تمثل المواجهة غير المسبوقة بين إيران وإسرائيل نقلة نوعية في نمط الصراع المستمر بينهما منذ عقدين، وتحوله من حروب الوكالة والعمليات السرية إلى المواجهة المباشرة المفتوحة، أدت إلى تغير نوعي في قواعد الاشتباك بين الطرفين.

وتجلّى هذا التحول في ضربات متبادلة استهدفت العمقين الإستراتيجيَّيْن للطرفين، مما يعكس تغيرا جوهريا في حسابات الأمن القومي لكل منهما، وسط تحولات جيوسياسية إقليمية ودولية.

مقدمات أدت للمواجهة

وتدعو هذه التطورات الى تسليط الضوء على الأهداف الميدانية والإستراتيجية للطرفين، ودلالاتها السياسية والعسكرية، بالإضافة إلى استعراض التداعيات متعددة المستويات محليا وإقليميا ودوليا.

لم تأتِ هذه المواجهة بمعزل عن تغيرات أوسع، خاصة بعد انهيار المحور التقليدي الذي كان يربط إيران بسوريا بعد سقوط النظام السابق، كما أن انسداد أفق التفاهمات النووية مع الغرب دفع نحو خيار التصعيد لفرض معادلات ردع جديدة.

وجدت إسرائيل بدورها في الظرف الإقليمي فرصة لتوجيه ضربات نوعية لإضعاف البرنامج النووي الإيراني وبنيته العسكرية، ضمن تصور يرى أن المعركة الحاسمة لا بد أن تكون مع إيران نفسها، وليس فقط عبر وكلائها.

في المقابل، أظهرت إيران قدرة على تبني إستراتيجية "الردع المتوازن"، وهي سياسة تهدف إلى توجيه ضربات نوعية رمزية تُظهر القدرة على إيذاء العدو دون الوصول إلى مستوى التصعيد الشامل.

انسداد أفق التفاهمات النووية مع الغرب دفع نحو خيار التصعيد (رويترز) الأهداف الإسرائيلية ودلالاتها

أعلنت إسرائيل أن أهدافها من الضربة التي وجهتها لإيران هي تقويض برنامجها النووي وتعطيل قدراتها النووية، وذلك وفقًا لبيان الجيش الإسرائيلي الصادر في 14 يونيو/حزيران.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن هذه الضربات تهدف إلى "تعطيل قدرات إيران على تطوير رأس نووي"، مشددًا على تصميم تل أبيب على "منع إيران من تجاوز العتبة النووية".

إعلان

وقد استهدفت العملية أكثر من 200 موقع داخل إيران، شملت منشآت نووية رئيسية وقواعد صاروخية ومواقع دفاع جوي إضافة إلى منشآت ومؤسسات مدنية مهمة، كما استهدفت العملية كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين.

وحملت الأهداف الإسرائيلية دلالات سياسية وعسكرية، من أهمها:

على المستوى الداخلي، سعت إسرائيل، من خلالها، لمواجهة الانتقادات الموجهة لحكومة بنيامين نتنياهو عبر تصعيد خارجي يظهر قوة الدولة. استهداف القيادات العليا، بما في ذلك اغتيال قادة الصف الأول، أرسل رسالة واضحة باستهداف "العقل المدبر" وراء البرنامج النووي. على الصعيد الإقليمي والدولي، هدفت إسرائيل، بذلك، إلى تعزيز موقعها التفاوضي في أي ترتيبات أمنية مستقبلية، خاصة في ظل جمود المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن. رغبة إسرائيل في اتخاذ مبادرة استباقية لردع أي تطورات مستقبلية تعتبرها تهديدا وجوديا.

وقد اعتبر مركز الدراسات الأمنية في تل أبيب أن هذه العملية تعكس انتقال إسرائيل من إستراتيجية "المعركة بين الحروب" إلى "الحرب الوقائية المحدودة"، مما يشير إلى تغيير جذري في عقيدتها الدفاعية تجاه التهديد الإيراني.

كما تسعى إسرائيل لفرض معادلة "الضربة الاستباقية" للحفاظ على تفوقها النوعي، في حين تريد إيران إثبات "القدرة على الردع" حتى لو كان الثمن اقتصاديًا أو سياسيًا.

الرد الإيراني رسالة تحذيرية

ردت إيران بإطلاق أكثر من 70 صاروخًا وطائرة مسيرة على العمق الإسرائيلي، استهدفت تل أبيب ومحيطها، وقواعد عسكرية في الجنوب والنقب، ومنشآت حيوية مثل محطة كهرباء أشكلون.

وقد أعلن الحرس الثوري أن "الرد الإيراني هو تحذير واضح بأن أي عدوان لن يمر دون عقاب".

