أدوا صلاتي المغرب والعشاء بمزدلفة.. الحجاج يرمون الجمرات ويبدأون أيام التشريق
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
البلاد – مزدلفة
بدأ الحجاج رمي الجمرات في أول أيام التشريق، بعد أن أدوا صلاتي المغرب والعشاء أمس (الخميس) جمعًا وقصرًا في مسجد المشعر الحرام بمشعر مزدلفة، وقضوا ليلتهم هناك وسط منظومة خدمية متكاملة وفّرتها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ضمن خطتها الشاملة لموسم حج هذا العام.
وكانت الوزارة قد أعلنت في وقت سابق عن اكتمال جاهزية المسجد لاستقبال ضيوف الرحمن، عقب إنهاء أعمال الصيانة والتأهيل، بما يسهم في ضمان أمن وسلامة الحجاج وراحتهم أثناء المبيت في مزدلفة.
وتُجسد هذه الجهود حرص وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد على تقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن، تحقيقًا لتوجيهات القيادة الرشيدة -أيدها الله- وامتدادًا للدور الريادي الذي تضطلع به المملكة في خدمة الحرمين الشريفين، ورعاية الحجاج والمعتمرين في كل زمان ومكان.
يُعد مشعر مزدلفة أحد المشاعر المقدسة التي يمر بها الحجاج في طريقهم إلى استكمال أداء مناسك الركن الخامس من أركان الإسلام، إذ يبيت فيه ضيوف الرحمن ليلة العاشر من ذي الحجة بعد نفرتهم من عرفات، ويؤدون فيه صلاتي المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا، ويقضون ليلتهم في أجواء إيمانية تُجسّد السكينة والطمأنينة، تأسّيًا بهدي النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- ويعود سبب تسميتها لنزول الناس بها زلُف الليل وقيل لأن الناس يزدلفون منها إلى المسجد الحرام.
ويقع مشعر مزدلفة بين مشعري عرفات ومنى، ويبعد عن المسجد الحرام نحو (8) كلم، وتُقدّر مساحته بأكثر من (11.68) مليون متر مربع، ويتسع لأكثر من مليوني حاج، ويُعد أحد المشاعر المفتوحة التي لا تُقام فيها أبنية دائمة، حفاظًا على طبيعته الشرعية وخصوصيته التنظيمية.
ويمثل مشعر مزدلفة موضعًا رئيسًا في شعائر الحج، حيث أمر الله عز وجل في كتابه الكريم بالذكر عنده، في قوله تعالى: (فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام)، ويُقصد به مشعر مزدلفة، الذي يُستحب فيه الوقوف والدعاء، خاصة عند “المشعر الحرام” الواقع في وسطه، وهو معلم بارز يشهد سنويًا تجمع الحجيج على ذكر الله والتضرع إليه.
وحرص النبي- صلى الله عليه وسلم- على المبيت بمزدلفة، وجمع منها الحصى التي تُستخدم في رمي الجمرات بمنى؛ ما يجعل هذا المشعر محطة مركزية في تسلسل النُسك، وموضعًا للسُنّة المؤكدة.
وعلى مرّ التاريخ، كان مشعر مزدلفة يشهد ازدحام الحجاج القادمين من عرفات، الذين يبيتون فيه بوسائل تقليدية وموارد محدودة، وكانت المبيتات في العهود السابقة تتم على الأرض مباشرة، دون خدمات كافية من الإنارة أو المرافق أو التنظيم، ما استدعى تطويرًا شاملاً لاحقًا ليواكب أعداد الحجيج المتزايدة.
وفي إطار ما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء-حفظهما الله- من عناية بالمشاعر المقدسة، وشهد مشعر مزدلفة تنفيذ سلسلة من المشاريع التطويرية، التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج، وضمان راحتهم وسلامتهم أثناء أداء النسك.
وأسهمت شركة كدانة تطوير مسار مشعر مزدلفة عبر تنفيذ مشروع “مسار المشاعر” الممتد بمساحة (170) ألف متر مربع، وتهيئته بأرضيات مطاطية صديقة للبيئة على مساحة (103) آلاف متر مربع، لتخفيف درجات الحرارة وتقليل الإجهاد البدني ومخاطر الانزلاق، نحو (15) ألف متر مربع من المساحات الخضراء، وتخصيص مسارات للمركبات، وأخرى لسيارات الجولف والعربات المتحركة، علاوة على تجهيز المسار بعناصر متكاملة من الفِرَش الحضرية.
ونفذت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في تهيئة مسجد “المشعر الحرام” بشكل سنوي ضمن خطة متكاملة تشمل النظافة الدورية، والتأكد من جاهزية الإضاءة، ومكبرات الصوت، وتوفير السجاد، ومضاعفة الطاقة الاستيعابية لمصلى النساء بزيادة بلغت (100%)، وتسهيل دخول الحجاج وخروجهم بسلاسة في ظل الأعداد الكبيرة التي تتوافد عليه فجرًا.
ومن بين أبرز المشاريع التي شملها المسجد في السنوات الأخيرة مشروع تطوير أنظمة التكييف والتهوية وتحسين الواجهات الداخلية، بما يعزز من راحة الحجاج ورفع كفاءة التشغيل.
وتستخدم جميع الجهات المعنية أنظمة رقمية متقدمة لتنظيم التفويج من عرفات إلى مزدلفة، ومتابعة حركة الحشود، عبر تطبيقات إلكترونية وتوجيه رقمي فوري، يساعد الحجاج على التعرف إلى مواقعهم والالتزام بالمسارات المحددة.
وتعمل غرفة التحكم المركزية على مراقبة المشعر باستخدام كاميرات ذكية وتحديثات لحظية، تضمن التدخل السريع في الحالات الطارئة وتنظيم الدخول والخروج من المشعر بسلاسة.
