الجزيرة:
2025-06-16@09:57:19 GMT

مسعفون بغزة يروون معاناتهم تحت القصف الإسرائيلي

تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT

مسعفون بغزة يروون معاناتهم تحت القصف الإسرائيلي

غزة- مع دخول ساعات الليل الأولى، وصلت إشارة استغاثة لطاقم الإسعاف والطوارئ في الخدمات الطبية للتحرك لإنقاذ مصابين وانتشال شهداء، عقب استهداف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي شقة سكنية في حي التفاح شمال قطاع غزة.

خلال دقائق، وصلت سيارة إسعاف تقل ثلاثة أفراد من طواقم الإنقاذ يرافقهم مصور صحفي إلى مكان الحدث، وسارعوا إلى الصعود إلى البناية السكنية مستعينين بكشافات إنارة لتبديد الظلام الحالك الذي يخيم على المكان، وسط صراخ النساء والأطفال الموجودين في الداخل، بينما ظل سائق الإسعاف داخل المركبة التي تظهر عليها الإشارات الدالة، كالضوء الأحمر، مستعدا للتحرك تجاه المستشفى فور عودة زملائه.

وبعد وقت قصير من محاولات الإنقاذ، دكَّت مدفعية الاحتلال المكان بقذيفة ثانية، حينها تحولت الضوضاء إلى صمت مطبق، وتطايرت الحجارة في الطريق الذي غطاه الدخان والبارود دون معرفة مصير المسعفين الذين كانوا داخل المبنى.

فقد نجله وزملاءه

استنجد سائق الإسعاف بمدير وحدة الإسعاف والطوارئ في الخدمات الطبية فارس عفانة، الذي هرع للمكان رفقة طاقم إنقاذ إضافي، لكن خطورة الأوضاع الميدانية اضطرتهم للانسحاب وقد حالت دون استكمال المهمة.

وتملَّكت الأحزان والدموع طاقم الإنقاذ، وراح عفانة يرقب عقارب الساعة منتظرا بزوغ الفجر، حيث كان نجله "براء" المتطوع ضمن طاقم الإسعاف الذي لا يزال يوجد داخل البناية السكنية دون أن يعلم شيئا عن حالتهم الصحية.

إعلان

وعند السادسة والنصف صباحا عاد عفانة والطاقم المنهك للبحث عن زملائهم المفقودين، فوجدوا أجسادهم أشلاء بعدما أصابتهم القذيفة المدفعية مباشرة، لينضموا إلى قافلة طويلة ضمت عشرات الشهداء والأسرى والمصابين من طواقم الإسعاف والخدمات الطبية.

يقول فارس عفانة الذي فقد ابنه وزملاءه في الاستهداف الأخير للطواقم الطبية يوم 9 يونيو/حزيران الجاري، إنهم يعملون في دائرة الخطر الشديد، ويتوقعون الاستشهاد أو الإصابة في كل مهمة، لأن الاحتلال كرَّر اعتداءه المباشر على الطواقم الطبية منذ بداية الحرب على غزة.

ويسيطر الحزن على ملامح عفانة الذي انتهى من تشييع نجله وزملائه، وعاد ليستكمل عمله في إسعاف المصابين بعدما كثفت إسرائيل غاراتها على المناطق الشمالية والشرقية لمدينة غزة، رغم محاولات الاحتلال إخراج الخدمات الإسعافية عن الخدمة بشتى الوسائل.

ويضيف عفانة للجزيرة نت، أنه وفي ليلة العيد التقط كوادر الإسعاف صورة تذكارية، وكأنهم يودعون بعضهم بعضا، وما هي إلا ساعات حتى استشهد ثلاثة منهم، ومع ذلك "نواصل عملنا الإنساني الذي كفلته جميع القوانين الدولية، وجرّمت استهداف العاملين فيه خاصة بأوقات الحروب".

سيارة إسعاف تعرضت لاستهداف مباشر من قوات الاحتلال خلال الحرب (الجزيرة) قطاع الاتصالات

وكان لفقد عفانة ابنه وزملاءه وقع ثقيل عليه وعلى بقية طاقم الإسعاف، ومع ذلك يستمرون في مهمتهم رغم صعوبتها، بعد إخراج معظم المستشفيات عن الخدمة، ومنع توريد الوقود الخاص لعمل مركبات الإسعاف، وشح المعدات المستخدمة في الإسعافات الأولية ومحاولات إنقاذ الحياة.

يستذكر عفانة حصار الاحتلال لمحافظة شمال قطاع غزة مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتعمُّده حرق وتجريف مركبات الإسعاف والدفاع المدني في الأيام الأولى من العدوان، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي يريد من استهداف خدمات الإسعاف والإنقاذ والمستشفيات إعدام أي محاولة لإنقاذ الحياة، وبالتالي دفع الفلسطينيين إلى ترك أماكن سكنهم قسرا.

إعلان

وزيادة في تعقيد عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني أعادت قوات الاحتلال قبل أيام قطع الاتصالات عن معظم مناطق قطاع غزة، ما حال دون تمكن المواطنين من التواصل مع مراكز الإسعاف والطوارئ للإبلاغ عن أماكن الاستهداف الإسرائيلي، ما يضطر الطواقم الطبية للتحرك بناءً على رصد أصوات الانفجارات والدخان المنبعث من الأماكن المستهدفة، حسب عفانة.

