في زمنٍ تتشظّى فيه الخرائطُ وتسقطُ فيه الأقنعةُ، أثبتت المقاومةُ أنّ المعركةَ لم تعُد حبيسةَ الجغرافيا، ولا أسيرةَ القرارِ الرسميِّ المرهونِ في عواصمِ العمالةِ والتطبيع.. بل باتت معركةَ أمّةٍ، وساحةَ تلاقٍ بين الوعيِ والدم، بين البصيرةِ والصاروخ، بين القدسِ وغزّة، وبين اليمنِ وطهران!
إنَّ الردَّ الإيرانيَّ النوعيَّ على الاعتداءاتِ الصهيونيةِ، لم يكن مجرّدَ إطلاقِ صواريخَ وطائراتٍ مسيّرة، بل كان إعلانًا صريحًا عن ميلادِ مرحلةٍ جديدةٍ في معادلةِ الردعِ والمواجهة، مرحلةٍ يتكاملُ فيها سيفُ طهران مع نارِ صنعاء، ويهدرُ فيها صوتُ الأمّةِ من غزّة حتى قممِ مران، ليصلَ رجعُ صداهُ إلى عُمقِ تل أبيبَ، حيثُ الملاجئُ تغصُّ بالمستوطنينَ الخائفينَ من بأسِ اللهِ النازلِ بأيدي المجاهدين.


