تصاعدت المخاوف الدولية إثر إعلان الحكومة الإسرائيلية عزمها السيطرة الكاملة على مدينة غزة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تؤدي إلى “كارثة إنسانية غير مسبوقة”، وتزيد من تعقيد أزمة الرهائن المحتجزين، وسط استمرار الحرب التي دخلت شهرها الثالث والعشرين.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، اليوم الجمعة، إن حركة “حماس” تشكل خطراً مباشراً على أمن إسرائيل، مؤكداً أن الجيش يستعد حالياً لتنفيذ قرارات الكابينت المتعلقة بالسيطرة الكاملة على قطاع غزة.

وأوضح كاتس في بيان على منصة “إكس” أن “لا مكان لمثل هذه المنظمة في قطاع غزة”، مشدداً على أن قرار مجلس الوزراء الأخير بمواصلة العمليات المكثفة يعكس العزم على تحقيق أهداف الحرب، التي تشمل هزيمة حماس بشكل كامل، تحرير جميع المحتجزين، وتأمين التجمعات الإسرائيلية عبر إقامة محيط أمني قوي في غزة.

وأشار إلى تكليفه، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالموافقة على خطط الجيش لتنفيذ قرارات المجلس الوزاري، مؤكداً أن الاستعدادات لتنفيذ هذه الخطط بدأت فعلياً.

وأكد كاتس أن إسرائيل سترد بـ”قبضة واحدة قوية وموحدة”، معتبراً أن التهديدات الدولية واتهامات فرض العقوبات “لن تضعف عزيمتنا، فقد ولّى زمن عدم دفاع اليهود عن أنفسهم”.
وختم بيانه بالقول: “آن أوان القيادة لاتخاذ القرارات الحاسمة، ويجب أن نكون جديرين بجنودنا وأسر الشهداء والمحتجزين، وسنواصل القتال معاً حتى تحقيق النصر”.

في السياق، أصدر وزراء خارجية أستراليا وألمانيا وإيطاليا ونيوزيلندا وبريطانيا بيانًا مشتركًا، الجمعة، أعربوا فيه عن إدانتهم الشديدة لخطة الحكومة الإسرائيلية الرامية إلى شن عملية عسكرية واسعة النطاق في مدينة غزة، محذرين من تداعياتها الإنسانية والقانونية.

وقال الوزراء إن “الخطط التي أعلنتها الحكومة الإسرائيلية تنذر بانتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي”، داعين تل أبيب إلى إيجاد حلول عاجلة لتعديل نظام تسجيل المنظمات الإنسانية الدولية الذي تم فرضه مؤخراً ويُعرقل عملها داخل القطاع.

وشدد البيان على أن الدول الخمس “موحدة في التزامها بالسعي إلى تنفيذ حل الدولتين من خلال مفاوضات مباشرة”، في إشارة إلى الحاجة لعملية سياسية تنهي الصراع القائم.

جاء البيان بعد أن صادقت الحكومة الإسرائيلية فجر الجمعة، وبعد جلسة استمرت 10 ساعات، على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لـ”استعادة السيطرة الكاملة على غزة”، وهي الخطوة التي عارضها عدد من كبار المسؤولين الأمنيين، وفي مقدمتهم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي حذر من تبعاتها الأمنية والإنسانية الخطيرة.

ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤول مطلع – طلب عدم الكشف عن اسمه – أن خطة السيطرة على المدينة ستكون “تدريجية”، وأن التحضيرات ما زالت جارية، دون إعلان جدول زمني واضح.

من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن قرار الاحتلال يمثل “جريمة حرب مكتملة الأركان”، متهمة حكومة نتنياهو بعدم الاكتراث بمصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، الذين قد يواجهون خطرًا مضاعفًا في حال تصعيد الهجوم.

وتأتي هذه التطورات في ظل حرب إسرائيلية مستمرة منذ نحو عامين، أسفرت عن دمار واسع وآلاف الضحايا المدنيين في غزة، ويُخشى أن تؤدي أي عملية عسكرية جديدة في مدينة غزة، التي لم تُفرغ بالكامل حتى الآن، إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط تحذيرات من ارتفاع أعداد الضحايا بين المدنيين والرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية.

وقالت الحكومة الإسرائيلية، يوم الجمعة، إنها ستكثف عملياتها العسكرية في القطاع، دون تحديد موعد دقيق لانطلاق الهجوم الكبير على المدينة، التي ما تزال مكتظة بالمدنيين والرهائن.

وأشارت إلى أن العملية قد تتطلب إجلاء المدنيين وتعبئة آلاف الجنود.

إلا أن الخطة قوبلت أيضًا بمعارضة من عائلات الرهائن، الذين عبّروا عن مخاوفهم من أن تؤدي أي عملية برية واسعة إلى “هلاك أحبائهم”، ونظّم بعضهم احتجاجات أمام مقر اجتماع مجلس الوزراء الأمني في القدس.

كما انتقد عدد من المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين السابقين الخطة، مشيرين إلى مخاطر التورط في “ورطة عسكرية” دون فائدة استراتيجية حقيقية.

تحركات دولية ووساطة مستمرة

أعلن مجلس الأمن الدولي تغيير موعد جلسته الطارئة المخصصة لمناقشة خطط إسرائيل في غزة، حيث ستُعقد يوم الأحد الساعة 10 صباحاً بدلاً من الموعد السابق يوم السبت.

وأرجعت رئاسة المجلس – التي تتولاها بنما حالياً– التغيير إلى تزامنه مع العطلة اليهودية.

في غضون ذلك، كشف مسؤولان عربيان لوكالة “أسوشيتد برس” أن مفاوضين من مصر وقطر يعملون على إعداد إطار جديد لصفقة تشمل إطلاق سراح جميع الرهائن – أحياءً وأمواتاً – دفعة واحدة، مقابل وقف الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

ورغم الضربات الجوية المتكررة التي طالت المدينة، لا تزال مدينة غزة من المناطق القليلة التي لم تُخضعها إسرائيل لمناطق عازلة أو أوامر إخلاء، ويخشى المراقبون من أن يؤدي توسيع العمليات إلى مضاعفة الخسائر بين المدنيين والرهائن على حد سواء.

وتحذر منظمات إنسانية من أن أي هجوم واسع على المدينة، في ظل الوضع الراهن، سيُفاقم من الانهيار الكامل للمنظومة الصحية والبنية التحتية والخدمات الأساسية.

إيرلندا تتحدى واشنطن وتعتزم فرض حظر تجاري على بضائع المستوطنات الإسرائيلية

في خطوة أثارت ردود فعل أمريكية غاضبة، أعلنت الحكومة الإيرلندية نيتها المضي قدماً في تمرير تشريع يحظر استيراد البضائع والخدمات من المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، رغم الضغوط والتحذيرات الصادرة عن عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي.

وقال نائب رئيس الوزراء الإيرلندي، سيمون هاريس، إن بلاده “عازمة” على تنفيذ مشروع القانون، مؤكداً في تصريحات صحفية الجمعة: “إيرلندا ليست وحدها في الرغبة في حظر التجارة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة… الناس في إيرلندا، وفي أوروبا، وفي أنحاء العالم، يشعرون بغضب شديد تجاه الإبادة الجماعية التي نراها في غزة، وسنستخدم كل الأدوات المتاحة لنا”.

وكان أكثر من 12 نائبًا في الكونغرس الأمريكي قد وجّهوا تحذيرات لإيرلندا، ملوّحين بإمكانية إدراجها في قائمة الدول التي تقاطع إسرائيل إذا مضت قدماً في التشريع.

ورغم تلك التحذيرات، جدّد تحالف الأحزاب الحاكمة في إيرلندا – “فاين جيل”، و”فيانا فايل”، وعدد من المستقلين – التزامه بتمرير التشريع، الذي أُدرج ضمن البرنامج الحكومي منذ يناير الماضي. كما أوصت لجنة حزبية مؤثرة بتوسيع الحظر ليشمل التجارة في الخدمات، وليس فقط السلع.

وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل، عقب إقرار مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي خطة للسيطرة الكاملة على مدينة غزة، وسط تحذيرات من تبعات إنسانية وأمنية خطيرة، وفقاً لما نقلته “أسوشيتد برس”.

وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن إيرلندا لطالما كانت من أكثر الدول الأوروبية انتقاداً لسياسات الاحتلال الإسرائيلي، وقد سبق لها أن اتخذت مواقف داعمة للحقوق الفلسطينية في المحافل الدولية.

وفي حين تصف إسرائيل مثل هذه الخطوات بأنها “انحياز”، يرى المدافعون عن القرار الإيرلندي أنه يندرج ضمن احترام القانون الدولي ورفض دعم الأنشطة الاستيطانية المخالفة له.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: أحداث غزة أطفال غزة أطفال غزة يموتون جوعا السيطرة على غزة الحکومة الإسرائیلیة الکاملة على مدینة غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

تنديد دولي بخطة إسرائيلية لاحتلال غزة

توالت ردود الفعل الدولية على قرار إدارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو احتلال قطاع غزة، ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري للخطة التي وصفها رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنها "خطأ"، بينما أكدت تركيا أن إعلان السيطرة على غزة تمهيد لتهجير سكان القطاع.

ووافق المجلس الوزاري المصغر، فجر اليوم الجمعة، على مقترح قدمه نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة ضمن خطة أوسع لاحتلال القطاع بالكامل.

ودعا رئيس مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان فولكر تورك إلى الوقف الفوري لخطة الحكومة الإسرائيلية التي "تخالف قرار محكمة العدل الدولية القاضي بوجوب أن تضع إسرائيل حدا لاحتلالها في أقرب وقت ممكن وتحقيق حل الدولتين المتفق عليه وحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم".

وتابع المفوض السامي الذي اعتبرته السلطات الإسرائيلية شخصا غير مرغوب فيه لاتهامه بالانحياز للفلسطينيين، أن "كل شيء يدعو إلى الاعتقاد، أن هذا التصعيد الجديد سيؤدي إلى نزوح قسري أكبر حجما، والمزيد من القتل والمعاناة التي لا تحتمل، وتدمير جنوني وجرائم مروعة".

وطالب الحكومة الإسرائيلية بالسماح بدخول المساعدة الإنسانية إلى القطاع "بدون عقبات… بدل تكثيف هذه الحرب". كما أكد وجوب إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في القطاع "فورا وبدون شروط"، و"الإفراج فورا وبدون شروط عن الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل تعسفا".

ونددت تركيا بقرار إسرائيل، وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، إن على إسرائيل أن توقف فورا خططها الحربية وتوافق على وقف إطلاق النار في غزة وتبدأ مفاوضات حل الدولتين.

وذكرت أن كل خطوة تتخذها الحكومة الإسرائيلية لمواصلة الإبادة الجماعية واحتلال الأراضي الفلسطينية توجه ضربة قوية للأمن العالمي.

ودعت الخارجية التركية المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته للحؤول دون تطبيق الخطة الجديدة التي "تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسرا من أرضهم".

رفض بريطاني

من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني إن "قرار الحكومة الإسرائيلية بتصعيد هجومها على غزة خطأ"، وطالبها بـ"إعادة النظر في قرارها فورا"، لأن "هذا العمل لن يساهم إطلاقا في وضع حد للنزاع ولن يساعد في ضمان إطلاق سراح الرهائن.. وسيؤدي فقط إلى إراقة المزيد من الدماء".

إعلان

وشدد ستارمر في بيان على أن "ما نحتاج إليه هو وقف إطلاق النار، زيادة المساعدة الإنسانية، وتحرير كل الرهائن"، لافتا إلى أن لندن تعمل مع حلفائها على "خطة طويلة الأمد لضمان السلام في المنطقة في إطار حل الدولتين".

وكان ستارمر أعلن أواخر الشهر الماضي، أن المملكة المتحدة تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر/أيلول المقبل، ما لم تتخذ إسرائيل سلسلة خطوات، منها وقف إطلاق النار في غزة.

بدوره، قال رئيس وزراء أسكتلندا جون سويني، إن القرار الإسرائيلي الجديد "يصعد الصراع ويفاقم معاناة الفلسطينيين وهو مرفوض"، ودعا المجتمع الدولي إلى أن يوقف إسرائيل ويضمن وقف إطلاق النار.

وفي بكين، أبدت وزارة الخارجية الصينية "مخاوف جدية" بشأن الخطة الإسرائيلية، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق باسم الخارجية الصينية: إن "غزة للفلسطينيين وهي جزء لا يتجزّأ من الأراضي الفلسطينية".

وأضاف أن "الطريقة الصحيحة للتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في غزة وضمان إطلاق سراح الرهائن هي التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار".

وفي السياق قالت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وانغ، في بيان اليوم الجمعة، "تدعو أستراليا إسرائيل إلى عدم السير في هذا الطريق، الذي سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة".

وأضافت أن التهجير القسري الدائم، هو انتهاك للقانون الدولي، وكررت الدعوات إلى وقف إطلاق النار وتدفق المساعدات من دون عوائق، وإطلاق الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وتابعت إن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم، دولة فلسطينية ودولة إسرائيل، تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن داخل حدود معترف بها دوليا".

يذكر أن الخطة الإسرائيلية الجديد تنص على بدء جيش الاحتلال التحرك نحو مناطق لم يدخلها سابقا، بهدف السيطرة عليها، وتنطلق من تهجير فلسطينيي مدينة غزة نحو الجنوب، وتطويق المدينة، ومن ثم تنفيذ عمليات توغل إضافية في مراكز التجمعات السكنية، وفق هيئة البث العبرية الرسمية.

وخلال الإبادة الإسرائيلية المتواصلة في القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، احتل الجيش الإسرائيلي كامل مدينة غزة باستثناء مناطق صغيرة ومكث فيها عدة أشهر قبل أن يتراجع في أبريل/نيسان 2024 من معظم مناطقها بعد إعلانه "تدمير البنية التحتية لحماس بالمدينة".

ومن كامل القطاع بقيت أجزاء من مدينة دير البلح ومخيمات المحافظة الوسطى (النصيرات والمغازي والبريج) لم تحتلها القوات الإسرائيلية، لكنها دمرت مئات المباني فيها، وفق مسؤولين محليين فلسطينيين.

والمناطق التي لم تحتلها القوات الإسرائيلية برياً تمثل نحو 15% من مساحة القطاع فقط، حسب وكالة الأناضول.

مقالات مشابهة

  • إيرلندا ماضية في حظر استيراد بضائع المستوطنات رغم المعارضة الدولية
  • وزراء خارجية 5 دول أوروبية يرفضون خطة "إسرائيل" لاحتلال غزة
  • إيرلندا تعتزم فرض حظر تجاري على المستوطنات الإسرائيلية
  • وزراء خارجية 5 دول يرفضون خطة إسرائيل لاحتلال غزة
  • لابيد: قرار الحكومة الإسرائيلية باحتلال غزة كارثة ستؤدي إلى كوارث
  • تنديد دولي بخطة إسرائيلية لاحتلال غزة
  • الرئاسة الفلسطينية تطالب واشنطن بمنع إسرائيل من احتلال غزة
  • هل صرخ ترامب في أذن نتنياهو؟.. مكتب الحكومة الإسرائيلية يعلق
  • حكومة لبنان توافق على أهداف ورقة واشنطن لتثبيت وقف النار مع إسرائيل