كشف تحقيق استقصائي موسع، عن تورط جماعة الحوثيين في الانفجار المدمر الذي هز حي “صرف” المكتظ بالسكان في العاصمة صنعاء صباح 22 مايو الجاري، مخلفًا أكثر من 150 قتيلًا وجريحًا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وأضرارًا جسيمة بالمنازل والممتلكات.

 

وقال التحقيق الصادر عن منظمة سام للحقوق والحريات إن "الانفجار نجم عن مستودع أسلحة تابع للجماعة، جرى تخزينه داخل حوش محاط بسور ويضم ملحقات تحت الأرض، تستخدم لتخزين وتصنيع الألغام والذخائر في منطقة سكنية حيوية، دون أي احتياطات أمنية لحماية السكان، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

 

واستند التحقيق إلى شهادات شهود عيان، وصور أقمار صناعية، وتحليلات صوتية، أظهرت أن طبيعة المواد المستخدمة في التفجير ذات طابع عسكري عالي الانفجار، وقدرت طاقتها التدميرية بما يعادل بين 1000 و2300 طن من مادة TNT، في مشهد أقرب إلى انفجار ذخائر باليستية.

 

وأكدت صور الأقمار الصناعية أن الانفجار دمّر دائرة قطرها 24 مترًا، وامتدت آثاره إلى مسافة تتجاوز 60 مترًا، وأدى إلى انهيار عشرات المنازل، ومقتل عائلات بأكملها، من بينها أسرة راشد الكندي التي قضت بالكامل، وأسر المحويتي والوصابي، فضلًا عن سقوط ضحايا من نازحين فروا مؤخرًا إلى الحي.

 

وفرضت جماعة الحوثي حسب التحقيق طوقًا أمنيًا مشددًا عقب الحادثة، ومنعت الإعلام وفرق الإغاثة من الوصول إلى الموقع، كما شنّت حملة إلكترونية للتشكيك في الحادثة وطمس الحقائق.

 

وأكدت المنظمة عدم وجود أي مؤشرات على هجوم خارجي، مرجحة أن الانفجار نجم عن تفاعل داخلي داخل المستودع، نتيجة انفجار رأس حربي أو تفاعل حراري لحاوية ذخائر.

 

من جانبه، حمّل المعتصم الكيلاني، المتخصص في القانون الجنائي الدولي، جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن الانفجار، واصفًا تخزين الأسلحة في مناطق مدنية بأنه “جريمة حرب” وفق المادة (8) من نظام روما الأساسي، ومؤكدًا أن تحويل الأحياء السكنية إلى أهداف عسكرية يُعد استخدامًا للمدنيين كدروع بشرية.

 

ودعت منظمة سام إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية محايدة لتقصي الحقائق، ومحاسبة المتورطين في هذه الجريمة، وضمان حماية السكان المدنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، كما طالبت المجتمع الدولي باتخاذ خطوات فورية لوقف تحويل الأحياء السكنية إلى مخازن عسكرية.

 

ويقع المستودع المنفجر في محيط مستشفى زايد وخط مأرب، وهي منطقة سكنية مكتظة، ويُعتقد أنه أُنشئ بعد استهداف مستودعات مماثلة في عام 2015، في نمط متكرر من استخدام الحوثيين للأحياء المدنية لأغراض عسكرية، ما يشكل خرقًا ممنهجًا لقوانين الحرب.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن صنعاء الحوثي مخزن أسلحة قتلى وجرحى

إقرأ أيضاً:

غضب للانقتالي بعد تقارب قبائل أبين مع “الحوثيين”

الجديد برس| بدأت ابين ، المعقل الأبرز للرئيس الأسبق عبدربه منصور هادي، الأربعاء،  العودة للمشهد في الجنوب بعد سنوات من الاقصاء والتهميش. وقررت قبائل ابين خط مسار جديد يتضمن تقارب مع صنعاء وانفصال عن عدن التي تحاول ابقائها تحت الحصار. وأعلنت القبائل خلال احتشاد كبير لها في لودر اشهار المجلس التنسيقي الأعلى لأبناء المحافظة .. وسيتولى المجلس الجديد  مهام اجراء مفاوضات مع صنعاء لفتح طريق عقبة ثرة التي  تغلقها فصائل الانتقالي  منذ سنوات. وجاء تداعي قبائل ابين مع ابرام الانتقالي اتفاق مع صنعاء يتعلق بفتح طريق الضالع مسقط راس قياداته وكذا لحج ضمن مساعي للتقارب أيضا. وأثارت الخطوة غضب الانتقالي، سلطة الامر الواقع في عدن. واتهمه شخصيات اجتماعية الانتقالي بمحاولة زرع فتنة جديدة في المناطق الوسطى بعد تغذيته مواجهات بين الفصائل التابعة له هناك بغية عرقلة الفعالية القبلية. وفي حال نجح المجلس الجديد  بالتقارب مع صنعاء  فسيكون ذلك بمثابة ضربة للانتقالي الذي يحاول عزل ابين عبر إبقاء حدودها مع الشمال مغلقة بالتوازي مع تهميش واستهداف قياداتها السياسية للتفرد بالمشهد. وشكلت ابين على مر التاريخ اكثر منعطفات جنوب اليمن خطوة ولا تزال تحتفظ بالكثير من القيادات التي خاضت حروب في معركة رسم مستقبل الجنوب.

مقالات مشابهة

  • تحقيق إسرائيلي يكشف دوافع التدمير المنهجي لقطاع غزة دون الحاجة لعمليات عسكرية
  • مقتل 14 مدنياً في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم نازحين بدارفور
  • معهد كارنيغي: إشارات متزايدة عن تهريب أسلحة روسية للحوثيين
  • واشنطن: العثور على أسلحة ورموز نازية بعد هجوم على قاعدة عسكرية
  • غضب للانقتالي بعد تقارب قبائل أبين مع “الحوثيين”
  • رايتس ووتش: يجب التحقيق في القصف الإسرائيلي على مطار صنعاء كجريمة حرب
  • "هيومن رايتس" تدعو إلى التحقيق في استهداف إسرائيل والحوثيين للمطارات وتعتبرها جرائم حرب
  • لجنة حماية الصحفيين تدين اختطاف الحوثيين لأربعة صحفيين وسجن المياحي في الحديدة
  • لجنة التحقيق الروسية: تفجير جسري بريانسك وكورسك عمل إرهابي