وأظهر هذا الرد -على الرغم من اعتراض جزء كبير منه- قدرة إيران على استهداف مناطق حيوية داخل إسرائيل، مما يمثل تحديًا مباشرًا للأنظمة الدفاعية الإسرائيلية.

وتوحي طبيعة الأهداف المنتقاة من قبل إيران إلى سعيها لإحداث أقصى تأثير نفسي وإظهار قدرتها على اختراق الدفاعات الإسرائيلية.

وحمل الرد الإيراني دلالات إستراتيجية، أهمها:

سعت طهران إلى تعزيز نفوذها الإقليمي من خلال إظهار قدرتها على الرد السريع، مما أعاد تثبيت مكانتها أمام حلفائها الإقليميين. حملت هجماتها الصاروخية رسائل طمأنة للداخل الإيراني بقدرة الدولة على الرد. توجيه رسالة إلى الغرب، تربط فيها الصراع العسكري بمسار المفاوضات النووية، مما يضع ضغوطًا على واشنطن وبروكسل لاستئناف المفاوضات بشروط مواتية لإيران. مثّل الرد اختبارًا لقدرات الدفاع الإسرائيلي، حيث تعمدت إيران استهداف العمق الإسرائيلي، مما أثار حرجًا للمنظومات الدفاعية أمام الرأي العام الداخلي. عكس الرد إستراتيجية إيرانية تهدف إلى بناء ردع فعال ضد أي عدوان إسرائيلي مستقبلي.

وقد أشار تحليل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى أن الهجمات الإيرانية تمثل تطورًا نوعيًا في قدرة إيران على ضرب أهداف ذات قيمة إستراتيجية داخل إسرائيل، مما يؤكد تغير ميزان القوى في المنطقة.

الضربات الإيرانية كشفت عن ثغرات خطيرة في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية (رويترز) التداعيات على إسرائيل كشف الثغرات الدفاعية

على الرغم من النجاح النسبي لأنظمة "القبة الحديدية" و"مقلاع داود" في اعتراض غالبية الصواريخ والطائرات المسيرة، فإن الضربات الإيرانية كشفت عن ثغرات خطيرة في المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.

إعلان

وفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي فإن نحو 20% من الهجمات الإيرانية فقط تمكنت من اختراق الدفاعات.

وقد أقر رئيس الأركان الإسرائيلي في 16 يونيو/حزيران بأن "الاستجابة الإيرانية فاقت التقديرات الاستخباراتية الأولية".

ويشير هذا الاعتراف إلى ضرورة إعادة تقييم شاملة للقدرات الدفاعية والاستخباراتية الإسرائيلية في مواجهة التهديدات الإيرانية المتطورة.

تعميق الأزمة الداخلية

شهدت إسرائيل تعميقًا في الأزمة الداخلية، حيث أشارت صحيفة "هآرتس" إلى تصاعد الأصوات المعارضة، خاصة من الوسط واليسار، الذين وصفوا الضربة بـ"المغامرة غير المحسوبة".

وقد يضعف هذا التصعيد موقف حكومة نتنياهو ويزيد من الضغط الشعبي عليها.

تأثير على التطبيع

على الصعيد الإقليمي، قد تتوسع التداعيات لتشمل مشاريع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل، حيث أصبحت دول الإقليم أكثر حذرًا من الانجرار إلى صراع شامل.

تدهور المؤشرات الاقتصادية

تأثر الاقتصاد الإسرائيلي بشكل مباشر بالتصعيد العسكري، وقد انخفض مؤشر تل أبيب بنسبة 7.5% خلال أسبوع المواجهة، مما يعكس قلق المستثمرين وتراجع الثقة في الاقتصاد الإسرائيلي.

علاوة على ذلك، رفعت شركات تأمين عالمية أقساط التأمين على النقل البحري والجوي من وإلى إسرائيل بنسبة وصلت إلى 30%، مما يزيد من الضغوط الاقتصادية على البلاد في المدى القريب.

تقارير من داخل إيران تحدثت عن اختراق خطير للأمن الداخلي (وكالات) التداعيات على إيران تراجع البرنامج النووي واختراق الأمن

أكدت مجلة "فورين بوليسي" أن "الهجوم الإسرائيلي أعاد برنامج إيران النووي إلى الوراء 5 سنوات على الأقل"، مما يشير إلى نجاح إسرائيل في تعطيل جزء كبير من القدرات النووية الإيرانية.

كما تحدثت تقارير من داخل إيران عن اختراق خطير للأمن الداخلي، حيث فشلت الدفاعات الإيرانية في كشف جميع الأسراب المسيرة المهاجمة.

هذا الفشل الأمني يثير تساؤلات حول فعالية المنظومات الدفاعية الإيرانية وقدرتها على حماية المواقع الإستراتيجية، مما يعرضها لمزيد من الهجمات المستقبلية.

