دمشق-سانا

نظّمت وزارة الثقافة بالتعاون مع مبادرة قسطاس ورشة عمل تخصصية بعنوان “التراث الثقافي في سوريا بعد الحرب.. العقبات والصعوبات”، وذلك في إطار إعداد خطة وطنية شاملة لتطوير آليات العمل في مجال التراث الثقافي السوري، بظلّ الأضرار الواسعة التي طالت مختلف مكوناته، سواء المادية أو غير المادية.

وناقش المشاركون في الورشة جملة من القضايا التي تمسّ هذا القطاع الحيوي، بما في ذلك الجوانب الأمنية، واللوجستية، والإدارية، والتشريعية، والقانونية، إلى جانب التحديات المجتمعية والاقتصادية، والمخاطر البيئية والطبيعية، التي تهدد المواقع الأثرية والعناصر اللامادية للتراث على حد سواء.

وشكّلت الورشة منصة حوارية جامعة، لوضع لبنة أولية ترسم تصورات لتطوير آليات العمل المشترك بين المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني، تمهيداً لصياغة مشروع وطني يُعزّز الهوية السورية الجامعة، ويواكب تطلعات السوريين نحو مرحلة جديدة من التعافي الثقافي والمؤسساتي.

الوزارة: الانفتاح على الشراكة المجتمعية

وفي تصريح لـ سانا، أوضحت معاون الوزير لونا رجب، أن الورشة تندرج ضمن سلسلة من الجهود التي تبذلها الوزارة لتشخيص واقع التراث الثقافي السوري، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني، التي راكمت خبرة ميدانية واسعة خلال السنوات الماضية، ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تكامل أدوار المؤسسات الرسمية والمجتمع المدني في حماية التراث وخدمته.

قسطاس: أدوات تحليل حديثة وسياسات قائمة على الأدلة

وقال عبد السلام التيناوي، المدير التنفيذي لتنوين ميديا وأحد المبادرين في قسطاس: إن المبادرة تعتمد على أدوات تحليل وتقنيات حديثة في تقييم المخاطر، من خلال جمع الأدلة والبيانات وتقديمها إلى الجهات الفاعلة على المستويين الوطني والمحلي، لاتخاذ قرارات قائمة على معطيات دقيقة.

وأضاف التيناوي: إن قسطاس تسعى أيضاً إلى ربط السوريين في الخارج بالداخل، للاستفادة من خبراتهم في مجالات متعددة، ومنها التراث الثقافي، لوضع أسس مستدامة لإعادة الإعمار تعتمد على الشراكة والمعرفة.

قسطاس تمثّل سوريا في مؤتمر دولي بجنيف

بدوره أوضح بلال خلقي، مدير مكتب تنوين في دمشق وأحد المبادرين في قسطاس، أن المبادرة تطمح إلى أن تكون ممثلاً فاعلاً لسوريا في قضايا الصحة العامة، والزراعة، والمياه، والتراث الثقافي، ولفت إلى مشاركة مرتقبة في مؤتمر دولي بجنيف تموز المقبل، حيث ستعرض تحديات واحتياجات هذه القطاعات، ومنها ملف التراث الثقافي السوري.

المجتمع المدني: حماية التنوع والهوية

وأكّد عبد الله الحافي، من منظمة LACU، أن التراث الثقافي السوري، طالته أضرار الحرب تاركة آثاراً عميقة على الهوية الثقافية للسوريين، وأشار إلى أن الورشة مثّلت فرصة لتشخيص التحديات الراهنة التي تواجه قطاع التراث، والانطلاق نحو التفكير في حلول واقعية، في ظل وجود تصورات تنظر إلى التراث باعتباره أقل أولوية مقارنة بملفات أخرى، وشدّد الحافي على أن الحفاظ على هذا التراث يشكّل ضرورة لحماية التنوّع الثقافي في سوريا، ويتطلّب مواجهة خطابات الكراهية والتنميط، ورفض أي سردية تُقصي مكوّنات المجتمع، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن سوريا يجب أن تكون وطنًا يتّسع لجميع أبنائها.

شارك في الورشة معنيون في وزارة الثقافة من مديرية الآثار والمتاحف ومديرية التراث اللامادي، إلى جانب ممثلين عن منظمات المجتمع المدني من مختلف المحافظات، وعدد من الباحثين والمهتمين بالشأنين الثقافي والحقوقي.

تابعوا أخبار سانا على

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: التراث الثقافی السوری المجتمع المدنی

إقرأ أيضاً:

وزارة الصحة بالقضارف تبحث مكافحة فيروس الكبد الوبائي

بحث د. أحمد الأمين آدم المدير العام لوزارة الصحة والتنمية الاجتماعية بولاية القضارف والوزير المكلّف، خلال اجتماع عقده بمكتبه الأحد ، إعداد خطة متكاملة لمكافحة فيروس الكبد الوبائي بمحليتي وسط القضارف والفاو.وضمّ الاجتماع كلاً من الأستاذ أحمد آدم ممثل منظمة الصحة العالمية، البروفسور دفع الله علم الهدى مدير إدارة المنظمات والصحة الدولية والأستاذ محمد أبكر داوؤد مدير إدارة صحة البيئة بالوزارة، ود. كمال رحمة آدم مدير الشؤون الصحية بمحلية الفاو.وأكد الاجتماع على أهمية إعداد خطة شاملة لتقييم مدى انتشار فيروس الكبد الوبائي، والبدء في حملات تطعيم للفئات المستهدفة، إلى جانب تعزيز التوعية المجتمعية لرفع الوعي الصحي والوقاية من المرض، بما يسهم في الحفاظ على الصحة والسلامة العامة.كما تناول الاجتماع مجالات تدخل منظمة الصحة العالمية الأخرى، شاملة دعم استدامة خدمات المياه، وتعزيز نظام الترصد المرضي، وتدريب فرق الإستجابة السريعة، بالإضافة إلى استدامة عمل المحارق الطبية التي تم توفيرها بواسطة المنظمة، بما يضمن التخلص الآمن من النفايات الطبية والحد من مخاطر التلوث والعدوى.وأشاد الوزير المكلف بالشراكة الفعالة مع منظمة الصحة العالمية، مشدداً على ضرورة استمرار التعاون والتنسيق لمواجهة التحديات الصحية وتحقيق إستجابة فعالة ومستدامة تلبي إحتياجات المواطنين الصحية بالولاية.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الأكاديمية العربية ومحكمة الإسكندرية الاقتصادية تطلقان ورشة عمل مشتركة حول التحول الرقمي
  • ورشة عمل وطنية لتعزيز تكامل جهود إعداد المعلم العُماني
  • وزارة الصحة بالقضارف تبحث مكافحة فيروس الكبد الوبائي
  • أعضاء في غرفة تجارة دمشق يؤكدون أن الاتفاقيات التي وقعتها وزارة الطاقة ومجموعة شركات دولية ستخلق بيئة استثمارية خصبة في سوريا
  • مركز شباب مادبا النموذجي ينفذ ورشة عمل توعوية تناولت مفاهيم “رسالة عمّان”
  • هيئة التخطيط والإحصاء تقيم ورشة تدريبية لإجراء مسح وطني للقوى العاملة
  • “الاقتصاد كما نراه.. شباب اليوم قرار الغد”.. ورشة عمل تخصصية في حماة
  • سوريا تعلن إعادة فتح مجالها الجوي بشكل كامل أمام الطيران المدني
  • إضاءات على زيارة المركز الثقافي الملكي