ندوة علمية تناقش موضوع النخبة المغربية في زمن التغيير
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
في إطار سلسلة ندواتها الفكرية « مختلف عليه »، تنظم مؤسسة الفقيه التطواني ندوة علمية مساء الثلاثاء 24 يونيو، تحت عنوان: « النخبة المغربية في زمن التغيير: من صناعة القرار إلى أزمة التأثير »، وذلك بمقر المؤسسة الكائن بشارع فلسطين، بطانة، سلا، على الساعة السادسة مساءً.
ويُنتظر أن تطرح الندوة أسئلة عميقة حول مستقبل النخبة ودورها في قيادة الإصلاح، وتأطير التحولات، وبناء الجسور بين الدولة والمجتمع.
وسيشارك في تأطير اللقاء كل من:
جميلة السيوري، الحقوقية ورئيسة جمعية « عدالة من أجل الحق في محاكمة عادلة »،محمد شقير، الباحث المتخصص في العلوم السياسية، أحمد عصيد، كاتب وفاعل حقوقي، وسعيد بنكراد، الأستاذ بجامعة محمد الخامس
وعبد الرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط.
وسيتولى إدارة الجلسة كل من بوبكر التطواني، رئيس المؤسسة، وعبد الحق بلشكر، مدير موقع « اليوم 24 ». كما سيتم بث الندوة مباشرة على صفحات المؤسسة الرسمية، وموقعي فبراير.كوم واليوم 24.
بين الانحسار الرمزي وصعود النخب التقنية
تأتي هذه الندوة في ظل تحوّلات جذرية طالت المشهد النخبوي المغربي، حيث لم يعد الحزب أو النقابة أو الجامعة يحتكر قنوات صناعة النخبة، بل أصبحت الفضاءات الرقمية، والمواقع التقنية، ومسارات التعيين الترابي، تفرز فاعلين جدداً، ما أدى إلى بروز ما يُعرف بـ »المؤثر الخبير »، الذي يُنتج خطابًا لحظيًا يخلو من الرؤية السياسية الشاملة، ويغيب عنه البعد الرمزي والتعبئة المجتمعية.
وفي هذا السياق، يرى المنظمون أن الأزمة التي تعرفها النخبة الحزبية، المتمثلة في عقم تنظيري وافتقاد لآليات التأطير، قابلها صعود النخبة التكنوقراطية التي وإن كانت تقدم حلولًا تقنية فعالة، إلا أنها تفتقر إلى الخيال السياسي المطلوب لإنتاج مشروع مجتمعي ملهم.
النخبة الثقافية في زمن السوق والمنصة
أما النخبة الثقافية، فتعيش بدورها حالة من التردد بين منطق الالتزام ومنطق البقاء، في ظل ضغوط السوق، وإكراهات التموضع داخل المؤسسات، وتغير طبيعة الخطاب الثقافي في عصر المنصات الرقمية، ما يطرح تساؤلات حول دور المثقف وقدرته على إحداث التأثير خارج منطق اللحظة الاستهلاكية.
مغاربة العالم: رأس مال معطل
كما تتطرق الندوة إلى موقع مغاربة العالم، الذين يمثلون رأسمالاً علميًا ورمزياً هامًا، تراكمت لديهم الخبرات في فضاءات ديمقراطية متعددة، لكن إمكانات دمجهم في مسارات القرار الداخلي لا تزال محدودة، مما يستدعي التفكير في صيغ مبتكرة لتوظيف خبراتهم في تجديد النخب الداخلية.
المحاور التفصيلية للمداخلات:
جميلة السيوري: النخبة المغربية وإشكالية التغيير في ظل الخطاب الحقوقي: بين التأطير الإصلاحي والارتباك البنيوي
محمد شقير: النخب الحزبية بالمغرب بين العقم التنظيري وافتقاد آليات التأطير الاستباقي
سعيد بنكراد: من الخبير إلى المؤثر: إعادة صياغة السلطة الرمزية في الزمن الرقمي
عبد الرحيم العطري: آليات ومسارات التنخيب ومآلات الممارسة
أحمد عصيد: النخبة الثقافية بين الالتزام والاستيعاب نحو مشروع نخبوي جديد
وتشكل هذه الندوة محطة تأمل جماعي في الحاجة إلى بلورة مشروع نخبوي جديد، يزاوج بين العمق المعرفي والفعالية التقنية، بين الانتماء الوطني والانفتاح العالمي، ويؤسس لشرعية جديدة تقوم على الكفاءة، والمصداقية، والرؤية المجتمعية، كشرط أساسي لاستعادة النخبة لدورها واستعادة المجتمع لديناميته.