مخاوف من تحديات داخلية

على الرغم من الالتفاف الشعبي حول النظام بسبب عامل "العدو الخارجي" وتأجيج الشعور القومي، فإن مظاهرات صغيرة اندلعت في مدينتي شيراز وأصفهان، تطالب بـ"وقف المغامرات الخارجية والتركيز على الوضع المعيشي"، وفقًا لوكالة "بي بي سي فارسي".

ويخشى أن تتحول هذه المظاهرات المحدودة مع طول أمد الحرب إلى حالة استياء شعبي، خصوصا مع تأثير الحرب السلبي على استمرار تدهور الوضع الاقتصادي، مما يضع النظام الإيراني أمام تحديات كبيرة.

تشديد العقوبات وتأثيرها على النفط

نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين غربيين توقعاتهم بأن العقوبات الأميركية ستشتد على إيران، خصوصًا على صادرات النفط الإيراني التي تشكل نحو 80% من العملة الأجنبية لطهران.

هذا التشديد المتوقع للعقوبات سيزيد من الضغوط الاقتصادية على إيران، ويؤثر سلبًا على إيراداتها المالية وقدرتها على تمويل برامجها العسكرية والنووية.

حزب الله اعتمد إستراتيجية الاحتواء المشروط لتجنب كارثة شاملة على لبنان (الجزيرة)  حزب الله وإستراتيجية الاحتواء المشروط

وفي هذا السياق، وقبل الحديث عن مخاوف الانزلاق إلى حرب إقليمية، تجدر الإشارة إلى موقف حزب الله اللبناني، حيث أعلن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم أن الحزب "لن يقف مكتوف الأيدي إذا تمادت إسرائيل في استهداف إيران"، لكنه أبقى الباب مفتوحًا أمام "الردود المحسوبة".

هذه التصريحات تعكس إستراتيجية الاحتواء المشروط التي يتبعها حزب الله لتجنب كارثة شاملة على لبنان.

ووفقًا لدراسة لمعهد كارنيغي فإن الحزب يوازن بين التزامه بدعم إيران ورغبته في حماية لبنان من حرب مدمرة، مما يجعله عاملًا حاسمًا في ديناميكيات التصعيد الإقليمي.

مخاوف الانزلاق إلى حرب إقليمية

أكد مركز الخليج للأبحاث أن دول المنطقة باتت أمام معادلة صعبة لتحديد مواقفها من طرفي الصراع، لكن الخوف الأكبر لديها هو الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة، مما يدفعها للقيام بمبادرات لتخفيف حدة التوتر وتجنب المواجهة الشاملة.

إعلان

وبالنسبة للولايات المتحدة، فقد عبرت تصريحات الرئيس دونالد ترامب عن دعم صريح لإسرائيل، لكن تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض حذرت من "مخاطر الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة".

ورغم مساعي واشنطن لتجنب التورط المباشر في صراع واسع النطاق، فإن البحرية الأميركية نقلت حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور" إلى شمال بحر العرب، مما يؤكد الخشية من اتساع الصراع واستعدادها للتدخل في حال تفاقم الأوضاع.

روسيا من جهتها، تسعى لاستثمار الموقف لتعزيز موقعها في المنطقة كوسيط محتمل، في حين عبرت الصين عن قلقها البالغ على أمن إمدادات الطاقة، مما يجعلها معنية بشكل مباشر باستقرار المنطقة.

من جانبها، تمسكت تركيا بموقف الحياد الإيجابي، وأعربت عن استعدادها للمساهمة في أي ترتيبات تهدئة إقليمية.

بين التورط والحياد

وتعكس هذه المواقف المتباينة للقوى الكبرى التعقيدات الجيوسياسية للمنطقة وتأثير الصراع على المصالح العالمية.

وفي الختام، يبقى الفاعل الدولي الأساسي وهو الولايات المتحدة، في موقف حرج بين دعم إسرائيل ومنع اتساع دائرة الحرب، في حين تتأرجح القوى الإقليمية بين التورط والحياد.

ويبقى مستقبل الصراع رهينًا بقدرة الأطراف على إدارة الاشتباك دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة وهو سيناريو لم يعد بعيدًا، كما تحذر تقارير مجلس العلاقات الخارجية الأميركي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الانزلاق إلى حرب إقلیمیة حزب الله تل أبیب

إقرأ أيضاً:

دولة عظمى تشن إعصارًا فترد الأخرى بتسونامي.. حروب المناخ قادمة!

في عصرنا لم يعد المناخ مجرد خلفية للأحداث، بل أصبح ساحة صراع، وفيها يتشكل نوع جديد من الحروب. فلم يعد السؤال اليوم يتعلّق فقط بإمكانية التنبؤ بالعواصف، بل بإمكانية استثارتها لخدمة أهداف المتحاربين!

