تستعد دولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، لترحيل الناشط التركي، شعيب أوردو، إلى ألمانيا،  وذلك بعد احتجازه مطلع الأسبوع الجاري ،على متن سفينة “مادلين” التي كانت تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.

وكانت السفينة التي انطلقت من اليونان تحت علم توغو، تحمل على متنها 12 ناشطًا من جنسيات مختلفة، قبل أن تعترضها بحرية الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية، وتقتاد من عليها إلى ميناء أسدود، في خطوة أثارت إدانات واسعة، واعتُبرت انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي.



وأفاد مركز “عدالة” الحقوقي في دولة الاحتلال الإسرائيلي أنّ: أوردو يستعد إلى مغادرة البلاد، ظهر اليوم الخميس باتجاه ألمانيا، بعدما ظل محتجزًا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدّة أيام، دون توجيه تهم محددة.

كذلك، أشار المركز، إلى أن السلطات بصدد ترحيل ناشطَين آخرين، هما: البرازيلي تياغو أفيلا والألمانية من أصل تركي، ياسمين آجار، بعدما تقدما بطلبات لمغادرة دولة الاحتلال الإسرائيلي طوعًا، على خلفية قرار المحكمة الإسرائيلية بالإبقاء على ثمانية نشطاء آخرين قيد الاحتجاز، إلى حين البتّ في أوضاعهم القانونية، وهو ما قد يستغرق أكثر من شهر.

ويرفض الناشطون الثمانية، وهم شعيب أوردو (تركيا)، مارك فان رينس (هولندا)، باسكال موريراس (فرنسا)، ريفا فيارد (فرنسا)، ريما حسن (فرنسا)، تياغو أوفيلا (البرازيل)، يانيس محمدي (فرنسا) وياسمين آجار (ألمانيا)، التوقيع على تعهد بعدم العودة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو الشرط الذي فرضته السلطات مقابل الإفراج عن أربعة نشطاء آخرين، في وقت سابق، من هذا الأسبوع.


"غير إنسانية"
وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عضوة البرلمان الأوروبي، ريما حسن، في الحبس الانفرادي، في ظروف وصفت بكونها "غير إنسانية" داخل سجن نفي تيرتسا، وذلك بعد أن كتبت عبارة "فلسطين حرة" على جدار في سجن غفعون. 

وبحسب ما نشر من معطيات على مختلف التقارير الإعلامية، فإنّه قد "تم احتجازها في زنزانة صغيرة بلا نوافذ، وتفتقر إلى أدنى شروط النظافة، كما أنّها قد مُنعت من الخروج إلى ساحة السجن".

أما بالنسبة إلى الناشط البرازيلي، تياغو أفيلا، قد وُضع أيضا في الحبس الانفرادي، داخل سجن أيالون، جرّاء إضرابه المستمر عن الطعام والشراب، والذي كان قد بدأه قبل يومين. وتعاملت سلطات السجن معه بعدوانية، بحسب المعطيات المتداولة.

وكانت بحرية الاحتلال الإسرائيلي قد نفّذت عملية عسكرية في عرض البحر، فجر الاثنين، حيث حاصرت سفينة "مادلين" وصادرتها، على الرغم من تواجدها في المياه الدولية، واعتقلت جميع من كانوا على متنها، الذين أعلنوا مسبقًا أن هدفهم الوحيد إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة في ظل المجاعة والانهيار الكامل للبنية التحتية.

وضعت إسرائيل عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن في الحبس الانفرادي، كما تم وضع تياغو أفيلا أيضًا في الحبس الانفرادي.

نُقلت ريما حسن إلى العزل في ظروف غير إنسانية داخل سجن نفي تيرتسا، وذلك بعد أن كتبت عبارة “فلسطين حرة” على جدار في سجن غفعون. وقد تم احتجازها في زنزانة صغيرة بلا… pic.twitter.com/z6ffhZFa4S — Tamer | تامر (@tamerqdh) June 11, 2025
"القرصنة"
وأثارت العملية موجة من الانتقادات، خاصة من منظمات حقوقية دولية، على رأسها “هيومن رايتس ووتش”، التي وصفت اعتراض السفينة في المياه الدولية بـ”القرصنة”، مؤكدة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

وفي السياق نفسه، حمّلت المنظمة، دولة الاحتلال الإسرائيلي، مسؤولية المساس بحقوق النشطاء الذين لم يكونوا يحملون سلاحًا أو يشكلون تهديدًا أمنيًا، بل كانوا في مهمة إنسانية مُعلنة.

وتأتي هذه التطورات بينما يتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج، على كامل قطاع غزة المحاصر، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أدّى إلى استشهاد أكثر من 50 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 85 ألف جريح، وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية. فضلًا عن تدمير واسع للبنية التحتية وتهجير قسري لحوالي 1.7 مليون فلسطيني.

إلى ذلك، تعيش غزة، بحسب تقارير الأمم المتحدة، على وقع مجاعة خانقة ونقص حاد في كافة المواد الطبية والغذائية والمياه، جرّاء حصار الاحتلال الإسرائيلي المشدّد منذ 18 عامًا، والذي بلغ ذروته مع الحرب الحالية.

في المقابل، تواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، اتهامات متزايدة بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، خاصة في ظل استمرارها في تجاهل قرارات محكمة العدل الدولية، التي طالبتها بوقف عدوانها، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.


ورغم الدعوات، تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي سياساتها التي تضرب عرض الحائط القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان، وتمنع أي تحرك دولي فعّال من أجل وقف الحرب أو كسر الحصار، في وقت تتصاعد فيه مبادرات من نشطاء دوليين ومنظمات مدنية لكسر الحصار عبر البحر، وأيضا البر، رغم المخاطر العالية.

في هذا السياق، تكتسب سفينة “مادلين” رمزية جديدة، كونها أعادت إلى الأذهان مشهد “أسطول الحرية” الذي هاجمته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2010، حين قتلت 10 نشطاء أتراك على متن سفينة “مافي مرمرة”؛ وبينما يتزايد الزخم الشعبي في عدد من الدول الأوروبية لدعم المبادرات الإنسانية باتجاه غزة، تواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي اتهامات بتوسيع دائرة استهدافها لتشمل ليس فقط الفلسطينيين، بل حتى المتضامنين معهم من المدنيين الأجانب.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات الاحتلال كسر الحصار غزة غزة الاحتلال حقوق الإنسان كسر الحصار سفينة مادلين المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال الإسرائیلی ریما حسن

إقرأ أيضاً:

برلمانيون إسلاميون: اختطاف السفينة مادلين جريمة صهيونية جديدة

أدان تجمع يضم مئات من البرلمانيين الإسلاميين حول العالم؛ اعتداء الاحتلال الإسرائيلي على السفينة "مادلين" في المياه الدولية بينما كانت في طريقها لكسر الحصار على غزة.

ووصف "المنتدى الإسلامي للبرلمانيين الدوليين" الذي يضم أكثر من 800 برلماني إسلامي؛ "اختطاف" السفينة مادلين بأنه "جريمة صهيونية جديدة بحق الإنسانية".

وعبر المنتدى في بيان تلقت "عربي21" نسخة منه "عن صدمته البالغة واستنكاره الشديد للجريمة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني، والمتمثلة في اعتراض السفينة الإنسانية "مادلين" واختطاف المتطوعين الدوليين الذين كانوا على متنها، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية، وفي اعتداء جبان على العمل الإنساني ومبادئ القانون الدولي البحري".


وأضاف البيان: "أبحرت سفينة مادلين لكسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، حاملة رسالة الأخوة والتضامن والمساعدة، فواجهها الاحتلال بالإرهاب والخطف، ليؤكد مرة أخرى طبيعته العدوانية المعادية للإنسان والحرية والقيم الإنسانية".

