مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
ماذا حصل أمس؟ كثافةٌ في "المعلومات"، بين مزدوجين طبعا، وقلةٌ في دقة المعلومات، لأن المصادر تتقدَّم عما هو رسمي، والرسمي يتلطى بالمصادر.
ما حصل أمس أن إسرائيل ضربت أبنية في الضاحية الجنوبية، وهذه الأبنية تسميها إسرائيل مواقع فيها مصانع لتجميع "الدرونز"، والكلام من إسرائيل جاء من أفيخاي أدرعي ومن وزير الدفاع.
من لبنان بيانات استنكار بالجملة، من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب وحزب الله. ولكن ما كان لافتا هو بيان قيادة الجيش السياسيُ بامتياز. يقول البيان: "إن إمعان العدو الإسرائيلي في خرق الاتفاقية ورفضَه التجاوب مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، من شأنه أن يدفع بالمؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون مع لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية في ما خص الكشف على المواقع".
فهل تجميد التعاون مع لجنة المراقبة قرار تتخذه قيادة الجيش أو مجلس الوزراء؟
ما حصل أمس حظي بقراءتين: الأولى قراءة إسرائيلية مفادها أن حزب الله لا يلتزم بنود اتفاق وقف النار التي تتحدث عن نزع سلاح حزب الله، من كل لبنان لا من جنوبي الليطاني فقط، وقراءة لبنانية مفادها أن إسرائيل لا تلتزم بالإتفاق.
والسؤال هنا: مَن سيستطيع فرض قراءته؟ لبنان أو إسرائيل؟ مع التذكير أن الولايات المتحدة الأميركية تعتمد القراءة الإسرائيلية، وأكثرُ من مرة أعلنت إسرائيل أنها تُعلِم واشنطن بالضربة قبل القيام بها.
ولكن ما هو خطير جدا أن ما حصل أمس أثبت بما لا يقبل الشك أن الحرب لم تتوقف، وهذا خبر غير سار للسياحة، فلكل طرف أجندته: لبنان الرسمي له أجندته، وحزب الله له أجندته، وإسرائيل لها أجندتها، وإيران لها أجندتها، والولايات المتحدة الأميركية لها أجندتها أيضا... بعض الأجندات مرتبط بعضه ببعض، كواشنطن وتل ابيب، وطهران وحزب الله، فيما أجندة لبنان الرسمي ضائعة بين هذه الأجندات، إذا لم يكن هناك حسم وحزم في الموقف، وحتى الساعة لا يبدو الأمر هكذا.
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
هكذا أضحى العيد في زمن العدوان. وقدرنا في كل أضحى أن نُـقدم الأضاحي دفاعاً عن لبنان وعن سيادته ولن يَـحُـول العدوان بيننا وبين أعيادنابهذه الكلمات البسيطة في شكلها...الكبيرة في مضامينها إختصر رئيس مجلس النواب نبيه بري كل المشهد وعبّر عما يختلج القلوببعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية والجنوب.
وبكل المضامين الوطنية والسيادية أكد رئيس المجلس أن موقفه متطابق ومتبنٍ لموقف رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي إعتبر ان العدوان الإسرائيلي هو رسالة يوجّهها مرتكب الفظاعات الى الولايات المتحدة الاميركية وسياساتها ومبادراتها أولاً وجزم قائلاً: هو ما لن يرضخ له لبنان أبداً.
هكذا وما بينَ الضاحيةِ والجنوبِ كانَ اللبنانيونَ يُقدِّمونَ الأضاحيَ في العيدِ الأكبرِ للمسلمينَ حولَ العالمِ. همجيَّةٌ إسرائيليَّةٌ تنقَّلَت بينَ مناطقِ الضاحية أُرزاقٌ دُمِّرَت وبيوتٌ هُدِمَت وأهالٍ شُرِّدوا بحُجَجٍ وذَرائعَ واهيةٍ قدَّمها كيانُ العدو وفضحَها الجيشُ اللبنانيُّ الذي توجَّهَ إلى المباني المُهدَّدةِوكشفَ عليها وبيَّنَ زيْـفَ الادِّعاءاتِ.
