موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات بتعطيل عملية لتبادل الأسرى
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
كييف "أ.ف.ب": تبادلت روسيا وأوكرانيا اليوم الاتهامات بتعطيل عملية تبادل أسرى من المقرر إجراؤها نهاية هذا الأسبوع، عقب ضربات روسية واسعة النطاق طالت خصوصا خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية.
وقال كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي على منصات التواصل الاجتماعي "أرجأ الجانب الأوكراني بشكل غير متوقع ولفترة غير محددة، تسلّم الجثث وتبادل أسرى الحرب".
لكن الهيئة الأوكرانية لتنسيق معاملة أسرى الحرب قالت في بيان إنه لم يكن هناك موعد محدد لإعادة الجثث وإن روسيا لا تلتزم المعايير المتفق عليها لتبادل أسرى الحرب.
وكانت عملية التبادل هذه التي كانت مقررة نهاية هذا الأسبوع بحسب موسكو وكييف، النتيجة الملموسة الوحيدة للمحادثات الروسية-الأوكرانية المباشرة التي جرت في تركيا الاثنين.
وبموجبها، يتبادل الجانبان 500 أسير حرب لكل منهما، بعدما سبق أن تبادلا ألف أسير من كل جانب في مايو. كذلك اتفقت كييف وموسكو على تبادل جثث آلاف العسكريين.
وعقب مفاوضات اسطنبول، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن عملية التبادل ستجري نهاية هذا الأسبوع، في حين قالت روسيا إنها مستعدة لإجرائها السبت أو الأحد أو الاثنين.
وأكّدت موسكو اليوم أنها أرسلت لأوكرانيا لائحة قالت الأخيرة إنها "لا تتوافق" مع شروط الاتفاق.
وفي ما يتعلق بجثث الجنود، دعا المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي كييف إلى "استعادة جثث 6000 جندي أوكراني"، من بينها "1212 موجودة في موقع التبادل". وردّت أوكرانيا بأنه "لم يُحدد أي موعد بعد".
استهداف خاركيف
وتأتي تلك الاتهامات بعد ضربات روسية واسعة النطاق ليل الجمعة السبت في أوكرانيا، بعدما تعهدت موسكو الرد على تدمير جزء من أسطولها الجوي القتالي.
وأطلقت روسيا وابلا من الصواريخ والطائرات المسيّرة على مناطق أوكرانية عدة في وقت مبكر السبت، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل.
وتواصل موسكو تعزيز تقدمها على خط الجبهة، تزامنا مع محادثات سلام في اسطنبول فشلت في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب التي بدأت مع الحرب الروسية الأوكرانية في مطلع العام 2022.
وحضّ وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا حلفاء بلاده الغربيين على تحميل روسيا تبعات رفضها الهدنة.
وقال "لوضع حد للقتل والتدمير الروسيين، المطلوب فرض مزيد من الضغط على موسكو، كما مزيد من الخطوات لتقوية أوكرانيا".
وأفادت القوات الجوية الأوكرانية بأن روسيا أطلقت ليل الجمعة السبت 206 طائرات مسيّرة وتسعة صواريخ، مشيرة الى أن "الهجوم الجوي تمّ التصدي له من قبل سلاح الطيران، وقوات الدفاع الجوي الصاروخي، الحرب الالكترونية والأنظمة المسيّرة" وغيرها من الوسائل.
وطالت الهجمات الروسية فجر اليوم خصوصا خاركيف (شمال شرق) ثاني كبرى مدن أوكرانيا، وخيرسون (جنوب).
وأفاد رئيس بلدية خاركيف إيغور تيريخوف بأن روسيا أطلقت 48 طائرة مسيّرة وصاروخين وأربع قنابل موجهة قبيل فجر السبت، مشيرا الى أن حجم الهجوم كان غير مسبوق منذ بدء الحرب.
وكتب على تلغرام "تشهد خاركيف حاليا أقوى هجوم منذ بداية الحرب الشاملة".
وأفاد تيريخوف بأن القصف أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 17، متحدثا عن دوي "ما لا يقل عن 40 انفجارا في المدينة" خلال ساعة ونصف ساعة. وأوضح حاكم خاركيف أوليغ سينيبوغوف أن بين الجرحى طفلين.
وكان ما لا يقل عن 18 شخصا بينهم أربعة أطفال، أصيبوا في ضربات على خاركيف في شمال شرق أوكرانيا، تسببت باشتعال النيران في مبنى سكني.
وفي مدينة خيرسون (جنوب)، قتل شخصان في ضربة استهدفت مبنى، بحسب ما أفاد حاكم المنطقة أولكسندر بروكودين.
وفي منطقة دنيبرو بوسط أوكرانيا، أفاد الحاكم الاقليمي سيرغي ليساك بإصابة امرأتين في الخامسة والأربعين والثامنة والثمانين بجروح، مشيرا الى أن القوات العسكرية اعترضت 27 طائرة مسيّرة وصاروخين أطلقتها روسيا ليلا.
وفي لوتسك (غرب) قرب الحدود مع بولندا، عثر عناصر الانقاذ اليوم على جثة ضحية ثانية قضت في قصف تعرضت له المدينة الجمعة. وأشارت السلطات الى أن القتيلة شابة في العشرينات.
وبذلك، ارتفعت حصيلة الضربات التي شنّتها روسيا على مناطق أوكرانية عدة ليل الخميس الجمعة، الى خمسة قتلى.