وقال المنتدى: "ندين بشدة هذا العمل الإجرامي والقرصنة البحرية التي ارتكبتها قوات الاحتلال"، وطالب "بالإفراج الفوري عن جميع المتطوعين المختطفين، ونعتبر استمرار احتجازهم عملا عدوانيا يجب أن يُواجَه بموقف دولي حازم".

وأكد البيان أن "الحصار المفروض على قطاع غزة هو جريمة إنسانية مستمرة، ويجب أن يكون كسره هدفا مشتركا لكل برلمان حر وكل ضمير حي في هذا العالم"، مشددا على أن "أحرار سفينة "مادلين" لم يُسكتهم الصمت العالمي على الجريمة، ولم تُثنهم التهديدات عن أداء واجبهم الإنساني".

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعترضت فجر الاثنين السفينة مادلين التي كانت تحمل مساعدات رمزية؛ في المياه الدولية وسحبتها إلى ميناء أسدود، حيث تم اعتقال النشطاء الذين كانوا على متنها، قبل أن يتم إطلاق أربعة منهمم وترحيلهم إلى الخارج، فيما أحيل الباقون للمحاكمة.

وكان طاقم السفينة يضم 12 ناشطا وناشطة، يحمل نصفهم الجنسية الفرنسية، على رأسهم عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن، والناشط السياسي باسكال موريراس، والناشط البيئي ريفا فيارد، والصحفي في قناة الجزيرة مباشر عمر فياض، والطبيب والناشط بابتيست أندريه، والصحفي يانيس محمدي، والناشطة السويدية غريتا ثونبرغ، والناشطة الألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، والناشط البرازيلي تياغو أفيلا، والناشط السياسي التركي شعيب أوردو، والناشط السياسي الإسباني سيرجيو توريبيو، وطالب الهندسة البحرية الهولندي ماركو فان رين.


من جهة أخرى، حيّا المنتدى المسيرة المغاربية التي انطلقت من دول المغرب العربي ووصلت إلى ليبيا، في طريقها إلى غزة برا، وقال "إن هذه القافلة تمثل صورة مشرقة من صور التضامن الشعبي والبرلماني في العالم الإسلامي، وتعبّر عن الإصرار الحي للأحرار في مواجهة الاحتلال وكسر الحصار رغم الأخطار والتحديات، وتؤكد أن العمل الإنساني لن يتوقف أمام بطش المعتدى"، حسب البيان.

ويضم "المنتدى الإسلامي للبرلمانيين الدوليين" 812 برلمانيا حاليين وسابقين؛ "يمثلون الأحزاب التي تتبنى الفكرة الإسلامية داخل المجالس التشريعية". وقد شارك في تأسيسه 27 دولة من العالمين العربي والإسلامي قبل أكثر من عشرين سنة، وهو مسجل رسميا في بريطانيا. ويرأس المنتدى حاليا السياسي الجزائري عبد المجيد مناصرة.

مقالات مشابهة

  • دولة الاحتلال ترحل ستة ناشطين آخرين من سفينة مادلين
  • 151 هيئة حقوقية ومدنية تطالب بالإفراج عن نشطاء “سفينة مادلين” وكسر الحصار عن غزة
  • الاحتلال يرحل ناشطا تركيا إلى ألمانيا بعد احتجازه على متن مادلين
  • الاحتلال يرحل ناشط تركي إلى ألمانيا بعد احتجازه على متن مادلين
  • برلمانيون إسلاميون: اختطاف السفينة مادلين جريمة صهيونية جديدة
  • الاحتلال يمدد احتجاز 8 نشطاء من مادلين.. وتحذير من انتهاكات جسيمة
  • نشطاء سفينة مادلين يرفضون مشاهدة أفلام الاحتلال عن السابع من أكتوبر
  • بيان صادر عن مكتب الإعلام الدولي بدولة قطر رداً على التقارير المفبركة التي تم تداولها على وسائل الإعلام الإسرائيلية
  • واحد من أصل 6 نشطاء فرنسيين من فريق سفينة “مادلين” وافق على الترحيل من إسرائيل.. فما مصير الآخرين؟