الجيش اللبناني لم يكتف بذلك بل تواصَلَ مع لجنةِ اتفاقِ وقفِ إطلاقِ النارِ أما النتيجة فكانت ما ورد في بيان المؤسسة العسكرية: "إنَّ إمعانَ العدوِّ الإسرائيليِّ في خَرقِ الاتفاقيَّةِ ورفضَهُ التجاوُبَ مع لجنةِ مُراقبةِ وقفِ الأعمالِ العدائيَّةِ ما هو إلَّا إضعافٌ لدورِ اللجنةِ والجيشِ، ومن شأنِه أن يدفعَ المؤسَّسةَ العسكريَّةَ إلى تجميدِ التعاونِ مع لجنةِ مراقبةِ وقفِ الأعمالِ العدائيَّةِ في ما يَخُصُّ الكشفَ على المواقعِ.
ومن الضاحية الى الجنوب الذي يَرزَحُ يوميًّا تحتَ وطأةِ خروقاتِ العدوِّ شخصت الأنظار باتجاهِ بلدةِ عَينِ قانا التي أنذَرَها جيش العدو ثمَّ قَصَفَها الطيران المعادي ممَّا أدَّى لوقوعِ إصاباتٍ في صفوفِ المدنيينَ.
وبالرغمِ من العدوانِ، الذي يَـفشِلُ كلَّ مرَّةٍ في قتلِ عزيمةِ اللبنانيينَ، عمَّت المناطقَ اللبنانيَّةَ كافَّةً الاحتفالاتُ بشعائرِ عيدِ الأضحى المبارك، ودَعَت خُطَبُ العيدِ إلى الوقوفِ الجماعيِّ في وجهِ إسرائيلَ، وتضافرِ الجهودِ لوقفِ اعتداءاتِها المُخالِفَةِ لكلِّ الأعرافِ والقِيَمِ الإنسانيَّةِ. وما بينَ الأقصى وغزَّةَ، حضرت صلاةُ العيدِ فوقَ أنقاضِ البيوتِ المُهدَّمَةِ هناكَ حيثُ يُؤكِّدُ الفلسطينيونَ تمسُّكَهُم بالأرضِ وإنْ أضحت رَمادًا.
وفي غزَّةَ أيضًا، تُثبِتُ المقاومةُ الفلسطينيَّةُ حضورَها الدائمَ وجُهوزيَّتَها المستمرَّةَ، وإحباطَ أهدافِ العدوانِ، مُنفِّذَةً كمينًا في منطقةِ خان يونس، أدَّى لمَقتلِ خمسةِ جنودٍ إسرائيليينَ، وإصابةِ جنديَّيْنِ آخرَيْنِ بعدَ انهيارِ مبنًى عليهم.
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
مجدداً، كانت الضاحية الجنوبية امس، ضحية:
ضحية الاحتلال المستمر للأراضي اللبنانية، والاعتداءات المتواصلة، على مرأى ومسمع كل دول العالم، المطالبة بتحمل مسؤولياتها لإرغام الكيان العبري على تنفيذ التزاماته بموجب اتفاق وقف اطلاق النار.
ضحية عدم تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، ولاسيما القرار 1701، وسط خروقات اسرائيلية بات عددها يفوق عشرات الآلاف.
ضحية عجز السلطة اللبنانية الجديدة، او ترددها، او ربما تراجعها عن تطبيق ما التزمت به تجاه الخارج وعموم اللبنانيين منذ انبثاقها في بداية العام.
لكن الضاحية امس لم تكن وحدها ضحية الاستهداف. فكل لبنان كان معها في دائرة التصويب الاسرائيلي، خصوصاً عشية عيد الأضحى المبارك، وقبيل موسم صيفي يؤمل في ان ينعش الاقتصاد المترهل.