كانت فكرة أن تتحكم الدول في الطقس لأغراض عسكرية أو سياسية مجرد مادة للخيال العلمي وا في زمن الحرب الباردة. لكن التطورات التقنية، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية وتفاقم الأزمة المناخية العالمية، أعادت إحياء الاهتمام بالطقس كسلاح.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف يفكر "الوحش" حين يجوّع طفلًا في غزة؟list 2 of 2لماذا اعترف ماكرون بفلسطين الآن؟end of list

فمن تقنية استجلاب الأمطار في فيتنام إلى تجارب حقن الهباء الجوي في الستراتوسفير في روسيا والصين، لم يعد الطقس خارج متناول قوة الإنسان الحديث، على الأقل من بعض نواحيه، بل أصبح في حالات بعينها القوة ذاتها.

هذه القوة تظهر أحيانًا متخفية تحت مصطلح "الهندسة الجيولوجية"، والذي يعني عملية التدخلات الصناعية التي تهدف إلى عكس ضوء الشمس، أو تلقيح السحب، أو تبريد أجزاء من الأرض في مواجهة الاحترار العالمي المتسارع. لكن في الظروف المواتية، يمكن استغلال هذه الأدوات نفسها لتعطيل الأمطار في دول مجاورة، أو عدوّة، أو إثارة الجفاف، أو تحفيز فيضانات في المناطق الساحلية دون إطلاق طلقة واحدة.

وإذا كانت الحرب استمرارًا للسياسة بوسائل أخرى، كما كتب الجنرال والمؤرخ الحربي في القرن التاسع عشر كارل فون كلاوزفيتز، فإن التلاعب بالمناخ قد يصبح استمرارًا للحرب بوسائل مختلفة تمامًا عما عهدناه.

تثير هذه الإمكانية أسئلة عميقة، لا حول التقنيات المستخدمة فقط، بل عن الفلسفة والأخلاق أيضًا. فكيف يحدث هذا الاعتداء؟ وإذا كان بمقدور أحد فعل ذلك، فمن يملك حق التحكم بالسماء، ومن يستطيع مساءلة صاحب هذا الحق؟ وما السيناريوهات التي نتوقعها إذا ما سمح العالم لأقويائه بهذا التدخل؟ هل سنكون أمام احتمالية أن تثير طائرة دون طيار فيضانًا؟ وكيف نوقف ذلك؟

استخدم الأميركيون كل الوسائل في حرب فيتنام بما في ذلك هندسة المناخ (أسوشيتد برس)

هذا المقال يحاول الولوج إلى هذا النقاش، ولا يدّعي القدرة على الإحاطة به. لذلك سنقدم عرضا تاريخيا وجيوسياسيا لتوظيف الطقس كسلاح: من العمليات السرية الأميركية في فيتنام إلى تجارب الاتحاد السوفياتي والصيني ضمن محاولات السيطرة على الغلاف الجوي، ومن معاهدات الحرب الباردة إلى المخاوف المعاصرة حول هندسة المناخ.

إعلان

ومع تقلص الفاصل بين علم المناخ وحرب المناخ، قد لا يكون السؤال في المستقبل ما إذا كان بالإمكان تحويل الطقس إلى سلاح، بل سنتساءل عما إذا كنا قادرين على منعه!

أول قنبلة مطرية

أولى المحاولات الفعلية لتسليح الطقس ظهرت خلال حرب فيتنام، في ما عُرف بعملية "باباي" (Popeye). وهي تجربة سرية انطلقت بين عامي 1967-1972، قامت خلالها القوات الجوية الأميركية باستمطار السحب عبر نثر يوديد الفضة فوق مسار "هو تشي منه"، الذي كانت تمر عبره الإمدادات إلى فيتنام الجنوبية من لاوس وكمبوديا.

كان الهدف من ذلك تمديد الأمطار الموسمية لأسابيع إضافية، بحيث تتحول طرق الإمداد إلى مستنقعات طينية تعيق حركة العدو.

وقد كشفت وثائق لاحقة أن العملية نجحت بالفعل في رفع معدلات الهطول بنسبة تصل إلى 30%، مما تسبّب في فيضانات وانهيارات طينية أعاقت تحركات القوات الفيتنامية الشمالية.

ورغم أن الكشف عن هذا التوظيف العسكري للطقس أثار قلقا عالميا، وأفضى إلى توقيع معاهدة التعديل البيئي (ENMOD) في عام 1977، والتي حظرت الاستخدام العسكري أو أي استخدام عدائي آخر لتقنيات تعديل البيئة، فإن ذلك لم يتحول إلى قيد فعلي على البحث والتمويل، حيث استمر العمل في مشروعات مماثلة تحت عناوين مدنية أو مناخية.

