وزير المالية يؤكد خلال مشاركته في منتدى صندوق “أوبك” للتنمية أهمية تنويع مصادر الطاقة
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
المناطق_واس
أكد معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، أن أمن الطاقة ليس ترفًا، بل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية والنمو الشامل، مبينًا أن غيابه يعطل قطاعات أساسية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، والإنتاجية الاقتصادية، والاستدامة البيئية، واستخراج المياه وتحقيق الأمن الغذائي.
جاء ذلك في كلمته ألقاها معاليه اليوم في منتدى صندوق “أوبك” للتنمية الذي عقد في مدينة فيينا بالنمسا، مقدمًا شكره وتقديره لصندوق أوبك للتنمية الدولية على تنظيم هذا المنتدى، الذي يسلط الضوء على دور الإصلاحات الاقتصادية لتعزيز قدرة الدول على الصمود ومواجهة التحديات المالية والاقتصادية، وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وبين معالي وزير المالية أن الإصلاحات الاقتصادية التي تتبناها الدول لتحقيق الازدهار ومواجهة التحديات التنموية، ترتكز بالضرورة على تأمين الاحتياجات الأساسية للفرد والمجتمع، وفي مقدمتها التصدي لتحدي فقر الطاقة الذي يواجه مليارًا ومئتي مليون شخص حول العالم.
وقال الجدعان: “مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، وتقلبات الأسواق، وارتفاع الطلب العالمي على الطاقة، أصبح السعي نحو طاقة أكثر أمنًا وتنوعًا أشد إلحاحًا من أي وقت مضى، وهذا يتطلب تحركًا إستراتيجيًّا لتنويع مصادر الطاقة، وزيادة الاستثمارات في مجال التقنيات النظيفة، واعتماد حلول تمويل مبتكرة لتسريع الوصول إلى الطاقة وتعزيز أمن الطاقة على المدى الطويل”.
ونوّه معاليه إلى ضرورة تحرك بنوك التنمية متعددة الأطراف بشكل فعّال وفق أربعة محاور رئيسة لمواجهة التحديات يتمثل أولها في دعم جميع مصادر الطاقة بدون تحيز، مع الحذر من الدفع لتبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات، من خلال إقصاء مصادر رئيسة للطاقة أو إهمال الاستثمار فيها، وثاني المحاور توفير التمويل الميسر، بهدف تسريع تلبية احتياجات المناطق التي تعاني من النقص في الوصول إلى الطاقة، مشيدًا بمبادرة “مهمة 300” الطموحة لتوفير الطاقة لـ (300) مليون شخص في أفريقيا، بقيادة البنك الدولي وبمساهمة بارزة من شركاء مثل البنك الإسلامي للتنمية وصندوق أوبك للتنمية الدولية، مشيدًا بمبادرة حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء “فورورد7،” إحدى مبادرات الشرق الأوسط الأخضر التي أعلنت عنها المملكة، وتهدف لتوفير حلول الوقود النظيف لملايين الأشخاص حول العالم، ومنذ إطلاقها تم التعاون مع أهم الشركاء في القطاع مثل صندوق أوبك للتنمية، والبنك الإسلامي للتنمية، والبنك الدولي، والمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة (ITFC).
وبيّن معالي وزير المالية أن المحور الثالث لضرورة تحرك بنوك التنمية متعددة الأطراف، خفض مخاطر الاستثمار في قطاع الطاقة، بهدف تحفيز مشاركة القطاع الخاص، ويمكن تحقيق ذلك من خلال مجموعة من الأدوات، من بينها الضمانات الجزئية للمخاطر، والتأمين ضد المخاطر السياسية، وهياكل التمويل المختلط، فيما تمثل رابع المحاور في زيادة الاستثمار في التقنيات الناشئة في قطاع الطاقة، مثل تقنيات احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه، وتطوير استخدامات المواد الهيدروكربونية الأكثر استدامة، بما يسهم في معالجة الانبعاثات الكربونية وضمان أمن الطاقة أثناء التحول نحو الحياد الصفري.
وشدد الجدعان على أن تداعيات فقر الطاقة لا تعرف حدودًا، وآثاره تطال جميع الدول، إما من خلال عدم الاستقرار الاقتصادي، أو تزايد ضغوط الهجرة، أو ارتفاع الأعباء الإنسانية.
وأفاد أن المملكة العربية السعودية تعمل مع الجميع لتعزيز أمن الطاقة والقضاء على فقر الطاقة، مع مواصلة جهود التصدي لتغير المناخ، وحددت هدفًا طموحًا يتمثل في توليد (50%) من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الصفري للانبعاثات بحلول عام 2060، وذلك ضمن إطار نموذج الاقتصاد الدائري للكربون، مؤكدًا ضرورة تعاون جميع الدول في تعزيز أمن الطاقة كونه السبيل الأمثل لتحقيق تنمية عادلة ومستدامة يستفيد منها الجميع.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: أوبك وزير المالية وزیر المالیة أمن الطاقة
إقرأ أيضاً:
منتدى الجنوب العالمي يمنح فيصل بن معمر جائزة البحث والتطبيق في التنمية العالمية.
منح منتدى الجنوب العالمي للحداثة في الصين معالي الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة جائزة (البحث والتطبيق في التنمية العالمية)، وذلك خلال عقد مؤتمره العالمي في بكين برعاية مكتب المعلومات التابع لمجلس الدوله الصيني والاكاديميه الصينيه للعلوم الاجتماعيه وجامعة بكين، وقد تسلمها معاليه الجمعة 21 نوفمبر 2025م. خلال انعقاد المنتدى، والذي يُعدُّ من المنصات الصينية والدولية المتخصصة في دراسة ومناقشة مسارات الحداثة والتنمية في دول الجنوب، وسط حضور مؤسسات دولية وباحثين من مختلف أنحاء العالم.
وتُعد الجائزة من الجوائز العالمية التي تُكرّم المؤسسات والرواد الذين قدّموا إسهامات علمية وتطبيقية متميزة في مجالات التنمية الحديثة، والتحديث، والتعاون الدولي بين دول الجنوب. كما تسلّط الضوء على المشاريع التي تقدم حلولًا مبتكرة ومستدامة للتحديات التنموية، مثل الحد من الفقر، حماية البيئة، تعزيز البنية التحتية، تطوير القدرات المؤسسية، والحفاظ على التراث الثقافي.
وجاء اختيار معاليه، تقديرًا لمسيرته المهنية في التنمية العالمية وتعزيز الشراكة الثقافية السعودية الصينية، امتدت لسنوات طويلة بالإضافة إلى جهوده في مجالات الثقافة والتعليم والحوار الوطني، وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، و تأسيس مشروعات لتأهيل الشابات والشباب للمشاركات الدولية كمشروع سلام للتواصل الحضاري.
وأوضحت أمانة الجائزة في بيان التكريم إلى أن منح هذه الجائزة يعكس الدور الريادي الذي يؤديه معالي الأستاذ فيصل بن معمر في دعم التنمية الشاملة، وبناء جسور التواصل الحضاري من خلال إشرافه على تأسيس فرع مكتبة الملك عبد العزيز العامة في جامعة بكين، كأول مكتبة سعودية عربية داخل جامعة صينية مرموقة، والأثر على صعيد الثقافتين: العربية - الصينية، بهدف تعزيز أواصر العلاقات المعرفية، والثقافية والحضارية، والارتقاء بالعلوم العربية في مجالات البحث في جامعة بكين والجامعات الصينية.