8 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: ووثّقت منظمات إنسانية دولية مشاهد متكررة لأطفال لم تتجاوز أعمارهم عشر سنوات وهم يحملون أدوات العمل في شوارع الموصل والرمادي وكركوك، يطرقون أبواب الورش والأسواق بدل مقاعد الدراسة، بعد أن باتت عائلاتهم ضحية لنزاعات طويلة وأزمات اقتصادية متلاحقة أجبرتها على الزجّ بأطفالها في سوق العمل.

واستند تقرير لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)  إلى بيانات ميدانية جمعت بين تشرين الأول 2024 وآذار 2025، وأظهر أن 52% من أطفال العوائل النازحة والعائدة في محافظات نينوى والأنبار وكركوك يزاولون أعمالاً يومية أو موسمية، فيما يُحرم نحو 35% من التعليم المنتظم أو يُجبرون على الانقطاع التام عنه.

وارتفعت نسب انخراط الأطفال في مهن تتراوح بين أعمال البناء، وبيع السلع في الأسواق، والتسول، وجمع الخردة، في ظل غياب شبه تام لهياكل الحماية الاجتماعية، حيث أشارت نتائج التقرير إلى أن 85% من المناطق التي شملها التقييم تحتوي على أطفال عاملين، دون توافر مراكز رعاية رسمية للأطفال غير المصحوبين أو المفصولين عن ذويهم.

وسلّط التقرير الضوء على حجم الأزمة المتفاقمة، حيث أظهرت النتائج أن 80% من الأطفال المنخرطين في العمل يتقاضون أجوراً يومية، ويعمل 43% منهم في البناء، و41% في محال صغيرة، فيما تُسجَّل أعلى نسبة انخراط للفتيات في أعمال منزلية أو التسرّب من التعليم للزواج المبكر، الذي رُصد بنسبة 54% بين العوائق المانعة للالتحاق بالمدارس.

واستعادت منظمات محلية مشهدًا مماثلًا حدث في العراق قبل سنوات، حين كشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في عام 2017 عن وجود ما لا يقل عن 150 ألف طفل عامل، أغلبهم في مناطق نزوح داخلي أو متأثرة بالحرب ضد داعش، ما يسلّط الضوء على نمطٍ تكراري يؤكد هشاشة السياسات الوقائية في التعامل مع فئة الطفولة.

وأظهرت إفادات الأسر المشاركة في الاستطلاع أن افتقار الأطفال للوثائق الرسمية، ونقص المعلمات في المدارس، إضافة إلى الأعراف الاجتماعية المقيدة، تزيد من فجوة التعليم، خاصة لدى الفتيات في المناطق الريفية. وبلغت نسبة العوائل التي تعزو ذلك إلى غياب الأمن أو الخوف من العنف الطائفي والمنزلي ما يزيد عن 40% خلال الستة أشهر الماضية.

وتعمّقت الأزمة مع ضعف الخدمات الحكومية ومنظومات الحماية المحلية، إذ عبّرت لجنة الإنقاذ الدولية عن قلقها من أن الاعتماد المتزايد على عمالة الأطفال والزواج المبكر بات يشكّل آلية سلبية للتكيّف مع الضغوط الاقتصادية، ما يهدّد بخلق جيل جديد محروم من أبسط حقوقه في التعليم والرعاية.

وأكّدت اللجنة استمرارها في تقديم الدعم القانوني والتوعية رغم محدودية تغطية هذه الخدمات، فيما دعت إلى شراكة أوسع مع الجهات العراقية والدولية لتعزيز برامج الحماية، وضمان وصول أوسع إلى المناطق النائية المتضررة من النزاع.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

ورشة عمل في صنعاء حول مخرجات التعليم ومجالات العمل الصيدلاني

الثورة نت /..

عقدت اليوم في صنعاء، ورشة عمل حول مخرجات التعليم ومجالات العمل الصيدلاني، نظمتها نقابة الصيادلة اليمنيين تزامنا مع اليوم الوطني للصيادلة.

وفي الورشة التي حضرها أمين عام المجلس الطبي الدكتور عبد الرحمن الحمادي، أكد أمين نقابة الصيادلة اليمنيين الدكتور أسامة المقحفي، أهمية الورشة في تسليط الضوء على مساهمات الصيادلة في تحسين الصحة العامة من خلال توفير الأدوية والمشورة الصحية وتقدير الدور الحيوي الذي يقومون به في نظام الرعاية الصحية.

وتطرق إلى دور الصيادلة في تعزيز الرعاية والعناية الصحية بالمريض، وتقديم الاستشارات الدوائية بشكل سليم.. مشيرا إلى تزامن الورشة مع اليوم الوطني للصيادلة الذي تخرجت فيه أول دفعة من الصيادلة من جامعة صنعاء.

وأعلن الدكتور المقحفي، عن بدء عمل صندوق التكافل الاجتماعي للصيادلة اليمنيين الذي يعد نشاطا تكافليا تعاونيا بين جميع أعضاء النقابة المنتسبين للصندوق.

وناقشت الورشة بمشاركة عدد من الأكاديميين والصيادلة وممثلي شركات الأدوية، ثلاثة أوراق عمل تناولت الأولى التي قدمها نائب عميد كلية الصيدلة لشئون الطلاب الدكتور يحيى الدخين، مخرجات التعليم الصيدلاني.

فيما استعرضت الثانية التي قدمها عميد كلية الصيدلة السريرية بجامعة 21 سبتمبر الدكتور علي اليحوي، فرص العمل المتاحة للصيادلة، وتطرقت الثالثة التي قدمها أستاذ الصيدلة بجامعة صنعاء الدكتور محمود البريهي إلى دور الصيدلاني في تحسين جودة الرعاية الصحية.

وأكدت مخرجات الورشة ضرورة الاهتمام بتطبيق المعايير في الجامعات وكليات الصيدلة لضمان تحقيق التوازن بين الطاقة الاستيعابية واحتياجات سوق العمل.

وأشارت إلى ضرورة الالتزام بالتدريب الصيدلاني في جميع برامج الصيدلة والصيدلة السريرية، واتاحة الفرصة لمخرجات الصيدلة للعمل في المؤسسات الحكومية والخاصة بناء على التخصص والاحتياج لخدمة المجتمع.

وشددت على ربط المخرجات مع الاستراتيجيات الوطنية لإنشاء مصانع الأدوية والمشاريع الصيدلانية التي تسعى إلى تحقيق الأمن الدوائي.

كما أكد المشاركون على أهمية الشراكة بين المؤسسات التعليمية والأكاديمية ومصانع الأدوية المستشفيات والصيدليات، والعمل على صيدلة الوظائف في المؤسسات الصيدلانية ومصانع وشركات الأدوية، وتعزيز العمل مع فريق الرعاية الصحية لخدمة المرضى وتحسين الرعاية الصحية للمجتمع والالتزام بأخلاقيات ممارسة مهنة الصيدلة.

تخللت الورشة تكريم أوائل الطلاب بكلية الصيدلة بجامعة صنعاء من الدفعة الثانية وحتى العاشرة.

مقالات مشابهة

  • الماء مقابل التجارة والنفط.. العراق يفاوض في العطش وتركيا تصمت بحسابات السدود والنفوذ
  • ورشة عمل في صنعاء حول مخرجات التعليم ومجالات العمل الصيدلاني
  • قائمة السفراء: دبلوماسية العراق تختزل بعائلات السلطة
  • تنفس السُمّ في صمت.. بغداد في قبضة الكبريت
  • المرأة الأردنية والتحديث الاقتصادي … الاستثمار في التعليم لا يكتمل إلا بالإدماج في سوق العمل
  • التعليم تلزم معلمات رياض الأطفال بشهادات الإسعافات الأولية والإنعاش
  • العراق والمخدرات: قراءة في منظومة الحرب الناعمة على المخدرات
  • من التعليم إلى العمل | كيف يُحقق قانون حقوق ذوي الإعاقة المساواة الكاملة؟
  • القضاء يكتب السطر الأخير في فوضى خور عبد الله.. ما هو قانوني وما هو مزايدة
  • الاتحاد الأوروبي يقدم مساعدة للعراق بمبلغ(1.1) مليون يورو لمعالجة أزمة المياه