ويُعد “المشعر الحرام” أحد المعالم الرمزية داخل مزدلفة، حيث يُستحب الوقوف والدعاء عنده، تأسّيًا بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو موقع يُمثل بُعدًا روحانيًا يعزّز مكانة مزدلفة في قلوب الحجاج، الذين يحرصون على الدعاء فيه والتمسّك بسنة الوقوف عنده إن تيسر.
ويجسّد مشعر مزدلفة أحد أوجه التكامل التشغيلي والتنظيمي الذي تشهده المشاعر المقدسة سنويًا، ويعكس التزام المملكة الراسخ بخدمة ضيوف الرحمن، وحرصها على تهيئة أفضل السبل لهم لأداء مناسكهم في يسر وأمان وطمأنينة.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: المشعر الحرام مشعر مزدلفة من عرفات متر مربع
إقرأ أيضاً:
حجاج بيت الله يواصلون نفرتهم من عرفات إلى مشعر مزدلفة
يمن مونيتور/ وكالات
بدأ حجاج بيت الله الحرام -مع غروب شمس اليوم التاسع من ذي الحجة- بالتوجه إلى مزدلفة، بعد أن أدّوا ركن الحج الأعظم، وقضوا يومهم بالتلبية والدعاء والاستغفار على صعيد عرفات الطاهر.
وسيصلي حجاج بيت الله الحرام المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا في المزدلفة، وسيقضون الليل أو جزءًا منه، قبل أن يتوجهوا مع فجر العاشر من ذي الحجة (يوم عيد الأضحى) إلى مشعر منى، حيث يرمون جمرة العقبة، وينحرون الهدي، ويحلقون رؤوسهم متحللين من الإحرام، ويطوفون بالكعبة طواف الإفاضة.
وتعد النفرة من عرفات إلى مزدلفة، المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لأداء مناسك حجهم.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن “حركة حجاج بيت الله الحرام اتسمت بالانسيابية وسط جهود تبذلها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج، خدمةً لضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بسلام آمنين”.
وبرمي جمرة العقبة الكبرى والحلق أو التقصير للرجال والتقصير فقط للنساء وذبح الهدي، يتحلل الحجيج التحلل الأصغر من الإحرام.
وبعد ذلك، يتوجهون إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج، يتحلل بعده الحجاج تحللا أكبر ثم يسعون بين الصفا والمروة.
وبدأ موسم الحج هذا العام قبل أمس الأربعاء، بيوم التروية من مشعر منى، ويستمر 6 أيام، يقضي الحجيج معظمها بمنى، قبل العودة إلى مكة المكرمة لطواف الإفاضة ثم طواف الوداع.
والفرحة تغمرهم بأداء نسكهم، ضيوف الرحمن يواصلون نفرتهم إلى مشعر مزدلفة.#يسر_وطمأنينة#حج_1446 pic.twitter.com/1aDpbQSJYj
— السعودية الآن (@Saudia_alaantv) June 5, 2025
خطبة يوم عرفة
وكان حجاج بيت الله الحرام قد أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعًا وقصرًا بعد توافدهم إلى مشعر عرفات، واستمعوا إلى خطبة يوم عرفة، حيث دعا الخطيب الشيخ صالح حميد الله عز وجل أن ينصر أهل فلسطين وأن يغيث المجوَّعين منهم.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن الحجاج توافدوا إلى عرفات “مفعمين بأجواء إيمانية يغمرها الخشوع والسكينة، وتحفهم العناية الإلهية، ملبّين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار”.
وفي خطبة عرفة قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ حميد باكيًا: “اللهم أصلح أحوال المسلمين، اللهم انصر إخواننا في فلسطين على عدوك وعدوهم وأطعم جائعهم واجبر كسرهم”.
ودعا إلى إصلاح “أحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها” وقال “اللهم ألف قلوبهم وتول جميع شأنهم وازرع المحبة فيما بينهم”، وحث حميد في خطبته على تقوى الله والتمسك بدينه والعمل بشرعه والالتزام بالأخلاق، حسب بث مباشر نقلته العديد من القنوات التلفزيونية.
إحصائيات
وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء السعودية اليوم، أن إجمالي أعداد الحجاج هذا العام بلغ مليونا و673 ألفا، و230، منهم مليون و506 آلاف و576 قدموا من خارج البلد، في حين بلغ عدد حجاج الداخل 166 ألفا، و654 حاجا.
وأوضحت الهيئة في نتائجها الإحصائية لحج هذا العام أن عدد الحجاج الذكور من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج بلغ 877 ألفا و841 حاجًّا، بينما بلغ عدد الحاجّات الإناث من الإجمالي العام لأعداد حجاج الداخل والخارج 795 ألفا، و389 حاجّة.
وحول إحصاءات الحجاج القادمين من خارج المملكة، أوضحت الهيئة طُرق قدوم الحجاج من خارج المملكة، حيث وصل مليون و435 و17 حاجا وحاجَّة، عن طريق المنافذ الجوية، بينما وصل 66 ألفا و465 حاجَّا وحاجّة عن طريق المنافذ البرية، فيما وصل عن طريق المنافذ البحرية 5094 حاجًّا وحاجّة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودولينحن اقوياء لاننا مع الحق وانتم مع الباطل...
محمد عبدالخالق سعيد محمد الوريد مدير بنك ترنس اتلنتيك فليوري...
قيق يا مسؤولي تعز تمخض الجمل فولد فأرة تبا لكم...
المتحاربة عفوًا...
من جهته، يُحمِّل الصحفي بلال المريري أطراف الحرب مسؤولية است...