جدل بين اليمنيين إثر الهجوم البحري الأول لإسرائيل على الحديدة
تاريخ النشر: 10th, June 2025 GMT
واستهدفت البحرية الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء رصيف ميناء الحديدة بغارتين، في تطور جديد يمثل تغييرا في التكتيكات الإسرائيلية التي اعتمدت منذ يوليو/تموز الماضي على الهجمات الجوية 10 مرات.
وجاء القصف الإسرائيلي بعد ساعات من إصدار الجيش الإسرائيلي تحذيرا طالب فيه بإخلاء 3 موانئ يمنية هي الحديدة ورأس عيسى والصليف.
وأوضح الجيش الإسرائيلي أن الهجوم على ميناء الحديدة نفذته سفن صواريخ البحرية الإسرائيلية، وجاء ردا على هجمات جماعة "أنصار الله" على إسرائيل.
واعتبر الجيش الإسرائيلي أن الميناء يستخدم لنقل وسائل قتالية للجماعة، علما أن البحرية الإسرائيلية تمتلك ترسانة متنوعة من الصواريخ يتفاوت مداها وقدراتها حسب المهام.
وبينما كانت المقاتلات الإسرائيلية تقطع في السابق أكثر من ألفي كيلومتر لقصف مناطق مختلفة تابعة لجماعة "أنصار الله"، لا تزال المسافة التي تتمركز فيها سفن البحرية الإسرائيلية لقصف الساحل اليمني غير واضحة.
تفاعل وتساؤلورصد برنامج شبكات (2025/6/10) جانبا من تعليقات يمنيين على هذا القصف الأول من نوعه، ومن ذلك ما كتبه خالد أن "البوارج تضرب من مسافات بعيدة لكنها لن تكون بأمان بعد الآن والقوات المسلحة اليمنية في تطور متسارع وصبورة على الرد".
إعلانوغرد أبو خالد فقال إن "قصف ميناء الحديدة تم بالبوارج البحرية الصهيونية وليس بالطيران الحربي، وأعتقد أن هذا يمنح القوات اليمنية فرصة أكبر لاستهداف البوارج في البحر الأحمر أكثر من الطيران".
وتساءل إياد: "الغريب في الأمر، لماذا لا يقصف الحوثيون البوارج البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر؟ ولماذا يصرون على الترويج لحصار بحري على ميناء حيفا، بينما لم يستطيعوا منع سفن حربية إسرائيلية تتموضع بالقرب منهم من قصف الحديدة؟".
أما نور الدين فلاحظ أنه "لم يصدر حتى الآن أي فيديو مرئي عن قصف الحديدة والحوثيون في وضع الصدمة.. يبدو أن هناك شيئا مستجدا وربما يكون الأول من نوعه".
ومعلقا، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن يد إسرائيل ستصل إلى كل مكان، والرد سيكون قويا وسيتضمن حصارا بحريا وجويا، مضيفا أن ما تم فعله اليوم سيتواصل في المستقبل.
في المقابل، نفى نائب رئيس الهيئة الإعلامية لأنصار الله نصر الدين عامر أن يكون للهجوم أي تأثير يذكر على عمليات المساندة لغزة، وأكد أن الهجوم لن يؤثر على التحضيرات للتصعيد وتوسيع العمليات في عمق الكيان الإسرائيلي.
10/6/2025المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج البحریة الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
ما دلالات قصف البحرية الإسرائيلية اليمن لأول مرة؟ الدويري يجيب
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة في اليمن يمثل أول عملية هجومية تنفذها إسرائيل بواسطة سلاح البحرية، في تحول لافت عن نمط الهجمات الجوية التي اعتمدتها خلال العمليات السابقة.
وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري- أن هذا التطور يكتسب دلالة إستراتيجية مزدوجة، أولها تقنية عسكرية ترتبط بتوسيع نطاق الخيارات العملياتية، وثانيها ترجمة عملية لتصريحات سابقة أطلقها مسؤولون إسرائيليون بشأن نية فرض حصار بحري على الموانئ اليمنية.
ويأتي هذا الهجوم بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي -صباح اليوم الثلاثاء- تنفيذ غارتين على أرصفة ميناء الحديدة بواسطة سفن صاروخية، في أعقاب أوامر بإخلاء 3 موانئ يمنية بزعم استخدامها لشن هجمات على إسرائيل، أبرزها إطلاق صاروخ لم يصل إلى أجواء تل أبيب.
وأشار اللواء الدويري إلى أن القدرات البحرية الإسرائيلية تشمل سفنا وغواصات مزودة بصواريخ مجنحة تحمل رؤوسا تقليدية، مؤكدا أن تنوع مداها وفاعليتها يتيح لإسرائيل تنفيذ عمليات بعيدة المدى دون الحاجة إلى التزود بالوقود أو دعم جوي، كما هو الحال في العمليات الجوية.
وأوضح أن تكلفة تشغيل الطائرات المقاتلة، خصوصا خارج مداها الطبيعي، تمثل عبئا عملياتيا، حيث تحتاج طائرات مثل "إف-35″ و"إف-16" إلى التزود بالوقود جوا، بالإضافة إلى الحاجة إلى طائرات حماية، مما يجعل الخيار البحري أكثر مرونة وأقل كلفة.
إعلان حصار بحريوقال الدويري إن التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس -حول فرض حصار بحري على الحوثيين- تم تجسيدها ميدانيا بهذا الهجوم الذي حمل رسائل مباشرة بأن إسرائيل لا تكتفي بالتحذير بل قادرة على التحرك لتنفيذه.
وكان كاتس قد وصف الهجوم بأنه "ناجح" مشيرا إلى أن ذراع إسرائيل "ستصل لكل مكان" ملوحا بحصار بحري كامل في حال استمرار الهجمات الصاروخية من اليمن على إسرائيل.
ووفق وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية، فإن الغارات استهدفت أرصفة الميناء دون الإعلان عن إصابات. ويعد ميناء الحديدة أحد أهم الموانئ الحيوية في اليمن، وهو مصدر أساسي لإمدادات الغذاء والوقود، كما يقع على مقربة من مضيق باب المندب.
ويخضع الميناء لسيطرة الحوثيين، في حين تسيطر القوات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على موانئ جنوبية أخرى مثل المخا وباب المندب، وهو ما أوضحه الدويري خلال مداخلته بتحديده نطاق سيطرة الحوثيين الفعلية.
وتتزامن هذه التطورات مع تصعيد حاد في العمليات العسكرية الإسرائيلية على الأراضي اليمنية، إذ يعد الهجوم على الحديدة العاشر من نوعه منذ اندلاع الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، والرابع منذ استئناف العمليات العسكرية في مارس/آذار بعد هدنة قصيرة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية في الأشهر الماضية منشآت مدنية مثل محطات كهرباء ومصانع إسمنت وموانئ ومطارات، في مسعى واضح -حسب المراقبين- لإضعاف البنية التحتية التي يعتمد عليها الحوثيون.
ويؤكد الحوثيون أنهم سيستمرون في مهاجمة إسرائيل إلى حين إنهائها حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين بقطاع غزة منذ 20 شهرا.