من ضمنها مشروع "ستورم فيوري" الذي أطلقته الولايات المتحدة في الستينيات لمحاولة إضعاف الأعاصير المدارية من خلال تلقيح السحب لتقليل شدّتها. لكن النتائج المتفاوتة، وعدم القدرة على عزل أثر التلقيح عن التغيرات الطبيعية، أدّيا إلى تعليق المشروع نهائيًا في عام 1983.

محاولة تجميد السباق

لكن هذا الإيقاف، كما يوضّح جاستن كانفيل، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كارنيجي ميلون، لم يكن نتيجة قناعة علمية أو استجابة لضغط شعبي، بل هو ناجم عن إدراك إستراتيجي في واشنطن بأن السباق قد ينقلب ضدها.

ففي أعقاب عملية "باباي"، سعى البيت الأبيض إلى مواصلة تطوير تقنيات التعديل البيئي، بل اقترح في عهد نيكسون مضاعفة تمويل التجارب، لكن تقارير استخباراتية لاحقة رجّحت أن الاتحاد السوفياتي بات يمتلك برنامجًا أكثر اتساعًا وتسارعًا، وأن معرفته العلمية في هذا المجال صارت تضاهي نظيرتها الأميركية.

ويرى كانفيل أن صانعي القرار الأميركيين وجدوا أنفسهم أمام خيار صعب، إما تعميق الاستثمار في تقنية مثيرة للجدل، أو الدفع نحو حظر دولي استباقي يمنع الخصم من تطويرها إلى حد يصعب ردعه، فاختارت واشنطن المسار الثاني.

ومع ذلك، لم يتخلَّ التفكير العسكري الأميركي عن تناول هذا المجال بالبحث، ففي عام 1996، أصدر مركز قيادة القوات الجوية الأميركية دراسة داخلية بعنوان: "الطقس كقوة مضاعِفة: امتلاك الطقس عام 2025″، تناولت بشكل استشرافي إمكانية تحويل الطقس من متغيّر طبيعي إلى أداة إستراتيجية تتحكم في مخرجات ساحة المعركة المستقبلية.

وقد طمحت هذه الوثيقة إلى استخدام الطقس في تعزيز العمليات الصديقة وتعطيل عمليات العدو، فضلا عن تحقيق هيمنة كاملة على الاتصالات العالمية والتحكم في الفضاء المضاد، من خلال مجموعة من التطبيقات التي تتجاوز نطاق الاستمطار التقليدي، ومن أبرزها:

إعلان تحفيز المطر أو الثلوج في مناطق مختارة بدقة، مثل مناطق العدو أو ساحات العمليات، من خلال تقنيات "بذر السحب"، أي نثر مواد كيميائية داخل الغيوم لتشجيعها على المطر. تفريق الضباب في ممرات الطيران أو فوق القواعد العسكرية، عبر رشّ جسيمات صغيرة تسرّع تجمع قطرات الضباب، مما يفتح الرؤية ويسمح بالإقلاع والهبوط في ظروف جوية سيئة. التحكم بالصواعق، إما عبر تفريغها مبكرًا في أماكن آمنة، أو توجيهها لتصيب أهدافا معادية. تسخين الجو باستخدام غبار الكربون، وهي فكرة تقوم على نشر جزيئات سوداء دقيقة في الهواء لامتصاص حرارة الشمس، مما يغيّر تدفق الهواء والضغط الجوي، وبالتالي قد يؤثر على تكوّن السحب أو مسارها. إنشاء "مرايا كهرومغناطيسية" في السماء، من خلال التلاعب بطبقة الأيونوسفير، وهي طبقة مرتفعة جدا في الغلاف الجوي تحتوي على جسيمات مشحونة كهربائيا، وتساعد في عكس موجات الراديو، مما يعني أن تكوين مرايا كهرومغناطيسية خلالها قد يعمل على قطع الاتصالات عن الخصم. صراع في الغلاف الجوي

تدعم وثائق علمية أخرى الطرح الذي قدمه كانفيل، بل إن بعضها يؤكد على أن برامج موسكو البحثية في هذا المجال تجاوزت بالفعل ما عرفه الغرب في تلك الحقبة.

فبحسب "مراجعة أبحاث تعديل الأيونوسفير" التي أعدّها الفيزيائي الأميركي لويس دانكن، بدأت الأبحاث السوفياتية حول تعديل طبقة الأيونوسفير منذ خمسينيات القرن العشرين، وركّزت على تسخين مناطق محددة من الغلاف الجوي العلوي باستخدام موجات راديو عالية التردد.

وقد استُخدمت هذه الموجات إما بشكل رأسي مباشر نحو السماء، أو بزوايا مائلة لزيادة فعالية التداخل مع الجسيمات المشحونة. وهي التقنية التي شكّلت لاحقًا الأساس لتجارب الولايات المتحدة في مشروعها الشهير "هارب" (HAARP).