اما الجيش اللبناني، فكشف مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية ان اسرائيل حالت دون قيامه بتفتيش موقع الضاحية قبل قصفه. وفي هذا السياق، اكد المصدر ان الاسرائيليين بعثوا خلال النهار رسالة مفادها أن هناك هدفا في الضاحية الجنوبية لبيروت يستفسرون عنه للاشتباه بأنه قد يحتوي على أسلحة. وشرح المصدر ان الجيش استطلع المكان ورد عبر آلية وقف إطلاق النار ولجنة الإشراف على تطبيقه بأن النقطة المعنية لا تحتوي على شيء. واوضح المصدر انه عندما انتشر بيان أفيخاي أدرعي، حاول الجيش اللبناني أن يتجه إلى أول موقع أشار إليه لكن الضربات الإسرائيلية التحذيرية حالت دون أن يكمل مهمته.
وكان الجيش حذر من أن إمعان العدو الإسرائيلي في خرق اتفاق وقف النار ورفضه التجاوب مع لجنة المراقبة، ما هو إلا إضعاف لدور اللجنة والجيش، ومن شأنه أن يدفع المؤسسة العسكرية إلى تجميد التعاون اللجنة المذكورة.
مقدمة تلفزيون "الجديد"
بالتوصيفِ العسكري بَدَّلَت اسرائيل قواعدَ اشتباكِها معَ لبنان على توقيتِ تفاوُضٍ نوويٍّ متسارع، فأَبقت نوافذَ النيرانِ مفتوحةً، وخَاطبت رئاسةَ الجمهورية بالحِبر والبارود تبدّى ذلك من ردِّ وزيرِ حربها يسرائيل كاتس على تصريحاتِ الرئيس جوزف عون، عندما أَنذَرَ بأنه لن يكونَ هناك هدوءٌ في بيروت ولا نظامٌ ولا استقرارٌ في لبنان من دون أمنِ إسرائيل وفيما يَلتزمُ حزبُ الله بقواعدِ الدولةِ اللبنانية ولا يبادِرُ الى ايِّ ردٍّ على الاعتداءات الاسرائيلية، كان العدوُّ يضاعِفُ تهديدَه، ويعلن عبر كاتس أنه ما لم يَحترِمْ لبنان الاتفاقياتِ سنواصِلُ العملَ وبقوةٍ كبيرة ضغطُ اسرائيلَ هذا على دولةِ لبنان وصلَ بعد موقفٍ استثنائي للرئيس عون ضَرَبَ فيه على الوتَرِ الاسرائيلي، رافضاً أنْ تكونَ بيروت صُندوقَ بريدٍ مِن مُرتَكِبِ هذه الفظاعات الى الولاياتِ المتحدة الاميركية وسياساتِها ومبادراتِها، وقائلاً إنَّ هذا ما لن يرضخَ له لبنان أبداً الكلامُ العظيم لجنرالِ لبنانَ الرئاسي "صُدِّقْ" برفع الأيدي من رئيسِ مجلس النواب نبيه بري، وتماهَى الموقفُ العسكريُّ اللبناني معَ الحالةِ السياسية طَبْقَ الأصل فأشارتْ قيادةُ الجيش الى انَّ دورياتِها توجَّهَت للكشفِ على المواقع، لكنَّ العدوَّ الإسرائيلي رَفض التجاوبَ معَ لجنةِ مراقبةِ وقفِ الأعمالِ العِدائية، وذلك ما هو إلا إضعافٌ لدورِ اللجنةِ والجيش، ومن شأنِه أنْ يَدفعَ المؤسسةَ العسكرية إلى تجميدِ التعاونِ معَ لجنةِ مراقبةِ وقفِ الأعمالِ العِدائية فيما خَصَّ الكشفَ على المواقع وفي معلوماتٍ عسكرية للجديد أنَّ اللجنةَ أَبلغتِ الجيشَ اللبناني بضرورةِ الكشفِ عن موقع في منطقة الليلكي فتوجَّهت قوةٌ عسكرية قُرابةَ الواحدة ظهراً لاتمام عملياتِ المسح الميداني وأَرسلَ صوراً تؤكدُ عدمَ وجودِ مُعَداتٍ واسلحةٍ او مسيّرات، لكنَّ الجيشَ فوجئ ليلاً بتحذيرات افيخاي ادرعي التي أَنذرت بقصفِ أبنيةٍ غيرِ تلك التي طُلِب الى الجيش كشفُها ولدى تعليمِ المباني ليلاً عاد الجيشُ وحاولَ الدخولَ الى