جدة

يصل القمر اليوم إلى مرحلة التربيع الأخير لشهر ذي الحجة عند الساعة 10:19 مساءً (07:19 مساءً بتوقيت غرينتش), بعد أن يكون أكمل ثلاثة أرباع مداره حول الأرض.

وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زاهرة، أن القمر سيشرق بعد منتصف الليل بالتوقيت المحلي، وسيبقى يُزين السماء حتى بقية الليل، ويُرصد عاليًا في السماء بالتزامن مع شروق شمس يوم الخميس، قبل أن يغرب بعد الظهر وفق التوقيت المحلي.

وعَـد فترة التربيع الأخير من أنسب الأوقات لرصد معالم سطح القمر، ويظهر نصفه مضاءً والنصف الآخر في ظلال، ما يتيح فرصة مثالية لاستخدام المناظير أو التلسكوبات الصغيرة لمشاهدة الجبال والفوهات القمرية بوضوح، خاصة على امتداد “الحد الفاصل” بين الجانبين النهاري والليلي، ويضفي تداخل الضوء والظل مشهدًا ثلاثي الأبعاد يُثري تجربة الرصد والتصوير الفلكي.

وأشار إلى أنه خلال الأيام القليلة المقبلة ستتقلص المسافة الظاهرية بين القمر والشمس تدريجيًا حتى يصل القمر إلى طور هلال نهاية الشهر، ويرصد قبيل شروق الشمس، استعدادًا لوصوله إلى منزلة الاقتران، إيذانًا ببدء شهر محرم 1447هـ.

المصدر: صحيفة صدى

كلمات دلالية: التربيع جدة ذي الحجة فلكية جدة قمر

إقرأ أيضاً:

الكاتب والجندي الإسرائيلي.. قصة خيالية مستوحاة من واقع غزة


محمد أنور البلوشي

كان الدخان يحجب شمس الصباح، والرماد يتساقط كأنه ثلج أسود فوق مدينة لم تعد تتكلم إلا بلغة الحطام. غزة، تلك الرقعة من الأرض، لم تعد تنام ولا تصحو، بل بقيت عالقة بين صراخ طفل ونحيب أم، بين جوع وتيه، بين سماء تراقب بصمت وأرض مثقلة بالشهداء.

يتعثر الكاتب بين الركام، معطفه الذي كان بيجًا أصبح رماديًا من الغبار والرماد. لا يحمل سلاحًا، ولا رغيفًا، فقط دفترًا ممزقًا وقلمًا يحتضر حبره. كان كل ما يملكه: الكلمة.

صوت فجائي شق الصمت:

"توقف!"

استدار. بندقية مصوّبة إلى صدره. جندي شاب، بشرته محروقة بالشمس، وخوذته تلمع ببرود، لا يحمل في وجهه غضبًا… بل برودة مطلقة.

"هل تحمل سلاحًا؟" سأل الجندي.

"فقط الكلمات"، أجاب الكاتب.

ضحك الجندي: "الكلمات أخطر من الرصاص أحيانًا. أنتم الكتّاب، وقود الفتن".

"أنا لا أحمل فتنة، بل شهادة"، قال الكاتب بهدوء.

"شهادة على ماذا؟" تساءل الجندي.

"على جريمة… على زمن يسقط فيه الأطفال كأوراق الخريف، بينما العالم يشرب قهوته بلا مبالاة.

"هل تخاف من الموت؟" قالها الجندي بسخرية.

"لا، لا أخافه. لكنني لا أريده الآن".

"ولماذا تريد أيامًا إضافية للحياة؟".

"لأكتب".

"تكتب ماذا؟" سأل الجندي.

"أكتب كتابًا، عنوانه: الجرائم الإسرائيلية تحت ظلّ السماء".

سادت لحظة صمت، كما لو أن الهواء نفسه توقف ليستمع.

قال الجندي: "وهل تظن أن كتابك سيغيّر شيئًا؟".

