عربي21:
2025-06-08@17:00:03 GMT

المقاومة البحرية.. قصص كسر الحصار البحري عن غزة

تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT

قبل سنوات أتيحت لي مهمة صحفية رافقت خلالها سفينة العودة التي انطلقت من النرويج مرورا بالسويد وألمانيا وهولندا في طريقها إلى غزة، في محاولة لكسر الحصار على القطاع. المهمة كانت تقتضي قضاء ليلة واحدة في السفينة وإجراء مقابلات مع من كانوا على متنها. كانت تبدو مهمة سهلة يسيرة خاصة وأن الإبحار كان يتم في تلك الأثناء في المياه الإقليمية الأوروبية، لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة مطلقا، وكما يُتوقع أن يكون الأمر مع قارب مادلين لكسر الحصار الذي يبحر نحو غزة حاليا في مياه البحر الأبيض المتوسط.



يظن كثيرون أن السفر البحري عبر قوارب كسر الحصار على غزة لا تكتنفه أخطار سوى المخاطر الأمنية والسياسية، وفي الحقيقة أن الأخطار تحيط بهذه القوارب من كل جانب. فعلى الصعيد الشخصي لم أكن أدري أنني مصاب بدوار البحر، وهي حالة تصيب كثير من الناس خاصة عندما يكونون على متن قارب صغير تهزه الأمواج بشدة. وقد أنقذني المرافقون ببعض الأدوية مع شرب كثير من الماء والاستلقاء. ليس هذا وفقط، بل على كل من يركب هذه القوارب أن يمارس مهامه اليومية وهو يكافح السقوط أو الارتطام بالجدران والحواجز الحديدية داخل السفينة بسبب الاهتزاز المتواصل. وهذا لا يتم على مدار ساعات وإنما لأيام وليال طويلة على راكبي مثل هذه السفن والقوارب أن يتعايشوا مع هذا النمط من الحياة.

كان النشطاء الذين قابلتهم من عدة جنسيات أوروبية يدركون هذه المشاق، ومع ذلك قرروا المضي قدما في هذه الرحلة المتعبة في محاولة لنصرة أهالي غزة المحاصرين. ولم يكن وقتها هذا هو القارب الأول ولم يكن الأخير. والخروج في مثل هذه الرحلات يحتاج إلى إعداد واستعداد مسبق يشتمل أيضا على التدريب القانوني على التعامل مع المحققين الإسرائيليين في حال تعرضوا للاعتقال، وهو الاحتمال الأكبر لمصير هؤلاء الذين قرروا خوض غمار هذه التجربة.

لم يكن من جمهور لأخبار هذا القارب سوى أهالي غزة أنفسهم لكفى، فيكفي أن يعرفوا أن هناك سياسيين وصحفيين ونشطاء من دول مختلفة في العالم قرروا خوض هذه المغامرة الشاقة من أجلهم وأنهم ليسوا وحدهم بالفعل وليس بالقول وحده
قصة هذه القوارب تعود إلى خمسة عشر عاما إلى الوراء، وتحديدا إلى عام 2010 عند تأسيس تحالف أسطول الحرية لتدشين حركة مقاومة بحرية تهدف لمهمة إنسانية وهي كسر الحصار عن قطاع غزة. وقد منعت إسرائيل كثيرا من السفن من الوصول إلى قطاع غزة واعتقلت آخرين على متنها، لكنها لم تستطع منع هذا التدفق البحري المستمر منذ ذلك الحين وحتى الآن. وكان آخرها قارب مادلين الذي يقترب أثناء كتابة هذه المقال من المياه الإقليمية المصرية، ولم يبق سوى القليل ليصل إلى شواطئ غزة. واستطعت عن طريق رابط التتبع الموجود على بعض المواقع الإخبارية أن أحدد موقعه بدقة أمام سواحل مدينتي الإسكندرية ورشيد المصريتين على ساحل البحر المتوسط.

لم يحظ قارب مادلين بنفس الزخم الإعلامي الذي حظيت به قوارب أخرى قبل عملية طوفان الأقصى عام 2023، فحصيلة الشهداء والدمار في غزة تفوق الوصف وتغطي على ما دونها من أخبار، هذا فضلا عن أخبار المفاوضات المتعثرة التي خيّمت على وسائل الإعلام. ومع ذلك، لو لم يكن من جمهور لأخبار هذا القارب سوى أهالي غزة أنفسهم لكفى، فيكفي أن يعرفوا أن هناك سياسيين وصحفيين ونشطاء من دول مختلفة في العالم قرروا خوض هذه المغامرة الشاقة من أجلهم وأنهم ليسوا وحدهم بالفعل وليس بالقول وحده.

