في تحرك لافت يعكس تصاعد الاهتمام الدولي بتطورات الأمن البحري في البحر الأحمر، أجرى وفد عسكري فرنسي رفيع المستوى زيارة ميدانية إلى وحدات خفر السواحل اليمنية في قطاع البحر الأحمر، للاطلاع على جاهزيتها العملياتية، وبحث مجالات الدعم والتعاون، في ظل النجاحات الأخيرة في ضبط شحنات أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي.

وتأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من العمليات النوعية التي نفذتها قوات خفر السواحل، بالتعاون مع المقاومة الوطنية، أسفرت عن إحباط تهريب مواد محظورة وأسلحة مرتبطة بالشبكات الإيرانية الداعمة للحوثيين، ما عزز الثقة الدولية بقدرات هذه القوات في تأمين المياه الإقليمية والممرات البحرية الدولية.

خلال الزيارة التي أجراها، يوم الأربعاء، أشاد الملحق العسكري في السفارة الفرنسية لدى اليمن، المقدم جونيد جوده، بمستوى جاهزية قوات خفر السواحل اليمنية في قطاع البحر الأحمر، مشددًا على أن "هذه القوات تمثل ركيزة أساسية في مواجهة التهديدات البحرية المتزايدة".

وأكد جوده، في تصريحاته، أهمية الدور الذي تقوم به قوات خفر السواحل في مكافحة تهريب الأسلحة والمواد المخدرة، وتأمين الملاحة الدولية في أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار "تقييم التحديات وترتيب الأولويات بشأن الدعم الفرنسي الممكن لتعزيز قدرات هذه القوات".

كان في استقبال الوفد الفرنسي كل من العميد الركن صادق دويد، مستشار قائد المقاومة الوطنية للشؤون العسكرية، والعميد عبدالجبار الزحزوح، مدير عام خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر، حيث استعرضا خلال اللقاء الجهود التي تبذلها القوات في ضبط الأمن البحري، والنجاحات المحققة في اعتراض شحنات تهريب خطرة.

كما تلقى الوفد إحاطة مفصلة عن طبيعة المهام اليومية لقوات خفر السواحل، وعرضًا للمواد التي تم ضبطها، سواء تلك المرتبطة بعمليات تهريب الأسلحة أو المواد المخدرة، إلى جانب الاطلاع على الجاهزية الفنية والتقنية للوحدات البحرية التي تؤدي دورًا حيويًا في حماية المياه الإقليمية اليمنية.

تحمل الزيارة الفرنسية دلالات سياسية وعسكرية متعددة، أبرزها الاعتراف المتزايد بدور خفر السواحل اليمنية، وتحديدًا في قطاع البحر الأحمر، كقوة فاعلة في منع تمدد الإرهاب البحري، لا سيما في ظل التهديدات المتكررة التي تشكلها ميليشيا الحوثي للملاحة الدولية عبر الطائرات المسيّرة وزرع الألغام، وتهريب الأسلحة.

كما تعكس هذه الزيارة تغيرًا ملحوظًا في نظرة العواصم الغربية لملف الأمن اليمني البحري، واعتباره ركيزة أساسية في الاستراتيجية الإقليمية والدولية لحماية خطوط التجارة والنقل البحري، التي تمر عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

وخلال الأشهر الماضية، تمكنت قوات خفر السواحل من تنفيذ عمليات نوعية في عرض البحر، أسفرت عن اعتراض زوارق تهريب كانت في طريقها إلى سواحل الحديدة، وتمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والمواد المخدرة، واعتقال مهربين على صلة مباشرة بشبكات دعم حوثية تعمل تحت الغطاء الإيراني.

وقد عززت هذه العمليات مكانة خفر السواحل بوصفها شريكًا موثوقًا في محاربة الجريمة المنظمة والإرهاب البحري، في وقت تتعرض فيه المنطقة لموجة جديدة من التهديدات المدعومة من طهران، سواء عبر تسليح الحوثيين أو شن هجمات على السفن التجارية.

من المتوقع أن تمهد هذه الزيارة الطريق نحو توسيع مجالات التعاون بين الجانب اليمني والحكومة الفرنسية، في مجالات التدريب والدعم الفني، وربما تقديم معدات مراقبة بحرية أو رادارات، في إطار شراكة أوسع لتأمين الملاحة الدولية، وحماية المياه اليمنية من أنشطة التهريب والقرصنة.

وقد ألمح المسؤول العسكري الفرنسي إلى رغبة بلاده في الاضطلاع بدور أكبر لدعم جهود خفر السواحل، من منطلق الشراكة الدولية في مكافحة الإرهاب والتهديدات البحرية، وهو ما يمثل فرصة مهمة لتعزيز قدرات اليمن البحرية في ظل الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی قطاع البحر الأحمر قوات خفر السواحل هذه الزیارة

إقرأ أيضاً:

عاجل. المقاومة يجب أن تتصاعد.. جورج عبد الله حراً في بيروت بعد 40 عاماً في السجون الفرنسية

وصل السجين اللبناني في فرنسا جورج عبد الله إلى بيروت بعد ما يزيد عن 40 عاماً قضاها في السجون الفرنسية لاتهامه بالمسؤولية اغتيال دبلوماسي أمريكي وآخر إسرائيلي عام 1982. اعلان

وصلت الطائرة التي حملت عبد الله، 74 عاماً، من فرنسا إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت قرابة الساعة 2:30 ظهراً بالتوقيت المحلي (11:30 بتوقيت غرينتش)، واستقبلته عائلته وعدد من السياسيين اللبنانيين في صالون الشرف في المطار من بينهم رئيس الحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب وممثلين عن حزب الله.