"لا أكتب لأغيّر العالم، بل لأحرجه، لأكشف عجزه، لأقول له: كنتَ تعلم… ولم تتحرك".

"كلماتك لن تطعم الجوعى، ولن تعيد الأموات".

"ربما، لكنني سأكتب عنهم حتى لا يُنسَوا. سأكتب عن آمال، سبع سنوات، مبتورة الساقين، تسألني كل صباح: "هل سأمشي في أحلامي؟" قلت لها: نعم… لكني لم أكتب ذلك بعد. إن متّ، مات وعدي معها".

خفض الجندي البندقية قليلاً. غبار الحرب يمرّ بينهما، والأنقاض تتنهد كشيخ عليل.

تابع الكاتب: "أنا لا أعدّ الأرقام. أنا أكتب الأسماء. ياسمين، خمس سنوات، رسمت عصافير على جدران الملجأ. كانت تظن أنها ستطير بها إلى الأمان. ماتت وطبشورتها في يدها".

أشاح الجندي بوجهه.

"رأيت سامر، طفل في التاسعة، يحمل شقيقته الرضيعة من تحت الأنقاض، يسير حافيًا ثلاثة كيلومترات ليصل خيمة الإغاثة. عندما وصل، سقط. كانت الطفلة قد فارقت الحياة".

"هل تظننا وحوشًا؟" سأل الجندي، بصوت خافت.

"الوحوش لا ضمير لها. أنتم، أخشى أن لديكم ضميرًا… لكنكم خنقتموه".

اهتزّ وجه الجندي، كأن شيئًا داخله انكسر.

"هل لديك أطفال؟" سأل الكاتب.

لم يجب الجندي.

"أنا كان لديّ. ابني كان يحبّ النجوم. قبل أن تُقصف مدرسته، سألني: "هل تتألم النجوم عندما تسقط؟" لم أستطع الإجابة، فقد سقطت السماء كلّها فوقنا".

دويّ انفجار قطع الحديث. الغبار ملأ المكان. صرخة بعيدة لامرأة، ثم صمت.

"لست أرجوك أن تعفيني"، قال الكاتب. "بل أرجوك أن تسمح لي بأن أُكمل."".

تردد الجندي. ثم قال بصوت متكسّر: "حتى لو قتلتك، سيكتب غيرك".

"نعم… لكن دعني أكتب قصتي".

مضت لحظات. لم يُطلق الرصاص.

مشى الكاتب مبتعدًا ببطء. لم يكن يعرف: هل كانت رحمة؟ أم ندمًا؟ خلفه، كان الجندي واقفًا وحده، سلاحه منخفض، ويداه ترتجفان… تحت ظلّ السماء.

وفي مكانٍ ما من تحت تلك السماء، كانت طفلة مبتورة القدمين تنتظر وعدًا… وعدًا لم يُكتَب بعد.

 

مقالات مشابهة

  • مرحلة فارقة في خريف السودان.. دموع “الطرفة البكاية” تبدأ في الهطول
  • 456 مليار دولار إجمالي الناتج المحلي الخليجي بنهاية الربع الأخير من 2024
  • الكاتب والجندي الإسرائيلي.. قصة خيالية مستوحاة من واقع غزة
  • الليلة.. منتخب السلة في اختبار ودي قوي أمام الدب الروسي استعدادًا للأفروباسكت
  • منذ الليل.. اشتباكات عنيفة مستمرة غرب السويداء
  • تمتماتٌ في أذن الليل
  • عرض زواج من السماء… ينتهي بسقوط طائرة وكارثة في تركيا!
  • جائزة «حمدان بن زايد البيئية» تبدأ مرحلة تقييم المشاركات
  • قمر التربيع الأول.. توصيات مهمة للحصول على أفضل مشاهدة
  • توافد أكثر من 1.2 مليون معتمر إلى المملكة منذ بدء موسم العمرة