المسعفون في غزة في صورة جماعية قبل استشهاد بعضهم  (إعلام الخدمات الطبية) اعتقال وتعذيب

وفي الأثناء يجلس المسعف حاتم العجرمي متأهبا لاستقبال أي إشارة استهداف إسرائيلي للانطلاق رفقة طواقم الإنقاذ، فقد عاد ليكمل عمله فور إطلاق الاحتلال سراحه خلال مراحل تبادل الأسرى في فبراير/شباط الماضي، بعد قضائه نحو 4 أشهر داخل السجون الإسرائيلية.

ويسرد العجرمي للجزيرة نت، تفاصيل مؤلمة لاعتقاله رفقة الطواقم الطبية من داخل مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة عقب اقتحامه في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حينما تعرض للإهانة وإجباره على خلع كامل ملابسه، وتقييده أياما كثيرة داخل معتقل سدي تيمان الذي ذاع صيته بالتعذيب الوحشي للمعتقلين الفلسطينيين، حيث خضع للتحقيق على خلفية عمله الإنساني وإنقاذه المصابين.

ويعيش العجرمي وسط دوامة من الدماء والأشلاء، فهو لم ينقطع عن عمله منذ بداية الحرب إلا أثناء اعتقاله، وشاهد كثيرا من أهوال العدوان الإسرائيلي، ومع ذلك يواصل مهمته "الصعبة" حسب وصفه.

ويقول العجرمي "لا يمكن وصف اللحظات المؤلمة أثناء انتشال جثامين زملائي المسعفين، بعدما كانوا يرافقونني على مدار الساعة، ورغم ذلك، علينا الاستجابة في بعض الأحيان لعدة إشارات في آن واحد، بسبب كثافة القصف الإسرائيلي".

وفي أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة بغزة حصلت عليها الجزيرة نت، فإنه منذ بدء العدوان على قطاع غزة، قتلت إسرائيل 1580 من الطواقم الطبية، واعتقلت 362، ودمرت 38 مستشفى، و82 مركزا طبيا، و164 مؤسسة صحية، و144 سيارة إسعاف.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الطواقم الطبیة الخدمات الطبیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

القسام تستهدف قوة إسرائيلية داخل أحد المنازل في بيت لاهيا (شاهد)

بثت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الأحد، مشاهد مصورة لاستهداف مقاتليها قوة إسرائيلية داخل أحد المنازل في مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وأشارت كتائب القسام عبر قناتها بمنصة "تيلغرام" إلى أن هذه المشاهد ضمن سلسلة عمليات "حجارة داود"، واستهدفت قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل، إلى جانب استهداف قوة إسرائيلية أخرى راجلة في منطقة "العطاطرة" في بيت لاهيا شمال القطاع.

كتائب القسام: ضمن سلسلة عمليات "حجارة داود".. مشاهد من استهداف قوة لجيش الاحتلال بعد تحصنها داهل منزل، واستهداف قوة أخرى راجلة بمنطقة العطاطرة في بيت لاهيا. pic.twitter.com/VeIyJGD1ts

— Saeed Ziad | سعيد زياد (@saeedziad) June 15, 2025
وفي وقت سابق، ذكرت الكتائب أن مقاتليها تمكنوا عصر السبت، من استهداف دبابة "ميركفاه" بقذيفة "تاندوم" شمال مفترق أبو شرخ بمنطقة "البطن السمين" جنوب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

ولفتت "القسام" في بيان آخر، إلى أنه بعد عودة مقاتليها من خطوط القتال، أكدوا أنهم قنصوا سائق جرافة عسكرية إسرائيلية في شارع المنطار شرق حي الشجاعية بمدينة غزة بتاريخ 08-06-2025م.

والسبت، أفادت القسام أيضا بقتل وإصابة عسكريين إسرائيليين، في كمين مركب نفذه مقاتلوها بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، في واقعة لم يعلق عليها أيضا جيش الاحتلال.


وارتفع عدد العسكريين الإسرائيليين القتلى منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى أكثر من 864، من بينهم 422 منذ بدء العملية البرية في 27 من الشهر ذاته.

وتشير المعطيات إلى إصابة 5 آلاف و930 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب بينهم 2693 بالمعارك البرية في قطاع غزة.

وتشمل المعطيات الضباط والجنود الذين قتلوا أو جرحوا في غزة والضفة الغربية ولبنان و"إسرائيل".

وخلافا للأرقام المعلنة، يُتهم جيش الاحتلال بإخفاء الأعداد الحقيقية لخسائره في الأرواح، خاصة مع تجاهل إعلانات عديدة للفصائل الفلسطينية بتنفيذ عمليات وكمائن ضد عناصره، تؤكد أنها تسفر عن قتلى وجرحى.

يأتي ذلك في سياق رد الفصائل الفلسطينية على حرب الإبادة الجماعية التي تشنها "إسرائيل" على قطاع غزة، بدعم أمريكي، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 183 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

مقالات مشابهة

  • الإسعاف الإسرائيلي: 15 مصابا إثر سقوط صواريخ إيرانية على حيفا
  • تجدد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وارتفاع أعداد الضحايا
  • القسام تستهدف قوة إسرائيلية داخل أحد المنازل في بيت لاهيا (شاهد)
  • ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 79 شهيدًا
  • الإسعاف الإسرائيلي: 3 قتلى و14 مصابًا إثر سقوط صواريخ إيرانية شمال إسرائيل.
  • 66 شهيدا بغزة بينهم 12 من ضحايا المساعدات وانقطاع كامل للإنترنت
  • من هو أبو الصواريخ الإيرانية الذي تردد اسمه بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي؟
  • شهداء وجرحى في قصف الاحتلال مناطق متفرقة من قطاع غزة
  • الإسعاف الإسرائيلي: مقتل 3 أشخاص وإصابة 172 آخرين جراء الضربات الصاروخية الإيرانية