برامج صيفية متنوعة بمحافظتي مسندم وشمال الباطنة
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
تتواصل فعاليات البرنامج الصيفي للطلبة الموهوبين بمحافظة مسندم من خلال حزمة من الحلقات التدريبية، وضمن الفعاليات قدمت عزيزة بنت عبدالله الجزمية، فنية مختبر علوم بمدرسة جوهرة عُمان للتعليم الأساسي، حلقة تدريبية للطلبة عن الابتكار، وكيف يمكن للأفكار البسيطة أن تتحول إلى حلول ذكية تخدم المجتمع، كما استعرضت مجموعة من المشاريع الطلابية التي استخدمت فيها مهارات التفكير الإبداعي والتقنيات الحديثة، مثل الطاقة المتجددة والحساسات والتطبيقات الذكية.
كما تطرقت المدربة إلى منهج البحث العلمي، وكيفية استخدام أدوات التفكير المعقّد لإيجاد الحلول المستدامة، وفي الحلقة تم تشجيع الطلبة الموهوبين على أن يكونوا مخترعين صغارًا، بدءًا بتحديد المشكلة التي تواجههم في حياتهم اليومية، وكيفية اقتراح حل مبتكر باستخدام مهارات التصميم والتجريب والتفكير النقدي، وفي نهاية الحلقة تم تحفيز الطلبة على المشاركة في مسابقات الابتكارات العلمية.
كما قدّمت حنان بنت عبدالله الأمير الشحية، معلمة فيزياء بمدرسة سكينة بنت الحسين للتعليم الأساسي، حلقة "الذكاء الاصطناعي وتحول الطاقة"، تم خلالها تعريف الطلبة الموهوبين بتحولات الطاقة ودور الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءتها، كما شملت الحلقة مناقشة التحديات والمخاطر المرتبطة بالتقنيات الحديثة التي تحدث بين فترة وأخرى، وتأثيراتها بالسلب على الفرد والمجتمع.
وقدمت أميرة بنت محمد الأمير الشحية، مساعدة مديرة مدرسة سكينة بنت الحسين للتعليم الأساسي، حلقة بعنوان "ابتكر معي"، حيث خاضت تجربة علمية مميزة جمعت بين الابتكار والتطبيق العملي في مجالات الإلكترونيات والطاقة والعلوم، وتم تدريب الطلبة على تصميم دائرة إلكترونية للتحكم في شدة الإضاءة بهدف ترشيد استهلاك الطاقة، وتدريب الطلبة على آلية عمل الجهاز العصبي من خلال مجس حركي يحاكي انتقال الإشارات العصبية، واختُتمت الحلقة بابتكار نموذج لثلاجة يدوية باستخدام أدوات منزلية.
وتنطلق اليوم بمحافظة شمال الباطنة فعاليات المراكز الصيفية في نسختها الثانية بشعار "صيفنا.. ريادة وإبداع"، التي ينظمها مكتب محافظة شمال الباطنة بالتعاون مع عدد من مؤسسات القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
ويشارك في تنفيذ البرامج هذا العام أكثر من 36 مؤسسة من الجهات الحكومية والخاصة، في إطار تكاملي يهدف إلى تنمية قدرات الطلبة وصقل مهاراتهم في مختلف الجوانب المعرفية والمهارية.
وتتضمن برامج هذا العام 200 برنامج متنوع تشمل مجالات المهارات الرقمية، وريادة الأعمال، والفنون، والعلوم، والرياضة، والتكنولوجيا، والصحة، بهدف تأهيل الأطفال والشباب لاكتساب مهارات متقدمة تعزز من جاهزيتهم المستقبلية، وتواكب متطلبات سوق العمل.
وتتجه البرامج في 2025 نحو تجديد نوعي في المحتوى والتنفيذ، استنادًا إلى تقييمات ميدانية وآراء المجتمع والمستفيدين من النسخة السابقة، مع توسيع نطاق الشراكات المجتمعية، وتنظيم زيارات ميدانية للمؤسسات الثقافية والوطنية، إلى جانب زيارات دولية منتقاة تسهم في تعزيز الوعي والانفتاح المعرفي للمشاركين.
كما ستطلق المبادرة منصة إلكترونية مخصصة لطلبة التعليم العالي، تتيح لهم الالتحاق بدورات تدريبية نوعية تُقدّم من مؤسسات القطاع الخاص، في خطوة تهدف إلى ربط المعرفة بالتطبيق العملي، وتهيئة الطلبة للاندماج بسلاسة في سوق العمل.