ضربات أوكرانية
من جهتها، أفادت وزارة الدفاع الروسية اليوم بأنها أسقطت 36 طائرة مسيّرة أطلقتها كييف نحو مناطق عدة.
وأكدت موسكو الجمعة أن النزاع "قضية وجودية" بالنسبة إليها، بعدما شنّت هجوما ضخما خلال الليل، أدرجته في إطار "الرد" على هجمات كييف الأخيرة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين الجمعة "بالنسبة إلينا إنها قضية وجودية، قضية تتعلق بمصلحتنا الوطنية وأمننا ومستقبلنا ومستقبل أطفالنا وبلدنا".
وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرد على هجوم أوكراني بطائرات مسيرة دمّر قاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية، في هجوم على قواعد جوية تبعد مئات الكيلومترات من الحدود.
كذلك، اتهمت موسكو كييف الثلاثاء بالوقوف وراء تفجيرات طالت جسورا في مناطق محاذية للحدود في نهاية الأسبوع الفائت وتسببت بخروج قطار ركاب وقطار شحن وقطار مراقبة عن السكة، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، معتبرة أن هدفها تقويض مباحثات السلام بين البلدين.
وتسعى أوكرانيا إلى التوصل لهدنة فورية وغير مشروطة لمدة 30 يوما، وقدمت آخر مقترحاتها إلى موسكو خلال محادثات السلام في إسطنبول الاثنين.
لكن روسيا رفضت مرارا الدعوات إلى وقف إطلاق النار. ومنذ بدء الحرب، قُتل عشرات الآلاف من الأشخاص ودُمرت مساحات شاسعة من شرق وجنوب أوكرانيا وأُجبر الملايين على النزوح.
ويشي تصعيد المعارك بابتعاد احتمالات التهدئة بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب، رغم دعوات أوكرانيا والغرب إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضغوط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجراء مفاوضات وإنهاء الحرب.
وباتت روسيا تسيطر على حوالى 20% من أراضي أوكرانيا، من بينها شبه جزيرة القرم التي ضمتها في العام 2014.
وعلى الصعيد الدبلوماسي، اقترح الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي يقوم بزيارة لفرنسا، اليوم أن تقود الأمم المتحدة مجموعة من الدول "غير المنخرطة في الحرب" لمحاولة التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الى أن
إقرأ أيضاً:
تقارير استخباراتية تتحدث عن استبدال «زيلينسكي».. موسكو تسيطر على بلدات جديدة في أوكرانيا
البلاد (موسكو)
شهدت الحرب الروسية الأوكرانية تصعيداً جديداً خلال الساعات الماضية، مع استمرار الهجمات الروسية المكثفة على مواقع الجيش الأوكراني، تزامناً مع تحركات سياسية تثير الجدل في كييف بشأن مستقبل القيادة.
وأعلنت القوات البرية الأوكرانية، أمس (الأربعاء)، أن هجوماً صاروخياً روسياً استهدف وحدة تدريب تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود وإصابة 18 آخرين، في أحدث الهجمات التي تطال منشآت التدريب العسكرية.
وأوضحت القوات الأوكرانية في بيان على منصة”تليغرام”، أن الهجوم وقع على أراضي إحدى وحدات التدريب، دون أن تحدد موقع الضربة بدقة، إلا أن مصادر عسكرية ومدونين أشاروا إلى أن الهجوم وقع على الأرجح في منطقة تشيرنيهيف القريبة من الحدود الشمالية.
وأكد البيان أن تحقيقاً فُتح في الحادث، مضيفاً أنه في حال ثبوت مسؤولية أي جهات عن تقصير أمني أو إداري أدى إلى وقوع الخسائر، فستتم محاسبتها.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استخدمت صواريخ”إسكندر” لضرب معسكر تدريب تابع للجيش الأوكراني في منطقة تشيرنيهيف، مشيرة إلى أن الضربة جاءت ضمن سلسلة من العمليات العسكرية المستمرة ضد البنية التحتية العسكرية الأوكرانية.
في جانب ميداني آخر، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها حققت تقدماً جديداً على الأرض، معلنة سيطرة قواتها على بلدتين استراتيجيتين في دونيتسك وزابوريجيا.
وأوضح بيان الوزارة أن قوات مجموعة “الوسط” سيطرت على بلدة نوفوأكراينكا في مقاطعة دونيتسك، فيما نجحت قوات مجموعة “الشرق” في السيطرة على بلدة تيميروفكا في مقاطعة زابوريجيا، مشيرة إلى أن هذه الإنجازات تأتي في إطار عمليات متواصلة لتحسين المواقع القتالية وكبدت القوات الأوكرانية خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات.
وفي تطور سياسي لافت، أثارت تقارير استخباراتية روسية جدلاً واسعاً، حيث تحدثت عن مناقشات تجري بين مسؤولين غربيين وأوكرانيين حول إمكانية استبدال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالقائد العسكري السابق والسفير الحالي في لندن فاليري زالوجني.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، إن المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى نية الغرب استبدال زيلينسكي “لا تحتاج إلى تأكيدات إضافية”، مضيفاً أن”هذه المعلومات تتحدث عن نفسها”.
ووفقاً لوكالة الاستخبارات الروسية، فإن مسؤولين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ناقشوا، بحضور مسؤولين كبار من كييف، فكرة نقل السلطة إلى زالوجني، في محاولة لإعادة تشكيل العلاقات بين كييف والغرب.