقاتل أخرى يا شيخ الحكيم ؟؟
لماذا قاتل سيدنا أبو بكر الصديق مانعي الزكاة ؟
وحاربهم حتى أخضعهم وردهم لحظيرة المسلمين ، وأنقذهم حتى من أنفسهم التى سولت لهم أُولى خطوات طريق الردة والخروج من الإسلام .
بينما هؤلاء القتلة البغاة ابتدرونا بالقتال ، ومارسوا الغدر ، والتآمر الإقليمي والدولي مستهدفين الإسلام أولا ، في منهجه ، ورموزه ، وحاكميته ، ومستقبله في هذا البلد السودان ، وربما يكون شيخ الحكيم وإخوانه الدعاة أهدافا مشروعة للجنجويد والقحاطة بعدما يستقر بهم المقام في قصر الحكم ، وبحسب أقوالهم المسجلة بأنهم لن يتركوا للإسلام والإسلاميين مساحة في هذا البلد ، الذي سيصبح مثابة للمثليين ، والجندرة ، والفمينست ، والخمر ( العرقي يكون مجان ) والمخدرات ( البنقو ببطاقة التموين ) وتلك هي شعاراتهم يا شيخ ، أما أئمتهم وقادتهم أمثال ( القراي ) الذي مَثّل اللهَ جلّ وعلا في الكتاب المدرسي ، تأسياً بالتصاوير المسيحية المحرفة ، والحضارات البائدة في روما القديمة .
إنه صراع بقاء ووجود في سنن التدافع بين الحق والباطل يا شيخ الحكيم ، والدعم السريع هو سلاح التنفيذ لإخضاع الشعب ، وكسر عينه ، وترويضه بالخوف ، بل واستبداله بقوم آخرين لعل الشيخ شاهد بعضهم وتأكد له أنهم غُرباء الوجه ، واليد ، واللسان ، وتلك هي القناصة ( حورية الحبشية ) في الضعين تتهيأ لمقاتلة متحرك الصياد ، سافرة الوجه فصيحة اللسان ، لم تخش هي ولا الذين استعانوا بها بأساً من الإستعراض العلني !!
أما في قوله تعالى ( حتى تفيئ ) بمعنى استمرار مقاتلتهم حتى يرجعوا عما هم فيه ، ويخضعوا لارادة ( الحاكم ) ويلتزموا أمره ،
وإرادةُ الحاكم هنا هي كل ماقاله الرئيس البرهان ، وأعضاء مجلس السيادة ، بالاتفاق والتناغم مع رأي الشعب السوداني قاطبة ( عدا القحاطة ) بأن يضع الدعم السريع السلاح ، ويسلم بقية المدن التي يتمركز بها ، ويخضع للقانون في الأخذ بأيدي الذين أجرموا ( وما أكثرهم ) لاستخلاص الحقوق الخاصة بالناس ، الدماء والأموال والأعراض ، والأذي النفسي ، وألا مكانَ لقيادة الدعم السريع في حياة السودانيين السياسية ، والشأن العام ، هم وكل الذين مشوا معهم مشوار البغي هذا .
نعم هذه الإشتراطات الشرعية لوضع حد لهذا العدوان على المستوى الداخلي ، أما على مستوى أركان المؤامرة في الإقليم والعالم فلا بد من رد الصاع ، خاصةً دول الجوار الهشة ، لابد أن نُريهم من أنفسنا قوة ، حتى لا تتكرر التدخلات ، ولابد من اعتبار خاص جداً في الرد على الامارات ، لابد أن تذوق وبال أمرها ، بشكل يكافئ نزعتها الشيطانية في الإعتداء على الآمنين ، وطمعها الذي يُسوِّل لها ( استكفال ) نعجتنا الواحدة الى نعاجها ال(٩٩)
ثم تتآذر مع أمريكا ومحكمة العدل لتعُزنا في الخطاب ، برشوتهم بالترليونات ، وغدائر الغواني في ممر اللاشرف .
ومن بعد ذلك يحق للشهداء أن يتبسموا في عليائهم رضىً بأن دماءهم أينعت قِطافَ السلام العزيز ، وعندها يُواسى الدمع في ( أمياق ) مآقي الأمهات الثكلاوات بأن حصائد ثمرات أفئدتهن قد أنجبن النصر لهذه الأمة ،
وعندها سيودع الوطن أحزانه وشقاءه ، ويستقبل استدارة الزمان بالفأل الحسن ، وعندها سيؤوب الجيش الى مرابط خيله ، ويُنزل السروج ، ويغتسل من غبار المعارك ، ويعيد تراتيبه العسكرية لحراسة الثغور من جديد .
ويمكن أن يُفوض الشيخ محمد هاشم الحكيم وفق ( رؤياه ) أن يُبلغ ذلك للدعم السريع بشروط الحاكم أعلاه ، فإذا ( فاء ) وقَبِل ، والتزم فلا حاجة لنا شعب السودان وقواته المسلحة والمشتركة والمجاهدين ، لا حاجة لنا في قتاله .
وإن أبى ، وهذا غالب الظن ، لأنه لا يملك من أمره شيئاً ، فليس لدينا ( والله ) إلا الرصاص ، ومثلما خرجوا من البيوت والصياصي في أُمهات مدن السودان ، سيخرجون صاغرين أذلاء مما تبقى لهم من مدائن ، ولا طاقة لهم بمواجهة الدولة باكملها ، والزمن يحكم ، ومسرح الحرب يشرح ، والفورة مليون .
وأخيرا يا شيخ الحكيم لا يستوي أن يكون ذلك موافقاً لموقف القحاطة ، وجماعة لا للحرب ، بينما هم الذين أشعلوا أوراها .
الله غالب
وصلى الله وسلم على سيد الثقلين ، وإمام المرسلين ، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
لواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب