السيادة الأردنية فوق كل اعتبار… وصمت الجاهلين أبلغ..
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم / الدكتوره زهور غرايبة
في خضم التصعيد العسكري المتسارع الذي يشهده الإقليم اليوم بين الكيان الصهيوني وإيران، يجد الأردن نفسه، من جديد، في قلب أزمة إقليمية متشابكة، لا علاقة له بها من حيث القرار أو الفعل، لكنه مضطر للتعامل مع تداعياتها المباشرة بحكم موقعه الجغرافي الدقيق في قلب منطقة مضطربة منذ عقود طويلة.
صواريخ باليستية ومسيرات عابرة تحلق في سماء المنطقة، بعضها يمر من فوق الأردن، وبعضها الآخر يُسقط قبل أن يصل إلى أهدافه، وكل ذلك يحدث فوق الأجواء الأردنية، تحت نظر الأردنيين وسمعهم، وسط حالة من التوتر الإقليمي والانشغال الشعبي بالتطورات المتسارعة.
وفي كل مرة ينجح فيها سلاح الجو الأردني في إسقاط هدف يخترق الأجواء الوطنية، تخرج بعض الأصوات – للأسف – بمحاولات عبثية لتسييس الموقف الوطني، مطلقةً اتهامات سطحية بأن الأردن يساهم في “الدفاع عن طرف” أو “يحمي الكيان”، متجاهلين بذلك أبسط قواعد الفهم السياسي والقانوني لمعنى السيادة وواجب الدولة في حماية حدودها.
إن مثل هذه الاتهامات، سواء صدرت عن سوء نية أو جهل عميق، تتجاهل الحقيقة الجوهرية التي كررتها القوات المسلحة الأردنية مرارًا: حماية السيادة الوطنية واجب أساسي على كل جيش في العالم، ولا علاقة له بأي حسابات أو توازنات إقليمية خارجية، فحين تخترق الأجسام الطائرة الأجواء الأردنية دون إذن، فإن الجيش العربي الأردني يتحرك فورًا لإسقاطها، ليس دفاعًا عن هذا الطرف أو ذاك، بل حمايةً للأمن الوطني الأردني، ولسلامة الشعب، ومنعًا لأي تهديد محتمل قد ينتج عن هذه الخروقات الخطيرة.
إن سيادة الدولة ليست وجهة نظر قابلة للنقاش، إنما هي حق أصيل مكفول بموجب القانون الدولي، الذي يقر بوضوح أن لكل دولة سيطرة كاملة على أجوائها وأراضيها ومياهها الإقليمية، وهو ما يمارسه الأردن تمامًا كما تمارسه كل دولة ذات سيادة في العالم.
وإذا أردنا أن نناقش المسألة من جانبها الأخلاقي والسياسي، فإن السؤال الأهم هنا هو: أليس الأولى بمن يطلقون مثل هذه الاتهامات السطحية أن يكونوا أكثر وعيًا بالمسؤولية الوطنية في ظرف دقيق كهذا؟ أليس الأجدر أن يخافوا على وطنهم أكثر من انشغالهم بترديد روايات غير دقيقة قد تضر بصورة الأردن واستقراره في الداخل والخارج؟
في مثل هذه الاوقات المفصلية من عمر الأوطان، يصبح الصمت خلف التصريحات الرسمية الصادرة عن المؤسسة العسكرية الأردنية، والالتفاف حول الدولة وقيادتها، هو الموقف الأسلم والأكثر حكمة، فحين يقف الوطن في مواجهة خروقات تمس أمنه مباشرة، لا مجال للمزايدات ولا مكان للشائعات التي قد تخدم أجندات خارجية لا يهمها أمن الأردن ولا استقراره.
فالجيش العربي الأردني، الذي كان وما يزال على الدوام حامي الأرض والهوية والسيادة، لم يكن يومًا أداة في يد أي طرف خارجي، بل ظل الدرع الحصين لهذا الوطن داخليًا وخارجيًا، يحمي كل شبر فيه بدماء أبنائه الشرفاء، بعيدًا عن ضجيج المزايدات وخطابات التشكيك والتأويل.
وفي زمن الفتن والصراعات المفتوحة، يصبح صوت الحكمة هو الأعلى، ويصبح وعي المواطنين هو السلاح الأقوى في حماية جبهتنا الداخلية من الانقسام أو الاستغلال، وهو ما يحتاجه الأردن أكثر من أي وقت مضى.
فليكن الأردن أولاً وأبداً، ولتبقَ السيادة الوطنية فوق كل اعتبار، ولنبقَ جميعًا جنودًا خلف راية الوطن، كلٌ في موقعه.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
الجيش الأردني: انتهاك مجالنا الجوي محاولة لجرّ الأردن إلى الصراع
رام الله - دنيا الوطن
قال مدير الإعلام العسكري في الجيش الأردني، العميد الركن مصطفى الحياري، إن منطقة الشرق الأوسط تشهد العديد من مشاريع تسابق النفوذ؛ وصل اثنين منهما إلى مرحلة الصدام العسكري، وهو الأمر الذي يتجلى حاليا بين إسرائيل وإيران.
وأضاف الحياري، في تصريح لقناة (المملكة) الأردنية، مساء الأحد، أن الأردن اختار النأي بنفسه عن هذا التصعيد، وعدم الانخراط في الصراع الإيراني الإسرائيلي.
وبين أن الملك عبد الله أكد أن الأردن لن يتهاون مع أي جهة تحاول العبث بأمنه واستقراره وسلامة مواطنيه.
وتابع: "انتهاك المجال الجوي محاولة لجرّ الأردن للصراع".
ولفت إلى أن القوات المسلحة الأردنية رفعت منذ البداية الجاهزية، واعترضت الطائرات المسيرة والصواريخ التي تخترق المجال الجوي الأردني.
وشدد على أن سلاح الجو الملكي ووحدات الدفاع الجوي، تراقب على مدار الساعة، أي تهديد في الأجواء الأردنية، مضيفا "المسيرات والصواريخ تعمل بتوجيه إلكتروني؛ مما يعرضها للتشويش؛ وبالتالي قد تصطدم بأهداف مدنية".
وأكد الحياري أن الأردن يسقط الطائرات المسيرة والصواريخ التي تنهتك المجال الجوي الأردني، وهذا أمر سيادي، مضيفا أنه لا يمكن التغاضي عن الأجسام الطائرة في سماء المملكة، كون ذلك سيستغل بين أطراف الصراع.
وأضاف الحياري: "نهيب بالمواطنين تلقي المعلومات من مصادرها الرسمية، والمواطن الأردني قادر على التمييز ويستطيع ما يميز ما هو الصالح العام وغيره".