وتسعى المراكز الصيفية إلى تنمية القدرات الشخصية والمهارات العملية لدى الأطفال والشباب، بما يعزز مشاركتهم الفاعلة في مسيرة التنمية وبناء مجتمع متقدم، كما تعكس هذه الجهود التزام محافظة شمال الباطنة بدعم المبادرات المجتمعية وتنمية قدرات النشء والشباب، من خلال برامج نوعية ومبتكرة تنفذ بالشراكة مع مختلف الجهات، في إطار دعم توجهات التنمية المستدامة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
إنزال 500 هيكل إسمنتي في حديقة مسندم المرجانية ضمن مشروع ثروة
تعد الشعاب المرجانية بيئة آمنة لعيش وتكاثر العديد من الكائنات البحرية الحية، إذ تعيش فيها أغلب أنواع الأسماك القاعية التي تحصل على الغذاء والمأوى، كما أنها تعد من أهم البيئات التي تتكاثر فيها الكائنات البحرية الأخرى، وذلك بسبب توافر العديد من العوامل المهمة من غذاء ومواطن للتكاثر، إلا أن هذه الشعاب تواجه تهديدات عديدة، أبرزها التغيرات المناخية، وتلوث المياه، والصيد الجائر؛ ونتيجة لهذه التحديات، تعرضت العديد من الشعاب المرجانية للتدهور والانقراض، ومن هنا أصبح إعادة تأهيل هذه الشعاب أمرًا بالغ الأهمية، وتعد تقنية إنزال القوالب الإسمنتية الاصطناعية واحدة من الأساليب الواعدة في هذا المجال، لما لها من دور مهم في دعم الشعاب المرجانية، خاصة في ظل التدهور البيئي الذي تتعرض له الشعاب المرجانية الطبيعية.
وحول مزيد من التفاصيل عن الشعاب المرجانية، التقت "عُمان" مسلم بن مبارك المهري مدير إدارة البيئة بمحافظة مسندم، الذي تحدث عن أسباب تضرر الشعاب المرجانية، موضحًا أن بيئات وأنواع الشعاب المرجانية وانتشارها الواسع في محافظة مسندم تتضرر بسبب العديد من العوامل، منها الصيد الجائر، وعدم التزام مرتادي البحر بقوانين الصيد البحرية، حيث تعلق أدوات صيدهم في الشعاب المرجانية من شباك عالقة، وخيوط، وحبال، وغيرها من أكياس البلاستيك وعلب المشروبات التي لا تتحلل، فتؤدي إلى تلوث وإتلاف وتدهور أجزاء من الشعاب المرجانية.
وأضاف: إن تكدس هذه المخلفات يؤدي إلى تدهور البيئة البحرية، وبالتالي تناقص الثروة السمكية نتيجة تدهور بيئاتها الحيوية، مؤكدًا أن استمرار تنظيف الشعاب المرجانية من الشوائب والعوالق هدفه الحفاظ على البيئة البحرية لتبقى بيئة نظيفة ومستدامة.
مشروع ثروة
وفيما يتعلق بأهمية الحفاظ على البيئة البحرية، خاصة الشعاب المرجانية، أشار المهري إلى أن الهيئة تبنّت خطة شاملة للحفاظ على البيئة البحرية واستدامتها، من خلال إطلاق مبادرة مشروع (ثروة) لإعادة تأهيل بيئات الشعاب المرجانية، وذكر أنه تم تدشين المبادرة في عام 2023 من خلال إنزال 250 هيكلًا إسمنتيًّا، واستُكملت الجهود في عام 2024 بإنزال 250 هيكلًا إضافيًّا، ليصل عدد الهياكل خلال عامين إلى 500 هيكل، مع متابعة نتائج الإنزال، وفي عام 2025، تم متابعة المشروع ومدى نجاحه، وبدء أعمال استزراع المرجان على تلك الهياكل.
تنمية مستدامة
وأضاف: إن المبادرة تعمل على تحقيق الأهداف الاستراتيجية البيئية من أجل تنمية مستدامة للأحياء البحرية، عبر إنزال 500 هيكل إسمنتي خلال عامين، لتنمو عليها الشعاب المرجانية الطبيعية، وتهدف المبادرة إلى إعادة تأهيل المناطق المتأثرة بالعوامل البشرية، وتهيئة بيئة مناسبة لنمو المرجان، وتوطين الأسماك في "حديقة مسندم المرجانية"، حفاظًا على القيمة البيئية التي تتمتع بها الشعاب المرجانية، ولتكون بيئة ملائمة لتجمع الأسماك والكائنات البحرية الأخرى، مع متابعة معدلات البقاء والنمو خلال السنوات الخمس القادمة.
برنامج العمل التنفيذي
وحول البرنامج التنفيذي للمشروع، والذي استمر قرابة 24 شهرًا، أوضح المهري أن خطة المشروع شملت مرحلتين: الأولى في عام 2023، والثانية في عام 2024، بمسمى "حديقة مسندم المرجانية"، ليصل إجمالي الهياكل المنزلة إلى 500 هيكل إسمنتي صديق للبيئة في منطقة حيوت البحرية.
وأشار إلى أن المشروع تم بالشراكة مع عدد من الجهات الخاصة في محافظة مسندم، وشمل نقل الهياكل بواسطة البواخر، وإنزالها في الموقع باستخدام معدات التحميل الحديثة، إضافة إلى قيام الفرق المختصة بعمليات الغوص للتأكد من صلاحية الوحدات، وعدم تعرضها للكسر أو التلف، والتحقق من وضعيتها حسب التوزيع المخطط له، ولفت إلى أن المختصين سيواصلون تقييم نتائج المشروع بشكل دوري.
نتائج المشروع
وفيما يتعلق بنتائج المشروع، أشار المهري إلى أن استخدام القوالب الإسمنتية يُعد من الأساليب الحديثة في استعادة الشعاب المرجانية المتدهورة، حيث تم تصميم الهياكل لتكون قاعدة ملائمة لنمو الشعاب المرجانية.
وأوضح أن مخرجات المشروع، التي رُصدت من خلال عمليات الغوص، أظهرت تحفيزًا واضحًا لنمو الشعاب المرجانية، حيث ساعدت القوالب الإسمنتية على توفير قاعدة صلبة للنمو، وأسهمت في تسريع عملية النمو والتكاثر، بالإضافة إلى زيادة التنوع البيولوجي.
وأكد أن "حديقة مسندم المرجانية" أصبحت غنية بالأسماك والكائنات البحرية خلال فترة لا تتجاوز 24 شهرًا، حيث لوحظ توافد الأحياء البحرية وتكيّفها مع الهياكل كبيئة جديدة وملائمة، توفر موائل للعديد من الكائنات، وأوضح أن هذه الهياكل كان لها دور مهم في دعم الشعاب المرجانية، خاصة في ظل التدهور البيئي الذي تعاني منه البيئات الطبيعية، مما ساعد في تقليل الضغط عليها والحفاظ عليها على المدى الطويل.
وفي ختام حديثه، قال المهري: إن مشروع "ثروة" أسهم في الحفاظ على القيمة البيئية والاجتماعية والاقتصادية للشعاب المرجانية، وضمان استدامتها، كما أشار إلى أن المشروع سيؤدي إلى زيادة عدد السيّاح الذين يقصدون المنطقة من محبّي الغوص، لاكتشاف الأعماق والاستمتاع بالمناظر الخلابة للشعاب المرجانية، كما أنه سيدفع نحو توسيع الأنشطة المرتبطة بالاستزراع المرجاني في مختلف أنحاء سلطنة عُمان.
وبيّن أن من أولويات الهيئة الحفاظ على الثروات البحرية في محافظة مسندم، حيث تعد الشعاب المرجانية مصدرًا غذائيًا ومأوى للعديد من الكائنات مثل الأسماك والسلاحف وغيرها، كما أكد أهمية هذه الشعاب في القطاع السياحي، وخاصة لمحبي رياضة الغوص، إلا أنها بدأت بالتعرض للتلوث مؤخرًا بسبب الممارسات الخاطئة من بعض الصيادين، مثل ترك الشباك والأقفاص والنفايات في قاع البحر، مما يعيق نمو الشعاب المرجانية ويؤدي إلى إتلافها، وشدد على ضرورة تكاتف الجميع للحفاظ على هذه الثروات الطبيعية، داعيًا إلى اعتبار كل فرد "سفيرًا للبيئة".
وأوضح أن إدارة البيئة بمحافظة مسندم تنفذ حملات دورية ومستمرة لتنظيف الشعاب المرجانية من العوالق، في إطار جهود الحفاظ على البيئة البحرية، مشيرًا إلى أن مثل هذه البرامج ترفع الوعي المجتمعي بالقضايا البيئية، وتعزز التعاون بين مؤسسات الدولة والمجتمع في حماية البيئة البحرية.