زنقة 20 | الرباط

تحولت بني ملال ، إحدى أفقر جهات المملكة، مؤخرا إلى قبلة لقيادات حزبية لترأس ندوات و مهرجانات حزبية و مؤتمرات إقليمية.

و حج إلى بني ملال في أقل من شهر ثلاثة زعماء سياسيين وهم فاطمة الزهراء المنصوري المنسقة الجماعية لحزب الاصالة و المعاصرة، إدريس لشكر الكاتب الأول لحزب الإتحاد الإشتراكي، عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة و التنمية.

المنصوري، كانت قد حلت ببني ملال شهر ماري الماضي لترأس لقاء تواصلي للقيادة الجماعية للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، بمنزل البرلماني الراحل إبراهيم فضلي، وهو اللقاء الذي حضره وزراء و أعضاء المكتب السياسي و برلمانيين و رؤساء جماعات بالجهة.

بعد ذلك نظم الحزب يوم السبت الماضي 14 يونيو 2025 بمدينة بني ملال، ندوة وطنية حول موضوع “الجهوية المتقدمة: واقع وآفاق”، شهدت حضورا وزانا لقيادات الأصالة و المعاصرة ، و خلاله تم الهجوم على عدد من وزراء الحكومة المنتمين لأحزاب أخرى.

إدريس لشكر الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي ، بدوره حل ببني ملال لترأس المؤتمر الاقليمي، وهي مناسبة لم تكن تتطلب وفق محللين تنقل المسؤول الأول عن الحزب إلى الجهة ، إذا لم تكن ورائه أهداف حزبية محضة.

الأمين العام لحزب العدالة و التنمية بدوره حل ببني ملال نهاية الأسبوع المنصرم لترأس المؤتمر الجهوي السابع للحزب ، وخلاله أطلق تصريحات ضد الحكومة ، ودعا أنصاره بالجهة إلى التصويت على حزبه في الانتخابات المقبلة ، مؤكدا لهم أنه لن يخوض أي حملة انتخابية.

فعاليات محلية رأت أن التهافت الحزبي على بني ملال في هذا التوقيت بالتحديد، يشي بسباق محموم على كسب تأييد الساكنة في الاقتراع المقبل ، خاصة و أن المنطقة معروفة بتنوعها الحزبي و الانتماء السياسي ، ولا يتوفر أي حزب بالجهة على ولاء و تعاطف أكثر من الآخر.

من جهة أخرى، عبرت ذات الفعاليات عن أملها في أن تكون الزيارات المتتالية لقادة سياسيين و حزبيين بداية إنقاذ الجهة و أبنائها من التهميش و البطاقة و ضعف البنية التحتية و الركود التنموي عبر اختيار مسؤولين و منتخبين بحجم التحديات المطروحة لخدمة الساكنة لا لخدمة جيوبهم.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: ببنی ملال بنی ملال

إقرأ أيضاً:

في حضرة الجبال.. كيف تحولت متسلقة مغربية إلى أسطورة عالمية؟

وفي حلقة جديدة من بودكاست "مغارب"، الذي يقدمه محمد الرماش، فتحت بشرى دفاتر تجربتها الشخصية، كاشفة عن رحلة بدأت كهواية بسيطة في الطبيعة، قبل أن تتحول إلى مشروع حياة قادها إلى أعلى قمم العالم، وفي مقدمتها قمة إفرست في الهيمالايا.

ولدت بشرى بيبانو في مدينة الرباط، بعيدا عن الجبال، في بيئة عائلية لا علاقة لها بالرياضة أو المغامرة، غير أن المخيمات الصيفية ورحلات المشي في الطبيعة أيقظت لديها شغفا مبكرا بالاكتشاف والارتحال.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الطريق إلى إيفرست بعيون شابين من جنوب لبنانlist 2 of 4جبال تونج إيلي التركية تفتح مدارسها.. تدريبات شاقة لهواة التسلق قبل صعود القممlist 3 of 4سياحة الأماكن الخطرة.. حينما تكون المجازفة غاية السفرlist 4 of 4كيف تحولت البراكين الثائرة من كوارث طبيعية إلى وجهات سياحية؟end of list

تنحدر أصول عائلتها من مراكش، القريبة من الأطلس الكبير، وتقول إن "شيئا ما في الجينات" ربطها بالجبال، رغم أنها لم تعش يوما في المناطق الجبلية، ولم يكن في محيطها من يمارس هذا النوع من الرياضات.

