أكد المحلل السياسي سعيد ثابت سعيد، أن الرهان على الشرعية المرتعشة لمجلس القيادة الرئاسي لن تحسم حربا ولا يمكن أن تنجز سلاما، في ظل غياب الإرادة السياسية المستقلة النابعة من الداخل.

 

وقال مدير مكتب قناة الجزيرة في اليمن سعيد ثابت سعيد في مقال له: "يطرح بعض الأصدقاء من السياسيين والحزبيين فكرة (الشرعية المقاتلة أو الشرعية المقاوِمة) باعتبارها الأداة السياسية الممكنة لاستعادة الدولة اليمنية المغدورة، إلا أن هذا الطرح يصطدم بجوهر التكوين الفعلي للسلطة القائمة؛ فمجلس القيادة الرئاسي الذي تأسس في 7 أبريل 2022 لم يُبن على تصور (صراعي) أو (تحرري) وإنما على أساس (تسوية) تدار عبر الحوار كما جاء صراحة في إعلانه التأسيسي الذي نص على "تفويض المجلس بالتفاوض مع جماعة "أنصار الله" لوقف إطلاق نار شامل والدخول في تسوية سياسية تقود إلى مرحلة انتقالية".

 

 

وأوضح أن "هذا التفويض لا ينسجم مع مفهوم "الشرعية القتالية" بل يُحيل بوضوح إلى نموذج تفاوضي هدفه الانتقال من (النزاع) إلى (التهدئة)"، مشيرا إلى أن النص الرسمي استخدم لأول مرة الاسم الذاتي للجماعة الحوثية (أنصار الله) دون أي توصيف قانوني أو سياسي ما يعكس تحولا في الخطاب من (المواجهة) إلى (الاعتراف الضمني)!".

 

ولفت وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين، إلى أن "الحديث عن تحويل هذه الشرعية إلى قيادة مقاومة يتجاهل السياق الذي نشأت فيه وطبيعة وظيفتها المعلنة؛ فهي (سلطة انتقالية) بتفويض إقليمي وليست (قيادة ميدانية) نابعة من الداخل.. ومنذ تشكيلها لم تُقدّم مؤشرات تُثبت امتلاكها مشروعا فعليا لاستعادة الدولة أو بسط السيادة".

 

ونوه إلى أن الواقعية السياسية تقتضي التمييز الواضح بين (إدارة الأزمة) باعتبارها حالة مؤقتة، و(تغيير مسار الأزمة) باعتبارها مهمة استراتيجية؛ فاستعادة الدولة تتطلب (قيادة تحمل تفويضا شعبيا ورؤية وطنية) لا مجرد (توافق خارجي هش). أما (الشرعية) حتى تكون قادرة على النهوض بهذه المسؤولية فلا بد أن تستند إلى (مشروعية تمثيلية) و (إرادة سياسية مستقلة) تنبع من الداخل لا تُدار من الخارج.

 

وبين سعيد ثابت، أن "الرهان على شرعية مجلس القيادة الرئاسي في غياب مشروع وطني واضح لن يفضي إلى التحرير.. وإنما سيُبقي اليمن رهينة واقع انتقالي معلّق: لا حرب تُحسم… ولا سلام يُبنى".


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن السعودية المجلس الرئاسي مليشيا الحوثي الحرب في اليمن سعید ثابت

إقرأ أيضاً:

هل الزواج في شهر صفر حرام شرعًا؟.. الإفتاء تحسم الجدل

الزواج في شهر صفر حرام شرعًا.. تكثر القصص السيئة المنذرة بشؤمه بـ شهر صفر الهجري، ولعل من يريد الزواج في شهر صفر، عليه أن يتحقق من صحة تلك الروايات المنتشرة عن شهر صفر، والتي يأتي من بينها ما يصيب من يريد الزواج في شهر صفر من مصائب وسوء، وحيث إن الزواج أحد الأرزاق التي يسعى الكثيرون لنيله، كما أنه من سُبل الاستقرار والسعادة.

ومن هنا أوصت دار الإفتاء المصرية، من يريد الزواج في شهر صفر بألا يلتفت لروايات الجاهلية بشؤم هذا الشهر للزواج، منوهة بأن التشاؤم من بعض الشهور، كأن يعتقد المرء بأن يومًا معينًا أو شهرًا معينًا يوصف بحصول التعب والضغط والصعوبات معه، أو أَنَّ التوفيق فيه يكون منعدمًا، ونحو ذلك من خرافات لا أساس لها من الصحة.

الزواج في شهر صفر

وأوضحت «الإفتاء» أن الشهور والأيام كلها في نظر الإسلام ترحب بالزواج لأنه شعيرة من شعائر الدين وسنة من سنن رسوله الكريم ومن تزوج فقد أحرز شطر دينه وطوبى لمن أحرز شطر الدين، فلم يرد نصٌّ يمنع الزواج في أي وقت من الأوقات ما عدا الإحرام بالحج أو العمرة.

