تركيا الآن:
2025-07-29@08:36:23 GMT

أزمة لدفن المسلمين في أوروبا

تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT

في 2020، توفي علي، شقيق سومبول تاراكجيلار البالغ من العمر 40 عامًا، في هامبورغ بعد معاناة طويلة مع المرض. وعلى عكس عادة معظم أقاربه الذين دُفنوا في تركيا، كان علي يرغب في دفنه في ألمانيا، البلد الذي عاش فيه معظم حياته حيث يمكن لأطفاله الصغار زيارته بانتظام.بعد وفاته، طلبت أخته من البلدية المحلية تخصيص قبر له، لكنها واجهت قائمة انتظار طويلة في جميع المقابر الثلاثة التي تضم أقسامًا للمسلمين، دون معرفة موعد توفر مكان للدفن.

قالت سومبول: “تشعر وكأن قريبك يعذب هناك، وتشعر بأنك تُعذب أيضًا، تشعر بالذنب”.

يواجه المسلمون في أوروبا، التي يقدر عددهم بأكثر من 25 مليون نسمة، أزمة متصاعدة في دفن موتاهم. فالأقارب في دول مثل ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا يضطرون إما لدفع آلاف اليوروهات لإعادة جثامين موتاهم إلى بلدان ذات أغلبية مسلمة، أو انتظار أماكن دفن نادرة تتوافق مع الطقوس الإسلامية، كدفن الأجساد في أكفان وعموديتها باتجاه مكة.

دراسة أعدها أوزغور ألوداغ، مدير مؤسسة دفن في هامبورغ، أوضحت أن الجيل الأكبر سناً يفضل الدفن في بلدانهم الأصلية، بينما يختار الشباب دفنهم في أوروبا لتمكين عائلاتهم من زيارة قبورهم بسهولة، إلا أن ندرة الأماكن تضطر العائلات للانتظار أو الدفن في مواقع بعيدة.

ولا توجد بيانات موحدة على مستوى أوروبا حول أماكن دفن المسلمين، إذ تتفاوت المعلومات حسب البلديات أو الأبرشيات، وتتباين الأعداد بحسب حجم المجتمعات. فمثلاً، هامبورغ تضم خمسة مقابر ذات أقسام للمسلمين، بينما بلدة جيستلاند تبعد 100 كيلومتر فقط ويخصص لها 4 قبور فقط.

تحدث خبراء في مجال الدفن من ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة عن تصاعد المشاكل المتعلقة بندرة الأماكن وتكاليف الدفن، إضافة إلى تعرض بعض القبور لأعمال تخريبية من قبل متطرفين يمينيين. ويتوقع أن يتضاعف عدد المسلمين في أوروبا بحلول عام 2050، مما يستوجب إيجاد حلول عاجلة لأزمة الدفن.

تُعد الجالية التركية في ألمانيا الأكبر بين المسلمين، وتم تطوير نظام متكامل لإعادة جثامين الموتى إلى تركيا بسرعة وكفاءة، بالتعاون بين المساجد والسفارة التركية وخطط تأمين متخصصة تحمي العائلات من التكاليف الباهظة. وفي المقابل، تعاني الجاليات المسلمة الأخرى من نقص في البنية التحتية، مما يزيد الضغط على الأماكن المتاحة في ألمانيا.

اقرأ أيضا

تفاصيل فضيحة جنسية جديدة لهارفي واينستين.. “مفترس جنسي…

الخميس 12 يونيو 2025

يوجد في ألمانيا 327 مقبرة تخدم 5 ملايين مسلم، معظمها أقسام ضمن مقابر مسيحية، ما يجعل عملية الدفن مرتبطة بجداول عمل تلك المقابر. على سبيل المثال، الوفاة يوم الجمعة تعني غالبًا تأخير الدفن حتى الثلاثاء بسبب إغلاق عطلة نهاية الأسبوع. كما تمنع بعض البلديات دفن الموتى في الأكفان، ما يضطر العائلات للسفر لمسافات طويلة للعثور على أماكن مناسبة.

توضح القوانين الأوروبية، ومنها في ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، حرية المعتقد الديني التي تضمن حق المسلمين في دفن موتاهم وفق معتقداتهم. ومع ذلك، يواجه المسلمون عقبات كبيرة. ففي إيطاليا واليونان، تقتصر معظم القبور على الطوائف المسيحية، ويعاني عدد كبير من المقابر من نفاد المساحات. أما في فرنسا، فالقوانين العلمانية تمنع وجود مقابر خاصة للمسلمين سوى في مناطق محدودة مثل ستراسبورغ.

المصدر: تركيا الآن

كلمات دلالية: حقوق المسلمين الدينية فی ألمانیا فی أوروبا

إقرأ أيضاً:

علماء المسلمين: مصر قادرة على قيادة تحالف دولي لإنهاء الحرب ورفع حصار غزة

أكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن مصر تمثّل الدولة المحورية الأولى في جهود كسر الحصار عن قطاع غزة، مشددًا على أن القاهرة تمتلك مفاتيح المبادرة لوقف الحرب المستمرة، خاصة إذا قاد الشعب المصري والأزهر الشريف والقيادة السياسية تحالفًا إقليميًا بالتعاون مع تركيا والسعودية وقطر.

وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور علي محمد الصلابي، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن الاتحاد الفعلي بين الكتلة العربية والإسلامية ـ من إندونيسيا وماليزيا وتركيا وصولًا إلى دول الخليج العربي ودول المغرب العربي ـ كفيل بخلق ضغط سياسي وإنساني دولي حقيقي قادر على فرض وقف لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وإنهاء معاناة ملايين المدنيين الفلسطينيين.

وأشار الصلابي إلى أن مصر ليست فقط بوابة جغرافية، بل هي ركيزة سياسية وروحية للعالم الإسلامي، مؤكدًا أن الفرصة التاريخية أمام القاهرة الآن هي في توجيه دفة المبادرة لوضع حد لمعاناة الفلسطينيين، داعيًا في الوقت نفسه الشعب المصري إلى الوقوف بثقله مع القضية الفلسطينية، كما فعل دائمًا في محطات تاريخية مفصلية.

ونوّه الصلابي إلى ضرورة بلورة موقف جماعي واضح لدول الخليج وتركيا وباكستان وقطر والسعودية، داعيًا إياها إلى الانضمام لتحالف صريح يدعم الجهود المصرية لوقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، مضيفًا: "إذا توحّد صوت العالم الإسلامي، فلن تستطيع أي قوة أن تستمر في الحرب أو أن تفرض حصارًا على أطفال ونساء غزة."

وشدد على أن أي جهد مخلص لوقف الحرب ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني هو موضع ترحيب، سواء كان على المستوى الشعبي أو الرسمي أو من خلال المؤسسات الدينية والإنسانية المستقلة.

وجدّد الصلابي دعوته إلى الأزهر الشريف باعتباره "منارة الاعتدال والقيادة الروحية للعالم الإسلامي"، من أجل أخذ زمام المبادرة وتحريك الضمير العالمي، والعمل مع علماء الأمة لإطلاق تحالفات واسعة تستند إلى شرعية دينية وأخلاقية، وليس فقط سياسية.

وأضاف: "الحل بيد مصر والأزهر والشعب المصري، وإذا توفّر لهم الدعم من الدول الكبرى في العالم الإسلامي، يمكنهم أن يقودوا تكتلًا إقليميًا ودوليًا يُجبر الاحتلال على وقف الحرب فورًا".

السيسي يناشد ترامب.. والمساعدات تتحرك من مصر

تتزامن تصريحات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مع تصاعد التحركات الدبلوماسية المصرية لاحتواء الكارثة الإنسانية في غزة. فقد وجّه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يوم الاثنين، نداءً عامًا إلى المجتمع الدولي، وخاصة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لحثه على بذل الجهود الكفيلة بوقف الحرب وإنهاء الحصار.

