السماء السورية.. ساحة جديدة في المواجهة بين إيران وإسرائيل
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
بعد سقوط نظام الأسد، عادت الأجواء السورية ساحة للصراع بين إيران وإسرائيل، حيث تشهد سماء المحافظات معارك جوية يومية. القصف أسفر عن خسائر بشرية ومادية، أبرزها مقتل امرأة في طرطوس. أما حكومة أحمد الشرع، فقد اكتفت بإغلاق المجال الجوي دون تعليق، فيما يطالب الأهالي بحماية وتعويضات. اعلان
في الوقت الذي كانت فيه سوريا تأمل أن تبدأ صفحة جديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد، عادت أجواء البلاد لتكون مسرحًا للصراعات الخارجية، حيث تحولت السماء السورية إلى ساحة معارك جوية بين إيران وإسرائيل، ليصبح المدنيون أحد مظاهر الخسائر الجانبية لهذا الصراع غير المعلن، مع إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة فوق رؤوسهم ليل نهار.
أصبحت حوادث اعتراض الصواريخ في سماء المدن السورية جزءا من المشهد اليومي التي يعتاد عليها السكان، خاصة في محافظات دمشق ودرعا والقنيطرة والسويداء وطرطوس، حيث سجلت كاميرات المراقبة ومواطنون مشاهد لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ في مناطق سكنية وزراعية، ما أسفر عن خسائر كبيرة في الممتلكات، وصلت إلى حد القتل في بعض الحالات.
من أبرز هذه الحوادث، ما وقع في مدينة طرطوس قبل أيام، عندما استهدفت طائرة مسيرة منزلًا سكنيًا، ما أدّى إلى احتراق المنزل بالكامل ومقتل امرأة داخله. الحادثة التي لم تُعلَن المسؤولية عنها رسميًا حتى اللحظة، فتحت جرحًا جديدًا لدى الأهالي الذين يعيشون تحت وطأة الخوف من "السماء".
Relatedترسانة إيران الصاروخية: أي منها لم يدخل بعد في المواجهة مع إسرائيل؟سوريا.. هل يتبخّر حلم انتعاش السياحة أمام الفوضى الأمنية والقيود على الحريات؟ترامب في تهديد مُبطّن: على إيران التفاوض قبل فوات الأوانحكومة الشرع: صمتٌ في وجه الدمارفي ظل هذه التطورات، عمدت الحكومة السورية المؤقتة برئاسة أحمد الشرع بالإعلان إلى إغلاق المجال الجوي أمام حركة الطيران، دون تقديم تعليق مباشر على الاعتداءات الإسرائيلية أو التصعيد الإيراني، مما يثير استغراب المواطنين وقلقهم حول مصيرهم في ظل غياب واضح للحماية والتعويض.
"لا أحد يسألنا عن خسائرنا"، يقول أبو محمد، أحد سكان درعا، الذي تعرض منزله لأضرار جزئية نتيجة سقوط شظايا طائرة مسيّرة. ويضيف: "لا تعويضات، لا دعم، فقط ننتظر الموت كل ليلة".
هل أصبحت سوريا جبهة دائمة للصراع الإقليمي؟رغم انسحاب القوات الإيرانية من سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، واستمرار تواري الفصائل الموالية لطهران إلا أن الأجواء السورية ما تزال مسرحًا للتصعيد بين الجمهورية الإسلامية والدولة العبرية.
فإسرائيل، التي لم تتوقف عن التأكيد على خطورة المشروع الإيراني في المنطقة، يبدو أنها لا تزال تتعامل مع الأجواء السورية كمجالٍ لرد الاعتبار أو الردع، حتى في ظل غياب المعالم الإيرانية السابقة على الأرض.
وتستفيد تل أبيب بشكل كبير من الوضع الحالي في دمشق، حيث بات مجالها الجوي متاحًا لها بعد أن استهدفت خلال الأشهر الماضية جميع المقدرات العسكرية التابعة للدفاعات الجوية السورية والطيران العسكري، ما مكنها من التحرك بحرية لتنفيذ ضربات دقيقة ضد أهداف إيرانية أو لاعتراض طائرات مسيرة وصواريخ إيرانية فوق الأراضي السورية.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة فوق سوريا قد تكون رسالة سياسية أكثر منها عملية، موجهة إلى النظام الجديد وإلى القوى الإقليمية والدولية حول مستقبل التواجد الأجنبي في البلاد.