أول احتكاك حقيقي لها بالقمم كان مع جبل توبقال، أعلى قمة في شمال أفريقيا، حين قررت تسلقه دون استعداد يذكر، ومن دون مرشد أو معدات احترافية، في زمن لم تكن فيه رياضات الجبال شائعة في المغرب.

وتستعيد المغامرة المغربية تلك التجربة بوصفها لحظة مفصلية، إذ فتحت لها بابا لم تكن تتخيل العبور منه، وتقول إن الإحساس الذي شعرت به عند بلوغ القمة غيّر نظرتها لذاتها، وأقنعها بأن حدود الإنسان أبعد مما يعتقد.

ورغم أنها كانت تمارس بعض الرياضات مثل الجري والكاراتيه، فإن مسارها الأكاديمي بدا بعيدا تماما عن عالم المغامرة، فقد تخرجت مهندسة دولة في الاتصالات، ثم تابعت دراسات عليا في إدارة الأعمال بكندا، قبل أن تعود للعمل في القطاع العمومي بالمغرب.

متنفس شخصي

لكن تسلق الجبال ظل حاضرا في حياة بشرى بيبانو كمتنفس شخصي تستغله في العطل لزيارة القرى النائية وتسلق القمم المغربية إلى أن بدأ الحلم يتوسع تدريجيا، متجاوزا حدود الأطلس نحو القمم العالمية.

وبعد سنوات، قررت خوض أول تجربة خارج المغرب بتسلق جبل كليمنجارو، أعلى قمة في أفريقيا، برفقة زوجها، لتكون تلك الخطوة مدخلا لاكتشاف مشروع "القمم السبع"، الذي يضم أعلى قمة في كل قارة.

وتقول بشرى إن فكرة إفرست كانت مخيفة في البداية، لكنها آمنت بمبدأ التدرج، معتبرة أن الجرأة لا تعني التهور، بل الاستعداد الطويل والصبر على التراكم البطيء للتجربة.

في هذا المسار، اصطدمت بعقبة التمويل، إذ توضح أن تسلق الجبال، خاصة القمم التي تفوق 8 آلاف متر، مشروع مكلف ماديا، يشمل رخص التسلق، واللوجيستيك، والمرشدين، والأكسجين، إضافة إلى تكاليف السفر.

وتكشف أن رخصة تسلق إفرست وحدها تصل إلى 15 ألف دولار، في حين قد تتجاوز كلفة الرحلة كاملة 50 ألف دولار، سواء نجح المتسلق في بلوغ القمة أم لا.

ورغم هذه الصعوبات، واصلت بشرى بيبانو رحلتها، متنقلة بين قمم العالم، ومتلقية دروسا قاسية في الفشل والتراجع، أبرزها تجربتها الأولى في قمة أكونكاغوا بأميركا الجنوبية، حيث اضطرت للعودة بسبب العواصف والرياح العاتية.

اللحظة الأصعب

تصف المغامرة المغربية تلك اللحظة بأنها الأصعب في مسيرتها، لكنها كانت أيضا الأكثر تأثيرا، إذ أعادت صياغة علاقتها بالفشل، معتبرة إياه تجربة تعليمية لا هزيمة نهائية، ومقدمة ضرورية للنجاح.

بعد تلك التجربة، أعادت بشرى بناء نفسها جسديا وذهنيا، فركزت على تدريبات القوة وحمل الأثقال، وعلى الإعداد النفسي، قبل أن تعود بعد عامين لتنجح في تسلق القمة نفسها.

