قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، إنّ: "غزة أصبحت أسوأ من الجحيم على الأرض، وإنّ الإنسانية قد أخفقت، بينما يشاهد العالم أهوال الحرب في القطاع".

وأكّدت سبولياريتش، في حديثها إلى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في مقر اللجنة بجنيف، بالقول: "مستوى الدمار، مستوى المعاناة، والأهم من ذلك، حقيقة أننا نشهد شعبا يُجرّد بالكامل من كرامته الإنسانية، يجب أن يصدم ذلك ضميرنا الجماعي".



وفي غرفة قريبة من واجهة عرضت عليها ثلاث جوائز نوبل للسلام حصلت عليها اللجنة، شدّدت سبولياريتش، على ضرورة أن تبذل الدول المزيد من أجل إنهاء الحرب، ووقف معاناة الفلسطينيين، وضمان إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.

وكانت سبولياريتش قد وصفت خلال تصريحاتها في نيسان/ أبريل غزة بكونها: "جحيم على الأرض"، فيما قالت خلال التصريح الحديث: "لقد أصبح الأمر أسوأ، لا يمكننا الاستمرار في مشاهدة ما يحدث، إنه يتجاوز أي معيار قانوني أو أخلاقي أو إنساني مقبول".

 واسترسلت: "لكل دولة حق في الدفاع عن نفسها، ولكل أم الحق في أن ترى أطفالها يعودون إليها، ولا يوجد أي مبرر لأخذ الأسرى، ولا يوجد أي مبرر لحرمان الأطفال من الغذاء أو الرعاية الصحية أو الأمان"، مشيرة إلى أن "هناك قواعد تحكم الأعمال القتالية، وعلى كل طرف في أي نزاع احترامها".


"لا يوجد أي مبرر لانتهاك أو تفريغ اتفاقيات جنيف من مضمونها، ولا يُسمح لأي طرف بخرق القواعد مهما كانت الظروف، وهذا أمر مهم، لأن القواعد نفسها تنطبق على كل إنسان بحسب اتفاقيات جنيف، الطفل في غزة يتمتع بالحماية ذاتها التي يتمتع بها الطفل في إسرائيل" أردفت سبولياريتش.

وأضافت: "نحن نشهد أمورا ستجعل العالم مكانا أكثر بؤسا، ليس فقط في هذه المنطقة، بل في كل مكان، لأننا نُفرغ القواعد التي تحمي الحقوق الأساسية لكل إنسان من معناها".

وحذرت سبولياريتش من مستقبل مظلم للمنطقة في حال عدم التوصّل إلى وقف لإطلاق النار، مؤكدة أن "هذا أمر مصيري للحفاظ على طريق نحو السلام في المنطقة، إذا دمرنا هذا الطريق إلى الأبد، فلن تجد المنطقة أبدا الأمن والاستقرار؛ ولكن يمكننا إيقاف ذلك الآن، لم يفت الأوان بعد".

ودعت سبولياريتش قادة الدول للتحرك، قائلة: "أنا أناشدهم أن يفعلوا شيئا، أن يفعلوا المزيد، وأن يستخدموا كل ما في وسعهم، لأن ما يحدث سيرتد إليهم وسيطاردهم وسيصل إلى أبوابهم".

وعلى غرار الأمم المتحدة، لا تشارك اللجنة الدولية في العملية الجديدة لتوزيع المساعدات، إذ تقول إن أبرز عيوب هذه العملية هو اجبار عشرات الآلاف من المدنيين الجائعين على المرور داخل منطقة حرب نشطة. مؤكّدة: "لا يوجد أي مبرر لتغيير وكسر شيء يعمل، واستبداله بشيء لا يبدو أنه يعمل".

وأكدت سبولياريتش أنه "لا يوجد مكان آمن في غزة، لا للمدنيين، ولا للأسرى. هذه حقيقة، حتى مستشفانا ليس آمنا، لا أتذكر حالة مشابهة رأينا فيها أنفسنا نعمل في وسط العمليات العسكرية".

وتابعت سبولياريتش أنه "لا يوجد لدينا أمن حتى لموظفينا، إنهم يعملون 20 ساعة في اليوم، يرهقون أنفسهم، ولكن الوضع يفوق قدرة البشر"، فيما قالت اللجنة إن فرقها الجراحية في رفح قد استقبلت خلال ساعات قليلة فقط، 184 مصابا، بينهم 19 توفوا لحظة وصولهم، و8 آخرون توفوا متأثرين بجراحهم لاحقا.


وخلال الأيام القليلة الماضية، كان الفريق الجراحي في مستشفى الصليب الأحمر في رفح، قد تعرّض إلى حالة ممّا وصف بـ"الإنهاك الشديد" مرتين على الأقل نتيجة تدفق المصابين أثناء توزيع الغذاء.

تجدر الإشارة إلى أنّ الصليب الأحمر الدولي، هو: منظمة إنسانية عالمية تعمل منذ ما يزيد عن 150 عاما على تخفيف المعاناة خلال الحروب، كما أنها الجهة الراعية لاتفاقيات جنيف، وهي مجموعة من القوانين الإنسانية الدولية التي تهدف إلى حماية المدنيين وغير المقاتلين.

وأحدث نسخة من تلك الاتفاقيات، هي اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، التي تم تبنيها بعد الحرب العالمية الثانية بهدف منع تكرار المجازر بحق المدنيين.

إلى ذلك، تعدّ اللجنة الدولية للصليب الأحمر من المصادر الموثوقة للمعلومات بخصوص ما يحدث في غزة، خصوصاً مع منع دولة الاحتلال الإسرائيلي لوسائل الإعلام الدولية، بما فيها هيئة "بي بي سي"، من إرسال صحفيين إلى القطاع المحاصر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات ميريانا سبولياريتش غزة اتفاقيات جنيف الصليب الأحمر غزة الصليب الأحمر اتفاقيات جنيف ميريانا سبولياريتش المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لا یوجد أی مبرر

إقرأ أيضاً:

اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني تدين قرار "الكنيست" بفرض السيادة على الضفة الغربية

أدانت اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني بشدة مصادقة « الكنيست » الإسرائيلي على مقترح يقضي بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، معتبرة ذلك خطوة تصعيدية تمعن في سياسة الاحتلال القائمة على فرض الأمر الواقع بالقوة، وتمثل خرقًا صارخًا للشرعية الدولية وتهديدًا مباشرًا لفرص السلام والاستقرار في المنطقة.

وأكدت اللجنة في بيان لها أن هذا القرار يعكس الطموحات التوسعية للاحتلال الإسرائيلي، ويأتي في سياق متصل من ممارسات الطغيان والعنجهية، التي تضرب عرض الحائط بجميع المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، في ظل استمرار جرائم التطهير العرقي، والتهجير القسري، والحصار والتجويع.

ورأت اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني أن قرار « الكنيست » الإسرائيلي يأتي في سياق محاولات منهجية لتكريس واقع الاحتلال غير الشرعي، عبر قوانين ومشاريع تهدف إلى شرعنة ضم الأراضي الفلسطينية وطمس هوية الشعب الفلسطيني. ووصفت الخطوة بأنها تصعيد خطير يمثّل تحديًا مباشرًا لقرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2334، الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

وأشارت اللجنة إلى أن فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية يشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف، التي تُحرّم على القوة القائمة بالاحتلال اتخاذ أي إجراءات تغير الوضع القانوني للأراضي المحتلة أو تمسّ بحقوق السكان الأصليين. ولفتت إلى أن هذه الممارسات لا يمكن وصفها إلا بأنها سياسة فصل عنصري ممنهجة ترتقي إلى جرائم ضد الإنسانية وفقًا لنظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وأكدت اللجنة على ضرورة تحرك الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لتفعيل أدوات الضغط السياسي والدبلوماسي والاقتصادي على دولة الاحتلال، بما في ذلك فرض العقوبات، ودعم التوجه الفلسطيني في المحافل الدولية لمساءلة الاحتلال عن جرائمه.

كما شددت اللجنة على أهمية توحيد الجهود الشعبية والرسمية لدعم نضال الشعب الفلسطيني، والتصدي لمحاولات تصفية قضيته العادلة، داعية إلى دعم مبادرات المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) كوسيلة سلمية لمواجهة سياسات الاحتلال.

وتُعد اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني إطارًا دوليًا للنضال التضامني، أُسّست في إطار منظمة تضامن الشعوب الإفريقية الآسيوية، وتضم شخصيات ومؤسسات من قارات إفريقيا وآسيا وأوروبا. وتتخذ اللجنة من الرباط مقرًا دائمًا لها، وتضطلع بدور محوري في تعبئة الرأي العام الدولي لدعم القضية الفلسطينية، وفضح جرائم الاحتلال، من خلال تنظيم المؤتمرات وإصدار البيانات والتقارير ومواكبة تطورات القضية في الأوساط السياسية والإعلامية الدولية.

 

كلمات دلالية اللجنة الدولية دعم الشعب الفلسطيني فلسطين

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني بغزة يدعو الصليب الأحمر للإستجابة لنداءات المصابين في مناطق التوغل
  • «الصليب الأحمر» يدعو إلى تحرك دولي عاجل لوقف المعاناة المتفاقمة
  • الصليب الأحمر يدعو إلى التحرك العاجل لوقف المعاناة المتفاقمة في غزة
  • الصليب الأحمر يدعو إلى التحرك العاجل لوقف المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة
  • رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: ما يجري في غزة تجاوز كل الحدود المقبولة قانونيا وأخلاقيا
  • الصليب الأحمر يدعو لتحرك عاجل لوقف المعاناة المتفاقمة بغزة
  • الصليب الأحمر: مأساة غزة تجاوزت كل الخطوط القانونية والأخلاقية
  • رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: لا أعذار لما يحدث في غزة وعلى الدول التحرك فورًا لإنهاء المعاناة
  • اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني تدين قرار "الكنيست" بفرض السيادة على الضفة الغربية
  • فرعية اللجان تابعت درس اقتراح قانون تنظيم الصليب الأحمر اللبناني وعدلت بعض مواده