لقد أبدع هؤلاء النشطاء على مدار أكثر من عقد ونصف العقد من الزمان؛ في صك تجربة فريدة في المقاومة البحرية لشق ممر إنساني لإيصال المساعدات الإنساني لأناس محاصرين محرومين من مقومات الحياة الأساسية.

x.com/HanyBeshr

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء غزة الحصار مادلين قوارب كسر الحصار غزة حصار كسر الحصار قوارب مادلين قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة صحافة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة لم یکن

إقرأ أيضاً:

البحرية الأوكرانية: الجيش الروسي بصدد شن هجوم جوي على أراضينا

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن البحرية الأوكرانية، قالت إن الجيش الروسي بصدد شن هجوم جوي على الأراضي الأوكرانية، وأنه تم رصد 3 حاملات صواريخ بإجمالي 24 صاروخا من طرازي كروز وكاليبر في البحر الأسود.

روسيا تعلن إسقاط مسيرة أوكرانية استهدفت موسكوألمانيا تكشف تفاصيل جديدة عن عملية «شبكة العنكبوت» الأوكرانية ضد روسياتذكرت والدي قبل التنفيذ.. تريزيجيه يكشف كواليس ركلة جزاء التأهل لمونديال روسياروسيا تحذّر من ضرب المنشآت النووية الإيرانية: عواقب لا رجعة فيها

وأعلنت السلطات الروسية في ساعة مبكرة من صباح اليوم، الأحد، أن هجومًا أوكرانيًا بطائرة مُسيّرة استهدف موسكو أدى إلى إغلاق مطارين رئيسيين يخدمان العاصمة.

وصرح عمدة المدينة، سيرجي سوبيانين، عبر تطبيق تيليجرام للمراسلة، بأن وحدات الدفاع الجوي الروسية دمرت تسع طائرات مُسيّرة أوكرانية متجهة إلى موسكو بحلول الساعة 04:00 بتوقيت جرينتش.

وأضاف سوبيانين أن خدمات الطوارئ أُرسلت إلى مواقع سقوط حطام الطائرات المُسيّرة في الهجوم الليلي، ولم يُبلغ عن أي أضرار فورية.

كما تسبب هجوم أوكراني بطائرة مسيرة في اندلاع حريق قصير  في مصنع أزوت للكيماويات في منطقة تولا، ما أدى إلى إصابة شخصين، وتدمير سبع طائرات مسيرة فوق منطقة كالوجا، وفقًا لما ذكره حكام المناطق.

وتحد المنطقتان منطقة موسكو جنوب العاصمة.

وأعلنت هيئة الطيران المدني الروسية "روسافياتسيا" عبر تيليجرام أنها أوقفت الرحلات الجوية في مطاري فنوكوفو ودوموديدوفو لضمان السلامة الجوية.

وقد كثفت روسيا وأوكرانيا هجماتهما في الأسابيع الأخيرة، بينما عادت الدولتان إلى محادثات السلام لأول مرة منذ الأيام الأولى للحرب التي شنتها روسيا على أوكرانيا في فبراير 2022.

طباعة شارك البحرية الأوكرانية الجيش الروسي الأراضي الأوكرانية

مقالات مشابهة

  • حرس الحدود ينقذ مواطنًا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر بجدة
  • حرس الحدود بمكة المكرمة ينقذ مواطنًا تعطلت واسطته البحرية في عرض البحر
  • من العمل إلى الحريق.. خلاف ينتهي بحرق لودر في الواحات البحرية
  • البحرية الأوكرانية: الجيش الروسي بصدد شن هجوم جوي على أراضينا
  • القبض على سائق وراء إشعال النار بلودر في الواحات البحرية
  • الصين توسّع نفوذها البحري في المحيط الهادئ: استعراض لقدرات خفر السواحل وخطط لدوريات مشتركة
  • السلطات المغربية تُنقذ 38 شخصا وتُجلي جثث 4 ضحايا قارب للهجرة السرية بسواحل طرفاية
  • وسط أجواء روحانية.. مئات المصلين يؤدون صلاة عيد الأضحى في ساحة المسجد البحري بالفيوم
  • إطلاق الرحلات البحرية الأسبوعية بين الجزائر وبجاية ومدينة سيت الفرنسية