عددٍ منها، لكنَّ العدوَّ لاحَقَه بالغارات التحذيرية رافضاً التعاونَ معَ اللجنة ووَفقَ هذا المسار فإنَّ: الجيشَ تحرك اسرائيلَ عَرقلتِ الكشف حزبَ الله لم يبادِرْ الى ايِّ ردٍّ منذ وقفِ اطلاق النار لبنانَ الرسميَّ يؤكدُ التزامَه تطبيقَ الاتفاق وجيشَ الاحتلالِ يتجاوزُ كلَّ ذلك وينفّذُ عدوانَه في ليلةِ عيدِ الأضحى ومعَ تَخَطِّيها الخطوطَ الحُمرَ فإنَّ اسرائيل قَررتِ النقرَ على ابواب بعبدا، وقامت بعملية انزالٍ سياسي في القصر الرئاسي وهدفُها مخاطبةُ جوزاف عون بحوارٍ من نار فإمّا التقدمُ نحوَ سحبِ سلاحِ حزبِ الله او استمرارُ الحربِ على لبنان .. والافتتاحيةُ هي بالطَّرْقِ العَسكري على ابوابِ الصيفِ اللبناني واغتيالِ مواسمِه الواعدة .
مقدمة تلفزيون "أم تي في"
5 أشهر على انتخاب رئيس الجمهورية. و4 أشهر على تشكيل حكومة الإصلاح والإنقاذ. و7 أشهر على اتفاق وقف الأعمال العدائية، واسرائيل لا تزال تفرض ايقاعها، تقصف في قلب الضاحية الجنوبية، وتحتل مواقع داخل الأراضي اللبنانية، وتستهدف مقاتلي حزب الله والمدنيين في الجنوب. واللبنانيون خائفون على غدهم، يصحون على رائحة البارود والنار. بينما يعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن لا هدوء ولا أمن ولا استقرار في بيروت من دون أمن لإسرائيل.
من الطبيعي أن تكون الاعتداءات الاسرائيلية مدانة ومرفوضة بكل المقاييس، وهي التي تشكّل انتهاكاً للسيادة اللبنانية، واعتداءً على اللبنانيين وأمنهم. حتى أنها تُنغّص عليهم حقّهم في الاحتفال بشكل طبيعي بعيد الأضحى. ولكن، حتى لا تتكرر المأساة، مع بقاء السماء اللبنانية مفتوحة لإسرائيل، أوَليس من واجب العهد، رئاسةً وحكومة، تقديم الشروحات والإيضاحات للبنانيين، وتحديد المسؤوليات، سحباً للذرائع الاسرائيلية، ومنعاً لبقاء الوضع المتفلّت على ما هو عليه؟
لبنان يبحث عن الأمل من خرم الإبرة، ومن موسم الإصطياف. فكيف من المفترض أن ننتظر سُياحاً وعائدات مالية واقتصادية، والبلد بين الصواريخ والغارات؟
اللبنانيون يتوقّعون من مسؤوليهم أن يتصرفوا كرجال دولة، فيبادروا في الداخل والخارج، لمعالجة المشكلات، وقطع الطريق على الذرائع الاسرائيلية، وسحب فتيل أي تفجير مستقبلي. فهل يقدمون بلا تباطؤ أم يواصلون سياسة المماطلة والتسويف؟ مواضيع ذات صلة مقدمات نشرات الأخبار المسائية Lebanon 24 مقدمات نشرات الأخبار المسائية
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الضاحیة الجنوبیة وقف إطلاق النار مقدمة تلفزیون نادین الراسی أفیخای أدرعی على المواقع للرئیس عون إلى تجمید اتفاق وقف 06 06 06 06 2025 حزب الله فی لبنان حصل أمس مع لجنة هذا ما
إقرأ أيضاً:
قصف الضاحية... غارة اقتصادية بالنار تُسمم موسم الاصطياف