ويتساءل كثير من السوريين إن كانت هذه الحرب الجديدة فوق رؤوسهم ستُحسم بعيدًا عن مصالح الدول الكبرى، أم أنها مجرد فصل جديد من المعاناة، تُدفع ثمنه المجتمعات المحلية من دمائهم وأرزاقهم.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب بنيامين نتنياهو إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب بنيامين نتنياهو سوريا إيران إسرائيل هجمات عسكرية أحمد الشرع إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي الحرس الثوري الإيراني دونالد ترامب بنيامين نتنياهو هجمات عسكرية حروب صواريخ باليستية البرنامج الايراني النووي علي خامنئي سوريا
إقرأ أيضاً:
الحوثيون يدخلون على الخط: هل تتسع رقعة المواجهة بين إيران وإسرائيل
مع دخول الحوثيين رسمياً في دائرة التصعيد، باتت المواجهة تتجاوز إطارها التقليدي بين طهران وتل أبيب، ما ينذر بتحولها إلى صراع إقليمي متعدد الجبهات. اعلان
في تطور لافت يعكس اتساع رقعة المواجهة المفتوحة بين إيران وإسرائيل، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية الأحد أنها استهدفت منطقة "يافا" بعدة صواريخ باليستية، في هجوم تم بالتنسيق مع طهران، وفق تصريحات رسمية للجماعة. وبهذا فإن دخول الحوثيين، حلفاء إيران في اليمن، على خط المعركة، يفتح مرحلة جديدة من التصعيد الإقليمي، ويعزّز فرضية "جبهة متعددة الأطراف" ضد إسرائيل.
صواريخ من اليمن إلى قلب إسرائيلقال المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله"،العميد يحيى سريع، إن الهجوم تم تنفيذه خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، واستهدف ما وصفه بـ"مواقع حساسة" في مدينة "يافا" في . وأكد سريع أن العملية جرت بالتنسيق مع الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل.
محاولة اغتيال إسرائيلية في اليمن؟في المقابل، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن سلاح الجو الإسرائيلي نفّذ غارة جوية في اليمن، استهدفت بحسب مصادر استخباراتية، رئيس هيئة الأركان في جماعة الحوثي محمد عبد الكريم الغماري. ونقلت قناة "كان" العبرية وموقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين أن العملية، إن تأكد نجاحها، ستكون "بالغة الأهمية ودراماتيكية".
إلا أن مصدراً حوثياً نفى استهداف أي من قادة الجماعة، مشدداً على أن ما يُتداول "محاولة للتغطية على إخفاقات إسرائيل في صدّ الهجمات".
Related200 صاروخ باليستي فوق تل أبيب.. هل أربكت إيران الدفاع الجوي الإسرائيلي؟"شريان الطاقة" الإيراني: إسرائيل تستهدف حقل بارس الجنوبي للغازليلة ليست كسابقاتها.. هجمات نوعية تشعل اليوم الثالث من المواجهة بين إيران وإسرائيلعبد الملك الحوثي: معركة مفتوحة ضد تل أبيبفي كلمة متلفزة بثّتها قناة "المسيرة"، أعلن زعيم جماعة "أنصار الله" عبد الملك الحوثي تأييده الكامل للرد الإيراني على إسرائيل، مهدداً بما وصفه بـ"حرب مفتوحة وطويلة الأمد" ضد تل أبيب. وأضاف الحوثي أن اليمن سيكون جزءاً من أي معركة مصيرية يخوضها "محور المقاومة".
الهجمات الإيرانية: صواريخ فرط صوتية ودمار واسعوفي الهجوم الإيراني المكثف على إسرائيل. استهدفت الضربات مدن تل أبيب، روحوفوت، بات يام، ويافا، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص، وإصابة أكثر من 240 آخرين، بينهم حالات حرجة.
وقالت مصادر طبية إسرائيلية إن الأضرار في بات يام كانت "كارثية"، مع انهيار مبانٍ سكنية بالكامل وتسجيل نحو 35 مفقوداً تحت الأنقاض. وأعلنت السلطات إقامة مركز خاص للتعرف على الضحايا في المدينة، وسط استمرار أعمال الإنقاذ.
صواريخ ذكيةكشفت وكالة "فارس" الإيرانية أن طهران استخدمت صواريخ تكتيكية متقدمة، تعمل بالوقود الصلب، ومزودة برؤوس شديدة الانفجار، منها طرازات "عماد"، "قادر"، و"خيبر". كما أكدت وكالة "إرنا" الرسمية استخدام صاروخ فرط صوتي في الضربة الأخيرة على مدينة حيفا.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز أن الهجمات ألحقت أضراراً مباشرة بمركز أبحاث إسرائيلي كبير، ما أدى إلى اندلاع حريق داخل أحد مباني المختبرات. كما أفادت يديعوت أحرونوت بتعرّض معهد وايزمن العلمي في رحوفوت لأضرار جسيمة جراء سقوط صاروخ.
تصعيد بلا سقف وجبهة مفتوحةمع دخول الحوثيين رسمياً في دائرة التصعيد، باتت المواجهة تتجاوز إطارها التقليدي بين طهران وتل أبيب، لتتحول إلى صراع إقليمي متعدد الجبهات. ومع غياب مؤشرات التهدئة، تبدو المنطقة مقبلة على تصعيد مفتوح قد يُغيّر ملامح الشرق الأوسط لعقود قادمة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة