فرنسا ترصد ميدانيًا نجاحات المقاومة الوطنية في مكافحة التهريب البحري
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
في تحرك لافت يعكس تصاعد الاهتمام الدولي بتطورات الأمن البحري في البحر الأحمر، أجرى وفد عسكري فرنسي رفيع المستوى زيارة ميدانية إلى وحدات خفر السواحل اليمنية في قطاع البحر الأحمر، للاطلاع على جاهزيتها العملياتية، وبحث مجالات الدعم والتعاون، في ظل النجاحات الأخيرة في ضبط شحنات أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي.
وتأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من العمليات النوعية التي نفذتها قوات خفر السواحل، بالتعاون مع المقاومة الوطنية، أسفرت عن إحباط تهريب مواد محظورة وأسلحة مرتبطة بالشبكات الإيرانية الداعمة للحوثيين، ما عزز الثقة الدولية بقدرات هذه القوات في تأمين المياه الإقليمية والممرات البحرية الدولية.
خلال الزيارة التي أجراها، يوم الأربعاء، أشاد الملحق العسكري في السفارة الفرنسية لدى اليمن، المقدم جونيد جوده، بمستوى جاهزية قوات خفر السواحل اليمنية في قطاع البحر الأحمر، مشددًا على أن "هذه القوات تمثل ركيزة أساسية في مواجهة التهديدات البحرية المتزايدة".
وأكد جوده، في تصريحاته، أهمية الدور الذي تقوم به قوات خفر السواحل في مكافحة تهريب الأسلحة والمواد المخدرة، وتأمين الملاحة الدولية في أحد أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار "تقييم التحديات وترتيب الأولويات بشأن الدعم الفرنسي الممكن لتعزيز قدرات هذه القوات".
كان في استقبال الوفد الفرنسي كل من العميد الركن صادق دويد، مستشار قائد المقاومة الوطنية للشؤون العسكرية، والعميد عبدالجبار الزحزوح، مدير عام خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر، حيث استعرضا خلال اللقاء الجهود التي تبذلها القوات في ضبط الأمن البحري، والنجاحات المحققة في اعتراض شحنات تهريب خطرة.
كما تلقى الوفد إحاطة مفصلة عن طبيعة المهام اليومية لقوات خفر السواحل، وعرضًا للمواد التي تم ضبطها، سواء تلك المرتبطة بعمليات تهريب الأسلحة أو المواد المخدرة، إلى جانب الاطلاع على الجاهزية الفنية والتقنية للوحدات البحرية التي تؤدي دورًا حيويًا في حماية المياه الإقليمية اليمنية.
تحمل الزيارة الفرنسية دلالات سياسية وعسكرية متعددة، أبرزها الاعتراف المتزايد بدور خفر السواحل اليمنية، وتحديدًا في قطاع البحر الأحمر، كقوة فاعلة في منع تمدد الإرهاب البحري، لا سيما في ظل التهديدات المتكررة التي تشكلها ميليشيا الحوثي للملاحة الدولية عبر الطائرات المسيّرة وزرع الألغام، وتهريب الأسلحة.
كما تعكس هذه الزيارة تغيرًا ملحوظًا في نظرة العواصم الغربية لملف الأمن اليمني البحري، واعتباره ركيزة أساسية في الاستراتيجية الإقليمية والدولية لحماية خطوط التجارة والنقل البحري، التي تمر عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر.
وخلال الأشهر الماضية، تمكنت قوات خفر السواحل من تنفيذ عمليات نوعية في عرض البحر، أسفرت عن اعتراض زوارق تهريب كانت في طريقها إلى سواحل الحديدة، وتمت مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والمواد المخدرة، واعتقال مهربين على صلة مباشرة بشبكات دعم حوثية تعمل تحت الغطاء الإيراني.
وقد عززت هذه العمليات مكانة خفر السواحل بوصفها شريكًا موثوقًا في محاربة الجريمة المنظمة والإرهاب البحري، في وقت تتعرض فيه المنطقة لموجة جديدة من التهديدات المدعومة من طهران، سواء عبر تسليح الحوثيين أو شن هجمات على السفن التجارية.
من المتوقع أن تمهد هذه الزيارة الطريق نحو توسيع مجالات التعاون بين الجانب اليمني والحكومة الفرنسية، في مجالات التدريب والدعم الفني، وربما تقديم معدات مراقبة بحرية أو رادارات، في إطار شراكة أوسع لتأمين الملاحة الدولية، وحماية المياه اليمنية من أنشطة التهريب والقرصنة.
وقد ألمح المسؤول العسكري الفرنسي إلى رغبة بلاده في الاضطلاع بدور أكبر لدعم جهود خفر السواحل، من منطلق الشراكة الدولية في مكافحة الإرهاب والتهديدات البحرية، وهو ما يمثل فرصة مهمة لتعزيز قدرات اليمن البحرية في ظل الوضع الاستثنائي الذي تمر به البلاد.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: فی قطاع البحر الأحمر قوات خفر السواحل هذه الزیارة
إقرأ أيضاً:
المقاومة الوطنية تكسر محاولات هجومية للحوثيين غرب تعز
صعدت ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من محاولاتها العسكرية صوب المناطق المحررة غرب محافظة تعز، وسط تكبدها خسائر كبيرة على يد المقاومة الوطنية التي تصدت لتلك المحاولات الفاشلة.
والأحد أحبطت المقاومة الوطنية محاولات المليشيا استهداف مواقع عسكرية في قطاع الكدحة بمحور البرح غربي تعز، بعد أن رصدت وحدات الاستطلاع التابعة للواء الخامس حراس الجمهورية تحركات للمليشيا على خطوط التماس.
وأوضح الإعلام العسكري للمقاومة الوطنية أن وحدات المرابطة في القطاع تصدت بشكل فوري للتحركات الحوثية، وأخمدت مصادر نيران كانت المليشيا تحاول استهدافها، مؤكدًا عدم تسجيل أي خروقات حقيقية لمواقع المقاومة.
ويشير مراقبون إلى أن هذه العمليات الحوثية، رغم محدوديتها من حيث النتائج الميدانية، تعكس استمرار اعتماد الجماعة على أسلوب الهجمات العشوائية في محاولة لإرباك خطوط المقاومة وإظهار وجودها العسكري، في حين تبقى الاستراتيجية الرئيسية للمقاومة الوطنية قائمة على التثبيت الدفاعي والهجوم المضاد المدروس، لضمان حماية المناطق المحررة وتأمين المدنيين.
وتؤكد هذه التطورات على استمرار حالة التأهب في جبهات تعز الغربية، حيث تبذل المقاومة الوطنية جهودًا مكثفة لمراقبة تحركات الحوثيين والتصدي لأي عمليات هجومية محتملة.