تصاعدت المخاوف الإسرائيلية من الوصول إلى حرب استنزاف مع إيران، على ضوء الهجمات المتبادلة والقصف الصاروخي المدمر الذي تنفذه طهران، ما يضر بالإنجازات العسكرية والأهداف التي تسعى تل أبيب إلى تحقيقها.

وقال الرئيس السابق لفرع إيران في قسم الأبحاث بجهاز الاستخبارات العسكرية "أمان" داني سيترينوفيتش، إن "إسرائيل حققت أقصى الإنجازات خلال ضربتها الافتتاحية ضد إيران، لكن استمرار الحملة من شأنه أن يستدرجها لما تسمى مسألة انخفاض الإنتاجية الهامشية، ودون قرار من الإدارة الأمريكية بالانضمام إلى تل أبيب، فإن هناك مخاطرة بخوض حملة طويلة من شأنها أن تؤدي لتآكل الإنجازات العملياتية".



وأضاف في مقال نشره موقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21" أن "التاريخ العسكري الإسرائيلي يحتوي على أمثلة كثيرة لعمليات حققت نجاحاً كبيراً على المستوى العملياتي، لكنها لم تؤد لإنجازات على المستوى الاستراتيجي، وبالتالي فإن بدء الحملة في إيران كان إنجازاً عسكرياً غير مسبوق سيظل يُدرّس في المدارس العسكرية، لكن إذا فشلت تل أبيب في خلق آلية إنهاء تحفظ هذه الإنجازات، فإن مكافأتها قد تكون الخسارة".

وأكد أنه "في الوقت الراهن يبدو أن هذه المخاوف منسقة، فمن خلال تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، يبدو أنهم غير متأكدين من كيفية انتهاء هذه الحملة، علاوة على ذلك، يبدو أنهم يراهنون على قدرتهم على إقناع الأمريكيين بالدخول في الحملة، وهو أمر غير المرجح أن يحدث إلا إذا أخطأ الإيرانيون بمهاجمة قواعدهم في الخليج، وبافتراض أن هذه الخطوة لن تحدث، وفي المقابل تواصل إيران إطلاق صواريخها تجاه تل أبيب، فإن الأطراف قد تنتقل لحالة من "الاستنزاف" قد تتضرر فيها المصالح الأمنية الإسرائيلية بسبب الثمن الباهظ الذي يدفعه الاقتصاد والمجتمع نتيجة استمرار الحملة".



وأوضح أن "هناك أصوات إسرائيلية متزايدة تدعو لاستغلال إنجازات الحملة لمحاولة الإطاحة بالنظام في إيران، رغم أنه من الواضح أن قدرة تل أبيب على ذلك بمفردها تكاد تكون معدومة، وللتأكيد على ذلك، حتى لو قامت بتوسيع "بنك أهدافها"، وضربت مواقع الطاقة في مختلف أنحاء إيران، فمن المشكوك فيه للغاية أن تؤدي هذه الخطوة لإلحاق ضرر كبير باستقرارها، وبالتالي فإن الاعتماد على خيارات غير واقعية أمر خطير بحدّ ذاته، لأن مجرد التفكير في تنفيذها سيطيل أمد الحرب دون داعٍ، في حين أنه لا توجد في الواقع القدرة على تنفيذها".

وأشار إلى أنه "من أجل الحفاظ على الإنجازات المهمة التي تحققت بداية الحملة، وتجنب الانزلاق لنظام استنزاف تتمتع فيه إيران بميزة أساسية على إسرائيل بسبب مساحتها، وقبل كل شيء مقاومتها التاريخية للضغوط، فيتعين عليها الآن أن تسعى جاهدا لإنهاء الحرب، وعلى هذه الخلفية، فمن المشكوك فيه للغاية أن يكون ممكناً تعميق الإنجازات المثيرة ضد هيكل القيادة والسيطرة في إيران، أو فيما يتصل بقدراتها النووية".

وأوضح أنه "من المهم الإدراك أن إسرائيل لا تملك القدرة على تعطيل قدرات إيران بشكل كامل، ومن المهم الاعتراف بأنه لا يملك القدرة على تعطيل القدرات النووية، أو منظومة الصواريخ أرض-أرض بشكل كامل، ولذلك يتعين عليها أن تكتفي بالإنجازات التي حققتها، وتعمل مع المجتمع الدولي والولايات المتحدة على وضع خطة سياسية تسمح بإنهاء الحرب، والحفاظ على أقصى الإنجازات، لأن الدخول في حرب استنزاف من شأنه أن يعرّضها للخطر بشكل كبير".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إيران الصواريخ حرب استنزاف إيران امريكا الاحتلال الصواريخ حرب استنزاف صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تل أبیب

إقرأ أيضاً:

مسؤول إسرائيلي رفيع يتحدث عن حرب “ستُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة” وأساليب استخدمتها إيران ضد إسرائيل

إسرائيل – كشف رئيس هيئة السايبر الوطنية في إسرائيل يوسي كارادي عن أساليب الهجوم والتأثير التي تستخدمها إيران ضد إسرائيل في مجال السايبر خلال الأشهر الستة الماضية، وضمنها الموجهة بين الطرفين.