وإلى جانب ذلك، استخدم السوفيات موجات ميكروويف شبيهة بتلك المستخدمة في الأفران المنزلية، كما أجروا تجارب على التلاعب بالمجالات المغناطيسية في الغلاف الجوي لتعزيز التأثيرات المنشودة.

وتشير الوثيقة نفسها إلى أن مفهوم "المرآة الأيونوسفيرية الصناعية"، طُرح للمرة الأولى في السبعينيات على يد الفيزيائي الروسي أناتولي غوريفيتش، بغرض التحكم في بيئة الاتصالات والرادارات وتوجيهها أو تعطيلها.

من شأن هندسة المناخ وحروب الطقس أن تطرح أسئلة فلسفية وأخلاقية كبرى (وكالة الأناضول)

وتعدّ روسيا اليوم بين القوى الرائدة في أبحاث "صناعة الطقس". ويحذر تقرير حديث صادر عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، أن موسكو قد تتجه خلال هذا العقد إلى استخدام تقنيات تُعرف باسم "الهندسة الشمسية للمناخ" لإحداث اضطرابات متعمّدة في الأجواء الأوروبية، دون الحاجة لاستخدام القوة العسكرية التقليدية.

ومن أبرز التقنيات التي تمتلكها موسكو لهذا الغرض، ما يُعرف بـ"حقن الستراتوسفير"، وهي عملية تعتمد على إطلاق جسيمات دقيقة في طبقة الستراتوسفير، وهي الطبقة الثانية من الغلاف الجوي المحتوية على طبقة الأوزون، والتي تمتد بين 10-50 كيلومترًا فوق سطح الأرض.

وتشير الدراسات إلى أن نشر جسيمات مثل مركبات الكبريت، قد يؤدي إلى عكس جزء من أشعة الشمس وتقليل حرارة الأرض في مناطق محددة. كما يُعتقد أن موسكو مهتمة أيضًا بتقنيات أخرى، مثل تعديل طبيعة السحب فوق المحيطات لجعلها أكثر انعكاسية، وهو ما من شأنه تقليل كمية الحرارة الممتصة، وفتح الباب أمام توجيه الظروف المناخية لأغراض إستراتيجية.

الاختفاء وراء المدني

ورغم أن هذه الأساليب طُورت بالأساس لمواجهة الاحتباس الحراري، فإن استخدامها لأغراض عدائية قد يخلّف آثارًا مدمرة، تتراوح بين جفاف وفيضانات إلى اضطرابات زراعية تهدد الأمن الغذائي والاقتصادي. كما تكمن خطورتها في صعوبة رصدها أو إثبات الجهة المسؤولة عنها، في ظل غياب قواعد دولية واضحة.

إعلان

بدورها، بدأت الصين، منذ خمسينيات القرن الماضي، العمل على مشروع موازٍ لـ "ستورم فيوري" الأميركي، لكنه سرعان ما تطوّر ليصبح أكبر برنامج تعديل الطقس في العالم، يعمل به أكثر من 37 ألف شخص بين علماء وفنيين، بحسب تقارير غربية حديثة.

وقد استخدمت الصين بالفعل تقنيات الاستمطار والتفريق الجوي في مناسبات حساسة، أبرزها أولمبياد بكين 2008، حيث عمدت السلطات إلى تفجير مركبات كيميائية في السحب على أطراف العاصمة لإفراغها من الأمطار قبل أن تصل إلى مواقع الاحتفالات.

وفي عام 2020، أعلنت بكين عزمها توسيع نطاق مشروعها التجريبي ليغطي أكثر من 5.5 ملايين كيلومتر مربع، أي ما يفوق مساحة الهند بأكملها. وقد باتت عمليات "بذر السحب" جزءًا من سياسات الدولة في مواجهة الكوارث المناخية وتوزيع الموارد، حيث تُستخدم تقنيات الاستمطار والتفريق الجوي لتوجيه الطقس نحو أهداف محددة؛ كتعزيز الهطول في مقاطعات تعاني الجفاف، أو تفادي الأمطار في مدن مكتظة أو مواقع إستراتيجية. ويُطلق بعض الباحثين على هذا البرنامج اسم "بذور" (Seeds)، في إشارة إلى السحب المُلقّحة صناعيا والتي باتت تُعامل كأصول قابلة للإدارة.

ورغم اتسام هذه البرامج بطابع مدني، فإنها تثير قلق المراقبين من احتمال استخدامها لأغراض هجومية أو للضغط على دول مجاورة. كما تزداد هذه الشكوك بسبب الطابع المغلق لتلك البرامج التي تخضع لإشراف مباشر من الجيش الصيني.

هارب.. حدود العلم وبداية المؤامرة

في ظلّ بيئة كهذه، تتسم بالغموض المؤسسي والانغلاق المعلوماتي وتداخل الأغراض المدنية والعسكرية، من الطبيعي أن تنشأ نظريات مؤامرة وتكهنات شعبية يصعب دحضها، وأن تصبح كل كارثة مناخية أو ظاهرة غير مألوفة عرضة للتأويل والاتهام.

