ظهر تقرير جديد من مختبرات "سيتزين لاب" (Citizen Lab) الكندية المتخصصة في الأمن السيبراني، يتضمن مجموعة من الأدلة الجديدة حول أزمة قرصنة هواتف المعارضين للحكومة الإيطالية، بحسب تقرير "الغارديان".

وتشير الأدلة إلى أن برمجيات "باراغون" الخبيثة استخدمت في اختراق هاتف سيرو بيليجرينو رئيس مكتب نابولي التابع لموقع التحقيقات "فان بيج" (FanPage.

it)، فضلًا عن حالة اختراق ثالثة لصحفي أوروبي بارز رفض الكشف عن هويته.

ويذكر أن بيليجرينو يتمتع بعلاقة وطيدة ويعد من الأصدقاء المقربين لضحية الاختراق السابق في فبراير/شباط الماضي فرانشيسكو كانسيلاتو الذي كانت مؤسسته الإخبارية تنتقد حكومة ميلوني، مما يثير الشكوك حول حالة الاختراق هذه، بحسب الغارديان.

ويأتي التقرير الجديد من "سيتزين لاب" وسط خلاف علني حاد بين الحكومة الإيطالية وشركة باراغون، إذ صرحت الأخيرة مع صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مؤكدةً أنها عرضت على الحكومة الإيطالية المساعدة في التحقيقات بخصوص قضية كانسيلاتو، ولكن تقرير الغارديان يشير إلى أن إيطاليا رفضت العرضة، مؤكدةً مخاوفها على الأمن الوطني.

تقرير "سيتزين لاب" يأتي وسط خلاف علني حاد بين الحكومة الإيطالية وشركة باراغون ( رويترز)

وبينما تتحول قضية الاختراق إلى قضية رأي عام تثير حفيظة المعارضة الإيطالية وأعضاء البرلمان الأوروبي في بروكسل، رفض مكتب ميلوني التعليق لصحيفة الغارديان، ومن جانبها أكدت باراغون أنها لا تبيع برمجياتها إلا للحكومات الديمقراطية وتحظر في سياسة الاستخدام الخاصة بها اختراق هواتف المدنيين والصحفيين.

وعن تقرير "سيتزين لاب"، أشار جون سكوت رايلتون إلى أن عملية تحليل الهواتف المستهدفة تظهر بوضوح آثار باراغون الرقمية، والأهم أنها تتضمن الآثار الرقمية للعميل ذاته الذي اخترق هاتف كانسيلاتو، فضلًا عن ذلك توصلت لجنة برلمانية تابعة لمنظمة كوباسير إلى أن وكالات الاستخبارات المحلية والأجنبية الإيطالية أبرمت عقودًا مع شركة باراغون في عامي 2023 و2024.

وأكدت اللجنة أن "البرمجية الخبيثة استخدمت بعلم المدعي العام للتجسس على بعض الإرهابيين والهاربين من العدالة"، وأشار تقرير الغارديان إلى أن عملية التجسس على نشطاء حقوق الإنسان المؤيدين للهجرة، ومن بينهم لوكا كاساريني وجوزيبي كاتشيا، كانت بسبب علاقتهم بالمهاجرين غير الشرعيين وليس بسبب دورهم في حماية حقوق الإنسان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

ملايين الأوروبيين بلا تدفئة كافية.. أين يبلغ فقر الطاقة أسوأ مستوياته؟

ارتفعت نسبة الأشخاص في الاتحاد الأوروبي غير القادرين على تدفئة منازلهم بشكل كافٍ منذ أزمة الطاقة التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا.

السكن حق اجتماعي، ومع ذلك يُضطر عشرات الملايين من الأوروبيين إلى العيش في منازل باردة.

وفقًا ليوروستات، فإن أكثر من 41 مليون شخص في الاتحاد الأوروبي غير قادرين على تحمل كلفة إبقاء مساكنهم دافئة بما يكفي، أي ما يعادل 9.2% من السكان. ويعيش نحو ثلثي من يعانون من "فقر الطاقة" في اقتصادات الاتحاد الأربع الكبرى.

ورغم أن العيش في منزل بارد قد يكون مرهقًا نفسيًا، فإنه يحمل أيضًا مخاطر صحية جسدية خطيرة. تُظهر الدراسات أن البيئات الباردة تزيد خطر السكتات الدماغية والعدوى التنفسية، فضلًا عن الحوادث المرتبطة بتراجع البراعة الحركية.

تتفاوت معدلات فقر الطاقة بشكل واسع بين بلد وآخر. وقد لا تبدو النسب لافتة للوهلة الأولى، لكن عند تحويلها إلى أعداد الأشخاص المتضررين تتضح جسامة المشكلة.

باستخدام بيانات السكان اعتبارًا من الأول من يناير 2024، حسبت "يورونيوز للأعمال" عدد الأشخاص المتأثرين بهذا الشكل من الفقر.

