اشترت حقيبة بـ2600 دولار فاكتشفت أنها مقلّدة..أزمة ثقة تهز المتاجر الفاخرة على الإنترنت
تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- مرّ العديد من الأشخاص بشعور الحماس عند استلام طلب عبر الإنترنت، أو دفعة الدوبامين التي تصاحب عملية شراء جديدة. لكن ماذا يحدث عندما تفتح العلبة لتكتشف أن ما بداخلها لم يكن كما توقعت؟ والأسوأ من ذلك، عندما تكتشف أنك أنفقت مبلغًا كبيرًا على منتج قد يكون مقلّدًا؟
هذا بالتحديد ما واجهته جوان كيم.
وأردت كيم شراء هدية خلال فترة الأعياد، مشيرة إلى حقيبة جلدية بلون العاج كانت تحملها على كتفها. وكانت الحقيبة، التي يبلغ سعرها 2،600 دولار، من تصميم علامة الأزياء الفاخرة، "The Row"، المعروفة بأسلوبها البسيط والخالي من الشعارات، من تأسيس ماري-كيت وآشلي أولسن، التوأمان الممثلتان اللتان أصبحتا مصممتي أزياء.
وقالت كيم في رسالة بريد إلكتروني لـCNN: "كنت بحاجة إلى حقيبة، وأردت واحدة بسيطة". وأضافت: "بما أنني أملك حقيبة The Row متوسطة الحجم، أردت شراء الحجم الأكبر باللون الأسود".
وبينما كانت سعيدة في البداية عندما استلمت طلبها من متجر "Saks Fifth Avenue" على الإنترنت (وقد اطلعت CNN على إيصال الشراء)، سرعان ما تلاشى ذلك الفرح عندما بدأت تلاحظ الفروقات بين الحقيبة الجديدة والطراز الذي كانت تملكه.
وأوضحت كيم أن كيس الحماية الذي وصلت فيه الحقيبة كان بلون وقماش مختلفين، وكان حبل الإغلاق أكثر سُمكًا بشكل ملحوظ. كما بدا الشعار المستطيل الذي يحمل اسم العلامة التجارية مختلفًا كذلك.
وقالت: "راودني شعور بأن هناك خطأ ما"، مضيفة أنه عندما فتحت كيس الحماية، وجدت أمرا "أكثر غرابة". وعند المقارنة بين حقيبتها التي اشترتها مباشرة من متجر "The Row"، والنسخة السوداء التي وصلتها من متجر "Saks"، لاحظت اختلافات عديدة، بدءًا من نوعية بطانة الحقيبة إلى شكلها عند ارتدائها.
مقتنعة بأن حقيبتها الجديدة كانت مزيفة، شعرت كيم بخيبة أمل كبيرة، إذ أن شركة "Saks Global"، التي تمتلك "Saks Fifth Avenue" ، تعد كيانًا موضع ثقة ومعروفًا ببيع علامات تجارية فاخرة مثل "برادا" و"غوتشي".
وتواصلت كيم مع قسم خدمة العملاء لدى الشركة، الذي طلب منها إعادة المنتج عبر البريد. لكن كيم لم تكن راضية عن هذا الرد، إذ أوضحت أن قلقها كان يتمثل في عدم وجود دليل مادي يثبت ادعاءها، وبالتالي فإنها لن تسترد أموالها إن لم يتم تصديقها.
وفي نهاية المطاف، أخذت كيم الحقيبة إلى أحد متاجر "Saks Fifth Avenue" في مدينة بيفرلي هيلز، وحصلت على رد لقيمة الحقيبة على شكل بطاقة هدية، لكن التجربة تركت في نفسها أثرًا سلبيًا. وقالت لـ CNN: "بعد هذه الحادثة، لم أقم بأي عملية شراء عبر الإنترنت"، مضيفةً أنها من الآن فصاعدًا ستقوم بشراء السلع الفاخرة شخصيًا فقط.
أكدت شركة "Saks" لـ CNN أن الحادثة قد حلّت، لكنها لم تعلّق على ما إذا كانت الحقيبة المُعادة مقلّدة أو ما الذي حدث لها.