ولعل المثال الأبرز هو "برنامج أبحاث الشفق القطبي النشط عالي التردد"، المعروف اختصارًا بمشروع "هارب"، والذي تحوّل من برنامج بحثي لدراسة طبقة الأيونوسفير إلى أيقونة شبه أسطورية في مخيلة المؤمنين بالتحكم في الطقس والكوارث.

تعود الجذور النظرية لـ"هارب" إلى أواخر القرن التاسع عشر، حين وضع الفيزيائي الأميركي نيكولا تسلا تصوّره الأولي لإمكانية التأثير في الطبقات العليا من الغلاف الجوي باستخدام موجات كهرومغناطيسية. وفي عام 1993، أُطلق البرنامج كمشروع مشترك بين القوات الجوية والبحرية الأميركية، بالتعاون مع جامعة ولاية ألاسكا، ووكالة مشاريع الأبحاث الدفاعية المتقدمة.

وقد استمر المشروع تحت إشراف الجيش الأميركي حتى عام 2015، حين أعلنت القوات الجوية إغلاقه رسميا، وتسليمه إلى جامعة ألاسكا فيربانكس التي تديره حاليا لأغراض البحث العلمي الأكاديمي.

ويُعدّ "هارب" أحد أقوى أنظمة الإرسال الراديوي عالي التردد المختصة في دراسة الأيونوسفير، وهي الطبقة المشحونة كهربائيا من الغلاف الجوي التي تمتد بين 50-400 كيلومتر فوق سطح الأرض. ولا يعمل النظام باستمرار، بل يتم تشغيله لبضعة أسابيع فقط خلال العام. فمثلًا، لم يُفعَّل البرنامج في عام 2022 إلا 4 مرات.

ورغم ما يُثار من تكهنات حول "هارب"، فإن العلماء يؤكدون بشكل قاطع أن البرنامج لا يمتلك أي قدرة على التحكم بالطقس أو افتعال الزلازل. فالمشروع، كما تشير الجامعات والمراكز البحثية المشاركة فيه، لا يتجاوز كونه برنامجا علميا لدراسة الطبقات العليا من الغلاف الجوي باستخدام موجات راديو عالية التردد. هذه الموجات تُوجّه نحو ارتفاعات تتجاوز 60 كيلومترًا، أي أعلى بكثير من نطاق الطقس الفعلي الذي يتكوّن في طبقتي التروبوسفير والستراتوسفير.

فضلا عن ذلك، لا يوجد أي تفاعل مباشر بين إشارات "هارب" والظواهر المناخية في الطبقات السفلى للغلاف الجوي. كما أن الطاقة التي يبثها البرنامج محدودة للغاية، ولا تكفي إلا لإحداث تغييرات صغيرة ومؤقتة في بقعة ضيقة من الأيونوسفير، بهدف رصدها علميا.

بديل زائف للإصلاح

لكن انتشار الخرافات ونظريات المؤامرة حول استخدام الطقس كسلاح، لا يلغي حقيقة أن تقنيات التلاعب المناخي قد تتحول فعليا إلى أدوات سياسية وأمنية توظفها الدول في سياقات الصراع والتفاوض، وإن كانت ليست بالقدرات الخارقة التي يتخيلها البعض.

فلم تعد الهندسة الجيولوجية الشمسية تُطرح كتقنية بيئية بحتة لتخفيف آثار التغير المناخي، بل كأداة إستراتيجية تُلوّح بها بعض الدول القوية لحماية مصالحها أو لانتزاع تنازلات سياسية واقتصادية، مما دفع باحثين إلى التحذير من إمكانية تحوُّلها إلى وسيلة ضغط تخدم أجندات ضيقة.

إعلان

ويشير دان ماركس، باحث أمن الطاقة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إلى أن الحديث عن استخدامها العسكري قد يكون مبكرًا، لكنه لا يستبعد إمكانية توظيفها لاحقًا لأغراض عدائية، مثل استهداف الزراعة أو البنية التحتية أو المياه في سياق صراعات مستقبلية، فمعظم الدول عرضة للطقس المتطرف، وإذا ما بات بالإمكان تعديل هذا الطقس، فقد يصبح سلاحًا يُستخدم بالعكس، من خلال تفاقم الظواهر بدلًا من التخفيف منها.

في هذه الحالة، يمكن توظيف أدوات التلاعب المناخي ضمن تكتيكات ما قبل أو أثناء الحملات العسكرية، سواء بإضعاف مجتمعات عبر الجفاف، أو إغراق مناطق حساسة بفيضانات مدمّرة، مما يجعل السكان أكثر هشاشة واستغلالا من قبل أطراف الصراع.