في الاتحاد الأوروبي، تتراوح نسبة غير القادرين على تدفئة منازلهم بين 2.7% في فنلندا و19% في بلغاريا واليونان.

وعند شمول دول مرشحة للانضمام إلى الاتحاد ورابطة التجارة الحرة الأوروبية (EFTA)، تمتد النسبة من 0.7% في سويسرا إلى 33.8% في ألبانيا. كما تُعد مقدونيا الشمالية أيضًا استثناءً بنسبة 30.7%.

هذه النسبة تتجاوز عشرة بالمئة في ليتوانيا وإسبانيا والبرتغال وتركيا وقبرص والجبل الأسود وفرنسا ورومانيا.

وتقل هذه الحصة عن متوسط الاتحاد الأوروبي في إيطاليا وألمانيا. ولا يمكن مقارنة المملكة المتحدة على نحو كامل، إذ إن أحدث بياناتها تعود إلى 2018، رغم أن المعدل كان خمسة بالمئة.

تركيا وإسبانيا وفرنسا في الصدارة

من بين 36 بلدًا، تسجل تركيا أعلى عدد من المتأثرين بفقر الطاقة. ورغم تحسن المعدل في السنوات الأخيرة، لم يتمكن 12.9 مليون شخص من إبقاء منازلهم دافئة في 2024.

وحتى النصف الأول من 2025، سجّلت تركيا ثاني أرخص أسعار للغاز الطبيعي سواء مقومة باليورو أو وفق معايير القوة الشرائية (PPS)، بحسب يوروستات. أما الكهرباء، فأسعارها في تركيا هي الأرخص باليورو وثالث أرخص الأسعار وفق معايير القوة الشرائية.

خلاصة القول، أنه رغم انخفاض تكاليف الطاقة، لا يزال جزء كبير من سكان تركيا يعاني فقر الطاقة.

وفي إسبانيا، بلغ عدد غير القادرين على تدفئة منازلهم 8.5 مليون شخص، فيما وصل الإجمالي إلى 8.1 مليون في فرنسا. ويسجل الرقم 5.3 مليون في ألمانيا و5.1 مليون في إيطاليا.

ما العوامل التي تغذي فقر الطاقة؟

بحسب المفوضية الأوروبية، يحدث فقر الطاقة عندما تضطر أسرة إلى خفض استهلاكها للطاقة إلى حد يؤثر سلبًا في صحة السكان ورفاههم.

ويقوده أساسًا ثلاثة أسباب جذرية: ارتفاع نسبة الإنفاق الأسري الموجه للطاقة، انخفاض الدخل، وضعف الأداء الطاقي للمباني والأجهزة.

قالت المفوضية: "أزمة كوفيد-19، وما تبعها من قفزة في أسعار الطاقة والغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، فاقما وضعًا كان صعبًا أصلًا بالنسبة لكثير من مواطني الاتحاد الأوروبي".

وقد تراجعت نسبة غير القادرين على تدفئة منازلهم تدريجيًا منذ 2011، وبلغت أدنى مستوياتها في 2019 و2021 قبل أن ترتفع مجددًا. وشهد العام الماضي تراجعًا آخر.

وبحسب المفوضية، فإن هذا الاتجاه الإيجابي نتاج مجموعة عوامل؛ إذ يشير المسؤولون إلى انخفاض أسعار التجزئة للغاز والكهرباء، وتطبيق تدابير كفاءة الطاقة في دول الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن تعاظم فهم فقر الطاقة والفئات المتأثرة.

وتستعرض مادة حديثة لـ"يورونيوز للأعمال" أسعار الكهرباء والغاز الطبيعي في أنحاء أوروبا. وهي تُظهر الدول الأغلى والأرخص سواء مقومة باليورو أو وفق معايير القوة الشرائية (PPS).

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • هل ستصادر أمريكا المزيد من أصول النفط الفنزويلية؟.. ترامب يرد
  • ملايين الأوروبيين بلا تدفئة كافية.. أين يبلغ فقر الطاقة أسوأ مستوياته؟
  • هكذا وصف مراسل الغارديان أوضاع الضفة عقب زيارته الأولى منذ 20 عاما
  • حماس: تقرير العفو الدولية مغلوط ويتبنى الرواية الإسرائيلية
  • حماس ترفض تقرير العفو الدولية وتتهمه بتبني الرواية الإسرائيلية
  • "الأحرار" تدين تقرير العفو الدولية لتبنيه الرواية الإسرائيلية واتهامه المقاومة بارتكاب جرائم في 7 أكتوبر
  • تحركات أوكرانية لتأمين غطاء سياسي من الشركاء الأوروبيين
  • صندوق الاستثمارات السعودي: صلاح ليس متقدمًا في العمر 33 عامًا فقط وبإمكانه تقديم المزيد داخل المملكة
  • كاسبرسكي تكشف عن مواقع إلكترونية مولّدة بالذكاء الاصطناعي تُستخدم في نشر برمجيات خبيثة
  • عن أنفاق الحزب.. تقرير اسرائيلي يكشف المزيد من التفاصيل