وقال متحدث باسم "Saks" في بيان عبر البريد الإلكتروني: "أصبح الاحتيال في المرتجعات مشكلة منتشرة لدى تجار التجزئة، لذلك نقوم باستمرار بمراجعة نهجنا في التعامل مع المرتجعات. وكجزء من ذلك، حددنا الحاجة إلى اتخاذ خطوات إضافية في عملياتنا، بما في ذلك تخصيص وقت أطول لفحص جودة المنتجات بعناية والتحقق من أصالتها، لضمان حصول العملاء على بضائع أصلية وعالية الجودة في الطلبات المستقبلية".
لكن تجربة كيم ليست غريبة كما قد تعتقد، إذ أبلغ متسوقون من جميع أنحاء العالم عن حوادث مشابهة.
وبالمثل، صُدمت تيفاني كيم، وهي اختصاصية صحة تقيم في ولاية كاليفورنيا، عندما اكتشفت أن حقيبة يد اشترتها مؤخرًا من علامة " The Row" قد تكون مقلّدة. وكانت قد اشترتها من موقع "Ssense"، وهو متجر كندي فاخر على الإنترنت يبيع علامات تجارية مثل "بوتيغا فينيتا" و"لويفي" من بين علامات أزياء راقية أخرى.
وعندما استلمت كيم الحقيبة في يناير/ كاون الثاني الماضي، ساورها الشك،نظرا لأن الجودة لم تكن على مستوى توقعاتها. وانتهى بها الأمر بشراء الطراز ذاته مباشرة من علامة "The Row". وعند مقارنة الحقيبتين، بدتا مختلفتين بشكل واضح من حيث الحجم والشكل والخامة. كما أن الحقيبة التي وصلتها من "Ssense" كانت تفتقر إلى بطاقة الضمان. وأبدت كيم دهشتها قائلة: "هذه الحقيبة ليست رخيصة؛ سعرها حوالي 1000 دولار"، وذلك في مقطع فيديو شاركته مع متابعيها البالغ عددهم 39,900 على منصة "إنستغرام".
ولم ترد كيم على طلب CNN للتعليق. وفي الفيديو الذي تزعم فيه أنها استلمت منتجًا مزيفًا، علّق متجر "Ssense" قائلاً إنه تواصل معها مباشرة على أمل حل المشكلة. وفي بيان قدمته "Ssense" إلى CNN، لم تُعلّق الشركة على ما إذا كانت الحقيبة التي تلقتها كيم مزيفة، لكنها قالت: "نحن ملتزمون بضمان أصالة جميع المنتجات المباعة. لدينا إجراءات قائمة لمنع بيع المنتجات المقلّدة". وأضاف البيان أن جميع المرتجعات تخضع لـ"فحص دقيق".
تصدّع في النظاموفي قطاع تعد فيه الثقة والمصداقية عاملين أساسيين للنجاح، من غير المرجح أن يقوم متجر متعدد الأقسام أو "بوتيك" متعدد العلامات التجارية ببيع منتج مقلّد عن قصد.
ومع ذلك، ومع تزايد ابتعاد سلاسل التوريد العالمية عن النماذج التقليدية استجابةً للضغوط التضخمية والتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، فإنها تصبح أكثر تعقيدًا، ويصبح من الصعب مراقبتها. ومن خلال هذه القنوات قد تتسلل المنتجات المقلّدة، بحسب ما حذّر منه سايمون غيل، وهو نائب الرئيس التنفيذي للمشتريات لدى شركة "Proxima" المتخصصة في سلاسل التوريد والمملوكة لشركة "Bain & Company".
وأوضح غيل لـ CNN أن إحدى الطرق التي تدخل بها المنتجات المزيفة إلى نظام البيع بالتجزئة هي من خلال عمليات الإرجاع الاحتيالية، حيث يقوم العميل بإرجاع منتجًا مختلفًا تمامًا بينما يزعم أنه المنتج الأصلي. وأضاف أن معالجة المرتجعات عملية معقّدة ومكلفة، ومن الممكن أن بعض المتاجر لا تملك البنية التحتية اللازمة لفحص المنتجات المُعادة بدقّة.
وأضاف غيل: "هذا أمر نادر، لكن تأثيره كبير"، مشيرًا إلى الخسائر المالية والأضرار التي تلحق بالسمعة.
من جهتها، تؤكد أونا سيمبسون، وهي مستشارة في سلاسل التوريد الفاخرة والمؤسِّسة المشاركة لوكالة "Uncovered"، والتي شملت قائمة عملائها علامات مثل "بربري"، أن كبار تجار التجزئة مجهّزون للتعامل مع المرتجعات، لكن المشكلة قد تكون عند المورِّدين.