ستؤثر حروب المناخ على البيئة وتقوض موارد الدول المستهدفة (رويترز)

وفي مثل هذه السياقات، لن يكون الطقس نفسه "سلاحًا" بالمعنى الصريح، بل تُستغل الفوضى التي يخلّفها لصالح أهداف إستراتيجية، في ما يمكن تسميته بـ"حرب المناخ غير المباشرة"، خصوصًا أن قابلية الإنكار تجعل من المناخ أداة مثالية في الحروب الهجينة، التي تمزج بين الوسائل العسكرية والتخريبية غير المباشرة. ففي حين تترك الحرب التقليدية أدلة مادية واضحة، فإن التلاعب بالبيئة يمكن أن يبدو كارثةً طبيعية، مما يصعّب كثيرًا تحميل المسؤولية لجهة بعينها.

وتحذر إحدى الدراسات المنشورة عام 2023، من إمكانية توظيف هذه التقنيات كورقة تفاوضية أو تهديد سياسي واقتصادي ضد دول أخرى. إذ يمكن لدولة ما أن تلوّح باستخدام هذه الأدوات أو تنشرها بالفعل، فتفرض اتفاقيات تجارية تفضيلية أو تطالب بتعويضات نظير وقف التدخل المناخي.

فضلا عن ذلك، يمكن استغلال هذه التكنولوجيا لضمان بقاء أنماط الحياة القائمة على استهلاك الوقود الأحفوري، عبر تخفيف الآثار المناخية دون معالجة جذرية لانبعاثات الكربون، لا سيما في الدول الصناعية الكبرى، أو الدول التي يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على سوق المواد البترولية، مما يعني تأجيل التحول الحقيقي نحو الطاقات النظيفة، والارتكان إلى الهندسة المناخية بدلًا من اتخاذ خطوات جدية نحو الإصلاح المناخي.

في النهاية، يحذّر الفيلسوف ستيفن جاردنر من اعتبار الهندسة الجيولوجية حلا تقنيا سهلا، ويرى في هذا الإطار مخاطرة أخلاقية وجنوحا نحو قرارات متهورة فيما يسميه "الاستكبار التقني". في كتابه “أخلاقيات الهندسة الجيولوجية”، يفكك جاردنر الفرضية القائلة إن هذه التدخلات التكنولوجية أقل ضررًا من الكوارث المناخية التي يُفترض أن تُخفَّف.

يقدم جاردنر نقدًا واضحًا مفاده أن الإيمان بالتكنولوجيا باعتبارها قادرة على التحكم بنتائج المناخ يعكس أزمة أخلاقية أعمق، أزمة تنبع من تخلينا عن مسؤولياتنا لصالح أنظمة من صنع أيدينا. هذا النوع من الغرور قد يؤدي إلى نتائج كارثية، وأضرار عابرة للحدود لم تكن مقصودة، وظلم عميق لفئات لا تملك الدفاع عن نفسها.

ويخلص جاردنر في تأملاته الأخلاقية إلى الإشارة أن علينا مقاومة إغراء تحويل الغلاف الجوي إلى ملعب للتكنولوجيا، وتذكّر حدودنا ومسؤولياتنا في مواجهة تعقيد الطبيعة.

إن تحذيره يذكرنا بحقيقة تكرر صداها طوال تاريخ البشر منذ بدأ في إدراك نقاط قوته وتجاهل نقاط ضعفه، فحين تغرينا التكنولوجيا بالاعتقاد أننا قادرون على حل كل شيء، فسنكون أمام مخاطرة حقيقية بصناعة كوارث أسوأ كثيرًا من تلك التي نسعى لتجنّبها.

مقالات مشابهة

  • المحكمة الدستورية: تنظيم قواعد إنهاء عقود الوكالة التجارية بقرار وزاري مخالف للدستور
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل
  • صاروخ «فلسطين 2» يغير قواعد الاشتباك.. اليمن تدخل المعركة الجوية مع إسرائيل
  • رئيس البرلمان الإيراني مخاطباً رئيس الكنيست الإسرائيلي: أنتم مصدر خزي وعار للبشرية
  • دولة عظمى تشن إعصارًا فترد الأخرى بتسونامي.. حروب المناخ قادمة!
  • المعهد الإسرائيلي للبحوث البيولوجية.. مختبر إسرائيل الغامض
  • دول الخليج تستعد لثلاثة سيناريوهات لمواجهة الصفحة الثانية من حرب إيران- إسرائيل
  • عراقجي: إيران لن تقبل بأن تمضي الأمور كما كانت عليه قبل حرب الـ12 يوم مع “إسرائيل”
  • تحذير إسرائيلي من التردد في حسم معضلات الحريديم وإيران وغزة
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعود إلى إيران للمرة الأولى منذ حرب الأيام الـ12