وفي أول خطاب علني له في مؤتمر أسبوع السايبر بجامعة تل أبيب، عرض رئيس الهيئة اللواء (احتياط) يوسي كارادي، حالة الهجوم السيبراني الذي تم إحباطه على مستشفى شمير في “يوم الغفران” الماضي، حيث استُخدمت مجموعة “الفدية” (Ransomware) المسماة “Qilin” كغطاء “اختبأت خلفه مجموعة هجوم إيرانية لطمس آثارها واستغلال أدوات وقدرات مجموعة الجريمة”، وفق الرواية الإسرائيلية.

وقال كارادي إن الحادث يوضح “إلى أي مدى أصبحت الحدود بين الجريمة والعمل العدائي الذي ترعاه دولة ضبابية”، حسب تعبيره.

وعرض رئيس الهيئة مفهوم “حرب السايبر الأولى”، وهي “حرب تُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة”، حيث يمكن أن تتعرض دولة للهجوم في الفضاء السيبراني فقط لدرجة تشل الأنظمة الحيوية، مما قد يؤدي إلى “حصار رقمي”: “نحن في طريقنا إلى عصر ستبدأ فيه الحرب وتنتهي في الفضاء الرقمي، دون تحرك دبابة واحدة أو إقلاع طائرة واحدة”.

وتابع: “تخيلوا حصارا رقميا تتعطل فيه محطات الطاقة، وتُقطع الاتصالات، ويتوقف النقل، وتتلوث المياه. هذا ليس سيناريو مستقبليا خياليا، بل اتجاه تنموي حقيقي.”

وأضاف: “في هذه الحرب، خط الجبهة هو كل بنية تحتية رقمية، وكل مواطن مستهدف، ونحن نقترب بسرعة من مرحلة سيحل فيها السايبر مكان ساحة المعركة المادية بالكامل”.

ووفقا لما ذكره كارادي ، خلال المواجهة الأخيرة مع إيران، حددت هيئة السايبر الوطنية 1,200 حملة تأثير تستهدف المواطنين. ويعني هذا أن ملايين المواطنين تلقوا أو تعرضوا مرة واحدة على الأقل لرسائل أو مقاطع فيديو مؤثرة على مدى أسبوعين. وشملت الاتجاهات الأخرى التي لوحظت أثناء العملية ما يلي:

دمج منسق بين الهجوم المادي والهجوم السيبراني.

حملات تأثير واسعة النطاق تهدف إلى تضليل الجمهور في لحظات الطوارئ.

جمع معلومات مركزة عن أهداف إسرائيلية في المجال العسكري، والحكومي، والأكاديمي لأغراض التهديد المادي.

انتقال مجموعات الهجوم الإيرانية من أنشطة التجسس وجمع المعلومات إلى هجمات تهدف إلى التعطيل والتدمير.

كما عرض حالة استهداف معهد وايزمان بالصواريخ، والتي ترافقت مع نشاط سيبراني وتأثير، حيث اخترق الإيرانيون كاميرات المراقبة الأمنية لغرض توثيق الضربة، بل وأرسلوا رسائل بريد إلكتروني تحمل رسائل تخويف لأعضاء هيئة التدريس ونشروا تسريبا للمعلومات. وتوضح هذه الحالة دمج الضربات المادية مع الهجمات في الفضاء السيبراني.

وأشار رئيس الهيئة في خطابه إلى أن إسرائيل تحتل المرتبة الثالثة عالميا من حيث تعرضها للهجمات وفقا لبيانات “مايكروسوفت”، وأن 3.5% من إجمالي الهجمات العالمية استهدفت إسرائيل في العام الماضي.

وأوضح كارادي قائلا: “تجد إسرائيل نفسها عمليا في جبهة عالمية لا تتوقف. هذا يعني أن التهديدات ليست أحداثا معزولة بل واقع يومي يتطلب دفاعاً مستمرا”.

وختم بقوله: “الاعتماد المطلق على الرقمنة، مع الانفجار الكبير للذكاء الاصطناعي في كل مجال من مجالات الحياة، يجلب فرصاً مذهلة ولكنه يجلب أيضاً تهديدات جديدة ويمنح مهاجمي السايبر مساحة لا نهائية [للعمل]”.

المصدر: “معاريف”

مقالات مشابهة

  • دعوة إسرائيلية لوقف سياستها العدوانية في المنطقة حرصا على علاقاتها مع الصين
  • إيران تعلق على عدم زيارة وزير الخارجية اللبناني لطهران
  • تفادياً لحرب مباشرة مع إسرائيل.. تقرير أميركي يكشف: هكذا تستغل إيران حزب الله
  • لبنان يرفض دعوة طهران.. هل هجمات إسرائيل على حزب الله مقدمة لهجوم جديد على إيران؟
  • وزير الخارجية اللبناني يرفض دعوة لزيارة إيران ويقترح لقاء بدولة محايدة
  • وزير الخارجية اللبناني يرفض دعوة لزيارة إيران
  • موّلوا إيران بمليارات الدولارات.. دعوة أميركية لإبعاد المرتبطين بالميليشيات عن الحكومة العراقية؟
  • دعوة سعودية إيرانية صينية لوقف عدوان إسرائيل على فلسطين ولبنان وسوريا
  • مسؤول إسرائيلي رفيع يتحدث عن حرب “ستُدار بدون إطلاق رصاصة واحدة” وأساليب استخدمتها إيران ضد إسرائيل
  • تفاقم أزمة الخطوط البيضاء في إيران