حجاج بيت الله الحرام يستعدون لبدء الشعائر غدا في يوم التروية
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
يستعد حجاج بيت الله الحرام -غدا الأربعاء الثامن من ذي الحجة- لتأدية أول أعمال رحلة الحج في مناسك "يوم التروية" في مشعر منى. وقالت السلطات السعودية إن إجمالي عدد القادمين من الخارج بلغ حتى الآن نحو مليون حاج.
وأكدت الجهات المعنية أن موسم هذا العام يشهد تحولا نوعيًا في آليات التنظيم، من خلال إدخال الذكاء الاصطناعي والمسيّرات -لأول مرة- ضمن منظومة الإنقاذ والاستجابة السريعة، وإصدار تشريعات جديدة لإدارة الحشود.
وكما جاء في تقرير للجزيرة -أوردته في "نافذة الحج"- فإن الإحرام أول مناسك الحج، وهو نية الدخول في النسك، وسمي بذلك لأن المسلم يحرم على نفسه بنيته ما كان مباحا له قبل الإحرام.
وللإحرام مواقيت زمانية وأخرى مكانية، فالزمانية هي أشهر الحج: شوال وذو القعدة والأيام العشر الأولى من ذي الحجة.
أما المواقيت المكانية فهي خمسة، يمثل كل منها مكانا لا ينبغي تجاوزه دون إحرام، وهي: ميقات ذو الحُليفة، وميقات الجُحْفة الذي يسمى الآن رابغ، وميقات ذاتِ عِرق، وميقات يلملم ويطلق عليه الآن "السعدية".
أما الميقات الخامس فهو قرن المنازل، ويسمى الآن "السيل الكبير".
ويستحب التهيؤ للإحرام بالاغتسال والتطيب ثم يتجرد الرجل من المخيط ويلبس الإحرام إزارا ورداء أبيضين نظيفين. أما المرأة، فليس لها لباس مسنون للإحرام بل تلبس ما يستر تفاصيل بدنها من الثياب، غير متبرجة بزينة.
إعلانوتبدأ التلبية مع الإحرام. فعند دخول الحاج في الإحرام، يقول "لبّيك حجًا" إن كان مفردا، ويقول "لبيك حجًا وعمرة" إذا كان قارنا، ويقول "لبيك اللهم عمرة متمتعا بها إلى الحج" إذا نوى التمتع.
استعدادات مكثفةوتحدث بدر الربيعان مراسل الجزيرة -من مشعر منى- عن استعدادات مكثفة من الجهات الحكومية والأمنية والصحية لاستقبال الحجاج الذين توقع أن يصل عددهم إلى مليون و800 ألف شخص، وقال إن الحجاج يتوجهون من اليوم إلى مشعر منى حتى صباح الغد استعدادا لقضاء يوم التروية، ويفضل عدد من الحجاج أن يبيتوا ليلة التروية في منى لبدء النسك، في حين يفضل آخرون بسبب الأجواء الحارة الذهاب مباشرة إلى مشعر عرفة.
وقد شدد وزير الحج والعمرة السعودي الدكتور توفيق الربيع على ضرورة التزام مكاتب شؤون الحجاج الرسمية بالتعليمات المنظمة لحركة الحجاج داخل المشاعر لضمان سلامتهم وجودة أداء المناسك، وأكد أن خطط التفويج والنقل ستسهم بشكل مباشر في تنظيم حركة حشود الحجيج.
وعلى الصعيد الأمني، كان هناك عرض عسكري أظهر حالة من الاستعداد على تجارب افتراضية ووضع خطط متعددة لتغطية كافة الاحتمالات المتوقع حدوثها في موسم الحج، كما تم وضع غرفة عمليات موحدة لاتخاذ القرارات والإجراءات بشكل سريع تجمع كافة القطاعات الأمنية والصحية والتطوعية، كما أكد الربيعان.
وعلى المستوى الصحي، قال مراسل الجزيرة إن مسؤولا صحيا سعوديا وصف الحالة الصحية بالمطمئنة، حيث لم يتم رصد أي حالة أوبئة قد تؤثر على الصحة العامة للحجيج.