وتؤكد أن القوة الذهنية لا تقل أهمية عن اللياقة البدنية، خصوصا في "منطقة الموت" فوق 8 آلاف متر، حيث يقل الأكسجين وتصبح الهلوسة والانهيار الجسدي احتمالا قائما في كل لحظة.

ومن أكثر اللحظات خطورة في مسيرتها، تتذكر بشرى بيبانو حادثة انزلاقها أثناء الهبوط من قمة إفرست في ممر "هيلاري"، بعد أن فقدت الرؤية جزئيا بسبب الأشعة فوق البنفسجية، لكنها نجت بفضل الحبال ورباطة الجأش.

وعندما سُئلت عن الفكرة التي خطرت ببالها في تلك اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت، قالت إن أول ما خطر لها هو أنها قد لا تتمكن من رواية قصتها للناس، وهو ما أثار جدلا حول معنى الأمومة والأنانية.

وتشرح المغامِرة أن الإنسان، في تلك اللحظات القصوى، يتجرد من أدواره الاجتماعية، ويعود إلى جوهره الإنساني، الباحث عن الأثر والبصمة، معتبرة أن الإلهام الذي تزرعه في الآخرين هو رسالتها الأعمق.

أثر حفظ القرآن

وتربط المتسلقة المغربية بين تسلق الجبال وحفظ القرآن الكريم، الذي أتمته في سن متقدمة، مؤكدة أن التقنيات نفسها من صبر وانضباط وتحديد هدف هي التي قادتها للنجاح في المجالين.

وترى أن الجبال ليست تحديا جسديا فقط، بل تجربة روحية أيضا، تقرب الإنسان من الخالق، وتفتح باب التأمل في عظمة الكون، معتبرة رحلاتها نوعا من العبادة والدعوة الصامتة.

وفي مواجهة الأحكام النمطية عن المرأة المسلمة، تؤكد بشرى أن وجودها في الجبال، بحجابها وهويتها، ساهم في كسر كثير من الصور المسبقة، سواء في الغرب أو في البيئات الجبلية العالمية.

وتختم حديثها بالتأكيد على أن الحكمة في الجبال لا تقل أهمية عن الشجاعة، وأن قرار التراجع أحيانا هو أعلى درجات النضج، لأن الوصول إلى القمة لا يجب أن يكون "بأي ثمن".

وبهذا الوعي، تحولت بشرى بيبانو من مهندسة مغربية إلى رمز عالمي، ومن متسلقة قمم إلى صانعة معنى، تثبت أن الجبال ليست حكرا على أحد، وأن الطريق إلى الأسطورة يبدأ بخطوة شجاعة نحو الذات.

Published On 13/12/202513/12/2025|آخر تحديث: 21:17 (توقيت مكة)آخر تحديث: 21:17 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية ببني سويف تحتفل باليوم العالمي لذوي الهمم
  • في حضرة الجبال.. كيف تحولت متسلقة مغربية إلى أسطورة عالمية؟
  • منصور بن زايد يطلق مشروع “ساحة الخيل” بنادي أبوظبي للفروسية
  • خريطة مجلس النواب حتى الآن بعد التحديث بالحصر العددي للدوائر الملغاة الـ30
  • إردوغان يحذّر من تحويل البحر الأسود إلى ساحة مواجهة بين روسيا وأوكرانيا
  • مفاجآت الدوائر الملغاة .. أحزاب كبرى تخسر 12 مقعدا وتفوز بأربعة
  • غدا.. قطع المياه 8 ساعات عن 4 قرى في اهناسيا ببني سويف
  • إحالة رئيس جماعة ببني ملال على السجن في قضية شيك بدون رصيد
  • منصور بن زايد يطلق مشروع «ساحة الخيل» بنادي أبوظبي للفروسية
  • محافظ بني سويف يؤدي صلاة الجنازة على أحد العاملين بمشروع النظافة ببني هارون