الأردن.. وقف فرح يؤمّن عودة آلاف اللاجئين السوريين إلى قراهم
تاريخ النشر: 12th, June 2025 GMT
هديل غبّون
عمّان، الأردن (CNN)-- وسط أهازيج الفرح والاحتفالات الشعبية، يستقبل متطوعو مبادرة "وقف فرح"، عائلات اللاجئين السوريين الذين عادوا حديثًا إلى بلداتهم وقراهم بعد سنوات من التهجير واللجوء في الأردن وتركيا، إذ تتيح هذه المبادرة للاجئين السوريين فرصة العودة الطوعية، مع تحمّل التكاليف اللازمة لنقلهم مع أمتعتهم وايصالهم أحيانًا إلى أحيائهم التي خرجوا منها.
وخلال الأسابيع الماضية، نجحت المبادرة التي أسسها رجل الأعمال السوري رهيف حاكمي مع بداية الأزمة في سوريا، في نقل قرابة ألفي لاجئ سوري من الأردن إلى المدن والبلديات السورية، وذلك بالتنسيق مع الحكومة الأردنية والهلال الأحمر الإماراتي، بحسب ممثل المبادرة في الأردن إيهاب البكري.
ويقول البكري في حديث لموقع CNN بالعربية، إن فكرة تأمين عودة اللاجئين السوريين بدأت بعد سقوط النظام السابق، بينما ركزّت المبادرة في الأردن على إطلاق حملات نقل للعائلات السورية من المخيم الإماراتي الأردني EJC مؤخرًا، وذلك بالتنسيق مع الحكومة الأردنية.
ويضيف البكري بالقول: "تم تأسيس مبادرة "وقف فرح" المُسجل في تركيا، منذ بداية الأزمة في سوريا لمساعدة اللاجئين الذين هجروا من وطنهم، إضافة إلى غير السوريين في بلدان مختلفة ضمن أنشطة خيرية وتطوعية مختلفة. ومؤخرًا بدأت المبادرة عملها بإطلاق حملات لنقل العائلات السورية من المخيم الإماراتي في الأردن على ضوء إجراء مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مسحًا، أظهر أن 70% من اللاجئين فيه، يرغبون بالعودة الطوعية إلى سوريا".
وتعتمد الحملات لمبادرة "وقف فرح"، على "تمكين العائلات وبشكل جماعي" على وجه الخصوص، من العودة إلى سوريا مع تحمّل تكاليف نقلهم مع أمتعتهم، حيث سيّرت المبادرة أكثر من 15 حملة من الأردن حتى الآن، شملت نقل قرابة ألفي لاجئ، فيما نجحت في إعادة الآلاف من تركيا إلى سوريا.
ونشرت تقارير صحفية محلية في مايو/أيار الماضي، قرار توقف عمل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في المخيم الإماراتي في المملكة، الذي تصل طاقته الاستيعابية إلى 5 آلاف لاجىء، وإغلاقه اعتبارا من بداية يوليو/ تموز، حيث تم تشغيل المخيم في 2013 بدعم كامل من هيئة الهلال بالتنسيق مع السلطات الأردنية.
وتنتهج المبادرة نهجا يتجاوز تأمين "العودة" الطوعية للعائلات السورية، إلى ماهو أبعد من ذلك بحسب البكري، حيث تترافق العودة مع تأمين العائلات بسلة غذائية وبعض المستلزمات الأساسية لنحو شهر، مع حصر ذلك على العائلات واستقبالهم في أجواء احتفالية شعبية تنقل لهم "شعور الطمأنينة" بعد سنوات من اللجوء والخوف".
ويضيف البكري: "نحرص على أن تكون العودة ليست فقط انتقالًا ماديًا، بل فرحة حقيقية. لذلك ننظم احتفالات ترحيبية، خاصة للجيل الجديد الذي لم يعرف وطنه، ونحرص على إيصال العائدين إلى مناطقهم مباشرة."
ونقلت للآن مبادرة "وقف فرح" مئات العائلات إلى مناطق في درعا وحمص وريف دمشق، وعاد قرابة نصف سكان المخيم الإماراتي فيما انتقل آخرين إلى مخيمات أخرى بسبب التزامات متعلقة بالدراسة أو لأسباب اقتصادية، حيث من المتوقع إخلاء المخيم بالكامل تدريجيا حتى نهاية الشهر الحالي، بحسب رغبة اللاجئين.
ويؤكد البكري أن المبادرة ممولة بالكامل من موارد عائلة الدكتور رهيف حاكمي الذي يدير مجموعة أرمادا العقارية ، كما أن المبادرة لا تعتمد على جمع التبرعات بل هي وقف خيري للعائلة، وتركز على تأمين عودة اللاجئين الذين تمت الموافقة على عودتهم، من خلال الأمم المتحدة والحكومة الأردنية.
ويشير البكري، إلى أن المبادرة تسعى للتوسع في تأمين عودة اللاجئين إلى سوريا من المخيمات الأخرى كالأرزق والزعتري، فيما يجري بحث استهداف بعض اللاجئين من غير الميسورين من خارج المخيمات أو "الغارمين" منهم بمبالغ محدودة.
ومن الناحية الاقتصادية، يرى البكري أن عودة اللاجئين تنعش الحياة في المناطق التي يعودون إليها، إذ تبدأ عجلة الاقتصاد بالدوران مع زيادة الطلب على السلع والخدمات. وقال: "إنها دورة اقتصادية حقيقية تخلق فرص عمل وتنشط الأسواق المحلية."
وأشاد البكري بالتعاون المشترك مع الحكومة الأردنية وإدارة المخيمات، وكذلك الإجراءات الحدودية سواء على الجانب الأردني أو على الجانب السوري. وأضاف" نحن لا نتعامل مع اللاجئين بشكل مباشر، بل تصلنا كشوفات الأسماء من خلال المفوضية والحكومة الأردنية، ولكن مشاهد تعاون رجال الأمن الأردنيين عند مساعدة اللاجئين عند تخليص الإجراءات والصعود إلى الحافلات بحد ذاتها، تعكس أبعادا إنسانية لامثيل لها"، وأضاف" يشعر اللاجئون بأمان أكبر عند العودة ضمن قوافل منظمة."
وتؤمن في الوقت ذاته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، عودة الراغبين من اللاجئين إلى سوريا وفق إجراءات محددة، بالتعاون مع عدد من المنظمات وبشكل مجاني .
وتشير أحدث الإحصاءات المتعلقة بأعداد اللاجئين السوريين العائدين من الأردن، إلى عودة قرابة 78 ألف لاجىء سوري بينهم 17 ألفا من القاطنين في المخيمات، وذلك حتى الأيام العشرة الأولى من شهر حزيران الجاري من المتوقع زيادتهم مع انتهاء العام الدراسي.
"الأردن يوقّع اتفاقية مقر مع حلف الناتو لاستضافة مكتب ارتباط دبلوماسي في عمّان"
(CNN)-- وقّع الأردن وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الخميس، اتفاقية استضافة مكتب الارتباط الدبلوماسي للحلف في العاصمة عمّان.
ووقّع الاتفاقية عن الجانب الأردني السفير المعتمد لدى حلف الناتو السيد يوسف البطاينة، وعن الحلف المُمثل الخاص للجوار الجنوبي السيد خافيير كولومينا، وذلك خلال مراسم رسمية أُقيمَت في المقر الرئيسي لإدارة الحلف في بروكسل.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز التواصل الدبلوماسي والحوار السياسي بين المملكة والحلف، لا سيما تكثيف برامج الدعم والشراكة للأردن في مجال بناء القدرات، ومواجهة التحديات، وتعزيز التنسيق والتعاون الإقليمي في مجالات منها الأمن ومكافحة الإرهاب، وإدارة الأزمات، والأمن السيبراني، والحماية المدنية، والتعاون العلمي، والتغير المناخي.
وأكّد السفير البطاينة أن توقيع الاتفاقية يُمثل خطوة متقدمة في مسار الشراكة الاستراتيجية التي تمتد لعقود بين الأردن والناتو، كما أن اختيار عمّان لافتتاح أول مكتب للناتو في المنطقة يُجسّد الدور الفاعل والمحوري الذي تضطلع به المملكة في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
من جهته، أشاد مُمثل الأمين العام السيد كولومينا بالعلاقات المتميزة مع المملكة الأردنية الهاشمية، مُثمّنًا استضافة الأردن للمكتب ودور الأردن المحوري في المنطقة، باعتباره شريكًا موثوقًا للحلف في مجالات متعددة.
ويُعد الأردن أحد الشركاء الأساسيين للناتو من خارج الحلف، ويستفيد الأردن من العديد من برامج ومبادرات الحلف الهادفة إلى تعزيز بناء القدرات الدفاعية والمدنية والتنسيق في مواجهة التحديات.
الأردناللاجئون السوريوننشر الخميس، 12 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: اللاجئون السوريون اللاجئین السوریین المخیم الإماراتی عودة اللاجئین الإماراتی فی فی الأردن من الأردن إلى سوریا وقف فرح
إقرأ أيضاً:
عودة كبرى للاجئين السوريين: بداية مرحلة جديدة في الإعمار بعد سقوط النظام
البلاد _ دمشق
تشهد سوريا تحولات ديموغرافية واجتماعية كبرى مع عودة مئات الآلاف من اللاجئين إلى البلاد، بعد سقوط نظام بشار الأسد وتشكيل حكومة جديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع. وتُعد هذه العودة إحدى أبرز المؤشرات على بداية مرحلة جديدة من إعادة بناء الدولة والمجتمع بعد أكثر من عقد من الحرب والدمار.
ووفق معطيات من منظمات مختصة، فقد عاد أكثر من نصف مليون لاجئ سوري إلى بلدهم خلال الأشهر الستة الماضية، معظمهم من تركيا، التي كانت من أكبر الدول المضيفة للاجئين السوريين على مدى أكثر من 10 سنوات.
عادت الحياة تدريجياً إلى أحياء كانت شبه مهجورة في شمال سوريا، خصوصاً في مناطق حلب وريف دمشق ودرعا والحسكة، حيث بدأ العائدون بترميم منازلهم المدمرة أو إعادة بنائها، كما أعيد فتح محال وأسواق صغيرة في عدة بلدات كانت متوقفة عن العمل منذ سنوات.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن بعض العائدين شرعوا في استئناف نشاطهم المهني الذي كانوا يمارسونه في تركيا، مثل الورش الصغيرة، الأعمال الزراعية، الحرف التقليدية، بل وافتُتحت مشاريع جديدة بدعم من منظمات دولية ومحلية بدأت بتوجيه برامجها نحو دعم التعافي المبكر.
بحسب مصادر من “جمعية اللاجئين”، فإن الغالبية العظمى من العائدين هم من النساء والأطفال وكبار السن، لكنّ نسبة ملحوظة من الشباب بدأت تعود في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد وعود حكومية بإعفاءات من الخدمة العسكرية ودمجهم في برامج تدريب وإعادة توطين.
وتُظهر هذه العودة رغبة متزايدة لدى السوريين في استعادة حياتهم في وطنهم، رغم الصعوبات، ما يشكل رافعة بشرية مهمة في عملية إعادة الإعمار المجتمعي والاقتصادي.
تتركز العودة إلى المناطق التي شهدت استقراراً نسبياً وأُعيد فتح معابرها، مثل محافظات درعا، دير الزور، وريف حلب، فيما بدأت الحكومة السورية الجديدة بإنشاء مراكز استقبال مؤقتة للعائدين، إضافة إلى برامج سكنية وتنموية في المناطق المحررة من النزاعات المسلحة.
وتسعى دمشق بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة إلى تسريع تنفيذ خطة وطنية لإعادة دمج اللاجئين في مجتمعاتهم الأصلية، عبر توفير التعليم، الرعاية الصحية، وفرص العمل، ما يُعزز مناخ الاستقرار ويقلل من دوافع الهجرة مجدداً.
وتُعزى هذه العودة الجماعية إلى التغير السياسي الجذري الذي شهدته سوريا أواخر عام 2024، حيث منح التغيير السياسي كثيراً من السوريين الثقة ببدء صفحة جديدة، خصوصاً مع تعهد الرئيس أحمد الشرع بتوفير مناخ سياسي ومجتمعي آمن وبيئة قانونية تحفظ كرامة العائدين.
وفي تصريح سابق، أشار الشرع إلى أن “اللاجئين هم عماد عملية النهوض”، مضيفاً أن الحكومة ستُركّز على إعادة تأهيل البنى التحتية وخلق فرص سريعة في مجالات الزراعة والبناء والتعليم لاستيعاب الطاقات البشرية العائدة من الخارج.
رغم الترحيب الواسع بهذه العودة، إلا أن التحديات لا تزال قائمة، خاصة في ما يتعلق بإزالة آثار الدمار، وتوفير الخدمات الأساسية، وإعادة الثقة بين الدولة والمواطن. لكن المؤشرات الأولية توحي بأن عجلة الإعمار بدأت تدور فعلياً بفضل الإرادة المحلية والعودة البشرية المكثفة.
ويأمل السوريون، داخل البلاد وخارجها، أن تشكل هذه العودة بداية جديدة نحو استقرار دائم وتنمية مستدامة، تضع حداً لسنوات طويلة من الشتات واللجوء والمعاناة.