لقد جاءت الضربةُ الإيرانيةُ مدروسةً، منسّقةً، محمّلةً برسائلَ استراتيجيةٍ عابرةٍ للزمن والمكان:
رسالةٌ للعدو: لسنا من نُستفزُّ ونصمت، بل من نُصيبُ ونتقنُ متى وأين وكيف نردّ.
ورسالةٌ للحلفاء: أنتم في قلب المعركة، وظهورُكم مكشوفةٌ بظهورنا، وصدورُكم ممدودةٌ بصبرِنا ونارِنا.
ورسالةٌ للأمّة: القدسُ ليست رمزيةً بل وجهةُ البوصلة، وغزّةُ ليست وحدها، واليمنُ ليس متفرّجًا بل فاعلًا في ميدانِ النار.
طهرانُ تضربُ… وغزّةُ تستبشرُ:
حينما دوت أصوات المسيّراتِ والصواريخِ فوقَ مواقعِ العدوّ، أدركت تل أبيب أنّ الحسابَ قد بدأ.
فطوالَ الأشهرِ الماضية، اغتالت “إسرائيلُ” رموزًا من محورِ المقاومةِ في سوريا ولبنان وغزّة، وكان رهانُها أنَّ إيرانَ – المقيّدةَ بالعقوباتِ والضغوطِ – لن تُقدِم على التصعيد، لكنها فوجئت بردٍّ مباغتٍ أذهلَ حتّى حلفاءها في واشنطن، وردّدت الأوساطُ الصهيونيةُ عبارة:
“نحنُ لم نعد نواجه غزّة فقط… بل نواجه محورًا موحّدًا يبدأ من إيران ولا ينتهي في صنعاء.”
اليمنُ… اليدُ التي تُلهبُ الخاصرةَ الصهيونية:
من صعدةَ وتعزَ والحديدةِ وصنعاء، كانت السُفنُ التجاريةُ الصهيونيةُ تُستهدَف، والمضائقُ تُغلق، وشرايينُ “إسرائيل” البحريةُ تُخنقُ بشعارِ “الموت لأمريكا… الموت لإسرائيل”. فاليمنُ – رغمَ الحصارِ والجراحِ – أثبتَ أنَّه مكوّنٌ رئيسٌ في معادلةِ النار، لا تابعٌ ولا هامشيّ.
ومع الردِّ الإيرانيّ الأخير، ازدادَ التنسيقُ وتكاملَ الأداء، فالصواريخُ التي ضربت قواعدَ إسرائيلَ كانت تُراقَبُ من عيونِ اليمن، والتشويشُ الإلكترونيُّ والانذارُ اللاسلكيُّ والتشويشُ على الأقمارِ كان ضمنَ غرفةِ عملياتٍ مشتركةٍ تتكلمُ بالفارسيةِ والعربيةِ وتُصلّي نحوَ القدس.
البصيرةُ التي سبقت الصواريخ:
ليس الردُّ صاروخًا فقط… بل هو حربُ وعي، وحربُ سرديةٍ، وحربُ قرار.
من طهرانَ إلى الضاحيةِ إلى صنعاءَ إلى بغدادَ ودمشقَ، خرجَ خطابٌ موحّدٌ يربطُ القدسَ بالوجودِ، ويصوغُ المعركةَ بمنظورِ وعدِ الله، وهنا تتجلّى الآيةُ الكريمة: { قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٖ مُّؤْمِنِينَ }
فمن كان يظنُّ أنَّ صدورَ المؤمنينَ لن تُشفى؟
ها قد بدأت تُشفى بصاروخٍ من كرمانشاه، وبمسيرةٍ من مارب، وبدعاءٍ من غزّة، وبدمعةٍ من القدسِ الأسيرة.
الختام: من القدسِ يبدأُ العهد
الردُّ الإيرانيّ الأخير، وما رافقه من عملياتِ الوعدِ الصادقِ ٣ في لبنان، وصواريخِ اليمنِ البحرية، لم يكن سوى مشهدٍ أول من الفصلِ القادم، فصلٌ عنوانُه: القدسُ هيَ المحور، والمقاومةُ هيَ الدولة، والأمّةُ باتت جبهةً واحدة.
وإنَّ العدوَّ ليعلمُ – وإن أنكر – أنَّ ما بينه وبينَ الهزيمةِ مسافةَ قرارٍ أخيرٍ في طهران، وصاروخٍ خاطفٍ من صنعاء، وانتفاضةٍ من بينِ أزقّةِ غزّة، وفتيةٍ في الضفةِ لا يخافونَ الموتَ لأنهم يحيونَ بالوعد.
بسم الله قاصمِ الجبارين، والناصرِ للمستضعفين.. { قَٰتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٖ مُّؤْمِنِينَ }، القدسُ وغزّةُ وطهرانُ وصنعاء… جبهةٌ واحدةٌ تُسقِطُ هيبةَ العدوِّ وتكسرُ عنجهيتَه.
وفي مشهدٍ مزلزلٍ حُفِرَ في ذاكرةِ التاريخ، اندفعَ الردُّ الإيرانيّ، لا من طهرانَ وحدها، بل من قلبِ محاورِ الحقِّ مجتمعةً: من غزّةَ إلى صعدة، ومن قمّةِ دماوند إلى ميدانِ السبعين.
ردٌّ لم يكن على هيئةِ صواريخٍ فحسب، بل كان سيلًا من وعيٍ وهُدى، ورسالةً بليغةً بلُغةِ الحديد والنار: إنَّ زمنَ الإفلاتِ من العقابِ قد انتهى.
فحينَ اجتَرأ الكيانُ الصهيونيُّ على استهدافِ منشآتٍ نوويةٍ إيرانية، وعلى اغتيالِ علماءٍ وقادةٍ عسكريين، ظنًّا منه أنّ الهيبةَ تُصنعُ بالبلطجة، جاءه الردُّ مُجلجلًا على شكلِ طوفانٍ من الكرامةِ والسيادة، حامِلًا في طيّاته عباراتٍ ناريّةً كتبتها منظوماتُ المقاومةِ بالصواريخِ الدقيقة والطائراتِ المسيّرة.
لقد استُهدفت القواعدُ التي كانت تُعرَفُ بـ”قلاع الردع”، فإذا بها تتحوّلُ إلى رمادٍ مُذلٍّ أمامَ تكنولوجيا الشرقِ المقاوم. وتمَّت إصابةُ مراكزِ القيادةِ كـ”الكريّا”، وضُربت مراكزُ التجسس، ومنشآتُ الذكاءِ الاصطناعي، وأجهزةُ التشويشِ والحربِ الإلكترونية.
لم تَعُدْ هذه المراكزُ خنادقَ مُحصّنة، بل أهدافًا مباحةً في زمنِ الردعِ المبارك، ولم يكن اليمنُ غائبًا عن هذا المشهدِ البطولي. فقد أعلنَ السيّدُ عبدُالملك بدرُ الدين الحوثي يحفظه الله، بصوتٍ يصدحُ من قلبِ ميدانِ السبعين: “نحنُ شركاءُ إيرانَ في الموقفِ بكلِّ ما نستطيعُ، وما نملِكُ، وما نُقدِّمُ، من الكلمةِ إلى الطائرة، ومن المنبرِ إلى الجبهة.”
فأيُّ شرفٍ أعظمُ من أن يقفَ شعبُ الإيمانِ والحكمةِ على جبهةٍ واحدةٍ مع الجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيران، نصرةً لغزّة، وذودًا عن القدس، ودحرًا للصهيونية؟
لقد جاءت مشاركةُ اليمنِ، لا كأمرٍ طارئ، بل كتجلٍّ صادقٍ لمنهجيةِ المشروعِ القرآني، الذي يعتبرُ أيَّ عدوانٍ على محورِ المقاومةِ عدوانًا عليه.
فغاراتُ الطائراتِ المسيّرةِ اليمنية، والضرباتُ البالستيةُ القادمةُ من أقصى الجنوبِ العربي، كانت جزءًا عضويًا في هذه الملحمة، دكّت أهدافًا استراتيجيةً في النقب، وأربكت السلاحَ الجويَّ الصهيونيَّ الذي بات عاجزًا عن حمايةِ نفسه.
ولم يكن الردُّ الإيرانيُّ فعلاً ارتجاليًا، بل استوفى شروطَ الردعِ السياسي والعسكري والمعنوي.
فإيرانُ لم تضرب لكي تُسجِّلَ موقفًا، بل لتقولَ بصوتٍ جهور: “كلُّ مَن يعتدي على فلسطين، وعلى محورِ المقاومة، سيدفعُ الثمنَ، وإنْ بعدَ حين.”
ولقد دفعت تل أبيب الثمن.. شللٌ في البنيةِ التحتية، انهيارٌ نفسيٌّ في الداخل، ورُعبٌ جماعيٌّ دفعَ المستوطنين إلى الاختباءِ كالفئران.
الخاتمة: الصاروخُ القادم نحوَ قلبِ المفاعل:
ولنا موعدٌ قادمٌ… ليس مع البياناتِ الدبلوماسية، ولا مع مؤتمراتِ الشجبِ والاستنكار، بل مع الصواريخِ الارتجاجيّةِ الإيرانيّة التي ستُربكُ الأرضَ تحت أقدامِ الغزاة، وتزلزلُ قبابَ الرعبِ في تل أبيب، وتُوجّهُ البوصلةَ نحو الهدفِ الأثمنِ والأخطر: المفاعلُ النوويُّ الصهيونيُّ في النقب:
إنهُ الوعدُ القادمُ… وعدُ البركانِ إذا انفجر، والحقِّ إذا انتصر، والقدسِ إذا نادت من تحتِ الركامِ: “هل من ناصر؟” فاستعدّوا يا أربابَ الحرب، يا قادةَ الاستكبارِ والدمار.. فما بيننا وبينكم، صواريخُ لا تعرفُ الرحمة، وزمنٌ لا مكانَ فيه للضعفاء…
والله غالبٌ على أمرهِ ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

