واشنطن- في الوقت الذي لم يرد فيه البيت الأبيض، ولا وزارة الخارجية، على أسئلة الجزيرة نت بشأن حالات إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على حشود من الفلسطينيين قرب مراكز توزيع الغذاء، التي تديرها "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية، وإذا ما كانت إدارة الرئيس دونالد ترامب لا تزال تثق بهذه المؤسسة، برر وزير الخارجية، ماركو روبيو، استخدام بلاده حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي لوقف القتال في غزة بما يسمح بالإفراج عن الرهائن، وإدخال المساعدات.

وفي السياق ذاته، ذكرت دوروثي شيا، السفيرة المؤقتة للولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة أن "القرار المقترح إقرار بالعيوب الكارثية التي شابت الطريقة المعتمدة سابقا في توزيع المساعدات".

إدانة إسرائيل

خلال الأيام الثلاثة الماضية، وقعت سلسلة من الحوادث المميتة على الطريق إلى موقع توزيع المساعدات في غزة تديره مجموعة مثيرة للجدل تدعمها الولايات المتحدة وإسرائيل.

ووقعت الحوادث الثلاث على الطرق التي تقترب من أحد المواقع الجديدة في أقصى جنوب غرب غزة، التي تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة. حيث يتم تشغيل المنشأة من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية".

ووقع الحادث الأول في وقت مبكر من صباح يوم الأحد عندما قتل 31 فلسطينيا بنيران إسرائيلية، وقتل 3 أشخاص آخرون بإطلاق نار صباح يوم الاثنين، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر، وقتل 27 شخصا آخرون بنيران إسرائيلية بالقرب من الموقع ذاته صباح الثلاثاء.

إعلان

ونددت إسرائيل بما اعتبرته "تقارير كاذبة" بأن قواتها أطلقت النار على المدنيين على المواقع أو بالقرب منها. وقالت إن بعض الجنود أطلقوا طلقات تحذيرية يوم الأحد على بعد كيلومتر واحد، وإنهم فتحوا النار أيضا بعد التعرف على "عدة مشتبه بهم" يومي الاثنين والثلاثاء.

وأكد تحقيق لشبكة سي إن إن فتح الجيش الإسرائيلي النار على حشود من الفلسطينيين أثناء محاولتهم شق طريقهم إلى مراكز توزيع الغذاء. وعرضت الشبكة تقريرا في 6 دقائق تضمن مشاهد موثقة لإطلاق النار صباح الأحد الماضي، وسقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.

واستشهد التحقيق بأكثر من 12 من شهود عيان ممن تعرضوا لوابل من النيران وقع بشكل متقطع خلال الساعات الأولى من صباح الأحد. واستشهد التحقيق كذلك بما قالته "مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي تدير الموقع، من أن القوات الإسرائيلية كانت تعمل في المنطقة خلال الفترة نفسها.

وأظهرت مقاطع فيديو التحقيق إطلاق النار بالقرب من مدار تجمع فيه مئات الفلسطينيين على بعد حوالي 800 متر من موقع توزيع المساعدات العسكرية في منطقة تل السلطان برفح، وهو الطريق المخصص والمحدد مسبقا على طول الساحل بشارع الرشيد، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيل الذي ينطلق من قاعدة إسرائيلية قريبة من مركز التوزيع.

بعد استشهاد 31 فلسطينيا عند توجههم إلى مركز مساعدات تديره شركة أمريكية غربي رفح.. الأونروا: توزيع المساعدات في #غزة أصبح فخا مميتا pic.twitter.com/hPp0C5613y

— قناة الجزيرة (@AJArabic) June 1, 2025

مطالب دعم

واتهمت منظمات محايدة المؤسسة بأنها تهدف إلى تجاوز الأمم المتحدة، واعتبرت طريقة عملها غير عملية وغير أخلاقية.