وعلى صعيد التحديات التي يطرحها الجو الحار، قال المتحدث الرسمي للمركز الوطني للأرصاد حسين القحطاني -للجزيرة- إن موسم الحج هذا العام جاء في فصل الصيف، وقد أعلن المرصد أن الطقس سيكون حارا إلى شديد الحرارة، حيث تتراوح درجات الحرارة ما بين 42 و47 درجة وتسجل عادة فترة الظهيرة، ويدعى الحجاج عادة إلى التمسك بالتعليمات والإرشادات للحفاظ على صحتهم.
إعلانوأضاف القحطاني أن المرصد يعمل في إطار تنسيقي كامل مع كافة القطاعات، وهناك 52 جهة معنية بتسيير حركة الحجاج في المشاعر المقدسة تتلقى يوميات كافة المعلومات المعنية بالطقس والمناخ.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
حجاج بيت الله الحرام يبدؤون شعائر الحج ويقضون يوم التروية في منى.. غداً
مكة المكرمة "العُمانية": في مكة التي كرمها الله حيث تتشبع القلوب بالإيمان وتتسابق الأرواح نحو الطهر، يستعد حجاج بيت الله الحرام غدًا لبدء أولى محطات رحلتهم الإيمانية وهو، يوم التروية، الذي يفتتح مناسك الحج في الثامن من ذي الحجة. في هذا اليوم، تتدفق جموع الحجيج إلى منى، حاملين في قلوبهم التلبية والذكر، ومستعدين روحيًّا للوقوف على صعيد عرفات، الركن الأعظم في الحج.
مع بزوغ فجر الثامن من ذي الحجة، تبدأ رحلة الحج بمشهد مهيب يجمع الحجاج في منى، حيث يصدحون بالتلبية: "لبيك اللهم لبيك"، ويرفعون أكف الدعاء والاستغفار. في هذا اليوم المبارك، يؤدي الحجاج صلوات الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرًا في وقتها، ويبيتون في منى، يغمرون أنفسهم في بحر من الذكر والتوبة، استعدادًا لما هو آتٍ من لحظات الصفاء في عرفات. وهي لحظات يتطهر فيها القلب، وتسمو فيها النفس.
مع شروق شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، يفيض الحجاج من منى إلى عرفات. يبدأ اليوم بصلاة الفجر في منى، ثم يتوجهون إلى صعيد عرفات، حيث ينصتون إلى خطبة عرفة بعد زوال الشمس، تلك الخطبة التي تحمل في طياتها دروس التوحيد والرحمة يؤدون صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، ثم يغرقون في بحرٍ من التلبية والتهليل والدعاء، طالبين المغفرة والقبول. بعد غروب شمس عرفات، يفيض الحجاج إلى مزدلفة، حيث يؤدون صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير، ويبيتون تحت سماءٍ مرصعة بالنجوم، مستمرين في ذكر الله.
ومع بزوغ فجر اليوم التالي، يؤدون صلاة الفجر في مزدلفة، ثم يتوجهون لرمي جمرة العقبة الكبرى بعد شروق الشمس. يتبع ذلك نحر الهدي لمن وجب عليه، ثم التحلل بحلق الرأس أو تقصيره، حيث يقص الرجال شعورهم والنساء أطراف خصلاتهن.
بعد التحلل، يتوجّه الحجاج إلى طواف الإفاضة، هذا الركن العظيم الذي يعانق فيه الحاج ظلال الكعبة المشرفة، ثم يؤدون السعي لمن لم يسبق لهم أداؤه ويجوز تأخيرهما.
ومع حلول أيام التشريق (11 إلى 13 من ذي الحجة)، يستقر الحجاج في منى، يؤدون رمي الجمرات الثلاث – الصغرى والوسطى والكبرى – في كل يوم. ويجوز لمن يتعجل الخروج من منى قبل غروب شمس اليوم الثاني عشر، بينما يبقى آخرون حتى اليوم الثالث عشر، مكملين أعمال الحج. ويكتمل الحج بطواف الوداع، وهو اللحظة التي يودّع فيها الحاج بيت الله الحرام، حاملًا في قلبه ذكريات الرحلة الروحية، وعهدًا بالعودة إلى الطاعة والصلاح. تاركة في النفس أثرًا لا يُمحى.