كاتبٌ وباحثٌ سياسيٌّ مناهضٌ للاستكبارِ العالمي

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تحذيرات من انهيار جبهة إسرائيل الداخلية تحت القصف الإيراني

القدس المحتلة- في سابقة لافتة لم تعهدها إسرائيل بالحروب السابقة، تزايدت أعداد المحللين والباحثين الإسرائيليين الذين أطلقوا تحذيرات صريحة من خطر انهيار الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وسط تصعيد متبادل مع إيران غير مسبوق من حيث النطاق والحدة.

والهجوم الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة الماضي، رغم تحقيقه عنصر المفاجأة بفعل سريته التامة، جاء على حساب الجبهة الداخلية التي تركت مكشوفة، دون تعليمات وقائية، أو حتى استعدادات لوجيستية أو نفسية، في وقت انشغلت فيه القيادة العسكرية والأمنية بحسابات المواجهة على الجبهة الخارجية.

وكل ليلة تمر، تخترق صواريخ إيران الدفاعات الإسرائيلية، مخلفة دمارا في مدن مثل حيفا وتل أبيب الكبرى، وريشون لتسيون وبات يام ورحوفوت، حتى باتت صورها تشبه الدمار الذي أحدثته إسرائيل في قطاع غزة.

وفي المقابل، تجري 5 فرق في الجيش الإسرائيلي مناورات برية في القطاع، لكنها بعيدة عن ساحة المعركة الحقيقية التي يخوضها الإسرائيليون على الجبهة الداخلية.

تحديات الداخل

وبعد أيام من بدء الضربات المتبادلة، صار واضحا أن قدرة الجبهة الداخلية على الصمود باتت موضع شك، في ظل تصاعد الهجمات الإيرانية وما تسببه من شلل واسع في مفاصل الحياة داخل إسرائيل، من المطارات والموانئ، إلى الاقتصاد وحركة المواطنين.

ويفرض القصف الإيراني المتواصل ثمنا باهظا على المجتمع الإسرائيلي، ويطرح سؤالا جوهريا عما إذا كانت إسرائيل تملك ما يكفي من الصبر والتحمل لمواصلة التصعيد؟

وتشير كل التحليلات الإسرائيلية والمؤشرات إلى دخول إسرائيل مرحلة جديدة، إذ لم تعد الحروب تخاض فقط في الأجواء وعلى شاشات الرادار، بل في تفاصيل الحياة اليومية للإسرائيليين الذين يفقدون الثقة بحماية الدولة لهم.

ووفق قراءات المحللين، فإن التحذيرات من انهيار الجبهة الداخلية لم تعد سيناريو افتراضيا، بل أمرا واقعا ومتزايدا، مما يتطلب من حكومة الاحتلال إعادة النظر في أولوياتها، والتعامل معها كجبهة قائمة بذاتها لا تقل أهمية عن أي جبهة عسكرية.

إعلان

ويواجه المجتمع الإسرائيلي -برأي المحللين- تحديا غير مسبوق، وسط غياب الاستعداد والقيادة السياسية، فالجبهة الداخلية المنهكة قد تنهار أولا، في ظل غياب أفق سياسي ودعم دولي، مما قد يضع إسرائيل في مأزق مزدوج، تكون فيه عاجزة عن وقف النووي الإيراني، أو حماية مدنها من القصف اليومي.

مدينة نتانيا الإسرائيلية والصواريخ الإيرانية التي تتساقط مسببة رعبا وإرباكا بين الإسرائيليين (الفرنسية) لا خطط للدعم

وفي مقال تحليلي لافت، كتب الصحفي الاقتصادي سامي بيريتس في صحيفة "ذا ماركر" أن إسرائيل، في سعيها للحفاظ على السرية وتضليل طهران، تجاهلت تماما الجبهة الداخلية، مما أحدث إرباكا عارما بين الجمهور، وتسبب بخسائر واسعة، مادية ونفسية وتنظيمية.

ولفت إلى أن عشرات آلاف الإسرائيليين وجدوا أنفسهم عالقين في الخارج، أو عاجزين عن مغادرة البلاد، وأُلغيت فعاليات عامة وخاصة، وتوقفت عجلة الإنتاج، في حين تخبَّطت المؤسسات الحكومية في إدارة الأزمة.

ورغم أن إسرائيل معتادة على تعويض الأضرار المباشرة الناتجة عن القصف، كالمنازل والبنى التحتية، يقول بيرتس، "فإن النطاق الجديد من الأضرار، مثل تعطل الطيران، وخسائر الشركات، والتكلفة الباهظة للعالقين بالخارج، يفوق قدرة الدولة على التعامل السريع معه، مما يفتح المجال أمام موجة من الغضب الشعبي وربما دعاوى قضائية".

في السياق، يضيف الكاتب الإسرائيلي "تبرز مخاوف من أن الضربة الإيرانية التالية قد تصيب المعنويات الشعبية قبل الأبنية أو المطارات"، خاصة أن الجهات الأمنية لم تضع -حتى الآن- خطة واضحة لإدارة حركة السفر، أو تعويض الخسائر الاقتصادية، أو حتى معالجة الأثر النفسي المتزايد على المجتمع.