وعلى النقيض، طالبت السفيرة الأميركية "الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بدعم مؤسسة غزة الإنسانية للمساعدة في تسليم المساعدات بشكل آمن وبدون أن تصل إلى حركة حماس". وكررت تعهدات المؤسسة القيام بتسليم المساعدات الإنسانية بشكل يتوافق مع مبادئ الإنسانية والحياد والاستقلالية وعدم الانحياز.

إعلان

وفي تبريرها لاستخدام حق الفيتو لمنع تمرير قرار بمجلس الأمن يطالب بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات لأهل غزة، ذكرت السفيرة الأميركية أن القرار المقترح إقرار بالعيوب الكارثية التي شابت الطريقة المعتمدة سابقا لتوزيع المساعدات، والتي أتاحت لحركة حماس إثراء نفسها على حساب الفلسطينيين، وفشلت في إيصال المياه والغذاء إلى من هم بأمس الحاجة إليها.

يذكر أن مشروع القرار طالب بوقف إطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم، وبالإفراج غير المشروط عن الرهائن، ويدعو إلى الرفع "الفوري وغير المشروط لكل القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وتوزيعها بشكل آمن ومن دون عوائق على نطاق واسع، بما في ذلك من قبل الأمم المتحدة".

مأساة لا مذبحة

وانبرت أصوات ومراكز بحثية معروفة بقربها من إسرائيل للدفاع عن مؤسسة غزة الإنسانية، بعد حوادث إطلاق النار على سكان القطاع ممن اتجهوا للحصول على الغذاء.

وقال الكاتب إيلي ليك في موقع فري برس "تريد حماس تخريب خطط إسرائيل لاستبعاد الجماعة الإرهابية عن أحد مصادر سيطرتها ونفوذها المتبقية في غزة: توزيع الغذاء والمساعدات".

ويرى أن "هذا جزء مهم من السياق مفقود من جميع قصص اليوم الأول تقريبا حول المذابح المزعومة. وقد يفسر ذلك أيضا لماذا استيقظ العالم صباح الثلاثاء على المزيد من التقارير عن إطلاق النار على الفلسطينيين وهم ينتظرون شحنات الطعام".

كما أضاف "تحاول إسرائيل توصيل الغذاء في وسط منطقة قتال. حتى الجيوش الأكثر احترافا ترتكب أخطاء. إذا كانت روايات إطلاق النار هذه دقيقة، فإن الإسرائيليين أطلقوا طلقات تحذيرية عندما اقتربت الحشود من الموقع قبل أن يصبح توزيع المساعدات جاهزا. هذه مأساة، لكنها ليست مذبحة".

في الوقت ذاته، نشرت مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات عدة تقارير تشير إلى أن من مصلحة حركة حماس إفشال آلية المساعدات الجديدة بكل الطرق الممكنة، ومنها الترهيب أو الإكراه أو العنف الصريح لثني الفلسطينيين عن الوصول إلى المساعدات في مواقع التوزيع المستقلة.

إعلان

وقالت إن مؤسسة غزة الإنسانية ترفض بشدة تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في مواقع التوزيع الآمن للمنظمة بعد أن زعمت شبكة سي إن إن والبي بي سي، وصحيفة نيويورك تايمز ووكالة أسوشيتد برس، وعدة وسائل إعلام أخرى، أن عشرات الفلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية بالقرب من مناطق توزيع المساعدات الإنسانية.

واعتبر جو تروزمان، الخبير بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، أن "الفشل المتكرر للجيش الإسرائيلي في الاستجابة بسرعة وفعالية للروايات الناشئة يخلق فراغا غالبا ما تملأه الجهات الفاعلة المعادية".

وأضاف أنه في كثير من الحالات، يسمح التأخير في نشر المعلومات التي تم التحقق منها أو الأدلة المرئية للادعاءات الكاذبة بالترسيخ وتشكيل الخطاب العالمي قبل توضيح الحقائق.

