شبكة انباء العراق:
2025-08-04@11:52:44 GMT

المسلم لا يركع

تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT

المسلم لا يركع

بقلم : الحقوقية انوار داود الخفاجي ..

في زمن اشتدت فيه الحملات لتزييف الحقائق، وتشويه التاريخ، وشراء الذمم، لا يزال المسلم، بكل طوائفه ومذاهبه، واقفًا شامخًا لا يركع إلا لخالقه. من بغداد إلى طهران، ومن القدس إلى صنعاء، ومن غزة إلى العالم ، لم تنجح آلة الكذب الإعلامي ولا جيوش التطبيع ولا مليارات الابتزاز السياسي في كسر شوكة المسلمين أو تحييدهم عن بوصلتهم الكبرى الكرامة، والحق، والعدل.

يا بني إسرائيل، رغم محاولاتكم المستميتة لطمس التاريخ وتخويف الأحرار، فإن المسلمين لم ولن يهنوا. فكل جيل يولد في هذه الأمة يتوارث العزيمة ذاتها لا خضوع للمحتل، ولا استسلام للظالم، ولا حياد في معركة الحق فالمسلمون صف واحد في وجه الطغيان في غزة، يواصل الأطفال كتابة أسماء الشهداء على الجدران بدل الحروف الأبجدية، ويواصل الكبار دفن أحبابهم تحت الركام، لكنهم لا يرفعون الراية البيضاء. وفي إيران، رغم كل ما واجهته من حصار ومؤامرات، تقف الدولة والشعب موقفًا ثابتًا في دعم القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال، بصرف النظر عن الدين أو الطائفة أو اللغة.
وفي العراق، رغم الجراح والانقسامات التي حاول الأعداء زرعها، تعود البوصلة الشعبية لتتجه نحو القدس، وتحتضن صوت المظلوم، وتدين الصمت العالمي على جرائم الإبادة. لا أحد يستطيع أن ينكر أنّ دعم المسلمين للقضية الفلسطينية لم يكن مجرد موقف عاطفي، بل هو التزام ديني وتاريخي وأخلاقي

التاريخ لا يُشترى والحق لا يُخيفه سلاح
تسعون عامًا من محاولات طمس تاريخ المسلمين، وتشويه رموزهم، ودفعهم إلى الاقتتال الداخلي، لم تُنتج سوى مزيد من الوعي. فكل رصاصة تستهدف مسلمًا حرًّا، وكل مجزرة تُرتكب بحق المدنيين في غزة أو الضاحية أو بغداد أو الموصل، تخلق مئات آلاف الأصوات التي تهتف لن نركع .
المال لا يشتري ذاكرة الشعوب. ولا يمكن للمنصات العالمية، مهما سيطرت على السرد، أن تمحو صور الشهداء، أو أصوات المآذن، أو دموع الأمهات.

من بغداد، التي عرفت معنى الاحتلال والمقاومة، ومعنى الخذلان والنهوض، نقول لكل من راهن على سكوت الأمة لقد خسرتم الرهان. المسلم، سواء كان شيعيًا أو سنيًا، عربيًا أو أعجميًا، يرفض الظلم، ولا يسكت عن دمٍ يُسفك، أو شعب يُحاصر وفي كل مرة تتصورون فيها أن الأمة قد ماتت، ستنهض من بين الركام، تهتف باسم فلسطين، وتُصلي لأجل غزة، وتدعو بالنصر لكل من قاوم.

ختاما المسلمون لا يُهانون، ولا يُرهبون، ولا يُباع ولاؤهم في مزاد السياسة. إنهم أمة اختارها الله لحمل رسالة العدل، ولن تتنازل عنها مهما اشتد ليل الظلم. وغدًا، حين تشرق شمس النصر، سيتذكر التاريخ من وقف، ومن باع، ومن خان.

انوار داود الخفاجي

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

عبدالله عبدالرحمن: بـ«فنجان قهوة» وثقت مسيرة التاريخ الثقافي في الإمارات

هزاع أبوالريش

يقدم كتاب «الإمارات في ذاكرة أبنائها» للمؤلف عبدالله عبدالرحمن، والصادر عن مبادرة إصدارات دار الكتب الوطنية من دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، قصة توثيقية وسردية توّثق مسيرة انطلقت منذ عام 1984 بطابع صحفي، راصداً الذاكرة الشعبية، والروايات الشفهية، ومظاهر التراث، والمأثورات، والملامح الثقافية، وخصوصيات ماضي فعاليات الحياة الثقافية الاجتماعية والاقتصادية في البر والبحر والجبل.
وينقل الكتاب بين دفتيه تفاصيل مشاعر الآباء والأمهات والأجداد كونهم نبض الحياة في صياغة الكلمات، وهذا ما جعل العنوان «الإمارات في ذاكرة أبنائها»، يضم سلسلة من عدة أجزاء وليدة حفاوة الذكريات والكرم ولقاء الأجيال على فنجان قهوة وصحن تمر، وكانت الحصيلة القيمة هي هذا العمل الأدبي الإبداعي الذي استقصى وجدانية صانعي التاريخ والتراث الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للإمارات خلال الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين.
ويعد الكتاب توثيقاً مهماً للتراث الشعبي، مفسراً ومسلطاً الضوء على جانب من الحياة الثقافية.
وضمن هذا السياق، يقول الكاتب عبدالله عبدالرحمن لـ «الاتحاد»: «كتاب الإمارات في ذاكرة أبنائها» عبارة عن سلسلة من عدة أجزاء، تجلّت من هذه الأعمال والمخطوطات المنجزة بكل عشق وإخلاص ووفاء وبكثير من التضحيات والعمل والرحلات الميدانية في رحاب الوطن والغوص في أعماق الإنسان، مشاريع كانت وما زالت قابلة للاستكمال والاستئناف تحت لوحة فنية إبداعية تشكلت على «فنجان قهوة». وما قدمته في هذه السلسلة الكبيرة والغنية بصفحاتها المليئة بالفصول والتفاصيل من مأثورات لها دلالتها وأهميتها؛ كونها حبل الوصل المتين بين الماضي والحاضر والمستقبل، والدرع الحصينة للرؤية الثقافية والرؤى الوطنية المُلهمة لمثل هذه الأعمال التي ترسخ قيمة المكان، وثيمة فكر أبنائه وطموحاتهم وأحلامهم وجهودهم المبذولة في صياغة مشهد الحياة ما بين الإرث والموروث، فإن جمع وتوثيق الروايات الشفهية والذاكرة الشعبية كان وما زال وسيبقى أحد أهم المهام الوطنية الكبرى لتوفير المصادر الأساسية المعينة للباحثين على الفهم العلمي والثقافي والاجتماعي الأمثل والأشمل وعلى التنقيح التاريخي الأكثر دقة، لكونها الروح الحيوية النابضة للهوية الحضارية وخصوصيات الشخصية الوطنية للمجتمع».

ذاكرة الآباء والأجداد 
ويتابع: جاء في الجزء الثاني من «فنجان قوة، الإمارات في ذاكرة أبنائها.. الحياة الاقتصادية»، سعيت من خلاله إلى حفظ كنوز ذاكرة الآباء والأجداد، وعلومهم ومعارفهم وخبراتهم وأعرافهم وثقافتهم، في سجلات التاريخ المعاصر لخدمة مشاريع التنمية والثقافة الوطنية، ولصالح المحاولات البحثية الجادة لإعادة كتابة التاريخ ودراسة التراث والمأثورات الشعبية العريقة للدولة، فالروايات والذاكرة الشعبية الموثقة منها وتلك التي بانتظار الجمع قبل رحيل الباقين من حملتها، هي البديل المتاح في غياب الكتابات والمخطوطات التاريخية والتراثية المحلية والاعتماد البحثي والمرجعي القائم على كتابات الرحالة والمستشرقين وتقارير المبعوثين الأجانب التي يصعب تحقيقها دون مصادر الرواية»، مؤكداً أن الكتاب الذي يقع في أربعة أجزاء، عبارة عن 240 مقابلة صحفية مع المعمرين من الأجداد والآباء من الجنسين، من مختلف المناطق بالدولة، وخاصة الجبال والجزر، وأن هذه المقابلات نشرت في حينها بالصفحة الأخيرة من صحيفة «الاتحاد» تحت عنوان: «فنجان قهوة»، ولذلك فإن طابعها صحفي بحت، كما أن الدافع لها صحفي أيضاً. 
ويضيف: «استطعت من خلال الكتاب بكل أجزائه تجميع العديد من الحكايات والمعلومات التاريخية عن الدولة والتفاصيل الدقيقة عن أوجه الحياة فيها قبل النفط، وهي تشكل في مجموعها مادة للباحث والدارس في شكل قالب صحفي». مختتماً: الموضوعات تناولت تفاصيل الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في الدولة، وذكر أسماء العديد من رجالات العلم والشعر والأدب والدين والقضاء والتاريخ والسياسة من الأحياء والأموات، أمثال: عمران العويس، خلف العتيبة، عبدالرحمن بن حافظ، الشيخ البغدادي، علي بن محمد المحمود، راشد بن لوتاه،..إلخ، فبعض هذه الشخصيات التاريخية التي لعبت دوراً بارزاً في التاريخ الثقافي للدولة، تمتلك العديد من الكتب والمكتبات الخاصة وصناديق المخطوطات القديمة والنادرة.

تجربة ومساهمات 
يذكر أن عبدالله عبدالرحمن، صحفي وباحث، ولد في إمارة رأس الخيمة عام 1957، تنوّعت خبراته ومسيرته بين الصحافة والإذاعة والتلفزيون، وله مسيرة إبداعية مُلهمة في مجال الأبحاث الميدانية والتوثيقية، بالإضافة إلى أنه حائز على العديد من الجوائز، مساهماً في رصد وجمع وتوثيق التراث الشفهي والثقافة الشعبية وذاكرة المكان والتراث الحضاري والتاريخ المبكر للإمارات.

أخبار ذات صلة «صيفكم ويانا» تتواصل في الذيد بـ«المهارة والمتعة» الشعر والعلامات المكانية في «الحيرة من الشارقة»

مقالات مشابهة

  • غزة تتضور جوعا.. قصة أفظع حصار وتجويع في التاريخ الحديث
  • علماء المسلمين: اقتحامات الاحتلال الأقصى استفزاز خطير يهدد السلم العالمي
  • علي جمعة يوضح كيف يخرج المسلم من الفتن العظيمة التى نعيشها؟
  • مليون يمني يتخرجون من ميادين التدريب إلى ساحات الجهاد .. التعبئة اليمنية تكتب التاريخ
  • التعاون الإسلامي: اقتحام المسجد الأقصى استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم وتهديد خطير لأمن المنطقة
  • عبدالله عبدالرحمن: بـ«فنجان قهوة» وثقت مسيرة التاريخ الثقافي في الإمارات
  • سيدتان وضعتا سولفينيا في الجانب الصحيح من التاريخ (بورتريه)
  • كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
  • ساعة Galaxy Watch Ultra تدخل التاريخ.. أول اختبار لمحاكاة الفضاء باستخدام ساعة ذكية
  • النخلة تراث عبر التاريخ مبادرة مجتمعية لطلبة سمد الشأن بالمضيبي