وإن ما كان يُنظر إليه كضربة استباقية ناجحة ضد إيران، يقول بيرتس، "بدأ يتحول إلى نقطة ضعف داخلية خطيرة، مع ازدياد الضغط على البنية التحتية المدنية، واستمرار الهجمات الجوية المتبادلة".

وأشار إلى أن الضبابية التي تحيط بمستقبل المواجهة تُقلق الرأي العام الإسرائيلي، وتزيد من حدة الاحتقان، وسط شعور عام بأن الحكومة أطلقت شرارة حرب واسعة دون أن تحسب تداعياتها على المواطنين.

جبهتان في آن واحد

وتحت عنوان "أيهما سينهار أولا.. الجبهة الداخلية الإسرائيلية أم البرنامج النووي الإيراني؟"، كتب محلل الشؤون القانونية في صحيفة كلكليست، المحامي موشيه غورلي، مقالا حادّ اللهجة انتقد فيه تجاهل الحكومة الإسرائيلية للجبهة الداخلية في ظل تصاعد المواجهة مع إيران.

وأشار غورلي إلى أن السؤال الأخطر الذي يزداد إلحاحا في الشارع الإسرائيلي يوما بعد يوم، لم يعد مرتبطا بإستراتيجيات الردع أو العمليات الجوية، بل أضحى يتعلق بصراع زمني مقلق، متسائلا "هل تنهار قدرة الجبهة الداخلية الإسرائيلية على التحمل أولا، أم تنجح إيران في بلوغ عتبة السلاح النووي؟".

وفي ظل القصف الليلي المتواصل وسقوط صواريخ تخترق الدفاعات الجوية، يقول غورلي "تتزايد المخاوف من تآكل صبر السكان وثقتهم، لا سيما مع غياب خطة شاملة لحماية الجبهة الداخلية أو تعويض المتضررين".

وبينما يحقق سلاح الجو الإسرائيلي تفوقا تقنيّا ويصل إلى عمق الأجواء الإيرانية، فإن هذا "الإنجاز الجلي"، بوصف غورلي، لا يخفي واقعا أكثر هشاشة في الداخل، حيث تواجه الحكومة تحديا متسارعا في احتواء تداعيات الحرب على المجتمع والاقتصاد.

ولفت إلى أن الواقع يعكس قلقا متصاعدا من أن إسرائيل، رغم قوتها العسكرية، قد تخوض حربا على جبهتين، خارجية تدار عبر الجو، وداخلية قد تنهار بصمت تحت أعباء الصواريخ والشلل الاقتصادي ونقص الثقة بقيادتها السياسية.

إعلان

وخلص إلى القول إنه وحتى الآن، لا يظهر في الأفق حل للملف النووي الإيراني دون تدخل أميركي، سواء عبر ضربة عسكرية أو اتفاق دبلوماسي.

وأضاف "في غياب واشنطن، تجد تل أبيب نفسها وحيدة في التصعيد، وتواجه خيارات صعبة بين الردع والهجوم، وبين الحسم السياسي والمأزق الداخلي".

مقالات مشابهة

  • “المعركة واحدة.. من غزة إلى إيران.. والأمة واحدة!”
  • كيف أعادت إيران الاعـتبار للقضية الفلسطينية؟
  • سجيل.. عندما تقذف طهران حجارتها الثقيلة على ممالك الحديد والنار
  • تحذيرات من انهيار جبهة إسرائيل الداخلية تحت القصف الإيراني
  • كيف أعادت إيران الاعـتبار للقضية الفلسطينية؟ 
  • في عملية مشتركة.. المقاومة تقتل جنديا إسرائيليا قنصا في خانيونس
  • المرشد الإيراني: المعركة بدأت ويجب الرد بقوة على إسرائيل
  • بين القصف المباشر وإغلاق مضيق هرمز.. ما هي سيناريوهات الرد الإيراني على الاحتلال الإسرائيلي؟
  • العراق وإيران يؤكدان على انهما جبهة واحدة أمام إسرائيل