التوقيت الذي اختارته إسرائيل عشية حلول عيد الأضحى باستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت، للمرة الرابعة منذ أن التزم لبنان بوقف النار في خريف العام الماضي، يأتي في سياق تمرير رسالة اقتصادية- نارية تسمم الأجواء، وتمنع اللبنانيين من التقاط أنفاسهم، بينما هم يستعدون لاستقبال صيف سياحي واعد يراهنون عليه لتحريك العجلة الاقتصادية، حسبما يقول مصدر وزاري لـ"الشرق الأوسط". ويضيف أن الرسالة الإسرائيلية هدفها الضغط على الحكومة لنزع سلاح "حزب الله"، وإحراجه أمام حاضنته الشعبية، وصولاً لإحباط الجهود الرامية لإعادة إعمار البلدات المدمرة. ويوضح المصدر أن إسرائيل لن "تهضم" اضطرارها لوقف تشغيل مطار بن غوريون عن العمل من حين لآخر، بإقفالها الأجواء أمام استقبال الطائرات تحت ضغط الصواريخ التي تطلقها جماعة الحوثي في اليمن، بينما يتوالى هبوط الطائرات في مطار رفيق الحريري الدولي، محملة بالسياح لتمضية إجازاتهم في الربوع اللبنانية، بينما لا يأتي السياح إلى إسرائيل بسبب سوء الأحوال الأمنية. وصدر موقف لقيادة الجيش، هو الأول من نوعه، حمل تهديداً بوقف التعاون مع لجنة الرقابة الدولية المشرفة على تطبيق اتفاق وقف النار، بامتناع القوات الحكومية اللبنانية عن الكشف على مواقع مشبوهة في جنوب الليطاني.فبيان قيادة الجيش لم يأتِ من فراغ، وجاء على خلفية عدم تجاوب إسرائيل -كما يقول المصدر الوزاري- مع طلب الجيش، عن طريق اللجنة، بالكشف على 3 مبانٍ تقع في الضاحية الجنوبية كانت تل أبيب حددتها في بنك أهدافها لقصفها، ما دفع فرق الهندسة التابعة للجيش المكلفة بالكشف عليها، للابتعاد عنها بعد اقترابها منها، بسبب قيام إسرائيل باستهدافها بقذائف تحذيرية، أعقبتها بغارات أدت إلى تدميرها. ولفت المصدر إلى أن واشنطن تبدي تفهماً للشكاوى اللبنانية من مواصلة إسرائيل خرقها لوقف النار، وملاحقتها بالمُسيَّرات لناشطين من "حزب الله"، ولكنها ترفض بأن تتمايز ميدانياً عن تل أبيب، بذريعة أن ما تطلبه إسرائيل من الحكومة اللبنانية لن يتحقق ما لم يتلازم مسبقاً مع تسليم "حزب الله" لسلاحه، تطبيقاً لحصريته بيد الدولة. وغمز المصدر من قناة لجنة الرقابة بتجميد اجتماعاتها، منذ أن خلف الجنرال الأميركي مايكل ليني زميله الجنرال جاسبر جيفرزعلى رأس قيادتها، للنظر في الخروق والاعتداءات الإسرائيلية، مع أن اللجنة تشيد بتعاون "حزب الله" مع الجيش الذي سهّل انتشاره بمؤازرة قوات الطوارئ الدولية المؤقتة "يونيفيل" في المناطق التي انسحبت منها إسرائيل. وأكد المصدر أن "حزب الله" بتعاونه مع الجيش أخلى منطقة جنوب الليطاني، ولم يعد للحزب فيها مواقع أو منشآت عسكرية، وهذا ما اعترفت به لجنة الرقابة، وأكده رئيس الحكومة نواف سلام بقوله إن الجيش تمكن من تفكيك 500 موقع ومخزن للسلاح تابعة للحزب الذي لا يزال يلتزم بوقف النار ويمتنع عن الرد على الخروق الإسرائيلية. ولم يعلق المصدر على ما يتردد من أن واشنطن تأخذ على لبنان تباطؤه في سحب سلاح الحزب، ولكنه سأل: هل المطلوب الانجرار إلى صدام دموي مع أيٍّ من المكونات اللبنانية؟ إسرائيل هي من لا يلتزم وقف النار، مستفيدة من تناغم واشنطن معها في هذا الخصوص. وتحدث المصدر أيضاً عن حالة إرباك تتحكم في موقف السفارة الأميركية لدى لبنان، وقال إن مرد ذلك أمران: الأول يتعلق باستبدال السفيرة الحالية ليزا جونسون التي سيحل محلها السفير ميشال عيسى، وهو لبناني الأصل من بلدة بسوس في قضاء عالية. والثاني مصدره الجدل القائم بخصوص إعفاء نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي مورغان أورتاغوس من منصبها الذي كانت تتولى فيه الملف اللبناني. وأكد المصدر أن لبنان كان قد اقترح بدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، لتثبيت الحدود البرية بين البلدين، باعتماد الآلية نفسها التي اتُّبعت سابقاً، وأدت لترسيم الحدود البحرية برعاية الوسيط الأميركي أموس هوكستين. وقال إن ضغط واشنطن على إسرائيل للانسحاب يشكِّل إحراجاً لـ"حزب الله" ويحشره في الزاوية ويضعه أمام خيار صعب، وإن كان يربط سحب سلاحه بوضع الحكومة الإطار العام لإعادة الإعمار؛ لأنه في حاجة إلى استيعاب جمهوره للانعطاف نحو تأييده بحصرية السلاح ضمن استراتيجية أمن وطني للبنان، وهذا يلقى معارضة واشنطن التي تعطي الأولوية لحصريته، على أن يبقى الإعمار عالقاً إلى حين تطبيقها. ورأى أن إسرائيل تتوخى باستهدافها الضاحية تقطيع أوصالها عن الجزء الأكبر من لبنان، وقطع الأوكسجين الاقتصادي عن البلد الذي يرى مع حلول الصيف محطة لانتعاشهg اقتصادياً، وهذا ما يزعجها بإعادة إدراج اسم لبنان على لائحة الاهتمام الدولي واحتضانه عربياً ودولياً، وإن كان المطلوب منه أن يخطو خطوات ملموسة على طريق حصرية السلاح. وأكد أن واشنطن تُلزم إسرائيل بعدم استهداف مطار بيروت، وهي تضغط عليها لمنعها من تعطيله أسوة بما يحل حالياً بمطار بن غوريون، ولكنها تطلق يدها للعبث بأمن واستقرار البلد، وكأنها تريد أن تقايض إطلاق يدها بامتناعها عن استهداف إيران ما دامت مفاوضاتها مع الولايات المتحدة قائمة، وسط توقعات بأن الأجواء التي سادتها حتى الآن ليست سلبية. وسأل المصدر عما إذا كانت إسرائيل قد أعدت منذ الآن استقبالاً بالنار للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي يصل إلى بيروت مساء الاثنين، وعلى جدول أعماله اجتماعه الثلاثاء بالرئيسين بري وسلام، على أن تتوج محادثاته بلقاء الرئيس عون الأربعاء، بعد عودته من زيارته الرسمية لعَمَّان واجتماعه بالعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. ولاحظ المصدر أن تل أبيب لا ترتاح لزيارة لودريان، وهي تحمل على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انحيازه لوجهة نظر لبنان، باتهامها بعدم الالتزام باتفاق وقف النار، وإعاقتها تنفيذ المهمة الموكلة لـ"يونيفيل" في الجنوب. ولم يستبعد المصدر احتمال اجتماع لودريان بـ"حزب الله" لتشجيعه على إزالة العقبات أمام حصرية السلاح. مواضيع ذات صلة رئيس الحكومة نواف سلام يدين قصف الضاحية: ما يجري يشكل استهدافاً ممنهجاً ومتعمداً للبنان وأمنه واستقراره خصوصاً عشية الأعياد والموسم السياحي Lebanon 24 رئيس الحكومة نواف سلام يدين قصف الضاحية: ما يجري يشكل استهدافاً ممنهجاً ومتعمداً للبنان وأمنه واستقراره خصوصاً عشية الأعياد والموسم السياحي