وتندرج الندوة ضمن رؤية المؤسسة لتعزيز الحوار العمومي حول قضايا استراتيجية ترتبط بتحولات الدولة والمجتمع، في أفق صياغة أجوبة جماعية تستشرف المستقبل وتؤطره على نحو عقلاني وفعال.
المصدر: اليوم 24
إقرأ أيضاً:
استعراض مسيرة الفقيه سليمان بن علي الكندي في ندوة بنخل
نخل- خالد بن سالم السيابي
نظمت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء ندوة علمية بعنوان "إرث سليمان" بالتعاون مع أسرة الشيخ سليمان بن علي الكندي، وبرعاية معالي عبدالسلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، وبحضور أصحاب المعالي والسعادة والمكرمين وشيوخ وأعيان الولاية وعدد من المهتمين، حيث أقيمت الندوة بقلعة نخل.
وتناولت الندوة شخصية الشيخ القاضي الفقيه سليمان بن علي الكندي وهو من علماء ولاية نخل، وضمت جلستين علميتين وعددا من أوراق العمل، بمشاركة عدد كبير من قبل الباحثين والكتاب وطلبة العلم والمهتمين بالعلوم الشرعية وعدد من الشيوخ والأعيان.
وفي بداية الندوة، قام معالي راعي المناسبة بافتتاح المعرض المصاحب للوثائق والمقتنيات والموروث العلمي الخاصة بإرث سليمان، الذي تم تنظيمه بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات، إذ احتوى المعرض على عدد من المخاطبات التي دارت بينه وبين عدد من العلماء والقضاة من مختلف ولايات سلطنة عمان، والردود الشعرية النظمية ومن بينها جواب شعري للشيخ سليمان موجه للقاضي الشيخ موسى بن علي الكندي، كما تم تقديم ملخص للأبحاث التي كتبت في شخصية الندوة، وعرض فيلم وثائقي حول سيرة الشيخ الكندي وأوبريت إنشادي بمشاركة عدد من المنشدين.
وخلال الحفل، قدم الشيخ هلال بن علي الكندي كلمة الأسرة، كما قدم الدكتور ناصر الحسني كلمة الجمعية العمانية للكتاب والأدباء الذي تطرق فيها إلى جهود الجمعية في تنظيم العديد من الندوات، إيمانا منها بأهمية إقامة مثل هذه الشخصيات المؤثرة في مجتمعاتها والتي تركت أثراً بالغا فيها.
وألقى الدكتور محمود بن مبارك السليمي قصيدة للشاعر الشيخ محمد بن عبدالله الخليلي، تناولت السمات العلمية والأدبية للشيخ القاضي وسيرته الحسنة.
وشهدت الفعالية تقديم عدد من أوراق العمل من قبل الباحثين المشاركين، فقد شارك في الجلسة العلمية الأولى كل من فضيلة الشيخ عبد الله بن راشد السيابي نائب رئيس المحكمة العليا سابقاً وعضو سابق بمجلس الدولة، والدكتور عبد الرحمن طعمة حسن أستاذ اللسانيات الحديثة المساعد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس، والدكتور خالد بن سليمان الكندي أستاذ مشارك ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة السلطان قابوس، والدكتور أفلح بن أحمد بن سليمان الكندي أستاذ مساعد في مناهج وطرائق التدريس بجامعة نزوى، وترأس الجلسة الدﻛﺘﻮر ﻣﺤﻤﻮد اﻟﺴﻠﻴﻤﻲ.
وسلطت الجلسة الضوء على مراحل النشأة والتكوين لدى الشيخ القاضي سليمان بن علي الكندي، من خلال استعراض بيئته العلمية الأولى والأساتذة والمشايخ الذين تلقّى العلم عنهم، والملامح التربوية التي أسهمت في بناء شخصيته المعرفية، وحضوره فقيهًا وقاضيًا، وإبراز مكانته العلمية ومنهجه في فهم النصوص واستنباط الأحكام، وكيفية تعامله مع القضايا والمنهجية التي يستند عليها في إصدار الأحكام.
وشهدت الجلسة العلمية الثانية تقديم عدد من أوراق العمل، قدمها كل من: د. محمد مصطفى علي حسانين ناقد أدبي مصري متخصص في الأدب القديم والحديث، والنضر بن سليمان بن ناصر الخنجري إمام وخطيب بجامع السلطان قابوس بولاية نخل والمحاضر في كلية الآداب بجامعة الشرقية، وبمشاركة كل من تسنيم بنت أحمد بن سليمان الكندية تربوية وباحثة، وبصائر بنت أحمد الكندية باحثة ومعلمة لغة عربية. ترأس الجلسة الدكتور صالح المعمري، حيث جرى تسليط الضوء على الجوانب الأدبية والتربوية في إرث الشيخ سليمان بن علي الكندي.