وقال السيسي في خطاب رسمي بثه التلفزيون المصري: "أوجه نداءً خاصًا للرئيس ترامب، لأن تقديري له الشخصي، بإمكانياته، بمكانته، هو القادر على إيقاف الحرب وإنهاء هذه المعاناة."

وأضاف: "نبذل أقصى جهد خلال هذه الفترة الصعبة لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء هذه الأزمة"، مؤكدًا أن مصر لا تمنع المساعدات عن القطاع، لكنها بحاجة إلى التنسيق الكامل مع الجانب الإسرائيلي لتأمين مرور القوافل.

وقد بدأت بالفعل شاحنات مساعدات بالتحرك من مصر نحو قطاع غزة، في وقت أعلنت فيه إسرائيل عن هدن إنسانية مؤقتة وممرات آمنة في بعض مناطق القطاع، رغم استمرار الحرب وغياب اتفاق وقف إطلاق نار شامل، بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة في الدوحة.

في المقابل، شدد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على أن الحل لا يكمن في مبادرات إنسانية قصيرة، بل في فتح ممرات ثابتة وتدفق طويل الأمد للإمدادات، محذرًا من اقتراب غزة من مجاعة شاملة تهدد حياة أكثر من 100 ألف طفل.




غزة تحت الحصار والمجاعة

وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، حيث تتقاطع المجاعة مع حرب إبادة جماعية، تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدعم أمريكي، وسط تجاهل صارخ لكل النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية.

وتواصل إسرائيل منذ 2 مارس/آذار الماضي إغلاق معابر غزة بالكامل أمام المساعدات الإنسانية والطبية، في تصعيد واضح لسياسة التجويع، بينما تحذّر منظمات أممية من خطر موت جماعي وشيك.

وبحسب أحدث إحصائية من وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، بلغ عدد الوفيات بسبب المجاعة وسوء التغذية حتى يوم الأحد 133 شهيدًا، بينهم 87 طفلًا. في حين تخطّى العدد الإجمالي لضحايا الحرب، وفقًا للوزارة، 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود ومئات آلاف النازحين.

وأكد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن المرحلة الراهنة تتطلب تحالفًا حقيقيًا لا بيانات رمزية، مشيرًا إلى أن المبادرة الإسلامية يجب أن تنطلق من الأزهر الشريف والشعب المصري، بدعم صريح من قطر والسعودية وتركيا والدول الكبرى في العالم الإسلامي.

ويختم الدكتور الصلابي بالقول: "إذا التقى صوت الأزهر وضمير الأمة مع الإرادة الشعبية والقرار السياسي، فلن تقف أي قوة أمام إنهاء الحرب وإنقاذ أهل غزة."


مقالات مشابهة

  • تقرير يحذر من أزمة شوكولاتة في أوروبا بسبب الانهيار المناخي
  • أقسام تشترط اختبارات القدرات للقبول بجامعة الأزهر.. تعرف عليها
  • في الجنوب.. جزء من ملعب يتحوّل إلى مكان لدفن الشهداء
  • تجمع العلماء المسلمين: الضغوط الأميركية بلغت حد التهديد
  • علماء المسلمين: مصر قادرة على قيادة تحالف دولي لإنهاء الحرب ورفع حصار غزة
  • الداخلية تتخذ الإجراءات ضد مروجيها.. الإخوان تواصل نشر مقاطع عن واقعة احتجاز الضابط المفبركة
  • تعميم نشرة بأقسام الجمهورية للتعرف على غريقة نيل الوراق
  • قلق المسلمين بعد تخريب مساجد تكساس وكاليفورنيا
  • قلق بين المسلمين بعد أعمال تخريب في مساجد بتكساس وكاليفورنيا
  • قبول طالبات قنا في أقسام صيانة الإلكترونيات والطاقة الشمسية