ويجزم "يجب إعطاء الأولوية للسرعة والوضوح والمصداقية إذا أرادت إسرائيل مواجهة استخدام التضليل كسلاح من قبل خصومها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج مؤسسة غزة الإنسانیة توزیع المساعدات الأمم المتحدة إطلاق النار النار على بالقرب من

إقرأ أيضاً:

نواب أميركيون يصفون الوضع في القطاع بالكارثي ويؤكدون فشل مؤسسة غزة الإنسانية

دعا نواب ديمقراطيون في مجلس الشيوخ الأميركي لاستئناف المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة "بحسن نية وبأسرع وقت"، وطالبوا بتوسيع نطاق المساعدات في القطاع.

وقاد هذا التحرك مجموعة من الديمقراطيين اليهود البارزين، منهم زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر والسيناتور آدم شيف، وذلك للضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة ومعالجة ما وصفوه بـ"الأزمة الإنسانية".

ووفقا لصحيفة ذا هيل الأميركية فقد حذر 40 نائبا ديمقراطيا في رسالة وجهوها إلى وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من أن الوضع في غزة "غير مستدام ويزداد سوءا يوما بعد يوم"، وأن "الجوع وسوء التغذية منتشران على نطاق واسع"، مما يؤدي إلى وفيات بسبب الجوع، خاصة بين الأطفال.

وأشار الموقعون على الرسالة إلى أن ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" قد "فشلت في معالجة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، وساهمت في ارتفاع غير مقبول في عدد القتلى المدنيين حول مواقع المنظمة".

وكانت مجلة إيكونوميست البريطانية قد ذكرت أن 800 فلسطيني في غزة قتلوا في يونيو/حزيران الماضي، أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، محذرة من أن تلقي المساعدات في غزة أصبح أمرا مميتا.

كما طالب أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون إدارة ترامب بالضغط من أجل "توسيع نطاق" المساعدات والخدمات الإنسانية في جميع أنحاء غزة، والاستعانة بـ"هيئات متعددة الأطراف ومنظمات غير حكومية ذات خبرة" لتوزيع المساعدات.

وأعربت الرسالة عن المعارضة الشديدة للتهجير القسري للفلسطينيين في القطاع، محذرة من أن ذلك "يتعارض مع القانون الإنساني الدولي".

وجددت المجموعة دعمها للدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة لتحقيق "الهدف طويل الأمد المتمثل في حل الدولتين المتفاوض عليه، حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون جنبا إلى جنب في سلام دائم وأمن وكرامة واعتراف متبادل".

إعلان

وأكدوا أيضا وجهة نظرهم بأن "إنهاء هذه الحرب بشكل دائم يتطلب أيضا إنهاء حكم حماس في غزة، وضمان عدم قدرة الحركة الفلسطينية على تشكيل تهديد عسكري خطير لإسرائيل".

مقالات مشابهة

  • شهداء ومصابون جراء عدوان الاحتلال على الفلسطينيين بمختلف أنحاء غزة
  • 93 نائبا ديمقراطيا يطالبون بتحقيق عاجل في عمل مؤسسة غزة الإنسانية
  • 93 نائبا ديمقراطيا يطالبون بتحقيق عاجل في عمل "مؤسسة غزة الإنسانية"
  • القاهرة تكثف اتصالاتها في واشنطن لدفع جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • مننظمات بغزة تدعو لمحاكمة "غزة الإنسانية" وملاحقتها قضائيًا
  • مشرّعون أميركيون يطلبون تحقيقا بشأن عمل مؤسسة غزة الإنسانية
  • قُرب إطلاق منصة وطنية لتنظيم توزيع المساعدات في قطاع غزة
  • شهداء بنيران الاحتلال قرب 3 مراكز مساعدات في غزة
  • نواب أميركيون يصفون الوضع في القطاع بالكارثي ويؤكدون فشل مؤسسة غزة الإنسانية
  • ارتفاع شهداء المساعدات بأكثر من 8 أضعاف خلال شهر مع بدء عمل “مؤسسة غزة الإنسانية”