الزواج في شهر صفر التشاؤم من الزواج في صفر

ونبهت إلى أن التشاؤم من الزواج في صفر يعد مما يدخل في التطيّر المنهي عنه شرعًا، مع ورود النهي الشرعي عن التشاؤم والتطيُّر عمومًا، باعتباره عادة جاهلية، فقد ورد النّهي النبوي عن التشاؤم من بعض الأزمنة والشهور خاصة، وذلك كما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم-: «لَا عَدْوَى وَلَا صَفَرَ وَلَا هَامَةَ». وفي رواية أخرى للبخاري: «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ وَلَا هَامَةَ وَلَا صَفَر».

واستشهدت بما يقول الإمام ابن عبد البر القرطبي في الاستذكار: وأما قوله: ولا صَفَرَ فقال ابن وهب: هو من الصفار يكون بالإنسان حتى يقتله، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يقتل الصفار أحدًا.

الزواج في شهر صفر

وقال الإمام الطيبي في شرح المشكاة: ولا صفر قال أبو داود في سننه: قال بقية: سألت محمد بن راشد عنه فقال: كانوا يتشاءمون بدخول صفر، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا صفر.

وفي هذا السياق أكد الطيبي: وسمعت مَن يقول: هو وجعٌ يأخذ في البطن، يزعمون أنه يُعْدِي، قال أبو داود: قال مالك: كان أهل الجاهلية يحلون صفرًا عامًا ويحرمونه عامًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا صَفَرَ.

وأشارت إلى أن التشاؤم من شهر صفر الذي هو أحد أشهر السنة الهجرية، لزعم أنه شهر يكثر فيه الدواهي والفتن هو من الأمور التي نهى عنها النص النبوي الشريف.

شهر صفر عند العرب فى الجاهلية

وقد ورد أنه عرف شهر صفر عند العرب فى الجاهلية أنه شهر التشاؤم، فيما أن الأزمنة لا دخل لها في التأثير وفي تقدير الله عز وجل، فهو كغيره من الأزمنة يُقدَّر فيه الخير والشر، كما أنه ليس صحيحا أن للموت أيام أو شهور معينة فالأقدار توفى على مدار العام وفي أي ثانية من الثواني قد يفارق كل منا الحياة فرادا أو جماعات فكم من قرية أتتها صاعقة أو عذاب أو ريح وغيرها من الأمور التي جعلت عاليها سافلها، وكم من قرية بدلت من بعد عذابها أمنا.

الزواج في شهر صفر

وبناء عليه فإنه لا صحة لمن يحرِّم الزواج أو يكرهه في صفر، ولا دليل أيضاً يبنى عليه هذا الزعم الباطل الذي لا يستند إلى دليل شرعي، فهذا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوج، وزوج ابنته، في شهر صفر، وينبغي أن نعلم أن هذه عادة باطلة جاهلية ينبغي أن تزال من المجتمع المسلم، ولا ينبغي للمسلم المؤمن بالله حق الإيمان التشاؤم بأي يوم.

اقرأ أيضاًهل تأخر الزواج والبطالة دليل على السحر؟.. داعية تُجيب

شهادة أقوى من توثيق العقد.. حسام موافي يكشف صدمة عن الزواج العرفي

«الزواج ممنوع خلال الدراسة».. شروط ومؤشرات تنسيق التمريض بعد الإعدادية 2025

مقالات مشابهة

  • زوجة راغب علامة تحسم الجدل بخصوص شائعات الانفصال
  • محافظ القاهرة: أسواق اليوم الواحد تنفيذ لتوجيهات القيادة السياسية لمحاربة الغلاء
  • حكومة موازية قيد التشكيل: حميدتي رئيساً للمجلس الرئاسي والتعايشي لرئاسة الوزراء والحلو نائباً
  • دار الإفتاء تحسم الجدل حول حكم تناول مخدر الحشيش
  • السودان دولة وشعبا لا ينتظر سلاما من الخارج ومن أمريكا بالذات
  • هل الزواج في شهر صفر حرام شرعًا؟.. الإفتاء تحسم الجدل
  • الشعب الجمهوري يشيد بجهود القيادة السياسية في دعم الشعب الفلسطيني
  • مستقبل وطن: مواقف القيادة السياسية تجاه فلسطين تؤكد أن الدعم ليس موضع مساومة أو حسابات وقتية
  • ضحايا في اشتباكات مسلحة عنيفة بـ عدن
  • القيادة السياسية بإسرائيل توعز بتسريع دخول المساعدات إلى غزة "بشكل كبير"