أولى كلمات عبد الله: فلسطين

فور دخوله قاعة الاستقبال في المطار، تحدث عبد الله إلى عدد من وسائل الإعلام المحلية، وقال إن "المناضل داخل الأسر يصمد بقدر قدرة رفاقه في الخارج على المواجهة"، مؤكداً أنه "لا توجد عدالة معلّقة في السماء بل موازين قوى بفضل حركات التضامن".

وأكد أن "المقاومة في فلسطين يجب أن تتحرّك وهناك ملايين العرب الذين يتفرجون بينما أطفال فلسطين يموتون من الجوع"، معتبراً أن "هذا معيب في حق الجماهير"، داعياً المصريين إلى "التحرك".

وحيّا عبد الله الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ التي تحركت نحو غزة ضمن أسطول الحرية وقامت إسرائيل بترحيلها مع الناشطين الذين كانوا برفقتها.

واعتبر أن "المقاومة في لبنان ليست ضعيفة"، ودعا للالتفاف حولها أكثر من أي وقت مضى بسبب "الهياكل العظمية للأطفال". وأضاف أن تحرّك مليون شخص باتجاه حدود غزة كفيل لوقف "حرب الإبادة"، كما وصفها.

توجّه عبد الله لاحقاً إلى طريق مطار بيروت حيث أقيم له استقبال شعبي رفع فيه المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية وأعلام حزب الله.

ومن المقّرر أن يتوجّه الناشط لاحقا إلى مسقط رأسه في القبيات في شمال لبنان حيث سينظّم له استقبال شعبي ورسمي تتخلّله كلمة له أو لأحد أفراد عائلته.

الخروج من فرنسا

أفرجت فرنسا صباح الجمعة عن عبدالله الذي أدين بالتواطؤ في اغتيال دبلوماسيَين أميركي وإسرائيلي في ثمانينات القرن الماضي، بعدما أمضى 40 عاما في السجون، واستقل طائرة متجهة إلى بيروت.

انطلق موكب من ست مركبات من بينها حافلتان صغيرتان من سجن لانميزان في مقاطعة أوت-بيرينه بجنوب غرب فرنسا. وأقلعت الطائرة التي تقله بعيد الساعة 09:30 بالتوقيت المحلي لفرنسا (الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش) من مطار رواسي الباريسي.

وأصدرت محكمة الاستئناف في باريس الأسبوع الماضي قرارها بالإفراج عن الناشط اللبناني "في 25 يوليو/ تموز" شرط أن يغادر فرنسا وألا يعود إليها.

Related بعد أربعة عقود في السجن... محكمة باريس تحسم مصير جورج عبد الله في 17 تموزمحكمة الاستئناف في باريس ترجئ البت في قرار الإفراج عن جورج عبد الله إلى يونيوأمضى أربعة عقود خلف القضبان.. من هو جورج عبد الله ولماذا تُعد قضيته استثنائية؟

حياة عبد الله قبل الأسر

أصيب جورج عبدالله أثناء الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان في العام 1978، وانضم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الحركة اليسارية التي كان يتزعمها جورج حبش.

بعدها، أسس مع أفراد من عائلته الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية، وهي تنظيم ماركسي مناهض للإمبريالية تبنى خمسة هجمات في أوروبا بين العامين 1981 و1982 في إطار نشاطه المؤيد للقضية الفلسطينية. وأوقعت أربعة من هذه الهجمات قتلى في فرنسا.

اعتُبر عبدالله لفترة طويلة مسؤولا عن موجة اعتداءات شهدتها باريس بين العامين 1985 و1986 وأوقعت 13 قتيلا ناشرة الخوف في العاصمة الفرنسية.

حُكم عليه في العام 1986 في ليون بالسجن أربع سنوات بتهمة التآمر الإجرامي وحيازة أسلحة ومتفجرات، وحوكم في العام التالي أمام محكمة الجنايات الخاصة في باريس بتهمة التواطؤ في اغتيال الدبلوماسيين الأمريكي تشارلز راي والإسرائيلي ياكوف بارسيمينتوف عام 1982، ومحاولة اغتيال ثالث عام 1984.

وبعد شهرين من الحكم على عبد الله بالسجن مدى الحياة، تم التعرف على المسؤولين الحقيقيين عن هذه الاعتداءات وهم على ارتباط بإيران، بسحب وسائل إعلام فرنسية.

ولم يُقرّ عبد الله بضلوعه في عمليتي الاغتيال اللتين صنفهما في خانة أعمال "المقاومة" ضد "الاضطهاد الإسرائيلي والأمريكي" في سياق الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) والغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: ما يجري في غزة تجاوز كل الحدود المقبولة قانونيا وأخلاقيا
  • رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر: لا أعذار لما يحدث في غزة وعلى الدول التحرك فورًا لإنهاء المعاناة
  • اليمن ترحب بإعلان فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين: خطوة شجاعة نحو العدالة والشرعية الدولية
  • عاجل. المقاومة يجب أن تتصاعد.. جورج عبد الله حراً في بيروت بعد 40 عاماً في السجون الفرنسية
  • بعد إعلان فرنسا.. خريطة بأسماء الدول التي تعترف بالدولة الفلسطينية
  • وزير التربية الوطنية يكرّم مدراء الولايات التي حققت المراتب الثلاث الأولى في البيام والباك ومديرية مدارس أشبال الأمة
  • المقاومة الوطنية تكشف تفاصيل الشحنة الإيرانية المضبوطة قبل وصولها إلى الحوثيين
  • المقاومة الوطنية تكشف تفاصيل ضبط شحنة الاسلحة الايرانية المرسلة لمليشيا الحوثي
  • استجابة لنداءات بيئية: محافظ البحر الأحمر يُشكّل لجنة لحماية الثروات البحرية المهددة