وبينما كانت صناعة الرفاهية تقليديًا تعمل بنموذج البيع بالجملة، فإن عددًا متزايدًا من تجار التجزئة، قد اتجهوا إلى نماذج الامتياز الإلكتروني أو الشحن المباشر، لأنها تتيح لهم الحصول على منتجات فاخرة دون استثمار مقدّم كبير.
وتشير سيمبسون إلى أن الخطر يكمن في أن المتاجر يكون لديها إشراف أقل على مصدر المنتج، وتوضح قائلة: "بصفتك عميلا، قد تدخل إلى موقع إلكتروني —على سبيل المثال موقع Saks. وقد تشتري حقيبة من برادا معتقدًا أنها تأتي من مستودعات Saks، لكن ذلك قد لا يكون صحيحًا."
وتأمل سيمبسون أن تشكل الحوادث الأخيرة جرس إنذار للمتاجر لاتخاذ تدابير وقائية أكثر صرامة لحماية نزاهتها، والسعي إلى مزيد من التميّز في وقت أصبحت فيه تجارة التجزئة متجانسة بشكل متزايد. وهو قرار من شأنه أيضًا أن يعود بالفائدة على المتسوقين، الذين يواجهون الآن نفس الخيارات تقريبًا أينما ذهبوا، مع تزايد تشابه العلامات التجارية والمنتجات المعروضة في المتاجر.
نشر الأحد، 08 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: تجار التجزئة
إقرأ أيضاً:
«الشارقة للبحوث» يطلق الحقيبة الطبية الذكية «مساند» لدعم الحجاج
الشارقة: «الخليج»
أعلن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار إتمام تصميم وتصنيع الحقيبة الطبية الذكية «مساند» لشركة دكتوري، الرائدة في التكنولوجيا الصحية، ضمن مرافق مختبر الشارقة المفتوح للابتكار «سويلاب».
ويعكس هذا المشروع كيف أصبحت مختبرات المجمع منصّة متقدمة لاختبار المنتجات الطبية المبتكرة بالشراكة مع القطاع الخاص، لاسيما خلال موسم الحج الذي يُمثل فرصة لتطبيق هذه الابتكارات عملياً لخدمة الحجّاج.
الحقيبة «مساند» وحدة متنقلة تضم أجهزة طبية متطورة للتشخيص السريع والفعّال، وقد جرى تطويرها بتعاون وثيق بين فريق «دكتوري» وخبراء «سويلاب» ومهندسيها، باستخدام أحدث تقنيات التصنيع المضاف والطباعة الثلاثية والقطع بالليزر وتصميم الدوائر الإلكترونية، ما يؤكد مكانة المجمع مركزاً رائداً في تطوير الأجهزة الصحية المتقدمة بالتعاون بين الحكومة والأكاديميا والصناعة.
وقال حسين المحمودي، المدير التنفيذي للمجمع «نلتزم بتمكين المبتكرين بتوفير مرافق بحث وتطوير عالمية المستوى، وخبرات صناعية متقدمة، وشبكات استثمارية داعمة. هدفنا خلق بيئة تزدهر فيها الأفكار الرائدة في تكنولوجيا الرعاية الصحية، ما يُغير الطريقة التي يتم بها تطوير الحلول الطبية وتنفيذها».
وتتميز «حقيبة مساند» بالاتصال المباشر مع شبكة من الأطباء المتخصصين، ما يُتيح للطبيب تشخيص الحالة الصحية عن بُعد وتقديم الوصفة الطبية المناسبة، حتى في المناطق التي يصعب فيها الوصول إلى المرافق الصحية.
وقال أسامة شمسي باشا، الشريك المؤسس ورئيس العمليات في شركة دكتوري «لدينا تجارب سابقة ناجحة مع سويلاب، مثل تطوير «كرسي دكتوري»، وهذه التجارب تؤكد لنا أن المجمع هو البيئة المثلى لاختبار الأفكار الطموحة وتحويلها إلى منتجات عملية».
وهذا المشروع امتداد لمسيرة نجاحات المجمع الذي سبق أن أسهم في تطوير الأقنعة الواقية خلال جائحة كورونا باستخدام تقنيات متقدمة في المختبر، وتصنيع أطراف صناعية ذكية بالتعاون مع باحثين متخصصين، ليؤكد اليوم ريادته في تطوير الأجهزة الصحية التي تخدم المجتمع محلياً وإقليمياً.